7- وبعد أن أعلن المرتل أنه سيصير إنسانًا استكمل ذلك بتوكيده عدم تَغَيُّره في الجسد. وإذ أدرك أن اليهود سيتآمرون عليه تَغَنَّى في المزمور: "لماذا ارتجت الأمم وتفكرت الشعوب بالباطل: قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه". ثم أكمل تصويره لهذه النبوة بأن أوضح نوع الميتة التي سيموتها على لسان المخلص نفسه إذ قال في (المزمور 22): "والى تراب الموت تضعني. لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي. اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة". وحين يتكلم عن ثَقْب اليدين والرجلين فهل هناك غير الصليب يمكن أن تشير إليه هذه الكلمات؟ وبعد أن علم بكل هذه الأمور أضاف أن الرب لم يتألم كل هذه الآلام عن نفسه ولكن لأجلنا، فهو يقول في (المزمور 88): "عليَّ استقر غضبك"، كما يقول في (المزمور 69): "حينئذ رددت الذي لم أخطفه"، ذلك أنه لم يكن مضطرًا إلى أن يؤدي الحساب عن أي ذنب اقترفه، ولكنه تألم من أجلنا وأخذ على نفسه الغضب الموجه ضدنا بسبب تَعَدِّينا. وهذا بعينه ما أعلنه أشعياء النبي بقوله: "وهو مجروح لأجل معاصينا"، وهذا كله يَزداد إيضاحًا بقول المرنم في (المزمور 138): "عليَّ غضب أعدائي، تمد يدك وتخلصني يمينك"، مع أنه قد سبق فقال في (المزمور 69): "لأنه ينجي المسكين المستغيث إذ لا معين له. يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء."
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/xmvtj2k