الكاتدرائية التي نتكلم عنها هي التي اهتم بإعادة بنائها وتزيينها الأسقف بولس عام 707 م.، ولذلك سُمِيَت باسمه. أما الكاتدرائية الأولى (ويرُجَّح من خلال كتابات كثيرة بها أنها كانت تسمى باسم السيدة العذراء)، وقد دمرها هجوم الساسانيون Sasanid على مصر والنوبة عام 616 م.
والكاتدرائية القديمة لم تكن مزينة برسومات، بل ببروزات (نقش أو نحت)، وأيقونات، غالبًا أُدْخِلَت فيها لِتُسْتَخْدَم في العبادة الكنسية.
أما الكاتدرائية الجديدة فلم يوجد بها أي نقش أو نحت، بل من بدايتها زُينت برسومات جدارية تُعبّر عن مناظر دينية مهمة والتي كانت كافية لأغراض العبادة والزينة في نفس الوقت.
ومن الكتابات الموجودة على الرسومات في الكاتدرائية الجديدة باللغتين القبطية واليونانية -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- ومن قائمة أسماء الأساتذة (والتي ساعدت في تأريخ حبرية هؤلاء الأساقفة، والتي وُجدت على جدران المعمودية بداخل الكنيسة) ومن الكتابات الموجودة على شواهد القبور... كل هذا ساعد على معرفة تاريخ فَرس، بل وتاريخ المسيحية في النوبة كلها. وأيضًا ساهم في معرفة المراحل المختلفة للرسومات التي زينت الكاتدرائية. وقد تم معرفة أن زخرفة الكاتدرائية تم على عدة طبقات من البلاستر (جبس، مصيص)، وبالتالي تمكن العلماء من معرفة النماذج المختلفة في الزخرفة وتحديد عمر الرسومات النوبية والقبطية. وهذه الرسومات تُغطي الفترة من بداية القرن الثامن إلى نهاية القرن الثالث عشر.
وقد قسَّم العلماء النماذج المختلفة للرسومات كالتالي:
أ- قُسمت إلى أربعة مراحل حسب العالِم ميشاتويسكي Michatowski وهي:
(1) البنفسجي الغامق.
(2) الأبيض.
(3) الأصفر - الأحمر.
(4) تعدد الألوان.
وإن كان العالِم ويتزمان Weitzmann لم يذكر سوى ثلاثة مراحل فقط:
(1) البنفسجي الغامق.
(2) الأبيض.
(3) تعدد الألوان.
قُسمت الرسومات إلى ثلاث مراحل:
المرحلة المبكرة (قرن ثامن وتاسع)، المرحلة التقليدية (قرن عاشر)، المرحلة المتأخرة (القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر).
وعند عرض الرسومات في هذا البحث سأتبع التقسيم تِبعًا للألوان، وسف يتضمن تاريخ كل قسم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pauline-todary/faras/intro.html
تقصير الرابط:
tak.la/7s7sr57