(8)
فإذا قرأتم أنتم أيضًا الكتب المقدسة، تجدون كلمة “روح” مُستعملة بالمعنى الموجود في الأقوال الإلهية كما كتب بولس: “الذي جعلنا كُفاة لأن نكون خدام عهد جديد، لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي” (2كو 3: 6)، لأن ما يُنْطَق به يُكتب بالحروف، أما المعنى الذي يتضمنه فهو يُدعى “روح”. وهكذا أيضًا “الناموس روحي” (رو 7: 14)، حتى -كما قال أيضًا- “لا نعبد بِعِتْق الحرف بل بجدة الروح” (رو 7: 6). وهو نفسه يقول عندما يشكر: “أشكر الله بيسوع المسيح ربنا إذ أنا نفسي أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية. إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت” (رو 7: 25؛ 8: 1). وإذ رغب فيلبس في تحويل الخصي من الحرف إلى الروح قال له: “ألعلك تفهم ما أنت تقرأ”. وكان لكالب مثل هذا الروح كما يشهد بذلك قول الرب في سفر العدد: “أما عبدي كالب فمن أجل أنه كانت مع روح أخرى وقد اتبعني تمامًا، أدخله إلى الأرض التي ذهب إليها” (عد 14: 24).
ولأنه تكلم بذهن مختلف عن ذهن الآخرين فقد صار مرضيًا عند الله. وقد حثَّ الله الشعب أن يكون لهم مثل هذا القلب، عندما قال على لسان حزقيال: “اعملوا لأنفسكم قلبًا جديدًا وروحًا جديدة” (حز 18: 31).
وإذا كانت الأمور على هذا النحو، ومنها تبين أن هناك اختلافًا كبيرًا بين الأرواح، فقد كان من الأفضل لكم جدًا، عندما تسمعون عن الروح الذي خُلِق، أن تفكروا في أحد الأرواح التي سبقت الإشارة إليها. مثل ذلك الروح الذي كتب عنه إشعياء: “قد تحالف آرام مع أفرايم فرجف قلبه (بيت داود) وقلوب شعبه كرجفان شجر الوعر قدام الروح (الريح)” (أش 7: 2). وفي نفس المعنى قيل: “أرسل الرب روحًا شديدًا إلى البحر” (يونان 1: 4). بسبب يونان. لأن الرعد تتبعه أرواح الرياح، كما بالنسبة إلى المطر الذي حدث في أيام آخاب وكتب عنه “بعد برهة وجيزة أسودت السماء من الغيم والروح (الريح)” (1مل 8: 45).
← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/spirits-concept.html
تقصير الرابط:
tak.la/ps4585m