س 13: الله هو القادر على كل شيء... هل أثبت السيد المسيح قدرته على كل شيء؟
ج: القدرة على كل شيء صفة إلهية تخص الله وحده، فيقول الكتاب " ظهر الرب لابرام وقال له أنا الله القدير" (تك 17: 1) وكلم الرب موسى قائلًا "أنا الرب. وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء" (خر 6: 2، 3) " وقال يعقوب يوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في نور.." (تك 48: 3) وفي نبوءة أشعياء على بابل يقول " ولولوا لأن يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء" (أش 13: 6) وفي نبوءة يوئيل " أه على اليوم لأن يوم الرب قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء" (يؤ 1: 15) وفي تسبحة العذراء مريم " لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس" (لو 1: 41) وقال معلمنا بولس الرسول "وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2كو 6: 18) وفي سفر الرؤيا " والأربعة الحيوانات... لا تزال نهارًا وليلًا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء" (رؤ 4: 8) " والأربعة والعشرون شيخًا... قائلين نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء.." (رؤ 11: 17) " والغالبين على الوحش... قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء" (رؤ 15: 3) إذًا الله الوحيد الذي له صفة القدرة الكلية.
ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس فهو قادر على كل شيء، فقد تنبأ عنه أشعياء أنه الإله القدير " ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا" (أش 9: 6) وأعلن السيد المسيح عن نفسه أنه القادر على كل شيء " أنا هو... القادر على كل شيء" (رؤ 1: 8) وهو الذي قال لنا " بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5) ويتناغم هذا القول الإلهي مع صوت البشرية على لسان معلمنا بولس الرسول قائلًا "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13) والسيد المسيح هو ضابط الكل " الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب 1: 3).
أما المعجزات التي تثبت قدرة المسيح الكلية فلا تدخل تحت حصر، ويمكن تقسيم هذه المعجزات كالآتي:
أولًا : معجزات خاصة به شخصيًا.
ثانيًا : معجزات أجراها بنفسه.
ثالثًا : معجزات تمت باسمه.
أولًا : معجزات خاصة به شخصيًا
مثل المعجزات التي صاحبت ولادته من عذراء، وظهورات الملائكة المتعددة لزكريا الكاهن والعذراء ويوسف البار والرعاة والمجوس، والمعجزات التي صاحبت موته مثل ظلمة الشمس والزلزلة وتشقق الصخور وانشقاق حجاب الهيكل وقيام أجساد القديسين " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت. والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت 27: 51 - 53) وأيضًا المعجزات التي صاحبت قيامته مثل الزلزلة وتدحرج الحجر وظهور الملائكة... إلخ...
ثانيًا : معجزات أجراها بنفسه
سبق الأنبياء وتنبأوا عن عظم هذه المعجزات، فأشعياء النبي يقول " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا. الجالسون في أرض الموت أشرق عليهم نور" (أش 9: 2).. " هوذا إلهكم... هو يأتي ويخلصكم. حينئذ تتفقَّح عيون العمي وآذان الصم تتفتح حينئذ يقفز الأعرج كالأيل ويترنم لسان الأخرس" (أش 35: 4 - 6) وقال الله على لسان ملاخي النبي " ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها" (ملا 4: 2).
وهذه المعجزات هي معجزات فريدة من جهة العدد فقال الإنجيل:
* " وكان يسوع يطوف كل الجليل يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب... فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم" (مت 4: 23، 24).
* " ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين. فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم" (مت 8: 16).
* " وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يُعلّم في مجامعها. ويكرز ببشارة الملكوت. ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت 9: 35).
* قال الرب يسوع لتلميذي يوحنا " اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران العمي يبصرون والعرج يمشون والبُرص يطهَّرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشَّرون. وطوبى لمن لا يعثر فيَّ" (مت 11: 4 - 6).
* " فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة وأحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء" (مت 14: 35، 36).
* " فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم. حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون. ومجدوا إله إسرائيل" (مت 15: 30، 31).
* " وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك" (مت 19: 2).
* " وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم" (مت 21: 14).
* " ولما صار المساء إذ غربت الشمس قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة" (مر 1: 33، 34).
* " لأنه قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء "(مر3: 10).
* " وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم" (لو 4: 40).
* " وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوَّة كانت تخرج منه وتشفي الجميع" (لو 6: 19).
* " والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم" (لو 9: 11).
* " وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع إن كُتِبت واحدة واحدة فلست أظن إن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" (يو 21: 25).
ويمكنك أن تلاحظ يا صديقي إن هذه المعجزات:
1- قد تمت بدون صلاة ولا طلبة ولا تضرع ولا ابتهال، وإن كان رجال الله القديسون قد أجروا الكثير من المعجزات لكن واحدًا منهم لم يصنع أصغر معجزة بقوته الذاتية. أما السيد المسيح فقد صنع جميع المعجزات بقوته الذاتية الإلهية فصنع بعضها بوضع اليد (لو 4: 40) وبعضها بمجرد اللمس (مت 14: 36) وبعضها بمجرد النطق بكلمة خرجت من الفم المملوء بركة (لو 7: 7) أو حتى بمجرد الرغبة دون النطق بكلمة واحدة (يو 2: 8).
2- جميع المعجزات التي ذكرها الإنجيل هي معجزات حقيقية، لم يخترعها التلاميذ بسبب محبتهم الشديدة لسيدهم، لأنه لو كان الدافع هو تسجيل معجزات خيالية لتعظيم المسيح، فلماذا ذكر التلاميذ مواقف الضعف والصلب والموت والهوان التي لحقت بسيدهم؟!... بل إن الإنجيليين اهتموا بذكر تفصيلات الآلام التي جاز فيها سيدهم أكثر بكثير من اهتمامهم بذِكْر المعجزات التي أجراها، فما ذكروه من المعجزات مجرد عينات قليلة جدًا جدًا أما جميع الآلام التي جاز فيها السيد المسيح فقد ذكروها بالتفصيل، فكان جملة ما كتبوه عن الآلام والهوان والاستهزاء والسخرية والبصق والضرب والجلد والموت... إلخ. أضعاف أضعاف ما كتبوه عن المعجزات. إذًا لم يكن هدف التلاميذ الأساسي تسجيل المعجزات، وما ذكروه من معجزات كان بهدف تسهيل طريق الإيمان بالمصلوب القائم.
3- هذه المعجزات التي أجراها السيد المسيح ليست خيالية كما يزعم البعض، لأنها كانت محسوسة وأدركها حتى الأعداء وتحقَّق منها الحاسدون الحاقدون من الكتبة والفريسيين، فالعمي المعروفين الذين أمضوا حياتهم في الاستجداء صاروا مبصرين، والمولود أعمى استجوبوه استجوابًا كاملًا واستدعوا والديه وتأكدوا منهما أنه أبنهما، والمفلوج الذي له عشرات السنين نهض في لحظة وحمل سريره ومشى، والأبرص اختفى منه مرض البرص، والمرأة المنحنية استقامت، والمجنون الذي كان عاريًا في القبور يحطم السلاسل وجدوه جالسًا عاقلًا ولابسًا... إلخ...
4- هذه المعجزات التي صنعها الرب يسوع لم تتم بقوة الطبيعة كما زعم البعض، لأنها كانت تتم في لحظة، وكانت تتم على خلاف قوانين الطبيعة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. مما أثار دهشة الجميع وقالوا ما رأينا مثل هذا قط، وأحيانًا كانت المعجزة تتم للمريض وهو في مكان بعيد عن السيد المسيح كما حدث مع ابنة الكنعانية (مت 15: 28) وابن خادم الملك (يو 4: 50- 53) فقد نالوا الشفاء بمجرد كلمة دون أن يلتقوا مع السيد المسيح.
5- هذه المعجزات الباهرات لم تتم بقوة الإيحاء كما يزعم البعض، لأن الإيحاء إن كان يصلح مع الأحياء الذين في وعيهم فإنه لا يصلح مع الذين تسكنهم الشياطين، وهل الإيحاء يؤثر على الشياطين أيضًا فتهرب وتترك الفريسة..؟! وإن كان الإيحاء يتطلب وجود المريض، فما بالك بالمعجزات التي حدثت عن بعد..؟! وهل الإيحاء يحول الماء إلى خمر ممتاز؟! وهل الإيحاء يخلق عينين لمن لا يملك عينين؟! وهل الإيحاء يجعل الخمس خبزات والسمكتين تكفي آلاف الناس؟! وإن كان الناس قد شبعوا بالإيحاء فبماذا نفسر الاثني عشر قفة من الكسر الباقية؟! من أين أتت..؟! وهل الإيحاء ينجح مع الموتى أيضًا؟! هل يستجيب الأموات للإيحاء؟! وهل الإيحاء يعيد أرواح الموتى من مدينة الأموات..؟! وإن كان الإيحاء يصلح من جميع البشر الحاضرين والغائبين، الأحياء والأموات، فهل يا تُرى يصلح أيضًا مع الرياح والبحر والأسماك وشجرة التين؟!
ومن خلال هذه المعجزات الباهرات تعال يا صديقي نلمس سلطان السيد المسيح وقدره الكلية على كل شيء:
1- سلطانه على الحياة والموت: أقام السيد المسيح ابنة يايرس وهي على فراش الموت بعد أن انطلقت روحها إلى عالم الأرواح (لو 8: 41-56) وأقام الابن الوحيد لأرملة نايين وهو محمول على النعش وفي طريقه إلى مثواه الأخير (لو 7: 11 - 15) وأقام لعاز بعد أربعة أيام وقد أنتن (يو 11: 1 - 44) والحقيقة إن هذه الحالات الثلاث التي سجلها لنا الإنجيل ليست إلاَّ مجرد عينات، لأنه حتى قبل إقامة لعازر قال الرب يسوع لتلميذي يوحنا " إن العمي يبصرون والعرج يمشون والبُرص يطهَّرون والصم يسمعون والموتى يقومون.." (لو 7: 22).. بل أنه أقام الموتى وهو ميت على الصليب، إذ كان حيًا بلاهوته.
وقد يقول أحد المعترضين إن بعض أنبياء العهد القديم قد أقاموا أُناسًا من الموت، فإيليا أقام ابن صرفه صيدا، وتلميذه أليشع أقام ابن المرأة الشونمية، ولكن أحد منهم لم يقم أحدًا بقوته الذاتية، فهوذا إيليا " صرخ إلى الرب... فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش" (1مل 17: 21، 22) وها إليشع كما يقول الكتاب " صلى إلى الرب" (2مل 4: 33) أما السيد المسيح فقد أمر الميت فقام بدون أن يصلي أو يطلب أو يتضرع أو يبتهل.
وقد أقام السيد المسيح أيضًا الموتى بالذنوب والخطايا، والحقيقة إن هذه معجزة أعظم وأقوى من قيامة الجسد، لأن الجسد الذي أُقيم مات ثانية أما الروح التي تقوم من موت الخطية فإنها تنجو من نار جهنم وتسكن ملكوت السموات، ولذلك قال "الحقَّ الحقَّ أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو 5: 25) فالسيد المسيح هو الذي يهب الحياة الأبدية، فقد قال للآب السمائي " مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا. إذ أعطيته سلطانًا على كل جسدٍ ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته" (يو 17: 2) وكان من ضمن هؤلاء الموتى متى العشار (مت 9: 9 - 13) وزكا العشار (لو 19: 1- 10) والسامرية (يو 4: 4 - 16).. إلخ...
والمعجزة العظيمة إن السيد المسيح أقام نفسه من بين الأموات... قام بقوته الذاتية بعد أن قال لليهود "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه... وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2: 19 - 21) لقد سمح لهم أن يقتلوه وهو عالم أنه سيقوم، وقد أخبر تلاميذه ليس بموته فقط قبل حدوثه بل بقيامته أيضًا قبل وقوعها... قام المسيح بقوته الذاتية، وقام بجسد نوراني، وقام ولم يمت، ولن يموت إلى لا بُد.
2- سلطانه على الطبيعة: ظهر سلطان السيد المسيح على الطبيعة من خلال المعجزتين الآتيتين:
أ - عندما كان نائمًا على وسادة في السفينة " وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة. وكان هو نائمًا" (مت 8: 25) " فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك إننا نهلك. فقام وانتهر الريح وقال للبحر أسكت. أبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم. وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه" (مر 4: 38 - 41) ألا تذكرنا هذه الحادثة بقول المرنم "يا رب إله الجنود من مثلك قوي... أنت متسلط على كبرياء البحر. عند ارتفاع لججه أنت تُسكنها" (مز 89: 8، 9).
ب - عندما كان التلاميذ في السفينة ليلًا " وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر مُعذَّبة من الأمواج لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشيًا على البحر اضطربوا قائلين أنه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلًا تشجعوا. أنا هو. لا تخافوا" (مت 14: 24، 27) " وطلب منه بطرس أن يذهب إليه ماشيًا على الماء فدعاه، ومشى بطرس على الماء، ولكنه لما شك وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلًا يا رب نجني. ففي الحال مدَّ يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت. ولما دخلا السفينة سكنت الريح" (مت 8: 30 - 32) فهوذا السيد المسيح يمشي على الماء ويأمر بطرس أن يمشي معه، ويُسكّن الريح أيضًا، فمن هو هذا إلاَّ رب الطبيعة متجسدًا من أجل محبته لنا؟.
وقد يتساءل البعض أليس الصعود أيضًا يعتبر إظهار لسلطان السيد المسيح على الطبيعة؟ والحقيقة إن الجسد الذي صعد به الرب يسوع ليس هو جسدًا ماديًا حتى نقول أنه صعد ضد الجاذبية الأرضية، ولكنه جسد ممجَّد له مقاييس أخرى غير الجسد المادي. لقد خرج من القبر وهو مغلق ودخل العلية والأبواب مغلَّقة، فهو جسد فوق مستوى الطبيعة المادية وقوانينها.
3- سلطانه على الملائكة: عقب التجربة على الجبل يقول الإنجيل " وصارت الملائكة تخدمه" (مر 1: 13) " وإذ ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (مت 4: 11) وتعددت ظهورات الملائكة سواء في ميلاده أو قيامته وصعوده، والملائكة تقدم له السجود " وأيضًا متى أُدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له ملائكة الله" (عب 1: 26) وهو الذي سيرسل ملائكته في المجيء الثاني " فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها" (مت 24: 31).. ولا عجب فهو رب الملائكة.
4- سلطانه على الشياطين: متى دخل الروح النجس الإنسان فإنه يصيبه بأضرار جسيمة، وأشد هذه الأضرار هو ما يلحق بعقل الإنسان إذ يصير مجنونًا، والرب يسوع المسيح الإله الرحوم أشفق كثيرًا على مثل هؤلاء المجانين فطرد منهم الشياطين وحررَّهم من سلطان الأرواح النجسة هذه، ولم يحدث قط أن شيطانًا استطاع أن يتحدى الأمر الصادر له من السيد المسيح حتى بهتت الجموع وقالت " لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه" (مر 1: 27) وقال يوحنا الحبيب كشاهد عيان " لأجل هذا أُظهر ابن لكي ينقض أعمال إبليس" (1يو 3: 8).
وعندما اتهموه الفريسيون اتهامات باطلة في هذا الشأن دافع عن الحق " أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلاَّ ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تُخرَب. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت. فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنت أنا ببعلزبول أُخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يُخرجون..؟ أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولًا وحينئذ ينهب بيته" (مت 12: 24 - 26). ولقد ظهر سلطان السيد المسيح على الشياطين مرارًا وتكرارًا، فكانت الأرواح النجسة عندما تراه تصرخ وترتعب وتولول وتفر هاربة... فمن هو هذا الذي يرعب الشياطين إلاَّ الله ذاته..؟ ولنأخذ بعض الأمثلة القليلة التي تُظهر سلطان السيد المسيح الجبار على الأرواح النجسة:
أ - " ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة" (مت 8: 16)
ب- " وكانت شياطين أيضًا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول أنت المسيح ابن الله - فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون" (لو 4: 41).
ج- " إذا إنسان أخرس مجنون قدَّموه إليه. فلما أُخرج الشيطان تكلم الأخرس. فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل" (مت 9: 32، 33).
د - " حينئذ أُحضر إليه مجنون أعمى وأخرس. فشفاه حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر" (مت 12: 22).
ه- في مجمع كفر ناحوم " كان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ قائلًا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا... فانتهره يسوع قائلًا أخرس وأخرج منه" (مر 1: 23 - 27).
و - تقدم أبو الصبي الذي به روح أخرس أصم للسيد المسيح ليقول "يا معلم قد قدمت إليك ابني به روح أخرس. وحيثما أدركه يمزقه فيزبد ويصر بأسنانه وييبس فقلت لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا... فلما رأى يسوع إن الجمع يتراكضون انتهر الروح النجس قائلًا له أيُها الروح الأخرس الأصم أنا آمرك. أخرج منه ولا تدخله أيضًا. فصرخ وصرعه شديدًا وخرج.." (مر 9: 17 - 27).
ز - كان مجنون كورة الجدريين يربط بالسلاسل فيقطعها ويمزق ثيابه ويقيم في القبور لأن كان عليه لجئون، واللجئون هم فرقة في الجيش الروماني يُقدَّر عددها بستة آلاف جندي... سأله يسوع: "ما اسمك؟ فقال لجئون. لأن شياطين كثيرة دخلت فيه. وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل. فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها. فأذن لهم فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت إلى الخنازير. فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحيرة واختنق... فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسًا وعاقلًا جالسًا عند قدمي يسوع. فخافوا" (لو 8: 30 - 35) لقد أذن الرب يسوع للأرواح النجسة بالدخول إلى الخنازير لنعرف أن عددها بالآلاف، ولنتعلم أيضًا مدى الضرر الذي يلحقه عدو الخير بفريسته فهو لا يحب الخير للبشرية ولا للحيوانات أيضًا.
ح - عندما " صرخت إليه (المرأة الكنعانية)، قائلة ارحمني يا سيد يا إبن داود ابنتي مجنونة جدًا... حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لك كما تريدين. فشُفيت ابنتها من تلك الساعة" (مت 15: 22 - 28).
ط - وقد منح السيد المسيح تلاميذه السلطان على الشيطان " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على أرواح نجسة حتى يخرجوها" (مت 10: 1) وبعد أن أرسلهم ليكرزوا ببشارة الملكوت "فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو 10: 17) وقبل الصعود قال لهم " وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين بإسمي" (مر 15: 17) وهكذا مارس الآباء الرسل هذا السلطان حتى "اجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأُون جميعهم" (أع 5: 16) وفي فيلبي طرد بولس الرسول روح العرافة من الجارية " فضجر بولس والتفت إلى الروح وقال أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج من تلك الساعة" (أع 16: 18).
5- سلطانه على الأسماك: عندما تعب بطرس الليل كله ولم يصطاد شيئًا، وغسل الشباك. ثم دخل السيد المسيح سفينته " ولما فرغ من الكلام قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا فصارت شبكتهم تتخرَّق. فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق. فلما رأى سمعان بطرس ذلك خرَّ عند ركبتي يسوع قائلًا أخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ" (لو 5: 4 - 8).
فالرب يسوع هو الذي أمر الأسماك أن لا تدخل إلى شباك بطرس في تلك الليلة لكيما يظهر عظم المعجزة، وهو الذي أمرها أن تدخل ذات الشباك في الصباح... وتكرَّرت المعجزة بعد القيامة في بحيرة طبرية، فبعد أن أمضوا الليل كله ولم يمسكوا شيئًا، ثم ألقوا الشباك على جانب السفينة الأيمن حسب قول مخلصنا الصالح فاصطادوا 153 سمكة كبيرة (يو 21: 1 - 11) ... ألاَّ تذكرنا هذه المعجزات بقول المزمور عن الابن في حالة تجسده " تُنقِصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلّله. تُسلِطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه. الغنم والبقر جميعًا وبهائم البر أيضًا وطيور السماء وسمك البحر السالك في سبل المياه" (مز 8: 5 - 8).
6- سلطانه على الوحوش: عندما صعد السيد المسيح على جبل التجربة "كان هناك في البرية أربعين يومًا يُجرَّب من الشيطان. وكان مع الوحوش" (مر 1: 13). فهو لم يخشَ الوحوش لأنه هو بارئها وله السلطان المطلق عليها يحيي ما يشاء ويميت ما يشاء.
7 - سلطانه على النبات: الإنسان هو الذي يزرع أما الله فهو الذي يُنبت ويُنمي " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئًا فلما جاء إليها لم يجد شيئًا إلاَّ ورقًا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى لا بُد. وكان تلاميذه يسمعون... وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست" (مر 11: 12-20) ولا يحتج أحد قائلًا إن الذي وهب الورق المبكر لهذه التينة دون الثمار هو الله فلماذا يلعنها..؟ فإن الله يا أحبائي قد سمح بهذا لكيما يعلمنا درسًا مفيدًا يقينا من شر الرياء، وإن كانت هذه التينة غير مسئولة عن تصرفاتها فالإنسان المرائي الذي يزين نفسه بالأوراق وهو خالٍ من ثمار الروح القدس هو مسئول عن تصرفاته مسئولية كاملة، وها نحن نتعلم من شجرة التين هذه عامًا بعد عام، فلا يمر عام إلاَّ وتذكرنا الكنيسة يوم اثنين البصخة بشجرة التين لكيما نحذر الرياء.
8- سلطانه على الأمراض: تصدى السيد المسيح لجميع الأمراض بها فيها الأمراض المستعصية الميئوس منها، وأظهر سلطانه كخالق يقدر أن يجدد خلقة الإنسان ثانية روحًا وجسدًا، ومن أمثلة المعجزات التي لا حصر لها التي أجراها الرب يسوع نذكر نوعيات مختلفة قليلة جدًا:
أ - تفتيح أعين العميان: فجهاز الإبصار الذي تعطل عمله لدى الأعمى عاد وعمل بكفاءة وقوة بمجرد لمسة أو كلمة من السيد المسيح، ففي كفر ناحوم صرخ إليه أعميان قائلين " ارحمنا يا ابن داود... فقال لهما يسوع أتؤمنان إني أقدر أن أفعل هذا قالا له نعم يا سيد. حينئذ لمس أعينهما قائلًا بحسب إيمانكما ليكن لكما - فانفتحت أعينهما" (مت 9: 27 - 30). وشفى السيد المسيح أعمى بيت صيدا فأخرجه خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه مرتين فأبصر (مر 8: 22 - 26) كما فتح السيد المسيح أيضًا عيني بارتيماس الأعمى مع أعمى آخر (مت 20: 29 - 34، مر 1: 46 - 52).
ب- شفاء الأصم الأعقد في الجليل:".. ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأنَّ وقال له إفَّثا. أي أنفتح Ἐφφαθά. وللوقت انفتحت إذناه وانحل رباط لسانه. وتكلم مستقيمًا" (مر 7: 31 - 35).
ج- شفاء ذو اليد اليابسة:".. ثم قال للإنسان مُدَّ يدك فمدَّها. فعادت صحيحة كالأخرى" (مت 12: 9 - 12).
د - شفاء البُرص: كان الأبرص يعتبر نجسًا ويعزل عن المجتمع تمامًا، ولا يجرؤ أحد أن يلمسه. أما الرب يسوع فلمس الأبرص وشفاه " فإذا رجل مملوء برصًا. فلما رأى يسوع خرَّ على وجهه وطلب إليه قائلًا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمدَّ يده ولمسه قائلًا أريد فأطهر وللوقت ذهب عنه البرص" (لو 5: 12، 13) وفي ذهاب السيد المسيح إلى أورشليم استقبله عشرة رجال برص. فوقفوا من بعيد فشفاهم بمجرد الرغبة وبدون أن ينطق بكلمة واحدة (لو 17: 11 - 19).
ه- شفاء الحمى: كما شفى حماة بطرس بكفر ناحوم فقامت للوقت وخدمتهم (لو 4: 38، 39).
و - شفاء الرجل المستسقى بالجليل: (لو 13: 1 - 4).
ز - شفاء المرأة المنحنية في الجليل والتي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة".. ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجَّدت الله" (لو 13: 10 - 13).
ح - شفاء نازفة الدم منذ اثنتي عشر عامًا بمجرد أن لمست هدب ثوبه رغم إن الجموع كانت تزحمه فتوقف نزيفها على الفور".. فالتفت يسوع وأبصرها فقال ثقي يا ابنة. إيمانك قد شفاك فشفيت المرأة في تلك الساعة" (مت 9: 20 - 22).
ط - شفاء المشلولين شللًا كاملًا: فمرض الفالج يطرح الإنسان مقعدًا فيصير عاجزًا عن الحركة، وهذا المرض يصعب شفائه جدًا، ومع هذا فإن السيد المسيح الإله المتأنس الرحوم شفاه بمنتهى السرعة والقوة، فالمفلوج الذي أنزلوه من السقف نهض معافى (مر 2: 3 - 12) والمفلوج منذ 38 عامًا نهض وحمل سريره ومشى (يو 5: 1 - 15) وغلام قائد المئة الذي كان مفلوجًا متعذبًا جدًا نال الشفاء وهو على بعد من الرب يسوع (مت 8: 5 - 13).
ى - شفاء المشرف على الموت: فخادم الملك هيرودوس كان ابنه مشرفًا على الموت وطلب من السيد المسيح أن يذهب معه إلى بيته ليشفيه قبل أن يموت " قال له يسوع اذهب. ابنك حي. فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب.." (يو 4: 46 - 54) وشُفى الابن في الساعة السابعة التي نطق فيها الرب يسوع بكلمة الحياة " ابنك حي".
ك - أبرأ إذن ملخس التي قطعها بطرس الرسول بسيفه في بستان جثسيماني (لو 22: 50، 51).
ويقول المؤرخ فيليب شاف تعليقًا على معجزات السيد المسيح "كانت كل معجزاته مظهرًا لشخصه، فأجراها بكل بساطة كأعمال عادية يعملها كل يوم، وقد دفعه إلى عملها كلها أطهر الدوافع، لمجد الله ولخير الناس. إنها معجزات محبة ورحمة، عامرة بالتوجيهات والتعاليم المتسقة في شخصيته ورسالته" (G. S. Leuis, Mere Christianity Macmillan) (40).
ثالثًا - معجزات تمت باسمه:
مثل المعجزات العديدة التي أجراها الآباء الرسل، فبطرس الرسوم أقام المقعد من بطن أمه الذي كان جالسًا يستعطي عند باب الهيكل (أع 3: 1 - 8) وكانوا يضعون المرضى في الشوارع حتى أن خيَّم عليهم ظل بطرس يقومون معافين (أع 5: 15، 16) وأقام بطرس طابيثا من الموت (أع 9: 36 - 41) أما مناديل ومآزر بولس فكانت تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19: 11، 12) وأقام بولس الرجل المقعد من بطن أمه بمدينة لسترة (أع 14: 8 - 10) وأقام أفتيخوس من الموت (أع 20: 9 - 12) وشفى فيلبس المرضى والمفلوجين والعرج وأخرج الأرواح النجسة في مدينة السامرة (أع 8: 7، 8) " وجرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب" (أع 5: 12) أما برنابا وشاول في أيقونية " فأقاما زمانًا طويلًا يجاهران بالرب الذي كان يشهد لكلمة نعمته ويعطي أن تجرى آيات وعجائب على أيديهما" (أع 14: 3) وقال الإنجيل عن الآباء الرسل " وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة" (مر 16: 20) " شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته" (عب 2: 4) وتحقَّق معهم وعد السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي. ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر 16: 17، 18).
9- سلطانه في التعليم: شهد له اليهود معلمي المسكونة حينئذ " فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه. لأنه كان يُعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 7: 28، 29). وكانت تعاليمه شهادة قوية للاهوته " فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النبي. آخرون قالوا هذا هو المسيح" (يو 7: 40، 41) وعندما استضافه أهل السامرة لمدة يومين قالوا للمرأة السامرية " إننا لسنا بعد بسب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم إن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو 4: 42) ويقول معلمنا يوحنا الحبيب " وفيما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون" (يو 8: 30).
10- سلطانه في المغفرة: عندما رفضته السامرة وطلب منه يعقوب ويوحنا أن تنزل نار من السماء وتحرقها " فالتفت وإنتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك الناس بل ليخلص" (لو 9: 55، 56) روح السيد المسيح هي روح الصفح والمغفرة وليست روح الشماتة والانتقام، وقد لمسنا مغفرته لمضايقيه الذي اتهموه اتهامات باطلة قاسية فقالوا عنه أنه مجنون مختل العقل، وببعلزبول يخرج الشياطين... إلخ... أما قمة المغفرة فكانت لصالبيه في لحظات موته على الصليب والكلمات تخرج في منتهى الصعوبة، ولكنه نادى الآب قائلًا "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) حتى قال أحد الأفاضل لو لم يكن السيد المسيح إلهًا فبسبب غفرانه لصالبيه والصلاة من أجلهم، لاعترفت به إلهًا.
_____
(40) أورده جوش مكدويل في كتابه برهان يتطلب قرارًا ص 152.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/divinity-of-christ/almighty.html
تقصير الرابط:
tak.la/384dy5r