س 21: هل تحدثنا قليلًا عن أقنوم الابن؟
ج: أقنوم الابن هو اللوغوس، واللوغوس في الأصل اليوناني يعني العقل المُعبّر عن ذاته... هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل... هو العقل الأعظم خالق جميع العقول... هو العقل الكائن في الذات الإلهية... الله عقل لا نهائي...
أقنوم الابن هو أقنوم الحكمة الأزلي، فكل حكمة هيَ مستمدة منه... هو الكلمة الأزلي الذي قال عنه الإنجيل: "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو 1: 1) وفي الآية السابقة نجد ثلاثة إجابات لثلاثة أسئلة تعرفنا على أقنوم الابن.
س أ: متى كان الكلمة؟.. في البدء... البدء الذي ليس قبله بدء... البدء هنا يساوي الأزل، وهو ليس كالبدء الذي ذكره موسى "في البدء خلق الله السمَوات والأرض" (تك1: 1) لأن موسى قصد بدء الخليقة المادية أمَّا البدء الذي ذكره يوحنا فهو يعني الأزل، ولا يوجد أزلي غير الله... إذًا فالكلمة هو الله الأزلي.
س ب: وأين كان الكلمة؟ كان الكلمة عند الله الآب، أو نحو الله الآب، أو في حضن الله الآب "الابن الوحيد الذي في حضن الآب "(يو 1: 18)، ولذلك لم يكف الابن خلال فترة تجسده عن تأكيد كيانه في الله الآب.
س ج: مَنْ هو الكلمة؟ هو الله " وكان الله الكلمة " ولذلك لم يقُل الإنجيل: "وكانت (بالمؤنث) الكلمة" لأنه لا يقصد الكلمة المنطوقة التي ينطق بها الله. إنما قصد أقنوم الكلمة... اللوغوس... " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل الخليقة. فانه خُلِق الكل... الكل به وله قد خُلِق "(كو 1: 15، 16).
ورغم أن رجال العهد القديم لم يدركوا سر الثالوث القدوس، وبالتالي لم يدركوا الابن، ولكن الكتاب المقدس لم يغفل الحديث عنه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقال داود النبي: " الرب (الآب) قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك. اِسأَلنِي فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض مُلكًا لك "(مز 2: 7، 8).
ومن الواضح أن المقصود باليوم هنا هو الأزل... هو اليوم الذي لا قبله يوم، لأنه لو كان يومًا عاديًا لكان المولود عمره يومًا واحدًا لا يستطيع أن يتكلم ولا يقدر أن يسأل الآب "اسأَلنِي" وهذا ما أدركه بولس الرسول واتخذه دليلًا على أزلية الابن "لأنه لمن من الملائكة قال قطُّ: أنت ابني أنا اليوم ولدتك "(عب 1: 5)، وقال المرنم: "أرسل كلمته فشفاهم، ونجاهم من تهلكاتهم"(مز 107: 20) وتساءل "الحكيم": "من صعِـد إلى السمَوات ونزل؟ مَنْ جمع الريح في حفنتيه؟ من صرَّ المياه في ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ ما اسمه؟ وما اسم ابنه إن عرفت؟"(أم 30: 4). وتحدث الابن في سفر إشعياء قائلًا: "منذ وجُودِه أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحُهُ"(إش 48: 16).
وأقنوم الابن تصدر منه الأقوال والأفعال التي تظهر كينونته فهو:
يتكلم - يرى - يشهد - يخلق - يريد - يحب - يصعد وينزل - يختار - يُرسَل - يُرسِل
1ـ يتكلم: "منذ وجوده (الآب) أنـا هناك "(إش 48: 16)، "فكما قال لي الآب هكذا أتكلم"(يو 12: 50).
2ـ يرى: "ولكني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم"(يو 16: 22).
3ـ يشهد: "أنا هو الشاهدُ لنفسي"(يو 8: 18).
4ـ يخلق: "لما رسم أسس الأرض. كنت عنده صانعًا"(أم 8: 29، 30). "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان"(يو 1: 3).
5ـ يريد: "أيُّها الآب أريـد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظُروا مجدي"(يو 17: 24).
6ـ يحب: "كما أحبني الآب كذلك أحببتكُم أنا"(يو 15: 9).
7ـ يصعد وينزل: " ليس أحدٌ صعِدَ إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء"(يو 3: 13).
8 ـ يختار: "أليس إني أنا اخترتكم، الاثني عشر"(يو 6: 70).
9ـ يُرسَل: "ترنمي وافرحي يا بنت صهيون... واسكن في وسطك، فتعلمين أن ربَّ الجنود قد أرسلني إليك"(زك 2: 10، 11) "فالذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له: إنك تجدف، لأني قلت: إني ابن الله؟" (يو 10: 36).
10ـ يُرسِل: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب"(يو 15: 26).
وعن أقنوم الابن قال "هرمس الحكيم" مخاطبًا الآب: " لما كنت إلهًا وأبًا لم تنل ذلك من كائن آخر، ولم تحز وجودك الدائم من غيرك. وبعدك أعرف كائنًا واحدًا مثلك، وكما هو معروف أنت ولدته، وهو ابن لك، وإله من إله، وجوهر من جوهرك الذي يحمل دائمًا صورتك غير الزائلة. وشبهك التام ليكون هو فيك وأنتَ فيه كمرآه ووجه جميل متحدين" (81).
_____
(81) منارة الأقداس ـ مارغريغوريوس أبو الفرج ابن العبري ص 216.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/the-son.html
تقصير الرابط:
tak.la/ya7htwf