يقول "القديس أبو مقار الكبير": "الرب يرسل روحه الخفيف النشيط الصالح السماوي وبواسطته يخرج النفس التي غطست في مياه الإثم، ويصيرها خفيفة ويرفعها على جناحيه إلى أعلى السماء ويغيرها من طبيعتها الأصلية تغييرًا كاملًا" (124).
يقول "القديس كيرلس الكبير": "حينما يحل الروح القدس داخل نفوسنا فهو يطهرها أولًا. أنه النار التي تحرق كل زغل فينا... وهو يقويها ضد هجمات الشيطان وضد شهواتها الذاتية، فهو المسحة التي تقوينا... وهو يساعدنا أن نتحرر من أباطيل هذا العالم، ويوضح فينا رؤية الوطن السماوي... وهو يجعل ممارسة الفضيلة سهلة ومحبوبة لنفوسنا، وبذلك يجعل نفوسنا تثمر ثمرًا كثيرًا للخلاص، فهو ينبوع الماء الحي الذي يروي نفوسنا لنثمر للحياة الأبدية... أنه يجعل النفس التي يحل فيها تستعيد جمالها الأول وقوتها الأولى... وبذلك تتشكل النفس على صورة الآب والابن والروح القدس جميعًا، لأن الروح القدس هو صـورة الابن، والابن هو صورة الآب" (125).
يقول "القديس يوحنا ذهبي الفم": " لماذا لم يأت الروح القدس قبل ذهاب المسيح إلى الآب؟ لأن اللعنة لم تكن قد رُفعت بعد، والخطية لم تكن قد محيت، بل كان الجميع تحت النقمة... لذلك لم يستطع أن يأتي. فمن الضروري أن تبطل العداوة وأن تتم مصالحتنا مع الله. وبعد ذلك تقبل العطية، ولكن لماذا يقول: "سأرسله لكم"معناها إني سأهيئكم قبل أن تقبلوا الروح" (126).
يقول "القديس الأنبا انطونيوس": "حينما يسكـن الروح فيهم (النفوس المطيعة لله) فإنـه يهبهم راحة... ويجعل نير الرب حلوًا لهم جدًا ولا يخافون من أي شيء... لأن فرح الرب يكون فيهم نهارًا وليلًا، ويهب حياة لعقولهم، ويصير غذاءً لهم وبهذا الفرح تنمو النفس وتتغذى وتصير مؤهلة لكل الأشياء وتتكمل بالفرح وبهذا تصعد إلى السماء... وتغلب النفس بالفرح جميع أعدائها الروحيين وتنتصر عليهم وتدوس مشوراتهم تحت قدميها وتمتلئ بالفرح الأكمل" (127).
+ أقنوم الروح القدس ينبثق من الآب، وله الألقاب الإلهية مثل الله، وروح الله، والرب، وروح الرب، وروح الآب، وروح الابن، وروح الحق، وروح الحكمة، والباراقليط، والروح الثابت، والمسحة والختم... إلخ.
+
أقنوم الروح القدس له الأعمال الإلهية مثل الخلقة، والعمل
في الأنبياء، والعمل في
التجسد
والفداء، والعمل في تكوين الكنيسة،
وفي الخدام،
وفي الشهادة للمسيح، وله الإكرام الإلهي.
+
الروح القدس شخص وليس قوة فعَّالة قدوسة، فهو يرى، ويتكلم،
ويُحرِك، ويعلّم ويذكّر، ويسكن فينا، ويرشدنا، ويهدينا، ويعمل،
ويشاء، ويقود، ويشهد، ويُحِب، ويريح، ويعزي، ويبكت على خطية، ويشفع
فينا، ويحزن، ويُرسِل، ويُرسَل، ويقيم الرعاة والخدام، ويوجه
الخدام، ويحذر من الهرطقة، ويواجه الهرطقات... إلخ.
_____
(124) الروح القدس وعمله داخل النفس ص 35.
(125) كيف يتـم تقديس النفس بالروح القدس في لاهوت القديس كيرلس الكبير ـ لأحد آباء دير أنبا مقار ص 14.
(126) الصليب والمعمودية والامتلاء من الروح القدس ـ بيت التكريس ص 32.
(127) الصليب والمعمودية والامتلاء من الروح القدس ـ بيت التكريس ص 4.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/notes-2.html
تقصير الرابط:
tak.la/3qbyw4y