8- وعلى هذا الأساس ينبئ المرتل بصعوده جسديًا إلى السماء، فهو يَتَغَنَّى في (المزمور 24): "أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد." ويردد هذه الحقيقة بعينها في (المزمور 47): "صعد الله بهتاف والرب بصوت البوق"، ثم يعلن الجلوس عن يمين الأب في (المزمور 110) إذ يترنم "قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطنا لقدميك." أما في (المزمور 9) فيهتف جهارًا بسقوط الشيطان الذي تحقق فعلًا فنسمعه يقول: "جلست على الكرسي قاضيًا عادلًا. انتهرت الأمم: أهلكت الشرير." كذلك لم يُخْفِ المرتل الحقيقة الواقعية وهي أن الابن أخذ كل السلطان للحكم من الآب، ثم يعلن أنه آت ليدين الكل فيردد في (المزمور 72): "اللهم أعط أحكامك للملك وبرك لابن الملك. يدين شعبك بالعدل ومساكينك بالحق." ولقد ردد هذه الكلمات بعد أن كان قد سبق فأعلن في (المزمور 50): "يدعو السموات والأرض إلى مداينة شعبه.. وتخبر السموات يعدله لأن الله هو الديان." (انظر أيضًا تفاسير سفر المزامير في موقع الأنبا تكلا هيمانوت)، في حين أننا نقرأ في (المزمور 82) هذه الكلمات: "الله قائم في مجمع الله - في وسط الآلهة يقضي.» وإننا لنتعلم من المزامير عن نداء الله للأمم إلا أن (المزمور 47) هو أكثرها وضوحًا فيما يتعلق بهذا النداء، إذ يهتف فيه المرنم: "يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم، هللوا لله بصوت البوق." بينما يعلن في (المزمور 72): "أمامه يجثو أهل البرية وأعداؤه يلحسون التراب: ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة. ملوك شبا وسبا يقدمون هدية. ويسجد له كل الملوك وتتعبد له كل الأمم." هذه الأمور كلها تَتَغَنَّى بها المزامير وهي قد أنبأت عنها كل الأسفار الإلهية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/ascension.html
تقصير الرابط:
tak.la/f2xfvms