St-Takla.org  >   books  >   nagwa-ghazaly  >   old-testament-2
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محاضرات في العهد القديم (الجزء الثاني) - أ. نجوى غزالي

70- عرض لأحداث سفر راعوث

 

* هذا السفر الوحيد الذي سمى باسم امراة موآبية أممية في الكتاب وهذا يرجع إلى ما وصلت إليه راعوث فقد نالت نصيبًا مع شعب الله واستحقت أن يسجل اسمها في سلسلة نسب السيد المسيح في (مت 1: 5).

وإن كان البعض يقول أن هناك تناقضًا مع ما جاء عن عدم الزواج من الشعوب الغريبة فنرد أن ما حدث هو نموذج رائع لعناية الله بكل من يثق فيه ويؤمن به بغض النظر عن الجنس أو اللون.

* أن نسب داود النبي الذي يمتد إلى راعوث يعد دليلًا واضحًا بأن الصلاح أو التقوى الحقيقية غير قاصرة على شعب أو أمة بعينها ومحبة الله هي لكل الشعوب والأمم لأنهم جميعًا عمل يديه ولهم فرصه ليكونوا من المؤمنين به (رو 2: 11) (أع 10: 34، 34).

" وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.

* لذا السفر يشير إلى دعوة الأمم والوثنيين في المستقبل إلى الإيمان بالسيد المسيح وامتداد النعمة لهم وكانت راعوث رمزًا لذلك.

* يروي السفر قصة بسيطة عن بيت أليمالك الذي ذهب إلى أرض الموآبيين بسبب الجوع الذي شمل بيت لحم (بيت الخبز).

ومات أليمالك وتزوج ابناه ثم ماتا بعد عشر سنوات ونعمي زوجته وكنتاها في أرض الغربة.. وهنا تجيء سيرة راعوث كنة نعمي التي أبت إلاّ أن ترافقها في عودتها واصطحبتها معها ويقول الكتاب في (را 2: 3) [فاتفق نصيبها لقطعة أرض لبوعز] فهناك يد غير منظورة تقودنا في كل طرقنا وترتب نتائج عظيمة الشأن حتى من الأمور التي تبدوا لنا تافهة، لم يضع قولها. "شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي".

* بوعز هو أحد أنسباء أليمالك رجل جبار بأس ذو أخلاق كريمة، وبوعز هو الرجل الذي دلّت إليه نعمي راعوث "إنه ثاني ولّينا" (را 2: 20).

والكلمة المترجمة وليّ يصح أن تترجم فادٍ وهو من يفتدي ميراث المتوفي ويقيم نسلًا لقريبه في إسرائيل (تث 25: 5 - 10).

وحيث أن حق الولي يقضيه من هو أكثر قرابة لذلك انتظر بوعز حتى طرح الأمر على شيوخ البلدة ووضح الأمر أمام النسيب الأقرب ولكنه لم يرد أن يتزوج منها لئلا يفسد ميراثه، لذلك أصبح بوعز له حق الولي واشترى ميراث اليمالك وتزوج راعوث وأقام لقريبه اسمًا في إسرائيل (را 4: 9- 10).

 وقال بوعز للشيوخ في باب المدينة ولجميع الشعب أنتم شهود اليوم إني قد اشتريت كل ما لأليمالك وكل ما لكليون ومحلون من يد نعمي وكذا راعوث الموآبية... ولا ينقرض اسم الميت (را 4: 9 – 11).

St-Takla.org Image: Ruth and Boaz, along with Naomi and the close relative (Ruth 4) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: راعوث وبوعز، ومعهم نعمي والولي (راعوث 4) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

St-Takla.org Image: Ruth and Boaz, along with Naomi and the close relative (Ruth 4) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راعوث وبوعز، ومعهم نعمي والولي (راعوث 4) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

* ثاني ولينا هو السيد المسيح الذي فيه تبارك الجميع، ارتبط بنا وحمل طبيعتنا وتقدم كوليّ ثاني ليفتدينا... الولي الأول الناموس لم يستطع أن يخلص، إنما يسلم الولي الثاني النعمة الإلهية حيث يستطيع السيد المسيح وحده أن يخلص ويفك كل رباطات الخطية.

* وفي مسألة خلع النعل وتسليمه للثاني يشير إلى انتهاء أحقية الوليّ الأول أن يدوس أرض الميت بل أصبح الحق للولي الثاني لكي يمتلكها ويقيم نسلًا للميت: قول الولي الأقرب حين رفض حقه في الوكالة (را 4: 1 – 6) “«لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسِي لِئَلَّا أُفْسِدَ مِيرَاثِي. فَفُكَّ أَنْتَ لِنَفْسِكَ فِكَاكِي لأَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ». عادة الفكاك هنا تختلف عما ورد في (تث 25: 5 – 10) مما جعل بعض العلماء يرى أن فكرة الفكاك تطور القيام بتطبيق تلك العادة وقام بوعز بأمر الفكاك بالنسبة للحقل وبالنسبة لراعوث (را 4: 7 – 12).

← انظر باقي كتب السلسلة للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* ولدت راعوث ابنًا واسمه عوبيد، وراعوث التي ضّحت نالت وعرفه التي اقتصرت على مجاملة حماتها ثم رجعت لقومها حرمت من تسجيل إسمها مع شعب الله، وخسرت ميراث زوجها، وكذلك النسيب الأقرب الذي خوفًا على مصلحته الشخصية رفض حق الولي حسب غير مستحق للذكر (فلان الفلاني)، أما راعوث وبوعز الذي قام بالحق الذي عليه تسجل إسمها وأسمه في سلسلة أنساب داود النبي وصارا أعظم من ذلك كجدود للسيد المسيح ابن الله بالجسد.

* نقطة مهمة في هذا السفر نبحثها في (را 4: 4 – 10) فنرى لفظتي اشترى وفك التي هي بمعني إفتدى فقد تكررت عدة مرات ويخبرنا بوعز أنه بافتدائه الميراث يحق له إقتناء أرملة محلون زوجة له، فأهتمام الوحي بتدوين مثل هذه الناحية دليل على أنها ترمز إلى فداء السيد المسيح.

* ومن أبدع تصوير بين الولي والمسيح، أن الأول لا بُد أن يكون أقرب الأقرباء حتى يحق له أن يفتدي ميراث الميت وأرملته، كذلك اشترك معنا السيد المسيح في اللحم والدم ليشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية حتى يفتدينا [كنيسة الله التي أقتناها بدمه] (أع20: 28)

* نفس اسم بوعز معناه قدرة أو أهلية كذلك السيد المسيح هو القادر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله (أف 5: 26) [أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرًا أياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة بلا عيب...]

* لم يدخل هذا السفر بين الأسفار القانونية حتى القرن الثالث قبل المسيح ولكنه أعطى مكانة إذ جعلوه ضمن الأسفار المسماة مّجلوت أو ادراج أو كتوبيم والتي تسمى بها خمسة أسفار هي نشيد الأنشاد وراعوث والمراثي والجامعة وأستير.

* وكانت هذه الأسفار تحفظ منفصلة عن الأسفار الأخرى وتقرأ في المجامع في بعض الأعياد حسب التقويم العبراني وكان سفر راعوث يقرأ في يوم الخمسين "عيد الحصاد".

* بدأ السفر بالمجاعة وانتهى السفر بمجيء داود النبي للوصول إلى ابن داود مصدر الشبع ومشتهى الأجيال بعد ذلك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-2/ruth-contents.html

تقصير الرابط:
tak.la/zk7sw5p