(5)
فهل يمكن لكم أن تجيبوا على سؤالي الذي وجهته إليكم، إذا كان من الممكن أن تجدوا في مكان ما في الكتاب المقدس، أن الروح القدس سمي ببساطة “روح” دون الإضافات التي تكلمنا عنها سابقًا، ودون الملاحظات التي ذكرناها. أنكم لن تستطيعوا الإجابة، لأنكم لن تجدوا شيئًا مكتوبًا مثل هذا.
بل قد كُتِبَ في سفر التكوين “وروح الله يرف على وجه المياه” (تك 1: 2)، وبعد قليل كُتِبَ “لا يبقى بعد روحي بين هؤلاء الناس لأنهم جسد” (تك 6: 3). وفي سفر العدد يقول موسى لابن نون “هل تغار أنت لي”؟ ليت كل شعب الرب كانوا “أنبياء، عندما يجعل الرب روحه عليهم” (عد 11: 29). وفي سفر القضاة قيل عن عوثنيئيل “وكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل” (قض 3: 10)، وأيضًا قيل “وكان روح الرب على يفتاح” (قض 11: 29)، وعن شمشون قيل “فكبر الصبي وباركه الرب، وابتدأ روح الرب يرافقه” (قض 13: 24، 25)، “فحل عليه روح الرب” (قض 15: 14)، ويرنم داود “روحك القدوس لا تنزعه مني” (مز 50: 13)، وأيضًا في المزمور المائة والثاني والأربعين “روحك الصالح يهديني في أرض مستوية من أجل اسمك، يا رب، هبني حياة” (مز 142: 10، 11)[س]، وكتب في إشعياء “روح الرب عليَّ لأنه مسحني” (أش 61: 1).
وبالإضافة إلى هذا قيل “ويل لكم أيها البنون المتمردون، هكذا يقول الرب: “أنتم تستشيرون استشارة وليس مني، وتقطعون عهودًا وليس بروحي، لتزيدوا خطية على خطية” (أش 30: 1)، وأيضًا “اسمعوا هذا، لم أتكلم من البدء في الخفاء، منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلني وروحه” (أش 48: 16).
وبعد قليل، يقول هكذا “أما أنا فهذا عهدي معهم قال الرب، روحي الذي عليك” (أش 59: 21)، ثم يضيف مباشرة فيقول “لا سفير ولا ملاك بل الرب نفسه خلصهم لأنه أحبهم وتراءف عليهم. هو نفسه فداهم وحملهم ورفعهم كل أيام الدهر ولكنهم تمردوا وأحزنوا روحه القدوس فتحول لهم عدوًا” (أش 63: 9-10). ويقول حزقيال “وحملني روح وأتى بي إلى أرض الكلدانيين إلى السبي في رؤية بروح الله” (حز 11: 24). وفي دانيال “وبعث الرب الروح القدس في شكل شاب اسمه دانيال وصاح بصوت عظيم أني بريء من دم هذه المرأة” [دانيال سوسنة 45، 46](*). ويقول ميخا “ان بيت يعقوب أغاظ روح الرب” (مي 2: 7). ويقول الرب على فم يوئيل “ويكون بعد ذلك أني أسكب من روحي على كل بشر” (يوئيل 2: 28). وأيضًا على فم زكريا، فإن صوت الله يقول “لكن اقبلوا كلامي وفرائضي التي أرسلتها بروحي إلى عبيدي الأنبياء” (زك 1: 6). وبعد ذلك بقليل، عندما يلوم النبي الشعب، يقول “جعلوا قلوبهم عاصية لئلا يسمعوا شريعتي والكلمات التي أرسلها رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين” (زك 7: 12). ومن هذا الذي استدللنا به من العهد القديم، أشرنا بالقليل.
← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
(*) إضافة من الموقع: يقصد (تتمة دا 13: 45-46).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/old-testament.html
تقصير الرابط:
tak.la/kktzf49