6- وهنا يجب أن نذكر أن أثناسيوس -بتقديمه هذا التفسير- قد نقض بدعتين في آن واحد: الأولى هي تعليم الدوسيتيين عن طبيعة السيد المسيح الذين صوروا المخلص في ثوب سطحي من جسد إنساني بينما ظل متساميًا على الجسد، والثانية استبعاد السيد المسيح عن عملية الخلق كما زعم الغنوسيون الذين نادوا بأن خالق العالم المادي هو مخلوق شبه الهي اسمه ديميورج Demiurge.
← انظر كتب أخرى للمؤلفة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويستكمل أثناسيوس توضيحه للترتيل المزاميري بحقيقة التجسد فيقول: أن المزمور السابع والثمانين (مز 87) يردد مقدمًا قول يوحنا الحبيب "وكان الكلمة الله وبه كان كل شيء. والكلمة صار جسدًا"، ولهذا السبب عينه ولكون المرنم يعرف أنه سيولد من عذراء فأنه يعلن في (المزمور 45): "اسمعي يا ابنتي وانظري. وأصغى بسمعك. انسي شعبك وبيت أبيك لأن الملك قد اشتهى حسنك". وهنا أيضًا نجد تناغم هذه العبارات مع كلمات الملاك غبريال: "السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك." وكما أنه أوضح بالفعل أن المولود من الآب هو السيد المسيح أسرع فأوضح الميلاد الإنساني من السيدة العذراء بكلمتيّ "اسمعي يا ابنتي" وانتبه إلى أن الملاك غبريال ينادي مريم باسمها لكونه غريبًا عنها في طبيعة خلقته، أما داود فيناديها "يا ابنتي" بحق لأنها من نسله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/iris-habib-elmasry/athanasius-psalms/jesus.html
تقصير الرابط:
tak.la/jzg5552