St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   divinity-of-christ
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح - أ. حلمي القمص يعقوب

116- لو كان الابن مساويًا للآب فكيف يطلب المجد من الآب قائلًا "والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم"؟

 

س77: لو كان الابن مساويًا للآب فكيف يطلب المجد من الآب قائلًا "والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5)؟

ج: 1- الحقيقة أن المجد متبادل بين الآب والابن... فكما إن الابن طلب من الآب أن يمجّده، فإن الابن أعلن أيضًا أنه قد مجّد الآب " أنا مجَّدتك على الأرض" (يو 17: 4) وفي الصلاة الوداعية قال الابن " أيها الآب قد أتت الساعة. مجَّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا" (يو 17: 1) وقال لتلاميذه " ومهما سألتم باسمي فذاك أفعله. ليتمجَّد الآب بالابن" (يو 14: 13) إذًا المجد متبادل بين الآب والابن.

2- معنى قول السيد المسيح " مجّدني " أو " مجَّدتك " لا تعني على الإطلاق أن الآب يهب المجد للابن وكأن الابن كان يفتقد هذا المجد، ولا تعني أيضًا أن الابن يهب المجد للآب وكأن الآب كان يفتقد هذا المجد، ولكن معنى " مجّدني " أي أظهر أيها الآب مجدي الأزلي، ومعنى " مجَّدتك " أي أنني أظهرت أيها الآب مجدك وأعلنته للتلاميذ... لقد عرَّفتهم اسمك المملوء مجدًا، وبنفس المعنى نقول " نحن نُمجَّدك أيها الآب السماوي " ولا نقصد على الإطلاق أننا نهب الآب المجد، لأن الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، ومجده كامل لا ينقصه شيء، ونفس المعنى ينطبق على قولنا "باركوا الرب يا عبيد الرب"، " نحن نبارك الرب " أي نعترف ببركاته السماوية.

3- وكما إن المجد متبادل بين الآب والابن، فإنه متبادل أيضًا بين الآب والابن والروح القدس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فقال السيد المسيح عن الروح القدس "ذاك يمجّدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 14) وليس معنى هذا إن الروح القدس أعظم من الابن لأنه يمجّده ولكن المعنى أن الروح القدس يُظهِر مجد المسيح للكنيسة.

St-Takla.org Image: The painting of the altar of Saint Mina Church in Fom El Khaleeg: A painting in the dome of Saint George’s altar in Saint Mina’s Church, Fom El Khaleeg, Old Egypt, dating back to 18th Century. It is in a Coptic-Armenian style. It depicts Christ the Lord, the Pentocrator, surrounded by the four living creatures, the sun and the moon, and four angels carrying the dome, with the name of each written before each of them: Michael, Gabriel, Rafael, and Sorial. صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم مذبح مارمينا فم الخليج: رسم بقبة مذبح مارجرجس بكنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة، يرجع تاريخهًا إلى القرن الثامن عشر، وهى طراز قبطي أرمني. وفيهًا السيد المسيح ضابط الكل، وحوله الأربعة كائنات غير المتجسدة، والشمس والقمر، وأربعة ملائكة يحملون القبة وأسماؤهم مكتوبة قبالة كل واحد منهم: ميخائيل وغبريال وروفائيل وسوريال.

St-Takla.org Image: The painting of the altar of Saint Mina Church in Fom El Khaleeg: A painting in the dome of Saint George’s altar in Saint Mina’s Church, Fom El Khaleeg, Old Egypt, dating back to 18th Century. It is in a Coptic-Armenian style. It depicts Christ the Lord, the Pentocrator, surrounded by the four living creatures, the sun and the moon, and four angels carrying the dome, with the name of each written before each of them: Michael, Gabriel, Rafael, and Sorial.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم مذبح مارمينا فم الخليج: رسم بقبة مذبح مارجرجس بكنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة، يرجع تاريخهًا إلى القرن الثامن عشر، وهى طراز قبطي أرمني. وفيهًا السيد المسيح ضابط الكل، وحوله الأربعة كائنات غير المتجسدة، والشمس والقمر، وأربعة ملائكة يحملون القبة وأسماؤهم مكتوبة قبالة كل واحد منهم: ميخائيل وغبريال وروفائيل وسوريال.

4- قول الابن " مجّدني أنت أيها الآب بالمجد الذي كان لي قبل كون العالم " تعني أيضًا أُظهر أيها الآب مجدي الذي كان لي قبل التجسد... مجد اللاهوت الذي احتجب بالناسوت، فقد قيل عني " لا صورة له ولا جمال... محتقر ومخذول من الناس" (أش 53: 2، 3).

5- وقول الابن " مجّدني أنت أيها الآب " يعني إظهار مجد الصليب، فإنه بالصليب ظهر مجد العدل الإلهي، وظهر مجد الرحمة الإلهية، ولذلك عندما خرج يهوذا ليستكمل خيانته ويُسلّم ابن الإنسان قال الرب يسوع " الآن تمجّد ابن الإنسان. وتمجَّد الله فيه" (يو 13: 31).

ويقول قداسة البابا شنودة الثالث:

" 1- هذه العبارة ذاتها تثبت لاهوت المسيح. فهو يقول " المجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم". إذًا فهو موجود قبل كون العالم، وموجود في مجد. ذلك لأن العالم به كان، بل كل شيء به كان (يو 1: 1، 3).

أما المجد الذي كان له عند الآب، فهو أنه " بهاء مجده ورسم جوهره" (عب 1: 3) ولا شك أن هذا يعني المساواة...

2- إن كان الآب يمجد الابن، فالابن يمجد الآب أيضًا

فهو قبل عبارة " مجّدني " يقول " أنا مجَّدتك على الأرض" (يو 17: 4) إذًا هو تمجيد متبادل بين الآب والابن. لذلك فهو يقول في بدء هذه المناجاة " أيها الآب قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا" (يو 17: 1).

3- وهنا نسأل ما معنى التمجيد، إذا ذُكِر عن الآب أو عن الابن؟!

بل ما معنى أن البشر أنفسهم يمجدون الله؟ كما يقول الرسول " مجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 20) أو كما يقول الرب في العظة على الجبل " ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16).

4- تمجيد الله لا يعني إعطاءه مجدًا ليس له!! حاشا. إنما معناه الاعتراف بمجده أو إظهار مجده.

فعبارة أنا مجدتك على الأرض " معناها: أظهرت مجدك، أعلنته، جعلتهم يعترفون بمجدك. عرَّفتهم اسمك. أعطيتهم كلامك (يو 17). تمامًا مثل عبارة " باركوا الرب " أي اعترفوا ببركته، أو أعلنوا بركته. وهكذا قول السيد المسيح " أيها الآب مجّد اسمك" (يو 12: 28) أي اظهر مجدك واعلنه، وبنفس الوضع إجابة الآب " مجَّدت وأمجّد أيضًا " أي أظهرت ذلك. كذلك عبارة " مجّدني " لا تعطني مجدًا جديدًا، فهو مجد كان لي عندك قبل كون العالم. فما معناها؟

5- يعني إظهر هذا المجد الذي أحتجب بإخلاء الذات (في 2: 7)

حينما أخذت شكل العبد، وصرت في الهيئة كإنسان " لا صورة له ولا جمال... محتقر ومخذول من الناس" (أش 53: 2، 3).

إذًا يتمجَّد يعني يسترد المجد الذي أخلى ذاته منه، الذي حجبه بتجسده. اسمح الآن -بعد الصلب، وفي الصعود- إن فترة الإخلاء تنتهي لأن "العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يو 17: 4).

6- اسمح أن الناسوت يشترك مع اللاهوت في المجد.

وهكذا يشير الرسول إلى " جسد مجده" (في 3: 31).. هذا الجسد الممجَّد الذي صعد به إلى السماء ليجلس عن يمين الآب.

7- مجده، يشير أيضًا إلى صلبه.

الذي أتحد فيه مجد الحب الباذل، ومجد العدل المتحد بالرحمة. مجده حينما ملك على خشبة (مز 95) واشترانا بثمن. وهكذا نرتل له يوم الجمعة العظيمة قائلين " لك القوة والمجد " عرشك يا الله إلى دهر الدهور" (مز 45: 6) (عب 1: 8).

لهذا لما خرج يهوذا ليسلمه قال "الآن تمجد ابن الإنسان. وتمجَّد الله فيه" (يو 13: 31) أي بدأ مجده كمخلص وفادٍ ومحب... وقال بعدها " فإن كان الله قد تمجد فيه. فإن الله سيمجده في ذاته ويمجده سريعًا".

8- نلاحظ ذلك أيضًا في علاقة الابن بالروح القدس:

قال عن الروح القدس " ذاك يمجدني. لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 14) يمجدني هنا، لا تعني أن الروح القدس أكبر من الابن فيعطيه مجدًا، لأن الابن يقول عنه " يأخذ مما لي " ولا تعني أن الابن أعظم، فهما أقنومان متساويان. إنما تعني يظهر مجده للناس.

9- وظهر ذلك أيضًا من جهة استجابة الآب للصلاة عن طريق الابن.

إذ قال الله لتلاميذه " ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجَّد الآب بالابن" (يو 14: 13) يتمجد الآب تعني يُظهر مجده في استجابته. وعبارة بالابن، لأن الصلاة باسمه أي عن طريقه...

10- إن الله لا يزيد ولا ينقص.

سواء من جهة المجد أو غيره. لا يزيد، لأنه لا يوجد أزيد مما هو فيه. لا يأخذ مجدًا أزيد، لأن طبيعته لا حدود لها. ولا ينقص، لأن هذا ضد كمال لاهوته. فعبارة "مجّدني" لا تعني "أعطني مجدًا ليس لي"، إنما "أظهِر مجدي الأزلي"، وبالمثل عبارة "مجَّدتك" وكل تمجيد متبادَل بين الأقانيم" (131).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(131) سنوات أسئلة مع الناس - أسئلة لاهوتية وعقائدية ص 42 - 44.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/glorify-me.html

تقصير الرابط:
tak.la/vhk7pnb