(14)
وعندما أفكر في هذه الأشياء أجد في الكلمات السابقة عُمقًا عظيمًا، ولذلك بعد أن صَلَّيت بلجاجة للرب الذي جلس عند البئر (يوحنا 4: 6) ومشى على المياه (متى 14: 25) أعود إلى تدبير الخلاص الذي تم، راجيًا أن أكون قادرًا على أن أملأ دلوي من معاني الكلمات الإنجيلية التي نبحثها.
كل الكتب الإنجيلية وبالذات يوحنا تخبرنا عن التدبير الإلهي: “الكلمة صار جسدًا وسكن فينا” (يوحنا 1: 14) وبولس عندما يكتب: “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاسًا، بل أخلى ذاته وأخذ صورة عبد وصار في شِبه الناس” (فيلبي 2: 6-8). ولأنه الإله الذي أخلى ذاته وصار إنسانًا، أقام الموتى وشفى المرضى، وبكلمته حَوَّل الماء خمرًا.. وهذه كلها أعمال ليست من قدرة البشر. ولكنه جاع وعطش وتألم لأنه أخذ جسدًا، وكل أعمال الجسد ليست من صفات اللاهوت. كاله قال “أنا في الآب والآب فيَّ” (يوحنا 14: 11) ولأنه أخذ جسدًا حقًا وبكل يقين، انتهر اليهود قائلًا “لماذا تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد أخبركم بالحق الذي سمعه من الآب” (يوحنا 8: 40). ورغم كونه إلهًا إلا أنه لم يقم بهذه المعجزات مرة واحدة لأنه تجسد، وكان عليه أن يواجه الاحتياجات والظروف المرتبطة بحياته كإنسان. لكن لم تكن أعمال الجسد تتم بدون اللاهوت، أو أعمال اللاهوت تتم بدون الجسد، بل على العكس كل أعماله صنعها الرب الواحد، الذي أكمل كل شيء في سر نعمته. وعلى سبيل المثال، بصق على الأرض كما يبصق كل الناس. لكن لُعابه وحده كان فيه قوة إلهية لأنه وهب به البَصَر لعيني المولود الأعمى (يوحنا 9: 6). ورغم أنه الإله إلا أنه تكلم بلغة بشرية وقال “أنا والآب واحد” (يوحنا 10: 30). وبإرادته منح الشفاء (متى 8: 3). ولكن عندما مد يده الإنسانية، أقام حماة سمعان بطرس من الحمى (مرقس 1: 31) وبنفس اليد أقام من الموت ابنة رئيس المجمع (مرقس 5: 4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tga7m33