س 12: ما رأيك في نسبة الكينونة للآب فقط، ونسبة العقل للابن فقط، ونسبة الحياة للروح القدس فقط؟
ج: يجيب على هذا التساؤل " نيافة الأنبا بيشوي" مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري وسكرتير المجمع المقدس قائلًا: "الآب هو الأصل أو الينبوع في الثالوث، هو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين. والابن هو مولود من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية... والروح القدس هو ينبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية...
وينبغي أن نلاحظ أنه طبقًا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده (غريغوريوس النزينزي) لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم منفصلًا في كينونته أو جوهره عن الآخرين.
وكذلك العقل ليس قاصرًا على الابن وحده، لأن الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي...
بالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضًا ليست قاصرة على الروح القدس وحده، لأن الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هيَ من صفات الجوهر الإلهي، والسيد المسيح قال: " كما أنَّ الآب لهُ حياة في ذاتهِ، كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون لهُ حياةٌ في ذاتِهِ "(يو 5: 26) وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4) ولكن الروح القدس نظرًا لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو {الرب المحيي} (قانون الإيمان والقداس الكيرلسي)، وكذلك أنه هو {رازق الحياة} أو {معطي الحياة} (صلاة الساعة الثالثة). من الخطورة أن تُنسَب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا في هذه الحالة نُقسّم الجوهر الإلهي الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدي الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة) وبهذا ننفي الجوهر عن الابن والروح القدس أو نلغي كينونتهما، ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم الآب" (41).
ويجب أن ندرك جيدًا أن الأقنوم ليس صفة، لأنه لو كان صفة لكان بلا كينونة... الأقنوم ليس صفة ولكنه كائن قدير يحمل صفة... الأقنوم كائن حقيقي يحمل الجوهـر الإلهي الواحد، ويتمايز عن الأقنومين الآخرين بخاصيته الأقنومية...
وفي الجدول التالي (42) بيان:
أ- الخواص الأقنومية للأقانيم، فالآب (والد وباثق) فله خاصية الأبوة والابن (مولود) فله خاصية البنوة، والروح القدس (منبثق) فله خاصية الانبثاق.
ب- بعض الخواص الجوهرية التي يشترك فيها الأقانيم، مع ملاحظة أن كل أقنوم يُلقب بما يتناسب مع خاصيته.
الثالوث القدوس |
الآب |
الابن |
الروح القدس |
الخواص الأقنومية الخواص الجوهرية |
والد وباثق الأبوة |
مولود البنوة |
منبثق الانبثاق |
الحق |
الحقاني
|
الحق (يو 8: 32، 14:16 رؤ 3: 7)
|
روح الحق (يو14: 17، 15:26، 16: 17، 1يو 4: 6) |
العقل |
العاقل |
العقل المولود = الكلمة يو 1: 1 = اللوغوس = العقل المنطوق به |
روح العقل انظر روح الفهم (إش 11: 2) |
الحكمة |
الحكيم (رو16: 27، يه 25) |
الحكمة (أم 3: 19، 8: 12، 22، 1 كو1: 24، كو2: 3، رؤ 5:12) |
روح الحكمة (حبك1: 6، إش 11: 2 أف 1: 7) |
المحبة (1 يو 4: 8) |
المحب (يو 17: 24) |
المحبة (1 يو 3: 16، يو 8: 19) |
روح المحبة (2 تي 1: 7)
|
الحياة |
الحي (خر 5: 11، مت 16: 16، (يو 6: 57، رو 14: 11) |
الحياة (يو11: 25، يو14: 6) |
روح الحياة (رو 8: 2)
|
القوة |
القوي (مت 6: 13، رؤ 18: 8) |
القوة (1كو 1: 24، رؤ 5: 12) |
روح القوة (2تي 1: 7، إش 11: 2، تي 3: 18)
|
الفهم |
الفهيم (أي 12: 16، إش 28: 29) |
الفهم (ام 8: 24) وأيضًا انظر الرسالة (3: 65) ضد الأريوسيين للقديس أثناسيوس |
روح الفهم (إش 11: 2) |
والخواص الجوهرية جميعًا ومن أمثلتها الحكمة والحق والعقل والحياة... يشترك فيها الأقانيم معًا، فالحق مثلًا هو خاصية يشترك فيها الأقانيم جميعًا، فالآب هو حق من حيث الجوهر، والابن هو حق من حيث الجوهر، والروح القدس هو حق من حيث الجوهر.
أمَّا من حيث الأقنوم فالآب هو الحقاني (أي ينبوع الحق) والابن هو الحق المولود منه والروح هو روح الحق المنبثق منه.
مَنْ يستطيع أن يفصل الحقاني عن الحق المولود منه؟
ومَنْ يستطيع أن يفصل الحكيم عن الحكمة؟
+
الجوهر الإلهي =
الطبيعة الإلهية = الكيان الإلهي = اللاهوت.
+ الجوهر الإلهي
منزَّه عن المادة... الجوهر الإلهي واحد... وحدانية الله ليست
جامدة مصمتة إنما هيَ وحدانية موجودة عاقلة حيّة.
+ الأقنوم كلمة سريانية تطلق على كل ما يتميز عن سواه بدون استقلال.
+ كلمة أقنوم تشير
إلى كائن... حي... قدير... مستقل بذاته...
له مقومات الذات والشخصية... يصدر عن شخصه أقوال وأفعال تنُم
عن الكينونة.
+ أقنوم بالسريانية = "هيبوستاسيس" Hypostasis ύπόστασiς
باليونانية = "برسونا"
Persona باللاتينية
= "برسوبون"
Prosopon (شخص) باليونانية.
+
الخواص الأقنومية أي علاقة الأقانيم الثلاثة معًا، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى...
كل أقنوم له خاصيتة الأقنومية التي يتمايز بها عن الأقنومين الآخرين، فالأقنوم الأول
يتمايز وينفرد بالأبوة، والثاني بالبنوة، والثالث بالانبثاق... هذه
الخواص الأقنومية ثابتة لا تتغير أبدًا،
فالآب سيظل أبًا ولن يصير يومًا ابنًا،
وهكذا الابن، وهكذا الروح القدس.
_____
(41) حوارات مسكونية الطبعة الثالثة عشر لنيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ص 41، 47، 48.
(42) حوارات مسكونية - لنيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ص 42، 43.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/father-son-spirit.html
تقصير الرابط:
tak.la/mtvp4d8