St-Takla.org  >   books  >   iris-habib-elmasry  >   woman-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المرأة العصرية في مواجهة المسيح - أ. إيريس حبيب المصري

158- الشماسية

 

(أ) الشماسية:

ان أبرز الشماسات هي فيبي التي اختصها بولس برعاية خاصة إذ قال:"أوصى إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة في كنخريا كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا". وبعد هذه التوصية الملحة قيل في آخر الرسالة "كتبت إلى أهل رومية من كورنثوس على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا" فهي شماسة كاسطفانوس. وهي جلست عند قدمي بولس فأملاها رسالته وحملها إياها مثل تيخيكس الذي قيل عنه: "كتبت إلى أهل أفسس من رومية على يد تيخيكس"... ففي شموسيتها وفي حملها الرسالة أدت خدمات مماثلة لخدمات رجاين أمينين في خدمة الرب. ويؤكد لنا بولس هذه الخدمة النسوية في حديثه إلى تيموثيئوس فيتكلم أولًا عن الشمامسة ويتبع ذلك بقوله: "كذلك يجب أن تكون النسوة ذوات وقار غير ثالبات صاحيات أمينات في كل شيء". وهي الوصية عينها التي أوصى بها الشمامسة إذ أن أول ما يطلبه منهم هو أن يكونوا ذوي وقار(82)...

وبين المخطوطات القديمة كتاب يحمل عنوان "الدساتير الرسولية"(83) جاء في جزئه الثامن ما يلي في رسامة الشمامسة:

 

الشماس

الشماسة

عين الشماس أيها الأسقف بوضع يدك عليه بينما يقف حولك الكهنة والشمامسة فتصلي عليه قائلًا: ضابط الكل أنت هو الحق الذي لا غش فيه الغنى نحو الجميع الذين يطلبونك بالحق. أنت هو المخوف في المشورة. الحكيم في الفهم القدير العظيم. أصغ إلى صلواتنا يا رب ولتدن توسلاتنا إلى أذنيك. دع وجهك يشرق على عبدك هذا الذي هو معين للخدمة (أي للشماسية) املأه من الروح القدس ومن القوة كما ملأت اسطفانوس أول الشهداء الذي تمثل بآلام مسيحك امنحه بعد أن يخدمك خدمة مرضية بلا لوم ولا حيدة والعمل المؤتمنة عليه وتكمله أعلا: يوم ابنك الوحيد الجنس الذي يليق به معك مع الروح القدس المجد والإكرام والعز والاجلال إلى انتهاء الدهور. آمين.

أيها الأسقف ضع يدك عليها بينما يقف الكهنة والشمامسة والشماسات حولك فتصلي يا الله قائلًا: يا الله الأبدي أبا ربنا يسوع المسيح، خالق الرجل والمرأة، الذي ملأ من الروح القدس مريم ودبورة وحنة وخلدة، أنت لم تجد غضاضة في أن يتجسد ابنك الوحيد الجنس من امرأة، أنت الذي عينت في خيمة الاجتماع وفي الهيكل نسوة لحراسة أبوابك المقدسة(84). تطلع الآن إلى أمتك هذه التي هي معينة للخدمة (أي الشماسية): املأها من الروح القدس طهرها من كل أدناس الجسد والروح قيد شعرة أن يحسب أهلا لدعوة لتستطيع أن تؤدي خدمتها لمجد مسيحك ولتسبيحه، هذا الذي يليق به معك مع الروح القدس المجد والإكرام والعز والاجلال إلى انتهاء الدهور آمين(85).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Aquila and Priscilla making tents, while St. Paul waving to them. صورة في موقع الأنبا تكلا: أكيلا وبريسكيلا يصنعان الخيام،، ويُرى بولس الرسول يشير لهما من بعيد.

St-Takla.org Image: Aquila and Priscilla making tents, while St. Paul waving to them.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أكيلا وبريسكيلا يصنعان الخيام،، ويُرى بولس الرسول يشير لهما من بعيد.

طقس رسامة الشمامسة في الكنيسة اليونانية:

يؤتى بتلك التي سترسم إلى الأسقف. فيردد الأسقف البركة، بينما هي منحنية الرأس، ثم يضع يده على رأسها ويرسمها بعلامة الصليب ثلاث مرات، ويصلي قائلًا:

" يا الله العظيم ضابط الكل. الذي قدس المرأة بولادة ابنك الوحيد الجنس، الرب الهنا، من عذراء بحسب الجسد. ومنح الروح القدس وحلوله لا للرجل وحده بل للمرأة أيضًا. انظر الآن يا رب إلى امتك هذه. أدعها إلى عمل خدمتك. أرسل لها عطيتك الغنية. غطية الروح القدس. احفظها في إيمانك الأرثوذكسي. اجعلها أن تتم واجبها بمحادثات لا لوم فيها حسب مسرة صلاحك، لأنه لك يجب كل مجد وكرامة وسجود الآن وكل أوان والى دهر الدهور أمين".

وبعد أن يقول الجميع "أمين" يقول أحد الشمامسة:

"في سلام لنطلب إلى الله من أجل تلك المعنية الآن شماسة. ومن أجل خلاصها من الرب نطلب" - وبينما يردد الشماس هذه الطلبة تكون يد الأسقف ما زالت على رأس المرسومة فيصلي قائلًا: "أيها الرب الإله الذي لا يرفض النسوة اللواتي يقدن ذواتهن حسب مشيئتك الإلهية ليخدمنا في أماكنك المقدسة. بل يضمهن إلى صفوف خدامك. امنح نعمة روحك القدوس لأمتك هذه، التي رغبت في أن تقدم نفسها لك، لتكمل نعمة الخدمة. امنحها نعمة خدمتك التي منحتها لفيبي التي دعوتها لعمل خدماتك. امنحها أن تثبت بلا لوم في هياكلك المقدسة وأن تحترس لحديثها وبخاصة لضبط نفسها. اجعلها كاملة لكي إذا ما وقفت أمام كرسي حكم السيد المسيح تنال مكافأة كلامها الصالح. بالرحمة ومحبة البشر اللاتى لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح - هذا الذي يليق بك معه مع الروح القدس المجد والإكرام والعز والسجود إلى الأبد أمين".

وبعد أن يقول الجميع "أمين" يضع الأسقف "البدرشيل" الشماسي حول عنقها وتحت ابطها، ويأتي بطرفيه إلى الأمام. بينما يذكر الشماس الواقف إلى جانبه أسماء القديسين جميعًا. ثم بعد أن تتناول من الجسد المقدس والدم الكريم يعطيها الأسقف الكأس فتتلقاه منه وتضعه على المذبح.

ومنذ القرن الرابع للميلاد نجد القديس ابيفانيوس (أسقف قبرص) يعتبر الشماسات ضمن الطغمات الكنسية بينما يتحدث القديس باسيليوس الكبير عنهن بوصفهن مرسومات(86).

ولما كانت فيبي أبرز الشماسات في عصر الرسل كذلك كانت هناك شماسة أدت في العصر الرسولي خدمات جليلة رغم أننا نجهل اسمها. وقد أورد لنا بلاديوس قصتها في تاريخه اللوزياكى، أخبرنا أنه حين شاء الأريوسيون أن يقبضوا على الأنبا أثناسيوس الرسولي حامي الإيمان القويم هجموا على الكنيسة التي كان يصلي فيها ذات مساء. وبينما كانت أصوات الترانيم ترن في الكنيسة وجنود الوالي الأريوسي يعملون السيوف في رقاب المترنمين حمل بعض الرهبان الأنبا أثناسيوس وخرجوا به من خلفى ففشل الأريوسيون في الظفر به. وما كاد البابا العظيم يجد نفسه خارج الكنيسة حتى أخذ يتمشَّى في شوارع عاصمته المحبوبة يصلي ويفكر فأحس بدافع داخلي -عده وحيًا إلهيا- يدفعه إلى قرع باب عذراء في العشرين من عمرها تحمل رتبة الشماسية ففتحت له بنفسها. وامتلأت فرحًا ودهشة لرؤيته. فقال لها: "بما أن الأريوسيين يريدون القبض على وهم يروجون عني الأباطيل الزائفة، وبما أني لا أريد لأن أحملهم عقابا شديدا سيلاقونه حتما ان هم قبضوا على لأنهم إنما يرغبون في قتلهم شديدا سيلاقونه حتما ان هم قبضوا على لأنهم إنما يرغبون في قتلى فقد قررت الهرب. وقد ألهمني الله أن التجئ إلى منزلك" ولما كان فرح الشماسة بالتجاء البابا الإسكندري إليها عظيما فقد كرست نفسها لخدمته. فكانت تعد له الطعام، وتغسل قدميه، وتأتي إليه بالمكتب التي يريدها وتكتب ما يملى عليها من رسائل. وظل البطل الرسولي مختبئا في بيتها خلال ست سنوات. ولم يعرف إنسان قط أين اختفى.

ولما مات الامبراطور الأريوسي ظهر الأنبا أثناسيوس وسأله المؤمنون في لهفة أين كان؟ فأجاب: "لقد اختبأت عند تلك التي هي فوق الشبهات"(87).

وليس من شك في ان أثناسيوس الذي واجه العالم كله دفاعا عن العقيدة الأرثوذوكسية كان طبعًا الرجل المتمسك كل التمسك بما تسلمه من آبائه. ولو لم يتسلم منهم نظامًا يتضمن وجود الشماسات لما رضي أن تكون تحت رعياته شماسة. زد على ذلك أنه لم يكتف باقامة شماسات بل لجأ إلى احداهن ساعة أن أراد الاختفاء من وجه الأريوسيين. ثم شهد لها شهادة ما كان ليمكن أن تنال امرأة أعظم منها.

ولئن تساءل البعض: ما دامت كانت هناك شماسات في عصر الرسل وعصور الآباء الرسوليين فلماذا زال هذا النظام من كنيستنا؟ والرد على هذا التساؤل هو أن الأحداث السياسية والحروب التي اجتاحت بلادنا قد أدت إلى الكثير من التغيير. فكما امتدت يد التخريب إلى المباني والمخطوطات كذلك امتدت إلى بعض الأنظمة التي كانت شائعة والتي تخص الأمور التنظيمية فحسب. إذ الآباء تحت الضغوط المختلفة ركزوا جهودهم على حفظ العقيدة سالمة صافية.

← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(أ) ولقد كان عمل الشماسة يتضمن:

1- الافتقاد: فكان عليها زيارة الوثنيات لتوصيل البشارة إليهن. وأما بعد زوال الوثنية فكانت تفتقد العائلات لتحثها على وجوب الصلاة والصوم والمواظبة على الذهاب إلى الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة. وخلال هذه الزيارات تتعرف على احتياجات من تزورهم ثم تقجم تقريرا شاملا عنهم إلى الكاهن أو الأسقف تبعا لمن عينها وجعلها مسئولة أمامه.

 

2- زيارة المرضى: ثم القيام برعاية الناقهات من غسل اجسامهن وملابسهن واعداد الطعام لهن.

 

3- الوقوف إلى جانب الكاهن أو الأسقف حينما يقوم بصبغ امرأة بالصبغة المقدسة (أي تعميدها). وحين تخرج المصطبغة من جرن المعمودية فالكاهن (أو الأسقف) يدهن رأسها بالميرون ثم يجعل الشماسة تدهن بقية أجزاء الجسم، وعليها أن ترشد المصطبغة إلى وجوب الحرص على كرامة الصبغة المقدسة بالحياة في طهارة وقداسة.

 

4- الاشراف على النساء في الكنيسة - فتجلسهن في الأماكن المخصصة وتراقبهن حتى لا ينصرفن إلى الكلام وترشدهن إلى ما يجب مراعاته من احترام واحتشام في بيت الله.

ويتحتم على الشماسة أن تكون عذراء أو أن تكون أرملة لم تتزوج غير مرة واحدة. واذا كانت ارملة يجب أن تكون في الستين من عمرها على الأقل. وكما يجب أن يكون مشهودا لها من الجميع. أما العذراء فلو يشترط فيها سن معين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(82) (1 تيموثاوس 3: 8-11).

(83) The Apostolic Constitutions، Book VIII.

(84) (خروج 39: 8، عدد 6: 2، عزرا 21: 65، نحميا 7: 67، مزمور 68: 25، أخبار الأيام الأولى 25: 5-7)، وقد ذكر عزرا أن عدد المغنيات في الهيكل تبلغ مائتين بينما زاد هذا العدد في أيام نحميا فبلغ مئتين وخمسة وأربعين.

(85) The 50 - Called Egyptian Church، By Dom Connolly.

(86) Dr. Collins Bishop of Gilrattar The History of Deaconesses.

(87) راجع سيرة أثناسيوس الرسولي في كتابى "قصة الكنيسة القبطية" (ج1 ص 226-228).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/deaconship.html

تقصير الرابط:
tak.la/zvsny2r