قد يلجأ البعض إلى توبيخ غيره، عملًا بقول القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس الأسقف: (عظ وبخ انتهر) (2تى 4: 2) وأمام هذا التوبيخ نضع بعض ملاحظات:
1- هل هذا المنتهر له سلطان الانتهار، كما كان للقديس تيموثاوس الأسقف؟ وهل الذي يقوم بتوبيخه هو تحت مسئوليته الروحية؟ وهل هو أصغر منه أم أكبر؟
2- ما هو أسلوب التوبيخ؟ هل هو بقسوة وعنف؟ هل هو بطريقة جارحة مهينة؟ هل هو بطريقة منفرة.
إن بولس الرسول قال لكهنة مدينة أفسس: (متذكرين أنني ثلاث سنين، ليلًا ونهارًا لم أفتر أن أنذر بدموع كل واحد) (أع 20: 30).
3- لذلك إن انتهرت أحدًا، فليكن ذلك بتواضع وحب. لا تنتهر بسلطان، ولا بتعال وكبرياء. اجعل التوبيخ يأخذ أسلوب النصيحة الهادئة، وليس أسلوب التجريح.
4- لا تنتهر -مَنْ هم تحت سلطانك- على كل خطأ..
فداود النبي يقول للرب: (إن كنت للآثام راصدًا يا رب، يا رب من يثبت، لأن من عندك المغفرة) (مز 130: 3).
إن توبيخك على كل خطأ، يوقع غيرك في صِغَر النفس، وتبدو أنت أمامه كمن يَتَصَيَّد له الخطأ..
5- لا توبخ أمام الآخرين، ففي هذا لون من الحرج.
ويستثنى الكتاب من هذه القاعدة الخطايا المعروفة للكل فالمستهترون الذين يخطئون بلا مبالاة أمام الكل، يقول الرسول: (وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف) (1تى 5: 20).
أما الخطايا التي تحدث في الخفاء، وبخ عليها في الخفاء.
6- ليكن توبيخك بإقناع وبمحبة..
اقنع من توبخه، بأنك تحبه وتخاف عليه، وأنك تكلمه من أجل فائدته (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وليس توبيخك عن عداوة واحتقار!
7- يمكن أن يكون التوبيخ بطريقة غير مباشرة:
بحيث يكون عنصر التلميح أكثر من التصريح. ويكون ذلك بطريقة إيجابية، بشرح فوائد الطريق الروحي العكسي لما حدث.
8- يمكن أن يسبق التوبيخ مديح، ويعقبه تشجيع.
وقد سلك الرب بهذا الأسلوب مع المرأة السامرية، دون أن يجرحها (يو 3: 17، 18).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s36pqxa