(15)
وقد أخطأ الهراطقة كلٍ حسب مقدار جهله. البعض منهم نسب كل ما حدث من الرب لجسده (أي كإنسان) وتعاموا عن القول الإلهي “في البدء كان الكلمة” (يوحنا 1: 1). والبعض نسب ما حدث إلى لاهوته فقط، ولم يفهموا القول “الكلمة صار جسدًا” (يوحنا 1: 14). لكن المؤمن الذي يتبع تعليم الرسل يعرف غنى الرب ومحبته للبشر. وعندما يرى أعماله العجيبة الإلهية يمجد الرب الذي ظهر في الجسد. وعندما يرى أعمال الجسد يتعجب ويرى فيها القوة الإلهية التي تعمل.. هذا هو إيمان الكنيسة، ولذلك إذا ثبت البعض عيونهم على الجانب الإنساني في حياة الرب وشاهدوه يختبر الجوع والتعب والألم، يتحدثون عنه بدون تقوى كَمَنْ يتحدث عن إنسان فقط، فيخطئون بذلك خطية عظيمة. وبلا شك أن لم يتأخروا في التوبة يمكنهم الحصول على المغفرة لأن ضعفهم الإنساني هو عُذر لهم. وحتى الرسول يمنحهم المغفرة، وبطريقة ما يمد يده إليهم لأنهم بالحق يقول “وبدون جدل، عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد” (1 تيموثاوس 3: 16). وعندما يرى البعض أعمال اللاهوت يترددون في الاعتراف بإنسانيته وهذا خطأ بالغ، ويتوهمون عندما يقرأون أن الرب يأكل ويتألم أنه خيال، هؤلاء إذا لم يتأخروا في التوبة سيغفر لهم يسوع لأنهم لا يفهمون أعماله الفائقة التي أتمها في الجسد. وإذا فحصنا جهل هؤلاء وأولئك أي الذين يخطئون ولهم معرفة بالناموس مثل الفريسيين أو الذين يستسلمون للجنون وينكرون وجود الكلمة في الجسد، أو يذهبون إلى أبعد من هذا عندما ينسبون أعمال اللاهوت إلى الشيطان وجنوده. فأنه من العدل أن تكون عقوبة عدم تقواهم هي عدم المغفرة لأنهم اعتبروا الشيطان مثل الله وحسبوا أن من هو بالحقيقة الله، لا شيء في أعماله يدل على ألوهيته، بل أنه الشيطان يستخدم أعوانه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/do-not-confuse.html
تقصير الرابط:
tak.la/hpn3n6w