كثيرًا ما يصلي الإنسان، ولكنه قليلًا ما يصرخ في صلاته.
فالصراخ درجة أعمق، يدل على مقدار الحاجة، وجدية الصلاة.
وهوذا أنا يا رب أصرخ إليك، من أعماقي.
أصرخ إليك كطفل يلجأ صارخا إلى أبيه القادر على معونته.
وهكذا أنا أصرخ إليك، أيها الحنون، القادر على كل شيء.
إنها صرخة استغاثة، وصرخة إيمان ورجاء واحتياج.
صرخة قوية، تذكرني الشاعر المصري، الذي في أحد أزجالة شرح قوة صرخته فقال "مثل صرخة غريق بينده لقارب نجاه. بينده بينده، بكل قواه، للحياة..".
إنها صرخة، وليست مجرد نداء. صرخة تجذب حنان الرب كقول المزمور:
"من أجل شقاء المساكين، وصراخ البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 12: 5).
تُذَكِّرنَا بقول الرب في مثل قاضي الظلم "أفلا ينصف الله مختاريه، الصارخين إليه نهارًا وليلًا" (لو 18: 7).
وتُذَكِّرنَا بقول الرب "إني قد رأيت مذلة شعبي... سمعت صراخهم... فنزلت لأنقذهم" (خر 3: 7). وقول الكتاب "صرخوا، فصعد صراخهم إلى الله بسبب العبودية" (خر 2: 23). ما أعمق عبارة "فصعد صراخهم على الله".
إن المزامير تقدم لنا أمثلة من الصراخ والاستجابة، كقوله:
"بصوتي إلى الرب صرخت، فاستجاب لي من جبل قدسه" (مز 3: 4).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"في ضيقتي صرخت إلى الرب، فاستجاب لي" (مز 20: 1). "في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت. فسمع من هيكله صوتي. وصراخي قدامه دخل أذنيه" (مز 18: 6).
وهكذا يصلي داود "صرخت من كل قلبي، فاستجب لي يا رب" (مز 119: 145). "أنصت يا رب إلى كلماتي، واسمع صراخي.." (مز 5: 1).
وقدَّم لنا الكتاب مثالًا هو صراخ أهل نينوى في توبتهم ومذلتهم:
إذ نودي في المدينة "ليتغط الناس والبهائم بالمسوح، ويصرخوا إلى الله بشدة. ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة" (يون 3: 8). وقد سمع الله صراخهم، واستجاب لهم ورحمهم.
من العجيب أن أول صراخ في الكتاب المقدس ذكر في قول الرب لقايين:
"صوت دم أخيك صارخ إلى من الأرض" (تك 4: 10).
وفي هذا المزمور، يريد المرتل أن يصل صراخه إلى الله، فيقول:
"من الأعماق صرخت إليك يا رب، يا رب استمع صوتي".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-compline/i-have-cried-to-you.html
تقصير الرابط:
tak.la/py5qjk2