س89: يقول البعض أن بولس الرسول أخترع مسيحية بولسية تعتقد بألوهية المسيح، وتخالف المسيحية الأصلية التي أقرها المسيح، وظل الصراع مستعرًا على مدى عدة قرون مع الموحدين المسيحيين من أمثال الأبيونيين والقديس بولس الساموساطي، والقديس أريوس، وفيما بعد القديس مقدونيوس، والقديس نسطور، ولكن الكنيسة أقرَّت عقيدة ألوهية المسيح في مجمع نيقية ثم ألوهية الروح القدس في مجمع القسطنطينية... فأين الحقيقة؟ ويقول أحمد ديدات " كما إن بولس الذي فرض ألوهية المسيح بالحيلة والخداع، يناقض نفسه عندما يصف الله في الإصحاح السادس من رسالته الأولى إلى تيموثاوس بأنه {الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه}.. فإن كان الله لم يره أحد في أي وقت، وإذا كان هناك شخص يمكنكم رؤيته، فهذا الشخص الذي يمكنكم رؤيته ليس الله" (150). كما قال أيضًا " ولو إن عيسى كان إلهًا أو كان هو الله، لما رآه الناس، ولكن الناس رأوا عيسى وتعقبوه واضطهدوه ورجموه أيضًا بالحجارة (يو 10: 39، 8: 58) مما اضطره إلى المراوغة لحماية نفسه من هؤلاء القوم المعتدين" (151)
ج: 1- من دراستنا السابقة يستطيع أي إنسان أن يلمس ببساطة أن عقيدة ألوهية المسيح هي صخرة الإيمان التي قامت عليها الكنيسة، وهي عقيدة واضحة وضوح الشمس غير الكتاب المقدَّس كله. أما الذي يقول مثل الأقوال السابقة ويلبس الهراطقة ملابس القداسة فإما أنه إنسان جاهل لم يطلع على الكتاب المقدَّس بعهديه، فالعهد القديم يحوي النبوءات والرموز والإشارات الواضحة التي تحدثنا عن الوهية السيد المسيح. ناهيك عن العهد الجديد بكل ما يحتويه من إعلانات الرب يسوع نفسه عن ألوهيته مرارًا وتكرارًا حتى إن اليهود الجاحدين فهموا قصده وحاولوا أكثر من مرة رجمه، وكانت التهمة الأساسية الثابتة ضده والتي لم ينكرها هو، وبسببها شق رئيس الكهنة ثيابه، وقد قادت هذه التهمة السيد المسيح إلى الصلب، وهي أنه صرح بأنه ابن الله وهذه هي الحقيقة سواء شاء المعارضين أو أبوا.
وإن لم يكن قائل الأقوال السابقة إنسانًا جاهلًا فلا بد أنه يتجنى على الحقيقية، ويتغافل أقوال السيد المسيح عن لاهوته، وأقوال وبشارة الرسل الأطهار الذي علَّموا الإيمان بألوهية المسيح وتلمذوا الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
أما بولس الرسول المجني عليه فهو لم يخترع قط عقيدة جديدة بولسية، ولم يكرز من ذاته، وإنما بعد لقائه مع شمس البر أرسله إلى الكنيسة ليتتلمذ ويتعمد، وهكذا تسلَّم الإيمان القويم ونال المعمودية المقدَّسة بيد حنانيا، وهكذا جاءت اعترافاته فيقول " فإنني سلَّمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضًا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وإنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1 كو 15: 3، 4) ويقول أيضًا " لأني تسلَّمت من الرب ما سلمتكم أيضًا.." (1 كو 11: 23 - 25) وبرغم أن بولس الرسول كان صاحب حكمة وفلسفة مقتدرًا في الكتب وفي علوم عصره لكنه لم يستخدم كلام الحكمة البشرية في الكرازة بل استخدم برهان الروح والقوة فيقول " وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوَّة. لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوَّة الله" (1 كو 2: 4، 5)، ولم يناقض بولس الرسول نفسه كما يقول ديدات، لأن الله في جوهره لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه، وإن كان الإنسان يعجز عن النظر للشمس في رابعة النهار، فما بالك بخالق الشمس؟ ولكن عندما تجسد ولبس جسد طبيعتنا أصبح من الميسور لكل إنسان أن يراه ويقترب إليه، وهذا من فرط محبته لأنه صالح ومحب للبشر.
2- عقيدة ألوهية المسيح مستمدة أساسًا من الإنجيل الذي آمن به المسيحيون منذ القرن الأول الميلادي، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإيماننا اليوم هو هو إيمان آبائنا الرسل وإيمان الآباء والكنيسة في القرن الأول تمامًا، وبالرجوع إلى آيات الكتاب المقدس وأقوال الآباء نجد هذه العقيدة واضحة وضوح الشمس كما رأينا في دراستنا السابقة... أنه إيمان واحد تسلمناه من الآباء وقال عنه يهوذا الرسول معتزًا به " الإيمان المسلَّم مرة للقديسين" (يه 3) وقد أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس بحفظه قائلًا "يا تيموثاوس أحفظ الوديعة معرضًا عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم" (1 تي 6: 20) " أحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2 تي 1: 14) وصرح أنه من صفات الأسقف أن " يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تي 1: 9) وحذر تلميذه تيطس من المبتدعين والهراطقة قائلًا "الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه. علمًا أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكومًا عليه من نفسه" (تي 3: 10، 11) وأوصى أهل فيلبي قائلًا "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيَّ فهذا أفعلوا" (في 4: 9) وحذر أهل غلاطية قائلًا "ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثميا (محرومًا)" (غل 1: 18).
3- قوانين الإيمان التي أعترف بها المسيحيون ورددوها قبل قانون الإيمان النيقاوي حملت نفسه العقيدة في ألوهية المسيح، وعلى سبيل المثال ما يلي:
أ - قانون إيمان الرسل: في القرن الأول الميلادي ينص على:
1- أن أُؤمن بالله الآب ضابط الكل (خالق السماء والأرض).
2- وبيسوع المسيح ابنه الوحيد ربنا.
3- الذي (حُبل) به بالروح القدس. وُلِد من العذراء مريم.
4- (تألم) في عهد بيلاطس البنطي، وصُلب (ومات) ودُفن.
5- (نزل إلى الجحيم) وفي اليوم الثالث قام من الأموات.
6- صعد إلى السموات وجلس عن يمين (الله) الآب ضابط الكل.
7- من ثم يأتي ليدين الأحياء والأموات.
8- و(أُؤمن) بالروح القدس.
9- والكنيسة المقدسة (الجامعة) (وشركة القديسين).
10- وغفران الخطايا.
11- وقيامة الجسد.
12- والحياة الأبدية.
ب- قانون الإيمان الذي نطق به القديس ايريناوس سنة 170 م. ينص على:
1- نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها.
2- ويسوع المسيح الواحد ابن الله ربنا.
3- الذي صار جسدًا (من العذراء) لأجل خلاصنا.
4- وآلامه (في عهد بيلاطس البنطي).
5- وقيامته من الأموات.
6- وصعوده إلى السموات جسديًا.
7- ومجيئه من السموات في مجد الآب لكي يقيم كل الأشياء في رأس واحد... ويجري حكمًا عادلًا على الجميع.
8- وبالروح القدس...
11- وإن المسيح سيأتي من السموات ليقيم كل جسد وليدين الأشرار والظالمين في نار الأبدية.
12- ويعطي المستقيمين والقديسين خلودًا ومجدًا أبديًا.
ج - قانون الإيمان الذي نطق به العلامة ترتليان سنة 200 م. ينص على:
1- نؤمن بإله واحد، خالق العالم، الذي أوجد الكل من عدم.
2- وبالكلمة أبنه يسوع المسيح.
3- الذي نزل إلى العذراء من خلال روح الله الآب وقوته، وصار جسدًا في أحشائها ووُلِد منها.
4- ثُبّت على الصليب (في عهد بيلاطس البنطس) مات ودُفن.
5- قام في اليوم الثالث.
6- رُفع إلى السموات وجلس عن يمين الله الآب.
7- سيأتي ليدين الأحياء والأموات...
11- وإن المسيح سيقبل قديسيه بعد استعادة الجسد.
12- في متعة الحياة الأبدية، ومواعيد السماء، ويدين الأشرار بنار أبدية.
د - قانون الإيمان الذي نطق به القديس كيريانوس سنة 250 م وجاء فيه:
1- نؤمن بالله الآب.
2- وبابنه المسيح.
3- بالروح القدس.
4- أُؤمن بغفران الخطايا.
5- والحياة الأبدية خلال الكنيسة المقدسة."
ه - قانون الإيمان الذي نطق به نوماتيان من روما سنة 250م جاء فيه:
1- نؤمن بالله الآب والرب ضابط الكل.
2- بابن الله، يسوع المسيح، الله ربنا...
3- بالروح القدس...
وكذلك جاء في نفس المعنى في قانون الإيمان الذي نطق به العلامة أوريجانوس سنة 230 م.، والقديس غريغوريوس أسقف قيصرية الجديدة، ويوسابيوس أسقف قيصرية سنة 325 م. (راجع القس عبد المسيح بسيط - أسئلة عن المسيح ج 6 هل آمنت الكنيسة الأولى بأن المسيح هو الله ص 40 - 46).
4- الإيمان بألوهية السيد المسيح كان هو إيمان الكنيسة في القرون الأولى، فمثلًا:
أ - بابياس (6 - 13 م): أسقف هيرابوليس بفرجية في آسيا الصغرى وهو تلميذ يوحنا الرسول يُصرح أنه تسلَّم هذا الإيمان من الآباء الرسل فيقول " ولكنني لا أتردد أيضًا أن أضع أمامكم مع تفسيري كل ما تعلمته بحرص من الشيوخ (آباء الكنيسة الأول).. وكلما أتى أحد ممن كان يتبع المشايخ سألته عن أقوالهم، بما قاله أندراوس أو بطرس، عما قاله فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو متى، أو أي أحد آخر من تلاميذ الرب... لأنني أعتقد أن ما نحصل عليه من الكتب يفيدني بقدر ما يصل إلى من الصوت الحي الدائم" (يويابيوس ك 39: 3).
ب - برناباس (90 - 100 م): كتب في رسالته قائلًا "يا أخوتي إذا كان السيد قد أحتمل أن يتألم من أجل نفوسنا وهو رب المسكونة، وله قال الرب (الآب) لنصنعن الإنسان على صورتنا ومثالنا... ولكي يبطل الموت ويبرهن بالقيامة من الأموات ظهر بالجسد واحتمل الآلام" (4: 5، 6).
وأضاف قائلًا "لو لم يأت بالجسد لما إستطاع البشر أن ينظروا إلى الشمس التي هي من أعمال يديه فهل يمكنهم أن يحدقوا إليه لو كان قد جاءهم بغير الجسد. إذا كان ابن الله قد أتى بالجسد فلأنه أراد أن يضع حدًا لخطيئة أولئك الذين اضطهدوا أنبيائه" (4: 10، 11).
ج - اكليمنضس الروماني: كان أسقفًا لروما (92 - 100 م) يقول "الرب يسوع لم يأتِ متسربلًا بجلال عظمته -كما كان في استطاعته- بل جاء متواضعًا كما تنبأ عنه الروح القدس" (ف 16) كما يقول " ابنه الحبيب يسوع المسيح... يسوع المسيح أبنك الحبيب... ابنك أنت هو الله ويسوع المسيح هو أبنك" (ف 59).. " فلنكرم الرب يسوع الذي سفك دمه عنا".
د - القديس أغناطيوس الأنطاكي (35 - 107 م): وهو تلميذ بطرس الرسول في رسالته إلى الرومان يقول " تحية لا شائبة فيها في يسوع المسيح إلهنا " و" إلهنا يسوع المسيح عاد إلى حضن أبيه وبذلك صار يتجلى بمزيد من الوضوح" (ف 30: 13) وفي رسالته إلى أفسس يقول " وقد أكملت عمل الأخوة حتى النهاية يوم الله" (افسس 1: 1).
ويقول عن السيد المسيح " أنه حال فينا ونحن هياكله وهو إلهنا الساكن فينا" (أفسس 15: 3).. " لقد صار الله إنسانًا لتجديد الحياة الأبدية" (أفسس 9: 3).. " إيمان واحد بيسوع المسيح الذي من نسل داود حسب الجسد، ابن الإنسان وابن الله" (أفسس 20: 2). وجاء في نفس الرسالة " إن إلهنا يسوع المسيح حُبل به بالروح القدس من بطن العذراء مريم" (152)، " إن عذراوية القديسة مريم والمولود منها... أسرار أجراها الله في الخفاء والعالم كله يتحدث عن ذلك" (153) .
وفي الرسالة إلى سميرنا يقول "المسيح إلهنا" (سميرنا 107: 1) وقال أيضًا " أشكر يسوع المسيح الإله... الذي وُلد من نسل داود حسب الجسد" (أزمير 1). كما قال "يسوع المسيح الكائن قبل الدهور مع الآب وقد ظهر في ملء الزمان" (مغنيسيا 6: 1). كما قال أيضًا " لأن الله يسوع المسيح حملته أحشاء مريم حسب الترتيب الإلهي".. " صار الله إنسانًا لتجديد الحياة".. "المسيح المولود من الآب قبل الدهور هو الله الكلمة الابن الوحيد، ويبقى هكذا إلى لا بُد، ليس لملكه نهاية كما يقول دانيال النبي".
ه - ارستيدس (125 م): قال "أنه ابن الله المتعالي، الذي وُلِد بالروح القدس من مريم العذراء، أنه حسب الجسد من الجنس العبراني، بزرع الله من مريم العذراء" (Joseph Klansner Jesus of Nayareth, Macmillan) (154)
و - القديس بوليكاريوس أسقف أزمير (65 - 155 م): وهو تلميذ يوحنا الحبيب كتب في رسالته القصيرة (ما بين 108 - 110 م) يقول " من لا يعترف بأن المسيح قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح" (ف 7: 7) . ويقول أيضًا " ربنا يسوع الذي يخضع له كل شيء في السموات وعلى الأرض، والذي تخدمه كل نفس".
ز - الشهيد الفيلسوف يوستين (100 - 165 م): كتب باستفاضة عن السيد المسيح كلمة الله وابن الله الوحيد الواحد مع الآب بدون انفصال فقال "أنه ابن الله، ولأننا ندعوه الابن، فقد أدركنا أنه وُلِد من الآب قبل كل الخلائق بقوته وإرادته... وصار إنسانًا من العذراء لكي يدمر العصيان الذي نتج بسبب الحية" (21).. و" يسوع المسيح هو الابن الوحيد المولود من الله لكونه كلمته وبكره وصار جسدًا بحسب إرادته" (23) و"الكلمة ذاته الذي أتخذ شكلًا وصار بشرًا ودعي يسوع المسيح" (25) و" دُعي بالكلمة لأنه يحمل الأخبار من الآب للبشر ولكنه غير منقسم أو منفصل عن الآب أبدًا كما يقال أن نور الشمس الذي على الأرض غير منقسم وغير منفصل عن الشمس في السماء... أنه مولود من الآب بقوته وإرادته ولكن دون انفصال" (27). وقال أيضًا " معلمنا يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، لم يولد ثمرة لاتصال جنسي... ولكن قوة الله حلت على العذراء وظلَّلتها، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء... لأنه بقوة الله حُبل به من العذراء. فبحسب مشيئة الله وُلِد يسوع المسيح، ابن الله من العذراء مريم" (156)
ح - تاتيان (110 - 172 م): يقول " عندما نعلن أن الله وُلِد في شكل إنسان فلا نتكلم كالحمقى".
ط - القديس ايريناؤس أسقف ليون (120 - 202 م): كتب يقول عن التجسد "أي أتخذ جسدًا من تعبير القديس يوحنا {والكلمة صار جسدًا}" (29) و"تسلمت الكنيسة... من الرسل ومن تلاميذهم هذا الإيمان بإله واحد الآب القدير خالق السماء والأرض والبحر وكل ما بها، وبيسوع المسيح الواحد ابن الله الذي تجسد لأجل خلاصنا" (32) و"صار الله إنسانًا والرب نفسه خلَّصنا" (33) و" كلمة الله ربنا يسوع المسيح الذي صار إنسانًا بين البشر في الأيام الأخيرة ليوحد النهاية مع البداية، أي الله بالإنسان" (34) و" الذي كان غير مرئي صار مرئيًا، غير المتألم صار متألمًا لأجلنا، غير المدرك صار مدركًا لأجلنا" (39) وقال أيضًا " إذا لم يكن المسيح إلهًا حقًا وإنسانًا حقًا لأصبح خلاصنا مستحيلًا".
ى - أثينا غوراس (قبل الإيمان 176م): يقول " المسيحيون يؤمنون بالله السرمدي الروح الذي هو الآب والابن والروح القدس... ولا يسخر أحد من القول بأن الله له ابن، لأن ابن الله هو كلمة الآب، وهو كخالق إنما يجمع بين الفكر والقوة، فالآب والابن واحد، فالابن كائن في الآب، والآب كائن في الابن في الوحدانية والقوة بالروح، فإبن الله هو فكر وكلمة الآب".
ك - ترتليان (145 - 220 م): يقول " اسم المسيح يمتد في كل مكان، ويؤمن به في كل مكان، وتسجد له أمم لا تحصى، وهو يحكم في كل مكان، ويُعبَد في كل مكان... هو للكل ملك، وللكل قاضٍ، وللكل رب وإله " ويقول أيضًا " لأن الله وحده بلا خطية والإنسان الوحيد الذي بلا خطية هو المسيح، لأن المسيح هو الله أيضًا... فهو إله من إله كما يضئ النور من النور".
ل - البابا ديونيسيوس (وُلِد سنة 190م): يقول "المسيح سرمدي. بكونه الكلمة والحكمة والقوة، فإنه لا يجوز افتراض إن الله لم تكن له مثل هذه وبعد ذلك ولد ابنًا " ويقول أيضًا " يجب أن نؤمن بكلمة الله الابن الوحيد الذي لله الآب، المساوي لله باللاهوت، وهو المساوي لنا بالناسوت الذي قبله بلا خطية".
م - البابا بطرس خاتم الشهداء (إستشهد سنة 311 م): يقول " الله الكلمة صار جسدًا في أحشاء البتول بإرادته الخاصة بغير زرع بشر".
ن - لوقيانوس (300 م): يقول " نؤمن بإله واحد الآب، وبرب واحد يسوع المسيح ابنه المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، الحكمة والحياة والنور".
(راجع القس عبد المسيح بسيط - أسئلة عن المسيح ج 6 - هل آمنت الكنيسة الأولى بأن المسيح هو الله؟ ص 21 - 39، دكتور سامح كمال - إيماننا المسيحي صادق وأكيد ص 236 - 240، وجوش مكدويل - برهان يتطلب قرارًا).
5- الذين يشيدون بأقوال الهراطقة المبتدعين من الأبيونيين وغيرهم يأخذون فقرات صغيرة من أقوالهم ويعلقون عليها... فمثلا أعتقد الأبيونيين أن يسوع مجرد إنسان محض، وفي العماد حلّ عليه المسيح فصار هو يسوع المسيح الذي صنع معجزات عظيمة، وعند الصلب فارقه المسيح وصعد إلى السماء، وأيضًا أُصعد يسوع وألقى شبهه على إنسان آخر فصلب بدلًا منه... فهل يؤمن المعارضون بكل هذا؟
وبولس الساموساطي أعتقد أن يسوع المسيح مجرد إنسان محض ولكنه نال الألوهية وصار إلهًا، فهو يؤمن بإنسان تأله... فهل يقبل المعارضون هذا؟!.
وأريوس قال أن السيد المسيح هو إله متوسط شبيه بالآب، وهو الذي خلق كل شيء... فهل يقبل المعارضون كل هذا؟!
ونسطور كان يؤمن أن السيد المسيح هو إله كامل وإنسان كامل، ولكن ليس في إتحاد طبيعي أقنومي إنما اللاهوت رافق أو صاحب أو أقترن بالناسوت... فهل يقبل المعارضون هذا؟!
وأخيرًا نشكر إلهنا الصالح الذي أعاننا فيما مضى، ونسأله المعونة فيما تبقى، ويغفر لنا خطايانا الكثيرة.
الجمعة 23 مسرى 1719
29 أغسطس 2003
شهادة ثلاثين ألف بمدينة الإسكندرية.
_____
(150) عيسى الله أم بشر أم أسطورة ص 56 - 58.
(151) المرجع السابق ص 56.
(152) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 139.
(153) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 139.
(154) المرجع السابق ص 140.
(156) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 140.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/did-paul-create-christianity.html
تقصير الرابط:
tak.la/tsz7qdg