St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   cross

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول الصليب - أ. حلمي القمص يعقوب

24- ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟

 

ثالثًا: الأدلة الطبية على صلب المسيح وموته:

س 18: ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: هناك أدلة طبية قاطعة تؤكد لنا موت السيد المسيح بالصليب، وأهم هذه الأدلة ما يلي:

 1ـ في بستان جثسيماني كانت قطرات العرق تتقاطر مثل قطرات الـدم، وهذه ظاهرة طبية نادرًا ما تحدث وتُسمى Hemohidrosis of Hematidrosis وتنتج من حالة التوتر النفسي الشديد فيحدث نزيفًا داخل الغدد العرقية، فيصير العـرق بنيًا أو محمرًا (مقالة "رؤية طبيّة لموت المسيح" نشرت في مجلة J. A. M. A الأمريكية في 21 / 3 /1986م)(126).

 2ـ كانت الجلدات كفيلة بالقضاء على السيد المسيح، فقد جُلِد بالسوط الروماني "Plagrim" المكوَّن من ثلاثة سيور جلدية ينتهي كل منها ببكرتين من العظم أو الرصاص، وقام بعملية الجَلد جنديان رومانيان، أحدهما طويل القامة والآخَر قصير القامة، وكان الاثنان في حالة تحدي، فانهالت الجَلدات القاسية على ظهر السيد المسيح ومقعدته وساقيه، فتهرأ جسده وأحدثت الكرات جروح غائرة، فتغطّى جسده بالدماء، ثم ألبسوه ثوبًا أرجوانيًا (مر 15: 17) ثم بعد أن استهزأوا به نزعوا عنه الثوب (مر 15: 20) مما تسبب في تفتيح الجروح ثانية وأحدثت آلامًا فوق الطاقة.

 3ـ كُلّل السيد المسيح بطاقية من الأشواك، وضُرِب على رأسه مما تسبب في انغراس الأشواك في رأس وجبين مُخلّصنا الصالح، مما تسبب في نزيف، والذي أُصيب من قبل في وجهه أو رأسه يعرف كمية النزيف التي يتعرّض لها نتيجة أية إصابة في هذه المنطقة.

 4ـ وصل السيد المسيح إلى مرحلة حرجة من الإنهاك بعد السهر طوال الليل في المحاكمات، وبعد ما جاز فيه من استهزاء وضرب وبصاق وجلدات وحمل عارضة الصليب على منكبيه الطاهرتين والتي بلغ وزنها نحو 45 كجم، فلم يقوَ على مواصلة السير، وسقط أكثر من مرة وهو في طريقه من دار الولاية إلى جبل الجلجثة، وتعرَّض لإصابات بالغة في الوجه والركبة، ووصل إلى الحد الذي سخَّر فيه الرومان سمعان القيرواني ليحمل الصليب عوضًا عنه.

St-Takla.org Image: Christ Jesus on the Cross, by Fahmy Eshak يسوع السيد المسيح على الصليب، رسم الفنان فهمي إسحق

St-Takla.org Image: Christ Jesus on the Cross, by Fahmy Eshak

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع السيد المسيح على الصليب، رسم الفنان فهمي إسحق

 5ـ طرح الجنود السيد المسيح على الأرض مما تسبب في تفتيح الجروح الناتجة عن الجلدات لثالث مرة، واخترقت المسامير يديه ورجليه، وكان طول كل منها 13 ـ 18 سم والمقطع العرضي للمسمار ليس دائريًا لكنه مربعًا طول ضلعه 1 سم مما يحدث احتكاك أكثر.. اخترق المسمار يد المخلص بين عظام الرسغ Carpal bone وعظام الكُعبرة Radius bone مخترقًا أربطة المفصل Flexor Retinaculum مصيبًا الأغشية المحيطة بتلك العظام مما أدى إلى آلام رهيبة، ولو اخترق المسمار العصب الأوسط Median Nerve فإنه ينتُج عنه شلل جزء من عضلات اليد، ونتيجة لنقص كميات الدم، وتقلُّص العضلات، تتخذ أصابع السيد شكل المخلب Clow Like Rand أما مسمار القدم فقد مرَّ بين عظام المشط Metatarsas bone وأصاب الأغشية المحيطة بها مخترقًا العصب الشظوي، ومرَّ بين السلميات الثانية والثالثة مباشرة تحت ما يسمى "مفصل ليسفرانك" مسببًا آلامًا رهيبة، ويعاني المصلوب من صعوبة التنفس، فلكيما يتنفس المصلوب يحاول رفع نفسه فيضغط على قدميه ويشد يديه مما يتسبب في آلام رهيبة تتكرَّر مع كل حركة تنفس، فترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم مما يؤدي إلى تقلص العضلات وحدوث انقباضات تشنجية مما يؤدي إلى صعوبة التنفس ثم الاختناق Asphyxia (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 74 ـ 76).

 

 6ـ يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدَّس أن: "النزيف الداخلي الحاد الذي تعرَّض له السيد المسيح نتج عن أن كمية الدم الباقية في الدورة الدموية كانت بسيطة جدًا، لذلك احتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود، ولكي يعمل بسرعة كان القلب نفسه كعضلة يحتاج لكمية أكبر من الدم، ولكن الشرايين التاجية التي تغذي القلب لم يكن في إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم نتيجة للنزيف. فإذا كانت سرعة ضربات القلب في الإنسان الطبيعي هي سبعين نبضة في الدقيقة ففي حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة، وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جدًا في الجزء الأيمن ويؤدي ذلك إلى الوفاة"(127).

 7ـ تعرَّض السيد المسيح على الصليب للطعن بالحربة، وهزأ البعض من هذه الحربة فقال إن فعل "طعن" الوارد في الإنجيل في الأصل اليوناني يفيد أن الجرح الناتج لم يكن غائرًا، فإن الحربة نفذت في الجلد والشحم وبعض العضلات فقط، ونزول الدماء من جُرح الحربة دليل على الحياة، فهذا دليل على أن السيد المسيح لم يمت على الصليب، والأمر العجيب أن البعض قال أن غزة الرمح أعادت الدورة الدموية للعمل وأنقذت المسيح من الموت، فيقول أحمد ديدات: "يعمل اللَّه مشيئته بطريقة لا نعرفها. يبث في روع الجنود أن الضحية قد "مات بالفعل" كي لا يقطعوا ساقيه، ولكنه في نفس الوقت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح (للتأكد من الوفاة) في جنبه و.. "للوقت خرج دم وماء" (يو 19: 34).

من أفضال اللَّه سبحانه وتعالى أن الجسم الإنساني عندما لا يتحمَّل الألم والتعب أكثر من طاقته فإنه يدخل عالم اللاشعور. لكن انعدام الحركة والتعب ووضع الجسم بشكل مغاير لطبيعته ولراحته على الصليب، كل ذلك جعل الدورة الدموية تبطئ، وغزّة الرمح إنما جاءت لتنقذ، وبخروج شيء من الدم استطاعت الدورة الدموية أن تستعيد مسارها وعملها وإيقاعها، وتؤكد لنا دائرة معارف الإنجيل تحت "مادة الصليب" بالعمود رقم 960 أن "يسوع كان حيًّا عندما وُجِّه إليه الرمح "وهذا أيضًا يؤكد قول يوحنا فيما يتعلّق "بالماء والدم" وإنهما انبعثا على الفور إذ أنه يقول: "وعلى الفور: أو في الحال" مما يعد دليلًا مؤكدًا أن يسوع كان حيًّا"(128).

والحقيقة أن طعنة الحربة كانت كافية للقضاء على إنسان في ملء صحته فكم وكم مع إنسان مصلوب؟ لقد كانت الحربة نافذة وقاتلة والدليل على ذلك ما يلي:

أ ـ طعن الجندي الروماني السيد المسيح بالحربة الرومانية "لانسيا" Lancia وهي عبارة عن رمح طويل له طرف على شكل ورقة الشجر بطرف مدبب يزداد سُمكًا مع الاتجاه لجذع الحربة فيحدث جرحًا غائرًا بيضاوي لا يقل عن 4,6 × 1,1 سم وقد صُمّمت هذه الحربة بهدف القتل وليس بهدف الجرح فقط، فحتى لو افترض البعض أن السيد المسيح كان حيًّا عند الضرب بالحربة فلذلك جرى من الجنب الدم والماء، فإننا نقول له: وما رأيك بعد الطعن بالحربة؟ إن كانت هذه الحربة قادرة على إماتة الإنسان الذي في كمال صحته، فكم وكم مع إنسان مصلوب مُنهك مثل شخص السيد المسيح له المجد؟!

ويقول الأستاذ ناجي ونيس الشماس الإكليريكي: "وعجبي يا سيد ديدات! أنها اللا معقوليات ذاتها يا رجل، إلى أي العقول أنت تتكلَّم؟ ومَن تريده أن يصدق خيالك العبقري هذا؟ فهل لكي ينقذ اللَّه يسوع من الموت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح في جنبه؟ أنه كلام غير مقبول ولا معقول لأن اللَّه لو شاء إنقاذ يسوع كما تدّعي لفعل ذلك قبل الصليب. فلماذا سمح بصلبه؟"(129).

ب ـ فعل "طعن" الذي استخدمه الإنجيل يدل على أنه يحدث جرح غائر، وقد تُرجم إلى الإنجليزية بثلاثة معان:

A - Stab: Wound made with appointed weapon or to strike forcefully with a pointed weapon.

B - Prick: Hole made by pricking.

C- Pierce: To go through, pentratee pierce through: often of inflicting severe of deadley wound.

ج ـ لو لم يكن السيد المسيح قد مات فعلًا فكيف نزل الماء من مكان الجرح؟ لو كان حيًّا لنزف منه دم فقط، ولأنساب الدم مع كل نبضة من نبضات القلب، ولكن الذي حدث أن الدم خرج أولًا من الترسيب (التجلّط) الذي حدث. ثم أعقبه سائل البلازما الشفاف الذي دعاه يوحنا ماء، وهذا السائل لا يخرج من جسم إنسان حي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

د ـ يقول د. "صموئيل هفتن" أستاذ الفسيولوجيا من جامعة دبلن: "عندما طعن الجندي جنب المسيح كان قد مات، وخروج الدم والماء قد يكون ظاهرة طبيعية قابلة للتفسير، أو أنه معجزة. ويبدو في رواية يوحنا أنه لو لم تكن هذه معجزة فإنها على الأقل ليست ظاهرة عادية، ويظهر هذا من تعليق يوحنا على هذا بأنه كان شاهد عيان صادق للرواية.

ومن ملاحظاتي على الإنسان والحيوان في معمل التجارب وجدت النتائج التالية:

عندما يُطعن الجسد في الجانب الأيسر بعد الوفاة بسكين كبيرة في حجم حربة الجندي الروماني، فإن النتائج التالية يمكن أن تحدث:

1ـ أن لا يخرج شيء إلاَّ قطرات قليلة من الدم.

2ـ سيل من الدم فقط يخرج من الجرح.

3ـ دفق من الماء فقط تتبعه قطرات قليلة من الدم.

 وفي هذه الحالات الثلاث تغلب الحالة الأولى. أما الحالة الثانية فتحدث في حالات الموت غرقًا أو بتسمم الأستركنين.. ويمكن البرهنة على أنها الحالة العادية للشخص المصلوب. أما الحالة الثالثة فتحدث في حالة الموت بذات الجنب أو التهاب التامور أو تمزُّق القلب.

 وهناك حالتان لم تسجلا في كتب (إلاَّ في إنجيل يوحنا) ولم يكن من حظي أن ألتقي بهما:

1ـ سيل غزير من الماء يتبعه سيل غزير من الدم..

2ـ سيل غزير من الدم يتبعه سيل غزير من الماء..

 ويُحدث الصلب احتقان الرئتين بالدم كما في حالة الغرق أو التسمم بالأستركنين، وتحدث الحالة الرابعة للمصلوب الذي كان يعاني قبل الصليب من حالة انسكاب رئوي. أما الحالة الخامسة فتظهر في المصلوب الذي يموت على الصليب نتيجة انفجار أو تمزّق في القلب. ودراسة تاريخ الأيام الأخيرة من حياة المسيح، تُظهر أنه لم يكن مصابًا بحالة انسكاب رئوي قبل الصلب، وعلى هذا لا يبقى أمامنا إلاَّ احتمال خروج الدم والماء من جنب المسيح بسبب الصلب وتمزق القلب أو انفجاره، وأعتقد أن هذا الفرض الأخير هو الصحيح، ويتفق معي فيه الدكتور وليم سيراود: (Frederick Cook Commenttary on the Holy Bible, John Murruy) (130).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(126) ترجمة د. صابر عبد الملاك بمجلة السامري الصالح عدد (5)..

(127) لماذا الصليب بالذات؟ ص 6، 7.

(128) مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ص 84.

(129) حقيقة الإيمان المسيحي ص 294.

(130) جوش مكدويل ـ برهان يتطلب قرارًا ص 245 ـ 246.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/cross/medical-evidence.html

تقصير الرابط:
tak.la/6fw883r