(2)
فَمَنْ حينما يَسْمع هذه الأمور يظل يعتبرهم مسيحيين، وليسوا بالحري عَبَدَة أوثان؟ لأن مثل هذه الأمور، يتكلم بها عبدة الأوثان فيما بينهم ضدنا. فَمَنْ هو الذي يريد أن يجاوب على غباوتهم هذه؟ فإنني من جهتي، إذ قد فَكَّرت كثيرًا، وطالِبًا إجابة مناسبة لهم، فاني لم أجد سوى ذلك الذي حدث مع الفريسيين في ذلك الوقت. لأنه كما أن هؤلاء عندما سألوا المخلص بِخُبث، سألهم هو أيضًا، لكيما يدركوا شَرّ أفكارهم، وهكذا فحيث أن هؤلاء يسألون مثل هذه الأسئلة فعليهم أن يخبرونا بل بالحري فليجاوبنا، عندما نسألهم كما سألوا. لأنهم إذ يتكلمون لا يفهمون ابتداعاتهم، فربما عندما يسمعون قد يتحققون من غباوتهم. فإن لم يكن الروح القدس مخلوقًا، بل هو من الله، وهو مُعْطَى من الله، وإذن فهو ابن، ويكون هناك أخوان هو والابن، فإن كان الروح من الابن، والروح يقبل كل الأشياء من الابن كما قال الابن نفسه، وإذ هو الذي أعطاه للتلاميذ نافخًا فيهم (انظر يو 20: 22)، (لأنكم أنتم أيضًا تعترفون بهذا)، وبالتالي يكون الآب جدًا ويكون الروح حفيده. ولذلك يحق لنا أن نسألكم نفس الأسئلة التي تسألونها وتطلبونها منا. فإن كنتم تنكرون ما هو مكتوب فلا تُدْعُون مسيحيين بعد، ويكون من المنطق أننا نحن المسيحيين نسأل منكم. ولكن إن كنتم تقرأون نفس (الكتب) التي نقرؤها نحن، فهكذا يكون من الضروري أن تسألوا مِنَّا عن نفس الأمور. وإذن فاخبرونا دون أن تفكروا فيما إذ كان الروح هو ابن والآب هو جِد. ولكن إن كنتم تفكرون كما فعل الفريسيون في ذلك الوقت، وتقولون فيما بينكم، إن قُلنا أنه ابن فسوف نسمع: أين كُتِبَ هذا؟ وأما إذا قلنا، أنه ليس ابنًا، فإننا نخاف لئلا يقولوا لنا: كيف إذن كُتِبَ: نحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله؟ (1كو 2: 12). ولكن إن كنتم حينما تتجادلون فيما بينكم في مثل هذه الأمور، تقولون أيضًا نحن لا نعرف: فإنه من الضروري بالنسبة لِمَنْ يَسْأَل منكم أن يصمت مقتنعًا بذاك الذي يقول: “لا تجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا تصير مثله” (أم 26: 4). فالصمت هو بالحري أَنْسَب جواب عليكم لكي تَتَحَقَّقُوا من الجهل الذي فيكم.
← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/not-two-sons.html
تقصير الرابط:
tak.la/sd6fxa3