(1)
درست الرسالة التي كتبتموها تقواكم الآن، وقد أدهشني جدًا جسارة الهراطقة حتى أني انتهيت إلى أنه لا شيء يناسب أن يُقال عنهم، إلا ما نصح به الرسول “الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرِض عنه، عالِمًا أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكومًا عليه من نفسه” (تي 3: 10، 11). فهو إذ له فِكر ملتو، فإنه لا يسأل لكي يقتنع بما يسمعه أو لكي يغير رأيه نتيجة ما يتعلمه، ولكنه (يسأل) بسبب هؤلاء الذين انخدعوا، لئلا يُحْكَم عليه منهم، إذا صمت. إن ما قلناه سابقًا يكفي. وكان يكفي لمثل هذه البراهين التي قُدِّمَت لهم، أن توقفهم عن التجديف على الروح القدس. إلا أنهم لم يكتفوا بل عاودوا جسارتهم حتى لكي يُظْهِروا أنهم، بعد أن تعلموا أن يحاربوا الكلمة، يحاربون الآن ضد الروح. وبعد قليل سيموتون في غباوتهم. وبالطبع فإذا أجاب أحد على أسئلتهم الحاضِرَة فإنهم سيصيرون “مخترعي شرور” (رو 1: 30). وإذ يطلبون فلن يجدوا، وإذ يستمعون فلن يفهموا. فأية أسئلة حكيمة لهم، فهم يقولون: إن لم يكن الروح القدس مخلوقًا، فهو إذن ابن ويكون بالتالي هو والكلمة أخين. وإذن -فكما كتبت أنت- هم يتكلمون قائلين: إن كان الروح سيأخذ مما للابن ومنه يعطي -كما هو مكتوب- فإنهم يمضون مباشرة قائلين: عندئذ يكون الآب جدًا والروح حفيدًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/questions.html
تقصير الرابط:
tak.la/hr2xn4v