St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

47- الابن الكلمة منذ الأزل، واختار التجسد في شكل إنسان لأجل خلاصنا

 

St-Takla.org Image: Crucifix from the 12th century (image 1) - Duomo Crypt at the Florence Cathedral: The Cattedrale di Santa Maria del Fiore (Il Duomo di Firenze, cattedrale metropolitana di Santa Maria del Fiore), Florence, Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 28-29, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب من القرن الثاني عشر (صورة 1) - صور سرداب كاتدرائية القديسة العذراء مريم: كاتدرائية عذراء الزهور (دومو دي فيرينزي)، فلورنسا، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 28-29 سبتمبر 2014 م.

St-Takla.org Image: Crucifix from the 12th century (image 1) - Duomo Crypt at the Florence Cathedral: The Cattedrale di Santa Maria del Fiore (Il Duomo di Firenze, cattedrale metropolitana di Santa Maria del Fiore), Florence, Italy. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 28-29, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب من القرن الثاني عشر (صورة 1) - صور سرداب كاتدرائية القديسة العذراء مريم: كاتدرائية عذراء الزهور (دومو دي فيرينزي)، فلورنسا، إيطاليا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 28-29 سبتمبر 2014 م.

(7)

ولكن حيث أنهم يحتجون بما هو مكتوب في الأمثال: “الرب خلقني أول طرقه لأجل أعماله”(55) (أم 8: 22)[س]. ويضيفون: (“إنه خُلِق!”، وهو مخلوق!): أنه من الضروري أن نوضح من هذه العبارة أيضًا كَم هم يضلون كثيرًا، إذ هم لا يدركون هدف الكتاب الإلهي. فإذا كان ابنًا، فلا يُدْعَى مخلوقًا(56)، لأنه لو كان مخلوقًا فلا يُدْعَى ابنًا. لأننا قد بَيَّنّا فيما سبق، كم هو عظيم الفارِق، بين المخلوق والابن، ولكن حيث أن “التكميل”(57)، لا يتم باسم خالِق ومخلوق، بل باسم آب وابن، فبالضروري يجب أن لا يُدْعَى الرب مخلوقًا بل ابنًا. ويقول (الهرطوقي) the Arian ولكن أليس هذا مكتوبًا، نعم أنه مكتوب. ولكن من الضروري أن يُقَال هذا. ولكن الهراطقة يسيئون فَهْم ما هو مكتوب حسنًا. لأنهم لو كانوا قد أدركوا وعرفوا سِمات المسيحية لما كانوا قد دعوا رب المجد مخلوقًا، ولا كانوا قد تَعَثَّرُوا في ما هو مكتوب حسنًا.

ولكن هؤلاء “لم يعرفوا ولم يفهموا” (مز 81: 5)[س]. لذلك كما هو مكتوب: “في الظلام يسيرون” (مز 81: 5)[س]. ومن الضروري لنا أن نتكلم، لكي يتضح أنهم أغبياء في هذا الأمر أيضًا ولكي لا نتخلَّى عن توبيخهم على كفرهم impiety، فربما يغيرون فِكرهم، وإذن، فهذه هي سِمَة إيماننا بالمسيح: ابن الله، إذ هو كلمة الله: “لأنه في البدء كان الكلمة.. وكان الكلمة الله” (يو 1: 1)، وهو حكمة الآب وقوته: “لأن المسيح قوة الله وحكمة الله” (1كو 1: 24)، وفي ملء الأزمنة صار إنسانًا لأجل خلاصنا. لأن يوحنا بعد أن قال: “في البدء كان الكلمة”، أضاف بعد قليل: “والكلمة صار جسدًا” (يو 1: 14)، أي “صار إنسانًا”. والرب قال عن نفسه: “لماذا تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمتكم بالحق” (يو 8: 40). وبولس -إذ قد تَعَلَّم منه- قال: “إله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح” (1تي 2: 5). وإذ صار إنسانًا، وقد تَمَّم تدبيره الإنساني، وإذ قد طرح وأبطل الموت الذي كان قائمًا ضدنا، فهو الآن يجلس عن يمين الآب، إذ هو في الآب والآب فيه، كما كان دائمًا وهكذا يكون على الدوام.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(55) “الرب خلقني أول طرقه” (أم 8: 22)[س]”: عالج القديس أثناسيوس هذه الآية من سفر الأمثال التي كان يحتج بها الأريوسيين، باستفاضة في كتابة المقالة الثانية ضد الأريوسيين، حيث يفسر لفظ “خلق” على أنه يقصد به الطبيعة البشرية الخاصة بالمسيح. انظر الترجمة العربية لهذه المقالة من فصل 18 - إلى فصل 72 ترجمة الأستاذ صموئيل كامل عبد السيد والدكتور نصحي عبد الشهيد. نشر مركز دراسات الآباء - القاهرة - 1987.

(56) “فإن كان ابنًا، فلا يدعى مخلوقًا“: هذه النقطة سبق أن تحدث عنها القديس أثناسيوس في كتابه de. Dec. 13 حيث يقول “ان كان ابنًا فهو غير مخلوق، وإن كان مخلوقًا فهو ليس ابنًا، لأن هناك اختلافًا عظيمًا بين الولادة والخلق. ولا يمكن أن يكون الابن ابنًا ومخلوقًا في نفس الوقت. وكان الأريوسيون يجادلون بالقول بأنه لا يوجد اختلاف بين الولادة والخلق، إذ أن الكتب المقدسة في تصورهم تنسب كلا التعبيرين إلى الله، وإن لقب “ابن”، هو حسب رأيهم متماثل تمامًا مع تفسيرهم لأمثال 8: 22، حيث يعتبرون الابن مخلوقًا. أما أثناسيوس فيؤكد أن التطابق بين الولادة والخلق هو أمر مستحيل وإن على الأريوسيين أن يختاروا بين البنوة والمخلوقية التي يستنبطوها من أمثال 8: 22. فهو يقول “لأن المخلوقات هي أعمال الصانع من خارجه، أما المولود فليس من خارجه وليس عملًا بل هو مولود جوهر الآب الذاتي. لذا فبينما “الأعمال” هي مخلوقات، إلا أن كلمة الله هو ابن وحيد الجنس” (المقالة الثانية: 56 الترجمة العربية ص 90).

(57) أي طقس المعمودية (انظر رسالة 1: 29).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/incarnate-in-human-form.html

تقصير الرابط:
tak.la/bs4syrr