ملكي صادق كان مثال ورمز للسيد المسيح، هو بشر مثلنا ولد كسائر البشر، أوجه تشابه بينه وبين السيد المسيح تجعله مثالًا له في:
v كونه ملكًا وكاهنًا، ولم يجتمع الملك والكهنوت في أحد إلا في ملكي صادق:
v من جهة اسمه ملك السلام أو ملك البر والسيد المسيح هو ملك السلام أو ملك البر.
v من ناحية اسم مدينته كان ملك ساليم ولعلها أورشليم ومعناها أيضًا سلام أي مدينة السلام وقال بولس الرسول في (عب 7: 1) " لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ". ساليم ويقول التقليد أنها كانت اسمها يارو ساليم وبعد ذلك تحولت إلى أورشليم،
v كاهن الله العلي الذي استقبل إبراهيم راجعًا من كثرة الملوك "الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلًا«مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضًا «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ. بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ."
مشبه يعنى مشبه بغيره ولا يمكن أن يكون مشبهًا بنفسه.
§ القديس أمبروسيوس يقول: كون ملكي صادق مشبهًا بابن الله فيستدل منه على أن الله متقدم عليه وأسبق منه وأن ملكي صادق أقل شأنًا منه لأنه مجرد مثال للأصل.
- بارك إبراهيم والكبير يبارك الأصغر.
- أخذ منه العشور، قدم له عُشرًا وقبلها.
- إنه أخرج خبزًا وخمرًا بما يحمل رمزًا لكهنوت العهد الجديد.
(تك 14) و(مز 110) في (مز 110) يبدأ بـ:"قال الرب لربي" ويقول بعد ذلك عن السيد المسيح " أقسم الرب ولن يندم أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق " إذًا الكلام الذي يقوله المزمور كان يخاطب السيد المسيح الملك ورئيس الكهنة لأنه ابتدأ بـ"قال الرب لربي".
فكتب بولس رسالته للعبرانيين يريد أن اليهود الذين يؤمنون بكهنوت هرون، يريد أن يوضح لهم أن السيد المسيح من نسل داود ويقول في نفس الوقت أن كهنوته أعظم من كهنوت هرون لماذا؟ لأن لاوي كان في صلب إبراهيم عندما نال البركة من ملكي صادق لأن إبراهيم، إسحق، يعقوب ولاوي ابن يعقوب إذًا كان في صلب وفي نسل إبراهيم وهو أخذ من ملكي صادق البركة والأصغر يُبَارك من الأكبر.
في (عب 7: 3)
§ بلا بداية أيام نعرفها وبلا نهاية أيام نعرفها، دخل في التاريخ فجأة لتكتمل كل الرموز عن السيد المسيح، اليهود كانوا ينتظرون المسيا ملك من سبط يهوذا، إنما كاهن لم يفكروا في هذا الأمر، هذا هو الذي أراد فيه بولس الرسول أن يشرحه لهم، بارك الذي قبل به المواعيد وأيضًا بلا بداية نعرفها وكذلك لا نهاية أيام نعرفها.
§ إذًا هو رمز وليس هو السيد المسيح.
§ وليس أحد ظهورات السيد المسيح لماذا؟ لأنه أعطاه عشور وأخذها، قدم ذبيحة من خبز وخمر.
§ كل الآباء البطاركة الأول كانوا يقدمون ذبائح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. إبراهيم في كل مكان كان يبني مذبحًا ويقدم ذبيحة وإسحق ويعقوب لكن لم يقل الكتاب عن واحد منهم أنه كان كاهنًا وهم أنفسهم لم يقولوا أنهم كهنة.
بلا أب نعرفه وبلا أم نعرفها وبلا نسب، قصده بلا نسب لأن أي واحد من لاوي أو من هرون كان لا بُد أن يثبت نسبه إليه وإلا لا يكون كاهنًا فيريد أن يقول لهم بلا نسب في الكهنوت لأن الكهنوت الهاروني كان بالوراثة أما كهنوت ملكي صادق كان من الله مباشرةً لم يتسلمه من أحد كما يقول بولس الرسول في (عب 7: 14).
هذا من جهة الكهنوت ومن ناحية أخرى هو بلا أب أو أم هو كابن الإنسان بلا أب أرضي وكابن الله بلا أم لأن السيدة العذراء لم تلد اللاهوت أو مبدأ اللاهوت ليس منها.
§ أيضًا الدليل على إنه شخص حقيقي وليس أحد الظهورات للسيد المسيح فأي ظهور حدث في الكتاب كان الذي ظهر له الرب يسأل أو يسجد فنرى:-
- لما رأى موسى النبي العليقة سجد وقال له الرب "أخلع نعلك من رجلك لأن الأرض التي أنت واقف عليها أرض مقدسة " (خر 3: 2-5).
- يشوع بن نون لما ظهر له كرئيس جند الرب قال له ألنا أم علينا قال له كلا أنا رئيس جند الرب فسجد وقال له أيضًا أخلع نعلك من رجلك (يش 6: 13-15).
- لما ظهر لمنوح قال له ما أسمك، قال له لماذا تسأل عن أسمي قال موتًا نموت لأننا قد رأينا الرب، لأن من يرى الرب ويعيش (قض 13: 15 – 23)، وهنا إبراهيم لم يسأل وقدم العشور دليل علي أنه يعرفه وما دام يعرفه فهو شخص حقيقي.
§ إذًا كان كهنوته كهنوتًا عامًا والسيد المسيح كان كاهنًا للبشرية جمعاء فلم يكن إبراهيم ختن بعد ولم يكن بهذا يهوديًا عندما وقف أمامه كأب لأمم كثيرة في حين كان كهنوت هرون غير ذلك كان يلبس صدرة القضاء وتحمل أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر يعني أسماء اليهود فقط.
§ كان كهنوتًا أيضًا ملكيًا يعني ملك وكاهن وكان الملوك بعيدين كل البعد عن الكهنوت.
- فمثلًا: شاول الملك عندما تأخر صموئيل وقدم الذبيحة أتى له وقال قد انحمقت وكان رفض لشاول الملك لأنه قدم الذبيحة وليست وظيفته، هو ملك وليس كاهنًا (1 صم 13: 8-15).
- عزيا الملك في (2 أي 26) لما أخذ المجمرة ودخل ليبخر عزريا الكاهن مع 80 كاهن ليس لك يا عزيا، ليس لك لم يسمع الكلام خرج أبرص من جبهته وأخرج خارج المحلة.
v إذًا نَخْلُص من هذا كله أن ملكي صادق كان أعظم قدرًا وهو الذي بارك إبراهيم، لم يكن أحد ظهورات السيد المسيح يوضح هذا بولس الرسول في رسالته للعبرانيين:-
- في (عب 5: 9) "وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ. مَدْعُّوًا مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ."
- في (عب 6: 20) "حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ".
- في (عب 7: 11) يقول "فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ كَمَالٌ إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟" لماذا؟ لأن كهنوت ملكي صادق يقول " قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول لأنه يشهد أنك كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق "
- في سفر عزرا، عزرا لما رجع من السبي وكان كاهنًا وكاتبًا في شريعة الله أثبت نسبه في (عزرا 7: 1 – 5) عزرا ابن ابن ابن ابن هرون الرأس.
- في (نح 7) لما جاء بني برزلاي اعتبروا أنفسهم من الكهنة يقول فتشوا أنسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت، كان لا بُد أن يثبت أنه من نسل هرون، إذًا وكأن اللاويون يمارسون وظيفتهم بحسب ناموس وصية جسدية عن (عب 7: 13).
- أما السيد المسيح كهنوته علي طقس ملكي صادق وقد تأيدّ بقسم من أجل هذا يبقى إلي الأبد كهنوت لا يزول (7: 21- 28)، (زكريا 6:13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/melchizedek.html
تقصير الرابط:
tak.la/ph2766d