(4)
وهكذا فالروح ليس مخلوقًا بل هو خاص بجوهر الكلمة، وخاص بالله، والذي يُقَال أنه كائن فيه. ومرة أخرى يجب أن لا نَتَجَنَّب تِكرار نفس الكلام، ورغم أن الروح القدس لا يُدْعَى ابنًا، ولكنه ليس خارِج الابن لأنه قد دُعِيَ روح التبني وكما أن “المسيح هو قوة الله وحكمة الله” (1كو 1: 24)، لذلك قيل عن الروح أنه “روح الحكمة وروح القوة” (أش 11: 2). وحينما نشترك في الروح، يكون الابن لنا، وحينما يكون الابن لنا، يكون الروح لنا “صارِخًا في قلوبنا: أبا أيها الآب” كما قال بولس (غلا 4: 6). ولكن حيث أن الروح هو روح الله، وقد كُتِبَ عنه أنه فيه لأن “أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله الذي فيه” (1كو 2: 11)، وأيضًا قال الابن “أنا في الآب والآب فيَّ” (يو 14: 10). فلماذا لا يكون لهذا وذاك نفس الاسم، ولكن الواحد هو ابن والآخر هو روح؟ فإن سأل أحدهم مثل هذا السؤال، فإن مثل هذا يكون مجنونًا، إذ أنه يفحص الأمور التي لا تُفْحَص، ولا ينصت لقول الرسول: “مَنْ عَرِف الرب أو مَنْ صار له مشيرًا” (رو 11: 24). وَمَنْ ذا الذي يتجاسر أن يُغَيِّر اسم مَنْ سَمَّاه؟ وإلا فدعه يعطي أسماء للأشياء المخلوقة، وحيث أن الخليقة، قد وجدت بنفس الأمر، فليقولوا لنا، لماذا دعي الواحد منها شمسًا والآخر سماء، والآخر أرضًا، وبحرًا، وهواء.
ولكن إن وَجَدَ الأغبياء أن هذا غير ممكن -لأن كل مخلوق يبقى كما خُلِق- فبالأولى جدًا، فإن الأشياء التي هي أعلا من المخلوقات يكون ثباتها أبديًا، فلا يكون الآب إلا أبًا وليس جدًا، والابن هو ابن الله وليس أبا الروح، والروح القدس هو روح قدس وليس حفيد الآب أو أخ الابن.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/not-a-creature.html
تقصير الرابط:
tak.la/hx3t6p4