(هـ) الوقار الملازم لعملية الولادة:
ولو تمعنا في وقار نحو الجنين ثم خروجه من بطن أمه لامتلأنا تعجبا وتمجيدا للخالق المبدع. إلا أنه من المؤلم أن يزعم البعض بأن في الولادة شيئًا من النجاسة. ويرجع هذا الزعم بالطبع إلى أنها جاءت في اعقاب السقوط. ولكن الغريب أن يظل هذا الزعيم مسيطرا على البعض مع أن المسيح له المجد حين شاء أن يفتدى الناس ويمنحهم نعمة البنوة استقر في بطن العذراء وأخذ من هذا البطن جسدا وأنطلق منه وليدا صغيرا ضعيفا بالضبط كما ينطلق أي طفل إنساني من بطن أمه. ألا يكفي المؤمن دليلًا على تقديس هذه القاعدة التي هي الأم الإنسانية -ألا يكفيه دليلا على تقديسها من ان الكلمة المتجسد انطلق منها؟ وهنا قد يعترض معترض بأن الكتاب المقدس يقول لنا: "ولما تمت ايام تطهيرها" (13)- أي أنه كان لا بُد من "التطهير" أو التنقي من شيء نجس. والاجابة من الأية عينها إذ يضيف لنا البشير كلمة وحسب شريعة موسى". ومعنى هذا أنه قبل مجيء المسيح له المجد وترسيخ عهد النعمة كان يستطيع الناس أن يزعموا بأن شيئًا من النجاسة ملازم لعمليات الحبل والولادة.ولكن تجسد ابن الله الوحيد الذي أزال لعنة الناموس وأحل محلها البركة قد أزال عن الحبل والولادة ما لازمهما من نجاسة بتطهيره اياهما وبجعله الزواج سرا مقدسا من الأسرار الروحية التي أسبغها على الناس حين افتداهم وجعلهم أولاد النعمة.
_____
(13) (لو 2: 22).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/woman-christ/birth-process.html
تقصير الرابط:
tak.la/5nc2btg