(23)
ولهذا السبب أعلَن المُخَلِّص أنه بالنسبة للجماعتين، توجد عقوبة واحدة لهذه الجريمة الواحدة وهي عدم المغفرة “أما الذي يجدف على الروح القدس، فلا مغفرة له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الآتي” (متى 12: 32). وهذا صواب تمامًا لأن الذي ينكر الابن، لا يجد من يسرع لِمُصَالحتهُ مع الآب. وأي حياة أو راحة ستبقى لمثل هذا الإنسان الذي يرفض ذاك الذي قال “أنا هو الحياة” (يوحنا 14: 6) و”تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (متى 11: 28). فإذا كانت هذه هي عقوبة المُجَدِّفِين، وهي عقوبة كل مَنْ يعتنِق عقيدتهم في المسيح، فإنه من المؤكد أن الذين يعبدون الرب في الجسد وفي الروح ولا ينكرون أنه ابن الله وأنه تجسد بل يؤمنون في وقت واحد أنه “في البدء كان الكلمة والكلمة صار جسدًا” (يوحنا 1: 1، 14) سوف يملكون مع المسيح إلى الأبد في السماء حسب مواعيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي قال “يذهب هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية” (متى 25: 64).
لقد كتبت هذا الشرح المُخْتَصَر حسبما تعلمت، أما بالنسبة لك، فأرجو أن تقبل هذا الشرح ليس كتعليم كامل وتام في ذاته بل كبداية تحتاج إلى أن تكملها، مُعْتَمِدًا على نصوص الأناجيل والمزامير. وأربط حزمة الحق، حتى عندما يراك الناس وأنت تحملها يقولون “بالفرح حاملين أغمارهم” (مزمور 125: 6). ليكن لنا هذا الفرح في يسوع المسيح ربنا الذي به وله مع الآب والروح القدس المجد والقوة والملك في دهر الدهور. آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/conclusion.html
تقصير الرابط:
tak.la/7vmwxg8