St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

78- حقيقة ذات أهمية خاصة: المرأة أول من حل عليها الروح القدس

 

St-Takla.org Image: The Virgin Mary works with willing hands, Joseph the carpenter begins his work with joy, and the young Christ looks at them, blessing the work by participating in it. - art by Mamdouh, from the book: The Modern Woman Facing Christ, by Iris Habib Elmasry. صورة في موقع الأنبا تكلا: العذراء مريم تشتغل بيدين راضيتين، ويوسف النجار يباشر مهنته بفرح، والمسيح الفتى ينظر إليهما مباركا المهنة باشتراكه فيها. - رسم الفنان ممدوح، من صور كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح: إيريس حبيب المصري.

St-Takla.org Image: The Virgin Mary works with willing hands, Joseph the carpenter begins his work with joy, and the young Christ looks at them, blessing the work by participating in it. - art by Mamdouh, from the book: The Modern Woman Facing Christ, by Iris Habib Elmasry.

صورة في موقع الأنبا تكلا: العذراء مريم تشتغل بيدين راضيتين، ويوسف النجار يباشر مهنته بفرح، والمسيح الفتى ينظر إليهما مباركا المهنة باشتراكه فيها. - رسم الفنان ممدوح، من صور كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح: إيريس حبيب المصري.

حقيقة ذات أهمية خاصة:

وثمة حقيقة ضاعت معالمها وسط قواعد الرجال وأوامرهم وهي أن الشخصين الأولين الذي حل في داخلهما الروح القدس امرأتان. فمريم حالما أعلنت خضوعها لإرادة الله حل الروح القدس في داخلها وظللها بقوته ونعمته. وحينما وصلت هذه العذراء المختارة إلى اليصابات هتفت هذه الشيخة في دهشة وتمجيد: "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ". فمن الذي أعلن لتلك المدعوة عاقرًا أن مريم هي أم ربها إن لم يكن الروح القدس؟ ثم ألم يعلن لنا البشير في صراحة تامة هذا الحلول إذ قال: "وامتلأت اليصابات من الروح القدس"؟ وفي تطويب السيدة العذراء قال لنا أباؤنا "ان الآب اصطفاها والروح القدس ظللها والابن سكن في أحشاءها وتجسد منها". إذن فالبركة التي نالها الناس عن طريق أم النور قد محت اللعنة التي كانت قد سيطرت عليهم بانخداع حواء. ومادام الثالوث الأقدس قد شملها بقداسته ونعمته فقد امتدت هذه القداسة وهذه النعمة عن طريقها إلى المؤمنين والمؤمنات. لأن أولاد العهد الجديد -بنات وبنين- جميعًا يغطسون في جرن المعمودية، وجميعهم ينالون الروح القدس بالميرون المقدس، وجميعهم يتناولون جسد الرب ودمه الأقدسين. فان كانت البنت تنال كل هذه العناصر المدعمة لشخصيتها الروحية فهل يجوز اعتبارها نجسة في أي وقت مادامت هي تسلك في طريق الرب ولا تقترف ما يدنس هذه الشخصية؟ ألم يقل الله لبطرس بخصوص الدواب والزحافات والطيور "ما طهره الله لا تدنسه أنت" ان كان الله في عهد النعمة قد أسبغ الطهارة على الوحوش والزحافات وأعلن لبطرس ذلك ونهاه عن اعتبارها دنسة، فهل يليق وصف المرأة بأنها دنسة في وقت ما على الرغم من أنها مخلوقة على صورة الله ومثاله وعلى الرغم من أنها حظيت بكل وسائط النعمة؟ اسمعوا ما يقوله بولس عن الثور الدارس: انه بعد أن يسجل وصية موسى القائلة: "لا تكم ثورًا دارسًا" يستكمل هذه الوصية بتعليقه: "ألعل الله تهمه الثيران أم يقول مطلقًا من أجلنا"؟(46). فالله يعطي الإنسان الدروس بشتى الصور والأشكال - فيستعمل مخلوقاته الدنيا كوسيلة إيضاح للدرس الذي يستهدف تلقينه للإنسان. فهو بإعلانه لبطرس أن لا يدنس ما طهره هو تعالى يعلن للناس أن العهد الجديد عهد النعمة والبركة لأنه عهد التقديس والتطهير. وثمة وسيلة إيضاح أخرى استعملها رب المجد حين لقن تلاميذه بأن ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان وإنما تنجسه الشرور الخارجة من داخله. وعلى هذا النحو نقول أن الجسد الإنساني الذي تطهر بالولادة الثانية وبحلول الروح القدس داخله وباستقرار ابن الله فيه تحت عوارض الخبز والخمر - هذا الجسد أصبح مقدسًا لا تدنسه افرازاته ولا تنجسه أمراضه وإنما تدنسه الخطية فقط.

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وتحضرنا موازنة أخرى: لقد كان أي شخص يمس جثة ميت في العهد القديم لا بُد من أن يتطهر. فهل نحن الآن نتطهر إذا ما لمسنا أجساد أحبائنا المنتقلين؟ ألم يحول السيد المسيح الموت إلى رقاد حين أعلن لتلاميذه أن لعازر قد نام؟ وهل أوجب على الذين دخلوا معه داخل قبر لعازر أن يتطهروا لأنهم دخلوا القبر ولمسوا ذاك الذي كان ميتًا؟ فلماذا إذن تركنا كل هذه الشرائع القديمة وتمسكنا بشريعة موسى فيما يتعلق بالمرأة في أسبوع دمها فقط؟ ألم نجد فيما أوردنا من قوانين الرسل أن الروح القدس متى حل في الطفلة بعد دهنها بالميرون يستمر حالا فيها مدى حياتها؟ فكيف يجرؤ إنسان أن يقول عن آخر أنه نجس في الوقت الذي يكون الروح القدس حالا في ذلك الآخر؟ وكيف يجرؤ إنسان على الزعم بأن تقديس الله لأي فرد تقديس مؤقت أو متقطع؟ ان الإنسان الخائف من الله المؤمن بأنه هيكل مقدس له المحافظ على كرامة هذا الهيكل الإلهي هو إنسان متقدس بفعالية الروح القدس كل يوم من أيام حياته بلا استثناء فالله ليس مذبذبًا ولا هو يندم على ما يعطيه للناس، ولا ينسى ولا يتناسى. ان عطاياه ثابتة باقية مادام الإنسان الذي نالها حريصًا عليها.

والسيدة العذراء حين أعلنت أن جميع الأجيال تطوبها قد أضفت شيئًا من طوباويتها على بناتها العاملات على بلوغ الكمال المسيحي. ألا يترنم داود في المزمور بما يفيد هذا؟ انه يقول: "قامت الملكة عن يمينك مشتملة بثوب موشى بالذهب.... يدخلن إلى الملك عذارى في أثرها. جميع قريباتها إليه يقدمن. يبلغن بفرح وابتهاج. يدخلن إلى هيكل الملك"(47).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(46) (1كورنثوس9: 9- 10).

(47) مزمور "فاض قلبي" من مزامير الساعة الثالثة (مزمور 45 حسب الطبعة البيروتية المتداولة).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/holy-spirit.html

تقصير الرابط:
tak.la/h82kqf4