St-Takla.org  >   books  >   pauline-todary  >   coptic-language
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب لغتنا القبطية المصرية (اللغة القبطية) - أ. بولين تودري

13- أهم من كتبوا باللغة القبطية

 

أولًا: أهم من كتبوا باللغة القبطية:

1- هيراكاس الكاتب الهرطوقي: هذا الكاتب هو أول المصريين المسيحيين الذين وصلتنا أخبار عنهم أنهم كتبوا باللغة القبطية، وهي المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية. وقد ولد سنة 270 م. أو قبل ذلك في مدينة ليونتوبوليس بإقليم هليوبوليس بالدلتا (وهى حاليًا تل اليهودية على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب شرقي شبين القناطر)، ويشهد عنه أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص(1) [بأنه كان ناسكًا ومثقفًا يتقن الطب وغيره من علوم المصريين واليونانيين، ويجيد اللغة المصرية إجادة تامة لأنه كان مصريًا، ويعرف اليونانية، ويتقن علم التفسير كما هو واضح من كتاباته. وقال عنه أيضًا القديس أبيفانيوس بأنه كان يحفظ في ذاكرته العهدين القديم والجديد.... وقد ألَّف كتابات باليونانية والمصرية (القبطية) تتضمن تفاسيرًا عن ستة أيام الخليقة.... وكتب تفاسير عن أجزاء أخرى من الكتاب المقدس. وألَّف مزامير كثيرة جديدة... ويقول البعض أنه عاش حتى تخطى التسعين عامًا، ولأنه كان ناسخًا واحتفظ ببصره، فقد مارس فن النساخة إلى يوم وفاته...]

ولكنه كانت لديه انحرافات عقائدية كثيرة، وبطبيعة الحال اصطدم مع الكنيسة بسبب هرطقته. ولم يبقى لدينا شيء مؤكد من كتاباته. ولكن في الأجزاء المتبقية من مؤلفات باسم البابا بطرس بطريرك الإسكندرية السابع عشر (302- 311م.) توجد إشارة واضحة إلى هياراكاس خصوصًا في رسالة البابا بطرس الفصحية لسنة 306م.

St-Takla.org Image: The Egyptian Saint Anthony the First Monk, modern Coptic art icon صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أنبا أنطوني (الأنبا أنطونيوس المصري) الراهب الأول في العالم

St-Takla.org Image: The Egyptian Saint Anthony the First Monk, modern Coptic art icon.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أنبا أنطوني (الأنبا أنطونيوس المصري) الراهب الأول في العالم.

2- رسائل القديس أنطونيوس: يذكر عن القديس أنطونيوس (251- 356م.)، أنه لم يكن يعرف اليونانية على الإطلاق(2). وتنسب إلى القديس أنطونيوس مجموعة من الرسائل لا شك أنه كتبها أو أملاها باللغة القبطية، وكانت تترجم هذه الرسائل إلى اليونانية. ولكن هذا النص اليوناني للرسائل السبع مفقود حاليًا، ولكن توجد أجزاء من هذه الرسائل بالسريانية والقبطية، والجزء الموجود بالقبطية يتضمن الرسالة السابعة وبداية الرسالة الخامسة ونهاية الرسالة السادسة، ولا نستطيع أن نحدد إن كان هذا النص القبطي هو الأصيل أم أنه مُتَرْجَم من النص اليوناني.

وهناك اقتباسات من رسائل الأنبا أنطونيوس بالقبطية في القرن الخامس، موجودة في كتابات الأنبا شنودة وتلميذه ويصا.

وللقديس أنطونيوس أيضًا رسالة كتبها إلى تادرس تلميذ القديس باخوميوس. وقد سجلها أحد تلاميذ تادرس وهو الأسقف آمون، وأوردها بكاملها ضمن رسالة له كتبها باليونانية إلى شخص يُدعى ثاؤفيلس.

ويشهد البابا أثناسيوس الرسولي(3) أن القديس أنطونيوس كانت له مراسلات مع الأباطرة قسطنتين وقسطنتيوس وقنسطانس، ولكن لم يصلنا شيء من هذه الرسائل.

وقد ورد في السيرة الأولى للقديس باخوميوس باليونانية خبر يذكر أن القديس أنطونيوس كتب رسالة إلى البابا أثناسيوس وأرسلها مع اثنين من رهبان أديرة باخوميوس كانا قد حضرا لمقابلته وهم في طريقهما إلى الإسكندرية.

3- كتابات القديس باخوميوس وتلاميذه: توجد أصول يونانية وقبطية للكثير من رسائل القديس باخوميوس، تم اكتشافها ونشرها منذ سنة 1972م. ولا شك من أن هناك إحدى عشر رسالة له كانت موجودة بالقبطية في وقت مبكر جدًا، إذ أنه توجد لدينا الآن ترجمة يونانية لهذه الرسائل مكتوبة على رقوق ترجع إلى القرن الرابع الميلادي. وهي محفوظة في مكتبة شستربيتي في دبلن Chester Beatty Library، وتشبه إلى أبعد الحدود النص الذي يفترض أن جيروم كان يترجم منه.

أما قوانين باخوميوس التي ترجمها جيروم إلى اللاتينية في سنة 404م. وتقع في أربعة مجموعات تشمل قوانين باخوميوس وتلميذيه، فقد نقلها جيروم عن نسخة يونانية ترجمت له خصيصًا من القبطية في دير المطانية metanoia (أي دير التوبة) في كانوبس -حاليًا أبو قير- بالقرب من الإسكندرية. وكان هذا الدير مقرًا للرهبان الباخوميين الذين استحضرهم البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون (385- 412م.) للإقامة فيه وتبشير أهل مدينة كانوبس معقل عبادة إيزيس في هيكلها الذي كان يقصده الوثنيون من كل أنحاء العالم. وقد تم الكشف عن بعض نصوص قبطية لأجزاء هامة من هذه القوانين ونشرها خلال القرن العشرين. ولا شك أنه كانت هناك ترجمة يونانية لمنفعة الرهبان المتكلمين باليونانية في أديرة باخوميوس، ولكنها مفقودة حاليًا.

تعاليم باخوميوس فقد كانت الدروس الكتابية سمة أساسية للرهبنة الباخومية. ولدينا الكثير من هذه التعاليم التي ألقاها باخوميوس متضمنة فيما كتبه المؤلفون القدامى عن سيرة حياته باليونانية والقبطية.

4- كتابات هورسيسيوس: هو ثاني خلفاء القديس باخوميوس (بعد بترونيوس الذي مات بعد شهور قليلة) فله كتاب مفقود باليونانية والقبطية، وموجود فقط في ترجمة لاتينية أتمها جيروم وتحمل اسم كتابات هورسيسيوس. وهو عهد روحي يكشف عن محبة الكاتب للأسفار المقدسة، وذلك لاستخدامه اقتباسات كتابية كثيرة من جميع أسفار العهدين تقريبًا. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات الحديثة كشهادة للفكر الرهباني القبطي. وله أيضًا رسالتان بالقبطية اكتشفتا حديثًا، كتبهما بمناسبة الاجتماع السنوي للأديرة الباخومية، وعالج فيهما القضايا التنظيمية والأخلاقية بأسلوب تلميحي.

5- كتابات القديس تادرس: هو تلميذ الأنبا باخوميوس ورئيس دير تبانيسي، الذي تولى رئاسة الأديرة الباخومية في الفترة من نحو سنة 350م. حتى تاريخ نياحته سنة 368م. فتوجد أخبار عن حياته في الترجمات المطولة عن سيرة باخوميوس. كما ترجم له جيروم رسالة إلى اللاتينية مع أعمال أخرى لباخوميوس وهورسيسيوس.

ولدينا أيضًا نسخة أصلية من رسالة أخرى للقديس تادرس اكتشفت حديثًا بالقبطية وكانت مكتوبة للأديرة بمناسبة اجتماعها السنوي في شهر مسرى، الذي كانوا يحتفلون فيه بعيد الغفران (أي مغفرة الخطايا) وقد نشرها كوبك في كتابه الجزء السابع ص 2240.

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Shenouda the Archimandrite صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of St. Shenouda the Archimandrite.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.

6- كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين: إن الأنبا شنودة (350- 468م) هو أول من رفع اللغة القبطية إلى مستوى اللغات الأدبية -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- بما في ذلك اليونانية، وهو رئيس دير الأنبا شنودة المعروف باسم الدير الأبيض بالقرب من سوهاج بصعيد مصر. فهو يعتبر بحق أعظم مؤلف كتب باللغة القبطية، وأثرى الآداب القبطية. وقد ذاع صيته وانتشرت كتاباته ليس فقط في منطقة ديره وبين معاصريه، بل امتدت إلى جميع أنحاء مصر واستمرت عبر الأجيال، واحتلت أجزاء من عظاته مكانًا في قراءات الكنيسة القبطية.

ولا شك في أن سيرة الأنبا شنودة -التي كتبها تلميذه الأنبا ويصا الذي خلفه في رئاسة الدير- كانت مكتوبة أيضًا بالقبطية الصعيدية، ولكنها باقية بكاملها باللهجة البحيرية فقط، وفي ترجمات عربية وسريانية وأثيوبية.

وللأسف، فإن المخطوطات المشتملة على تراث أعماله وصلتنا في حالة يُرثى لها من التمزق والتهرؤ، فضلًا عن أن هذه الأجزاء موزعة في مكتبات العالم. أما شعبيتها فمشهود لها بحقيقة كونها تُنْسَخ وتُقْرَأ في دير الأنبا شنودة جيلًا بعد جيل، وأنها كانت موجودة في هيئة مجموعة من الكتابات.

ولدراسة تراث الأنبا شنودة الأدبي يلزمنا أولًا التعرف على مجموعات كتاباته. ولدينا مجلدات قليلة، إما كاملة أو شبه كاملة، تعطينا فكرة جيدة عن ذلك التراث وكيفية تناقله عبر الأجيال. وأهمها مجلدات ثلاثة، واحد بمتحف اللوفر، واثنان بالمعهد الفرنسي للدراسات الشرقية بالقاهرة.

وقد وضع الأنبا شنودة سلسلة من القوانين الديرية تشبه قوانين القديس باخوميوس ولكنها أشد صرامة. كما وعظ الرهبان عظات طويلة وكثيرة، ووعظ الشعب الذي كان يحضر للصلاة في الدير في يومي السبت والأحد. وهي عظات تتعلق بموضوعات روحية وأخلاقية، وبعضها باق إلى الآن. وتتجلى معرفته الواسعة بأسفار الكتاب المقدس في كثرة النصوص التي يقتبسها منه، أو يشير إليها في عظاته ورسائله ومقالاته. وقد كتب مقالات ضد البدعة النسطورية، وهاجم الآريوسية، والمانوية، وأتباع شقاق ملاتيوس الأسيوطي. كما عالج موضوع التجسد، والتحول في سر الافخارستيا، خصوصًا في مواجهة الهرطقة النسطورية.

إن تأثير الأنبا شنودة على الأدب القبطي لا يرجع فقط إلى ضخامة إنتاجه الأدبي الأصيل باللغة القبطية، وإنما يعزى أيضًا إلى اهتمامه بعمل الترجمة الذي تبنّاه، وأشرف عليه في ديره على ما يبدو. ويقول تيتو أورلاندو: [أن الكثير من الموضوعات المُتَرجمة عن اليونانية، قد تم إنتاجها في دير الأنبا شنودة].

_____

الحواشي والمراجع:

(1)  في: "ضد الهرطقات 67: 1، 3".

(2) بلاديوس: التاريخ اللوزياكى 21: 15.

(3) حياة أنطونيوس، 81.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pauline-todary/coptic-language/writers.html

تقصير الرابط:
tak.la/dp32744