(22)
وكان من الأفضل لهؤلاء الأشرار الامتناع عن إهانة المسيح “كابن الإنسان” بسبب أن له جسدًا بشريًا، أو الاعتراف به كإله حقيقي بسبب معجزاته، ولكنهم فعلوا العكس تمامًا، لأنهم عندما أدركوا أنه إنسان احتقروه، وعندما عاينوا معجزاته الإلهية أنكروا لاهوته ونسبوا هذه المعجزات للشيطان. وظنوا أنهم بمثل هذه الوقاحة وهذا التجديف سيهربون من دينونة الكلمة الذي أهانوه. ولنتذكر أن العرَّافين والمنجمين وَسَحَرَة فرعون عندما حاولوا تقليد معجزات موسى عجزوا وانسحبوا معلنين أن هذا هو إصبع الله (خروج 8: 19). وبينما أبصر الفريسيون والكتبة يد الله وهي تعمل، بل عايَنوا معجزات أكثر وأعظم قام بها المُخَلِّص، قالوا أن الذي فعل كل هذه المعجزات هو بعلزبول، مع أن بعلزبول هو إله السَّحَرة الذين اعترفوا بأنهم عاجزون عن القيام بأي عمل خارق وحتى أقل من أعمال موسى، فَمَنْ ذا الذي يمكنه أن يقبل إهانة الفريسيين أو فسادهم الذي سبق الأنبياء وأدانوه؟
وإذا قارَّنا بين خطية الفريسيين وذنوب أهل سدوم، يصبح أهل سدوم بالنسبة إلى الفريسيين أبرارًا. بل لقد زادوا في جهلهم أكثر من الوثنيين وغباوة سَحَرَة فرعون، ولا مثيل لهم في جرمهم إلا الأريوسيين لأنهم معًا سقطوا في نفس الفساد. لأن اليهود عندما رأوا أعمال الآب التي يقوم بها الابن نسبوها لبعلزبول، والأريوسيين عندما رأوا نفس الأعمال نسبوها لمخلوق، لأنهم قالوا أن الابن خُلِق من لا شيء، وأنه مر وقت لم يكن فيه الابن كائنًا. والفريسيون تَذَمَّرُوا عندما رأوا الرب في الجسد وقالوا “لماذا وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا” (يوحنا 10: 33) وهؤلاء الأريوسيين أعداء المسيح عندما رأوه ينام ثم يتألم جدفوا عليه بهذه الكلمات: “الذي يعاني كل هذه الآلام لا يمكن أن يكون الإله الحقيقي ولا من ذات جوهر الآب”.
وأخيرًا أن كل مَنْ يريد أن يفحص جنون الجماعة الأولى أو الثانية سوف يرى أنهم في النهاية سوف يستقرون في وادي الظلام (تكوين 14: 8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m37xgvf