ودعونا يا أحبائي نختتم هذه النقطة بسؤالين:
س22: لماذا سُمي السيد المسيح بالابن؟
ج: سُمي السيد المسيح بالابن للأسباب الآتية:
1- للتعبير على أنه من نفس طبيعة الآب، فكما أن ابن الطير هو طير، وابن الأسد هو أسد، وابن الإنسان هو إنسان. هكذا ابن الله هو الله، وقد فهم اليهود هذا " من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضًا إن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو 5: 18) وقال اليهود لبيلاطس "لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله" (يو 19: 7) وإن تساءل أحد عن كيفية هذه الولادة الروحية، وكيف يكون الابن والأب اثنان وهما واحد في الجوهر، يرد عليه القديس أثناسيوس قائلًا "أنه بحق قيل {أنا والآب واحد} مضيفًا {أنا في الآب والآب فيَّ".. فهما واحد ولكن ليس مثل الشيء الواحد المنقسم إلى اثنين ويبقى واحدًا، ولا هما شيء واحد ذو اسمين حتى إن الواحد يكون في وقت ما أبًا ثم هو بذاته يصير في وقت آخر ابنه، فهذه هرطقة سابليوس، ولكنهما اثنان، لأن الآب هو آب وليس ابنًا، ولأن الابن ابن وليس أبًا، ولكن الطبيعة واحدة وكل ما للآب فهو للابن، ولكن ليس إن الابن إله آخر. لأنه ليس خارجًا عن الآب - بل إن الآب والابن هما طبيعة واحدة، وخواص واحدة للطبيعة الواحدة، ولاهوت واحد. فلاهوت الابن هو بذاته للآب، لذلك فهو غير منقسم لذلك يوجد إله واحد لا إله إلاَّ هو " {ضد الأريوسية رسالة (3) فصل (4)} (48).
أما القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات فيقول "لا تنشغل في تأملك في كيفية ميلاد (ولادة) الابن من الآب لأن هذه ليس أمرًا في جانب الأمان، فتكريم هذه الحقائق التعليمية ينبغي أن يكون في صمت لأنه أمر عظيم وفائق أن ندرك الحقيقة والكيفية، فنحن لا نعرف إن كانت الملائكة نفسها تدرك هذا، فكم بالأقل نحن" (49).
2- للتعبير عن المحبة المتبادلة بين الآب والابن " الآب يحبُّ الابن" (يو 3: 35، 5: 20) وقال الكتاب عن السيد المسيح "ابن محبته" (كو 1: 13) " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو 1: 18) وقال الرب يسوع " أيها الآب... لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو 17: 24).
3- لأن الابن مولود من الآب مثلما يصدر الشعاع من الشمس، وبما أننا ندعو الشيء الصادر من شيء أنه مولود منه لذلك دُعي الابن مولود من الآب، أي ابن لآب، وهو ليس أقل منه في شيء من الكمالات الإلهية.
4- لأن لفظي الآب والابن من أسهل الألفاظ وأعمُّها، وهكذا نجد الله في محبته يقدم لنا أعمق الأسرار الإلهيَّة في أسهل وأبسط الألفاظ.
5- لأن الابن هو الذي أعلن لنا الآب الغير منظور، وتستطيع أن تقول إن الابن هو الله مُعلنًا، وعندما نرى إنسانًا له نفس صفات الأب الحميدة نقول عنه حقًا إن " هذا ابن لأبيه " وفي السيد المسيح رأينا كل الصفات الإلهية لذلك نحن نقبل اللقب الذي أطلقه عليه الإنجيل وارتضاه هو لنفسه وهو ابن الله الوحيد. (راجع كتابنا التجسد الإلهي ص 75).
والسؤال الثاني هو:-
_____
(48) أورده مكرم عزيز فهمي في كتابه ألوهية السيد المسيح والرد على الأريوسية ص 81.
(49) أورده مكرم عزيز فهمي في كتابه ألوهية السيد المسيح والرد على الأريوسية ص 8.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/the-son.html
تقصير الرابط:
tak.la/8747zfw