St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

79- الفريسيين ونسبة أعمال السيد المسيح المعجزية لبعلزبول!

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, water color painting on white paper - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، لوحة بألوان مائية على ورق أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, water color painting on white paper - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، لوحة بألوان مائية على ورق أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(21)

وكيف يستطيع أُناس لهم مثل هذه الوقاحة أن ينتقدوا الوثنيين الذين يصنعون الأصنام ويدعونها آلهة؟ حقًا أن جنون الفريسيين مثل جنون الوثنيين. كلاهما يفعل ذات الشيء، وإن كان الذي فعله الفريسيون أكثر خطورة، لأنهم بعد أن أخذوا الناموس الذي يحذرهم من عِبادة الآلهة الغريبة يَتَجَرَّأوُن ويحتقرون الله عندما يخالفون الناموس.

ولكن بعد هذا التجديف ماذا سيفعلون عندما يسمعون إشعياء النبي وهو يخبر عن علامات مجيء المسيح مثل رَدّ البصر للعميان، ومشي العُرج، ونطق الخُرس، وإقامة الموتى، وشفاء البرص، وَفَتْح آذان الصم؟ من هو صانع كل هذه المعجزات؟ إذا قالوا الله الآب فإنهم يدينون أنفسهم بعدم قبول الرب، لأن ما رآه النبي وأخبر عنه هو ما يفعله الرب يسوع عندما كان على الأرض في الجسد. ولكن إذا أصيبوا بالعمى وقالوا هذه الأعمال هي أعمال بعلزبول، فإنهم ينحدرون شيئًا فشيئًا إلى عدم التقوى، خصوصًا عندما يقرأون “مَنْ الذي أعطَى النطق للإنسان وَمَنْ الذي خلق الصم والخرس والذين لهم عيون والعميان” (خروج 4: 11)، ونصوص أخرى مشابهة، وربما قادهم جنونهم إلى الادعاء بأنه حتى هذه الكلمات نفسها هي كلمات بعلزبول، وهذا هو التطور الحتمي لفكرهم، لأنهم إذا نسبوا إليه نعمة البصر فإنهم ينسبون إليه أسباب العَمَى أيضًا، حيث أن كلمات الكتاب المقدس تؤكد أن الذي قام بالخلق هو الذي قام بالمعجزات وأنه هو صاحب كل النصوص. وبالتالي سيصلون إلى نتيجة رهيبة وهي أن خالق الطبيعة البشرية هو بعلزبول، لأن من صفات الخالِق أن يكون له سلطان على خليقته. وهذا يؤكده موسى “في البدء خلق الله السموات والأرض.. وخلق الإنسان على صورته” (تكوين 1: 1، 27). ودانيال أعلن لداريوس “أنا لا أعبد أصنامًا مصنوعة بيد الإنسان، بل الله الحي الذي خلق السماء والأرض والذي له سلطان على كل جسد” (تتمة سفر دانيال: 5). وإذا غَيَّروا فِكرهم وتصوروا أن ضعفات الجسد مثل العَمَى والعَرَج هي عقوبة من الخالق، بينما الشفاء وعمل الرحمة هو من بعلزبول، فإن مجرد مناقشة هذا الرأي هو الجنون بعينه. وطريقة تفكير هؤلاء الناس هي طريقة المجانين والسكارى وعديمي التقوى، لأنهم أصبحوا ينسبون ما هو حسنٌ -أي معجزات الرحمة- لبعلزبول وليس لله. ومثل هؤلاء الناس لا توبخهم ضمائرهم عندما يغيرون تعاليم الكتب المقدسة، طالما أنهم يصلون إلى غايتهم وهي إنكار مجيء المسيح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/beelzebub.html

تقصير الرابط:
tak.la/t6kvp4k