يقع الدير الأبيض بالقرب من مدينة سوهاج في مصر العليا. ويطلق عليه أيضا دير الأنبا شنودة.
دخل الأنبا شنودة الدير وهو في عمر سبع سنوات، وعاش في الدير حوالي 30 سنة مع خاله الأب بيجول الذي أسس هذه الجماعة الرهبانية. وقد أصبح الأنبا شنودة رئيسا للدير بعد وفاة خاله "الأب بيجول" حوالي سنة 388 م. وبقى رئيسا للدير إلى وفاته، التي كانت بالتقريب حوالي سنة 464 م.
مصادر نجع حمادي وصفت الأنبا شنودة، وهو في سن بين 115، 118 سنة، بأنه أهم متكلم عن اهتمامات الأقباط المسيحيين في صراعاتهم مع اليونانيين الوثنيين في المنطقة. وقد أصبح الأنبا شنودة واحدا من مؤسسي كنيسة مصر التي تؤمن بطبيعة السيد المسيح الواحدة (دون أن يدرك هو ذلك).
وبحسب مدرسة القرن العشرين، فإن الأنبا شنودة يوضع كأهم قائد للأقباط المسيحيين في جيله، لأنه ببساطة ترك وراءه أكبر مجموعة من الكتابات والتي يشرح فيها الثوابت اللاهوتية، والتي بقيت بعد ذلك في مصر.
وأيضا أصبح الدير الأبيض تحت رئاسة الأنبا شنودة بؤرة نشاط للمسيحيين العلمانيين، فالعلمانيون كانوا يواظبون على حضور القداسات في الدير والاستماع إلى عظات الأنبا شنودة.
وقد كان الأنبا شنودة البطل والنصير لعامة الشعب ضد المعاملة السيئة التي يجدونها من أصحاب الطبقات الرفيعة أو من موظفي الحكومة، فلقد عمل كمحامى للفقراء واشترك معهم في صراعاتهم ضد الوثنيين.
وأيضًا هيأ في ديره ملجأ لعامة الناس، في وقت هجمات البربر، على بعض قرى الصعيد في أخميم. فقد قتلوا ونهبوا وسرقوا، ثم اقتادوا من بقى من أهالي تلك القرى إلى الأسر. وما أن سمع الأنبا شنودة بما حدث حتى سارع إلى مقابلة رؤساء تلك القبائل، وقال لهم "احتفظوا بكل الأسلاب والغنائم وهِبوني الأسرى". فراقت لهم كلماته وسلموه الناس الذين أسرهم، فأخذهم فرحًا واستضافهم في الدير لمدة ثلاثة شهور كاملة (وقد كان عددهم حوالي 20,000 من الرجال والنساء والأطفال). فقد كان بالفعل ملجأ لقومه في وقت الشدة.
وقد حاول أن يصيغ المعتقدات الدينية والخبرات الخاطئة التي كانت سائدة بين المسيحيين في جيله: فقد كان ناقدا للمسيحيين المليتيين الذين كانوا يقيمون الأفخارستيا في منازلهم الخاصة عدة مرات في اليوم الواحد، ولهم عادات خاصة في المعمودية، ويقومون بالغناء والتصفيق أثناء العبادة.
وأيضا كان يلوم مجموعة أخرى كانت تبتعد عن ممارسة سر الأفخارستيا مع الكل. هذا بالإضافة إلى رفضه بدعة ماني، فقد قال: إن السيد المسيح بقى إلها وهو بعد في الجسد كإنسان، ولكن أصحاب بدعة ماني لم يصدقوا ذلك.
وأخيرًا يجب أن نلفت النظر إلى نشاط الأنبا شنودة في مساندة باباوات الإسكندرية، فقد عاش الأنبا شنودة في عصر يتأجج بنيران الأحداث والانفعالات -وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى- ففيه انعقدت ثلاثة مجامع: هي مجمع أفسس الثالث، ومجمع أفسس الديسقوري، ومجمع خلقيدونية الذي شق الكنيسة المقدسة. وقد حضر الأنبا شنودة مجمع أفسس الثالث لمساندة باباوات الإسكندرية للحفاظ على الإيمان المستقيم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/nuns/shenouda.html
تقصير الرابط:
tak.la/7pr457t