(8)
وهذه السمة مأخوذة من الرسل بواسطة الآباء. فيجب إذن على مَنْ يقرأ الكتاب، أن يفحص ويميز متى يتكلم (الكتاب) عن ألوهة الكلمة، ومتى يتكلم عن أموره الإنسانية، لئلا يُفْهَم أحدهما بدل الآخر، فإننا نصير لنفس الخلط الذي سقط فيه الأريوسيين. وإذ نعرف أنه الكلمة نعرف أن “به صار كل شيء وبغيره لم يوجد شيء” (يو 1: 17)، و”بكلمة الرب صُنِعَت السموات” (مز 32: 6)[س] وأيضًا “يرسل كلمته فيشفي كل الأشياء” (مز 106: 20)[س]. وإذ نعرف أنه الحكمة، نعرف أن “الله بالحكمة أَسَّس الأرض” (أم 3: 19)، وأيضًا الآب “صنع كل الأشياء بالحكمة” (مز 103: 24). وإذ نعرف أنه الله فقد آمنَّا أنه المسيح، لأن داود يرنم: “عرشك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب مُلْكك. أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك” (مز 44: 6-7). ويقول في إشعياء عن نفسه “روح الرب عليَّ لأنه مسحني” (أش 61: 1). وقد اعترف بطرس: “أنت هو المسيح ابن الله الحي” (مت 16: 26). وهكذا على نفس النحو، إذ نعرف أنه قد صار إنسانًا، فنحن لا ننكر ما يُقَال عن إنسانيته: “فمثلًا أنه جاع، وعطش، وضُرِب، وبكى، ونام، وأخيرًا احتمل الموت على الصليب من أجلنا. لأن كل هذه الأشياء قد كُتِبَت عنه. وأيضًا هكذا فالكتاب لم يخف، بل قال “خُلِقَ”، رغم أنها تناسب البشر. لأننا نحن البشر خُلِقنا وَصُنِعْنَا. ولكن كما أنه حينما نسمع أنه جاع، ونام، وَضُرِبَ، لا ننكر ألوهته: هكذا حينما نسمع القول “خُلِقَ”. فإننا نستنتج ونتذكر أنه، إذ هو الله، قد خُلِق إنسانًا. لأن ما يخص الإنسان هو أن يُخْلَق، كما في الأشياء التي قيلت سابقًا، كالجوع وما يشبهه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/bible-divinity-vs-humanity.html
تقصير الرابط:
tak.la/9a86qd3