الفصل التاسع عشر: اليزيدية Yazidism
منذ أكثر من ألف عام ادعى شخص يدعى " يزيد إبن انيسة " بأنه تعاهد مع الشيطان بشرط أن يُخلّد الشيطان روحه إلى الأبد، وقال يزيد بأن الله سيبعث نبيًا إيرانيًا ينسخ اليهودية والمسيحية والإسلام، وقبل أن يموت يزيد أوصى أتباعه بأن لا يبيحوا لأحد بخبر موته لأن روحه ستظل هائمة حول الأماكن التي يجتمع فيها أتباعه.
ويعتقد اليزيديون أن رئيس الملائكة الطاووس عصى ربه، فعاقبه الإله عقابًا شديدًا، فظل يبكي على باب النار لمدة سبعة ألاف سنة، حتى ملأ سبعة جرار من دموعه، وسكب هذه الدموع في جهنم طافئًا نيرانها، وعندئذ كافأه إلهه، وأعاده لمركزه الرفيع. بل فوَّضه في حكم العالم، وقبول الصلوات بدلًا منه، وذلك بسبب انشغالاته الكثيرة.
وأحب اليزيديون رئيس الملائكة الطاووس Tawûsî Melek واعتبروه إلههم الذي يقدمون له العبادة واعتقدوا أنهم انحدروا من سلالة الطاووس رئيس الملائكة الساقط، ولا يقر اليزيديون لعن الشيطان، ويقولون أنه الأجدَى باليهودي أو المسيحي أو المسلم بدلًا من أن يلعن الشيطان يسبحه حتى يتقي غضبه، لأنه هو الوحيد المتحكم في أمور هذا العالم، وأقام اليزيديون هيكلًا مقدسًا لرئيس الملائكة الساقط وفرضوا على أتباعهم أن يحجُّوا إلى هذا الهيكل على الأقل مرة واحدة كل عام، ولذلك يتركون باب الهيكل مفتوحًا ليل نهار طوال الأيام، حتى إذا جاء أي يزيدي ليزور الهيكل يجده مفتوحًا.
ويطوف اليزيديون المدن والقرى ومعهم طاووس من ذهب رمزًا لإلههم رئيس الملائكة، فقبل وصوله إلى أي مدينة بثلاثة أيام يعقدون مجلسًا كبيرًا استعدادًا لاستقباله، وعندما يصل إليهم يستقبلوه باحتفال كبير، يقدمون له الصلوات والابتهالات، ويقدمون العطايا والهبات ولاسيما في الأعياد، ويذبحون له الذبائح، فتكون فرصة مواتية لمن لم تسمح له الظروف بزيارة معبد الطاووس أن يقدم عبادته في هذه المناسبة.
ولليزيديين كتابهم المقدَّس الذي يدعونه الكتاب الأسود أو " روش " وكتاب آخر يعد تفسيرًا للكتاب روش يسمونه " الجلوة " ويصوم اليزيديون ثلاثة أيام في شهر فبراير، وخلال فترة الصوم هذه يُحظَر على اليزيدي أن يسلم أو يتعامل مع شخص غير يزيدي، ولا يستعمل مشط أو موس للحلاقة خاص بغير اليزيدي إلاَّ بعد غسله بماء طاهر جيدًا، ويُحظَر على اليزيدي الزواج من خارج الدائرة اليزيدية، فلا يحق لليزيدي أن يتزوج بغير يزيدية لأن المرأة الغير يزيدية هي نجسة في نظر اليزيدي، ولا يحق لليزيدية أن تتزوج بغير يزيدي، والزواج يُعقد في أي يوم غير يوم الأربعاء، ويحرم اليزيديون أكل لحوم الطاووس أو الديك أو الفراخ أو البط أو الأسماك أو الخنازير أو الغزلان، وكذلك يحرم اليزيديون على أنفسهم تعلم القراءة والكتابة باستثناء عائلة حاكمهم، ويُحظَر اليزيديون على أتباعهم دخول المعابد اليهودية أو الكنائس أو المساجد.
وفي سنة 1938م ادعى شخص عراقي يدعى " نزار " ما ادعاه " يزيد إبن أنيسة "
منذ أكثر من ألف عام، وقال أنه عقد عهدًا مع
الشيطان، ودعَى أتباعه لعبادة
الشيطان، وعندما شعر "نزار" أن الحكومة العراقية تنوي القبض عليه هرب من العراق، وصار
له أتباع في العراق وسوريا والأردن واليمن، أما في المملكة العربية السعودية فقد
نجحت الدولة في القضاء على أتباع نزار سنة 1978م، والأمر العجيب أنه لوقت قريب
كانت السلطات السورية تصدر بطاقات هوية مدون في خانة الديانة لأتباع نزار " يزيدي
".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/yazidis.html
تقصير الرابط:
tak.la/vjq5g74