(28)
ولكن بالإضافة إلى ذلك، دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة الجامعة وتعليمها. وإيمانها(32)، الذي هو من البداية “والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء”. وعلى هذا (الأساس) تأسست الكنيسة، وَمَنْ يسقط منه فلن يكون مسيحيًا ولا ينبغي أن يُدْعَى كذلك فيما بعد.
وإذن يوجد ثالوث قدوس وكامل، يعترف بلاهوته في الآب والابن والروح القدس، وليس له شيء غريب أو خارجي ممتزج به، ولا يتكون من خالق ومخلوق، ولكن الكل يبني ويخلق، وهو مساو وغير منقسم في الطبيعة، وَفِعْلهُ واحد. فالآب بالكلمة في الروح القدس يعمل كل الأشياء، وهكذا تحفظ وحدة الثالوث القدوس سالمة. وهكذا يكرز باله واحد في الكنيسة، “الذي على الكل وبالكل وفي الكل” (أف 4: 6). “على الكل” كأب وكبدء وكينبوع، “وبالكل” أي بالكلمة، “وفي الكل” أي في الروح القدس. هو ثالوث ليس فقط بالاسم وصيغة الكلام بل بالحق والوجود الفعلي.. لأنه كما أن الآب هو الكائن الذي يكون، هكذا أيضًا الكلمة هو الكائن والإله على الكل. والروح القدس ليس بدون وجود حقيقي. بل هو يوجد وله كيان فعلي. وليس بأقل من هؤلاء الثلاثة تعتقد الكنيسة الجامعة، لئلا تنزلق إلى أفكار اليهود المعاصرين الرديئة -الذين حسب قيافا- وإلى أفكار سابيليوس، كما أنها لا تعتقد بأكثر من ثلاثة، لئلا تتدحرج إلى تعدد الآلهة. عند اليونانيين. ولكي يعرف هؤلاء أن هذا هو إيمان الكنيسة، فدعهم يفهمون كيف أن الرب حينما أرسل الرسل، أوصاهم أن يضعوا هذا الأساس للكنيسة قائلًا: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت 28: 19). فمضى الرسل وهكذا عملوا. وهذه هي الكرازة إلى كل الكنيسة التي تحت السماء.
_____
(32) يلاحظ هنا أن القديس أثناسيوس لا يفرق بين التقليد والتعليم والإيمان، بل هو يتكلم عن الثلاثة كشيء واحد حتى أنه يستعمل لها اسم الموصول المفرد وليس الجمع. وهذا يبين أهمية تقليد الكنيسة الجامعة على أنه ممتد من المسيح بواسطة الرسل حتى الآباء كما يبدو في العبارة المكملة لهذه الجملة: “الذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء”.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/holy-perfect-trinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/gfpw96g