الفصل الثالث والأربعين: عبادة الشيطان
حتى لا يرتعب أحد من هيلمانات الشيطان، ولئلا يفزع أحد من زئير أسد جريح في قفصه، دعنا يا صديقي نستهل هذا الفصل الأخير من البحث بمهاجمة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين للشيطان، ولضيق المجال نكتفي باقتطاف بعض الفقرات:
"حقًا أنه بسببك يا رئيس الشر قد حصل كل أمر شرير، لقد أقمت مستعمره لكل شر في وجه الخير...
إني أقول هذا ضدك أيها الروح النجس.
من تكون أنت مع كل شرورك أمام قوة الله الكامنة في الإنسان الذي يجتهد في فعل الخير؟؟ لا تغتر بخداعك للناس النيام الذين سلبتهم وكنست بيوتهم. تعال ضد المتيقظين الذين يسهرون.
أيها السفاح...
لماذا تحوم حولهم في خيالات الأحلام ذات الأشكال العديدة؟؟
أيها المتمرد...
إذا كنت شجاعًا في الحرب فلا تترك الطرق التي بها يحاربك كل من يسلم نفسه لله بإخلاص وينكر نجاساتك. بل أنت كل الضعفات، وعندك مرض النجاسة من كل نوع...
أنت لست رجلًا ولا امرأة، ولا ثورًا ولا حصانًا ولا حمارًا ولا جملًا ولا أي حيوان عامل... لا تحسب كواحد منا... تغير شكلك إلى شبه هذه الأشياء وإلى أشياء أخرى أكثر منها وشكلك هو هو لا يتغير... كل شيء تغير نفسك إليه هو غريب عنك ولا يعدو أن يكون مظهرًا وخيالًا... ماذا بينك وبين السماء والهواء أو النور حتى تحاول أن تأخذ شكلها وأنت مثال أولئك الذين سيطرحون في النهاية في النار؟..
قد يتصوَّر البعض في تخيلاته أنك ملاك نور وتتمادى في تظاهرك، بينما تكون رغبتك الحقيقية هي أن تقتل ضحاياك...
أيها المملوء من كل مكر وخبث والتواء...
أتتخذ شكل ملك أو جندي لكي تدخل الاضطراب والخوف إلى النفوس؟؟
أية منفعة تنالها وقد أُعدَّت لك جهنم مع كل جنودك الشريرة؟.. بل أية منفعة ترجوها وأنت تقيد الناس بالخطايا ليكون نصيبهم النار التي لا تُطفأ..؟!
إنك تغير ذاتك بعالمك الذي هو هو من نور كاذب... إن كل ما تملكه إنما هو تزوير ومصيره الفناء...
طوبى للذين يرون هلاكك دون أن يهلكوا معك في اليوم الذي فيه يسحقك غضب ذاك الذي جدفت على أعماله نفسها. إنك سوف تُسحق وتُلقى في قاع جهنم.
ولكن ويل لمن يعاينون هلاكك ويهلكون معك.
طوبى للذين عرفوك وعرفوا أفكارك المختبئة خصوصًا أدناسك التي يستطيع أن يميّزها الأطفال الصغار وليست بمخفيه عن الذين يستهزئون بك وبأدناسك.
أيها المخالف...
أسقطت كل الذين يسلكون رديئًا مخالفين للرب...
أيها الكائن المرفوض...
جعلت شعوبًا عديدة مرفوضة...
أنت أخطر من الدودة الماصة للدماء، أنت تفعل أكثر. فهي لا تستطيع أن تُدركك في شراهتك...
أيها القاتل...
ألم يكفيك سافكو الدماء وخادمو الأوثان؟
طوبى للذين جرحوا حنجرتك ولم تستطيع أن تبتلعهم بسبب عظامهم الكبيرة، أولئك الذين تجربهم وتتعقبهم ولا تستطيع أن تمتلكهم بسبب إيمانهم بالله وفضيلتهم...
طوبى أيضا لمن تركتهم بالرغم منك فخلصوا. أما أنت فصرت البائس حتى الفناء، في ساعة يبيد فيها الرب يسوع باقي أفكارك التي على الأرض وتختفي وتهوى في جهنم.
إنك لم تشبع من قتل الناس... ولسوف تتعذب إلى دهر الدهور والذين أشبعوا هواهم معك...
إن سمومك كثيرة جدا، وأنك لا تكف عن أن تنفثها بكل قوتك. كثيرون يحفظون أنفسهم في كل مكان حتى لا تصيبهم سمومك، وإذا كانت بعضها قد تصيب الكثيرين فإن زيارة السيد المسيح تطهرهم منها إلى النهاية...
أما الذين سحقوك وأذلوك تحت أقدامهم فليس لك سلطان عليهم ولا شيء آخر تقدر أن تصنعه لهم بشرورك سوى أن تحوم خارج أجسادهم في أمراض مختلفة وأنواع من الآلام أنك لا تستطيع أن تجذبهم إلى مكرهاتك ولا تجد منفعة في محاربتهم بل تهرول هاربا وأنت تجرى...
إن الذي يهرب من شرورك لا يعود يبالي بوجودك، حتى وأن كنت تملك سيوفًا في وقت ما. أن سيوفك فسدت تمامًا. ما عندك منها تصوبه نحو الأغنياء الذين يعطونك سلطانًا أن تمتلكهم، أما الذين يعرفونك فلا يبالون بخيالاتك الليلية أو النهارية وهم لا يخافون البتة، كيف يخافون من جثه هامدة؟
أيخافون من جندي قطع الملك يديه ورجليه وأخذ منه سيفه وأسلحته وسائر مستلزمات القتال فجعله غريبًا في مكان إقامته وبلده؟؟ نعم حاربه ولكنه في كرمه تركه حيًا إلى اليوم الذي يرى أن يقضى عليه فيه.
نعم أيها الشيطان لقد تفرقت وأُلقيت من السماء وسقطت من سائر جيش الملائكة بسبب كبريائك.
أيها المجنون الأعمى الذي يقاوم الله لقد صرت كائنًا محتقرًا بدلا من أن تكون كائنًا مكرَّمًا صرت ملعونًا من الله لأنه يعرف ظروف بدايتك ونهايتك وفسادك الكامل وانحطاطك وحسدك.
أيها العبد الهارب غير النافع الذي هرب من سيده كيف تستطيع أن تهرب أو تختبئ منه؟
أعرف شيئا غير خفي عن الحكماء. أعرف أنك مذنب بما تحمله السيد المسيح من الآم حتى الذين صلبوه فبوصيتك الشريرة في جنونك... لا تجد ماذا تفعل بالذين يثبتون؟ سيهلكك السيد المسيح ويجعلك تختفي...
عوض درع الملائكة أو الحزام درعك وضعته حول وسطك وحزام الكذب تشتد به. عوض السلسلة البراقة والثوب النوراني سلسله سوداء وثوب دخان وضباب يغطيك أيها الكلّي الظلمات.
عوض سيف الملاك وقوة الروح الطاهر عجز تام... نصيبك الهلاك والنجاسة الكاملة والأعمال الأخرى التي لك... أعمال العنف والزنى والدنس والحسد وباقي الشرور التي لسنا في حاجه أن نذكرها بالتفصيل لأننا نعرفها، فأنت في شرورك مثل غابة من الجذوع الناشفة المتراكمة، إذا ما ألقَى أحد نارًا عليها فأشعلها، رآها تسقط رمادًا أمامه، ومن أهملها رآها سهامًا وسيوفًا وعتاد حرب من كل نوع، لأن كل أمة شريرة قد خربتها بكل ظلم وليس بحربة أو بسلاح آخر، ولكن أُناس الله الحقيقيين فبطهارتهم يضربونك، ويعد لهم أنواع الأعمال الصالحة وبكل تقوى يغلبونك.
إن التجارب التي تبتلى بها أجساد الذين يحاربون تفكيرك المكروه ليست ملكًا لك، إنما هي نتيجة لسماح من الله...
إن أتباعك والذين أصبحوا من أمثالهم هم أولئك الذين حسبهم الكتاب المقدَّس مثل قش سوف يُحرق بنار لا تطفأ.
اعتقد أنني لو افترض أنى أشتم هكذا ملاكا من ملائكة الله... حاشا: ليكن بالحري مباركًا! لكان يحرقني في لهيب نار لأنه له سلطان وليس لك أنت.
إني أجحدك وأشتمك وأقول ذلك ضدك وأكثر من ذلك أيضًا بالنهار والليل وفي كل وقت ولا تجد ما تفعل بي، لأنه لو كان في مقدورك أن تفعل شيئًا ولم تدركنا معونة المسيح لما كنت تمتنع...
من لا يعرفك ويجهل حيلك السحرية..؟
هل أنت قاض يا خبيثًا في الخداع؟
إنك تارة تقنع الذين تأتى بهم إلى الخطية أن الله لن يحاسبهم، وطورًا تجعل قلب الذين يريدون أن يخرجوا من شرهم مضطربًا بحجه أن الله لن يغفر لهم...
ليس لك سلطان أيها الشيطان إلا لكي تهدم...
أنه لتجديف أن يقال أن لك سلطانا أن تخلق أو أن تفعل خيرًا... الذين تعودوا أن يحاربوك يقولون غير هذا، إنك تجرب أجسادهم بالألم... ابعد عن أجساد السيد المسيح وأعضائه لأنهم سوف يخضعون له ويخدمونه ويشكرونه حتى في مرضهم لكي يكون واضحًا أنه ليس أمامك من ذلك جدوى ولن تجد ما تربحه من أي إنسان يخاف الله".
ولأن هذا الموضوع متسع ومتشعب لذلك يصعب حصر الموضوع في نقاط محدودة، فدعنا يا صديقي نقسم الموضوع إلى جزئين أساسيين:
أولًا: عبادة الشيطان في الخارج.
ثانيًا: اعترافات من أرض مصر.
ونتناول كل جزء من خلال نقاط كثيرة مختصرة على قدر الإمكان.
تاريخ عبادة الشيطان في الخارج - مهادنة الشيطان - العقد مع الشيطان - كنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو - الإنجيل الأسود - طقوس عبادة الشيطان - القداس الأسود - القداس الأكبر - قداس الروح القدس وقداس الملائكة وقداس الموتَى - طقس الانضمام لجماعة عَبَدَة الشيطان - عبادة الشيطان ونبش القبور - عبادة الشيطان والفسق والفجور - عبادة الشيطان وسفك الدماء - عبادة الشيطان والأفلام السينمائية والوشم - الارتداد عن عبادة الشيطان
تُعتبر الممارسات والعبادات الشيطانية قديمة جدًا بقدم التاريخ، أما عبادة الشيطان فقد ظهرت على مراحل مختلفة من التاريخ منذ بداية القرن الحادي عشر، فيقول " شاون كارلسون ".. " إن أقدم وثيقة وُجِدت لعبادة الشيطان ترجع إلي عام 1022م في مدينة " أورلنس " بفرنسا حيث حُوكم عدد من الأفراد لاشتراكهم في طقوس غريبة، والذي جعل لهذه المحاكمة وضعها الخاص في مدينة " أورلنس " هو اتهام هؤلاء بعبادة الشيطان، والتغني بأسمائه، وأقامه الحفلات الجنسية الجماعية الصاخبة لأجله، وذبح الأطفال، والاستمتاع بدمائهم، وأكل لحومهم، وقد استمرت مطاردتهم والقبض على أعضائهم وخلاياهم حتى نهاية القرن الثالث عشر " (359).
ومع بداية القرن الرابع عشر استمر ظهور عَبَدَة الشيطان في فرنسا، فأمر فيليب الرابع " بالتحري عنهم، ثم ألقي القبض عليهم بتهمة ممارسة أنواع غريبة من التعذيب بين أعضاء الجماعة، والدعوة إلي عبادة الشيطان، الذي صوَّروه على شكل قط أسود، وضبطت عندهم بعض الرموز والأدوات الشيطانية مثل النجمة الخماسية التي يتوسطها رأس الكبش "..(360) وفي عام 1314م اعترف المتهمون أمام المحكمة فأصدرت حكمها بإعدامهم مع رئيسهم " جاك دي مول ".
ثم عادوا للظهور في فرنسا أيضا بمدينة تولوز، فقبض عمدة المدينة على ثلاث وستون عضوًا، وتم إعدامهم حرقًا بالنار في الأفران الضخمة، وقبل تنفيذ الحكم قالت فتاة منهم " إذا كان الله هو ملك السماء، فإن الشيطان هو ملك الأرض، وهما ندَّان متساويان، ويتساجلان النصر والهزيمة، وسوف يتفرد الشيطان بالنصر في النهاية " (361).
ويقول القمص تادرس يعقوب " المارشال الفرنسي والبارونGilles de Rais حُرق حيًّا في Nantes عام 1440م متهمًا بقتل 200 طفلًا كذبائح بشرية للشيطان " (362).. " ثم ظهرت بعد ذلك بعض الأندية مثل "روتاري" و"ليونز" و"السوروبتمست" و"اللحاسين" (الذواقة) أطلقت على نفسها أندية " عبادة الشيطان " وكان من أشهرها نادى " الملاعين" ونادي " أبناء منتصف الليل "، ولم تمارس هذه الأندية أية طقوس غير التجول ليلًا فوق ظهور الجياد، وإشاعة الرعب بين المواطنين، وإقامة الحفلات الجنسية الصاخبة، وكان أغلب الأعضاء من المراهقين أبناء وبنات طبقة النبلاء...
وتقول دراسة نقلناها من شبكة "الانترنت" أنه منذ 500 عام مضت فإن عددًا كبيرًا من مسيحي العالم يعتقدون أن معبد عبادة الشيطان ظل حصنًا حصينًا لم يستطع أحد المساس بسلطانه. وفي ولاية " أوتاهو " الأمريكية مثلًا فإن حوالي 90% من البالغين يؤمنون إيمانًا جازمًا في قوى جماعات عبادة الشيطان السحرية، وربما وصل الاعتقاد بهم، أن بإمكانهم السباحة في الهواء والاختفاء ثم الظهور ثانية.
أما عن قتل الأطفال لإرسال أرواحهم قرابين للشياطين وتحطيم أطرافهم على الصليب المقلوب، فإن هذه النصوص ترجع كتابتها إلي عصر النهضة بواسطة عدد من المشعوذين، على رأسهم شخص يُدعى" أتواجوس " ذكر أنه قام بتعذيب 60 ألف طفل وامرأة حامل خلال عام واحد بشمال أمريكا، وكان تعذيب النساء الحوامل برضى كامل منهم باعتبار أن الأطفال الذين في بطونهم هم قربان لشياطينهم " (363)
أما في نهاية القرن التاسع عشر فقد ظهرت عبادة الشيطان على يد " الياستر كرويك " (1875 – 1947م) حيث كان يمارس تعذيب ضحاياه وخاصة عند ممارسة الجنس معهن... نشأ " الياستر " من عائلة محافظة ولكنه كان يكره التنظيمات الكنسية، وبعد تخرجه من الجامعة انضم إلي إحدى جماعات عبادة الشيطان التي يرأسها " جولد داون " والتي تعتمد على مبادئ " الثيوصوفيا " التي تحاول التوفيق بين كل الديانات والخروج بدين واحد عالمي... دعى جولدن نفسه بألقاب منها " أعظم وحش ".. " أشر الناس في الدنيا " ومنح نفسه رقمًا بدلًا من اسمه وهو " 666 "، وعارض القوانين الوضعية والإلهية فأباح المخدرات والاتجار فيها، وممارسة الغريزة، إقامة حفلات الجنس الجماعي!!! والفجور، وكان عندما يلقي تعاليمه يخرج لسانه، وعندما سُئل عن السبب قال إن هذه وسيلة الاتصال بملاكه المقدس" أيوز " إن كرويك يعتبر أول من مارس عبادة الشيطان في القرن العشرين " (راجع عَبَدَة الشيطان في مصر ص 22 – 25).
وفي سنة 1934م ظهر أول كتاب يتكلم عن عبادة الشيطان كتبه شاب أمريكي يُدعى "مايكل جلو" وقد اعتادت جماعة الشيطان اغتصابه لمدة سبع سنوات مع تهديده حتى لا يبلغ البوليس، ولكن بعد أزمة نفسية حادة لجأ للصحافة ووصف هذه الجماعة بأنهم " أبالسة يعتقدون أن الألم الذي يتعرض له ضحاياهم يزيد من قدرتهم الخاصة على ممارسة السحر الأسود " (364) وقال مايكل أنه متأكد أن حوادث ذبح المواطنين التي بلغ عددها 80 حالة سنة 1919م لابد أن وراءها هذه الجماعة... وبعد أن تكلم " مايكل " تكلم كثيرون، وتعددت البلاغات للسلطات الفيدرالية الأمريكية، وتم القبض على 25 شخصًا من هذه الجماعة الشيطانية.
وفي عام 1966 م. أعلن "أنطون ليفي" عن كنيسة الشيطان التي يرأسها في سان فرانسيسكوا، ومع اقتراب نهاية القرن العشرين وصل عدد المنتمين إلي هذه الكنيسة أكثر من خمسين ألف من الشباب والشابات الأثرياء الذين لا يعانون من مشاكل غير مشكلة الرفاهية.
وفي عام 1973 م. انتشرت عبادة الشيطان في أرجاء الولايات المتحدة، وسقط فيها أشخاص بارزين وناجحين في المجتمع، وعشرات من نجوم الفن وكثيرين من الموسيقيين...
وفي عام 1984 م أفردت مجلة " تايم " الأمريكية في عددها الصادر في تشرين الأول خمسة وعشرون صفحة من صفحاتها لنشر بحث بعنوان "عودة الشيطان المبجَّل إلى الولايات المتحدة " ذُكِر فيه أن عبادة الشيطان قد انتشرت في أوكلاند بولاية كاليفورنيا وشيكاغو، وكُتُبْ عبادة الشيطان تطرح في أضخم المكتبات في سان فرانسيسكوا وشيكاغو ونيويورك ونيوجرسي، ومن هذه الكتب " الشيطان والسحر الأسود " و" العبادة المخلصة للشيطان " و" الشيطان المبجَّل " وكتاب " الشيطان المقدس " الذي كتبه أنطون ليفي ويُعتبر الكتاب الرئيسي لعبدَّة الشيطان... وتحدثت المجلة عن طقوس العبادة الشيطانية التي تبدأ بالرقص العاري ثم حفلات الإباحة الجنسية وتنتهي بجرائم شاذة وغامضة.
وفي سنة 1988م طبع " مارتن جون ليندول " العميل بجهاز المباحث الفيدرالية كتابه " دراسة في جرائم السحر والطفل " وكان مارتن مكلفًا بالبحث عن خطورة كنيسة الشيطان، فكتب يقول إن أصل فكرة كنيسة الشيطان ظهرت سنة 1919م على يد مجموعة من السحرة الذين أعطاهم الشيطان قدرات خاصة مثل إدخال قطع حديدية مسنونة في أجسادهم دون أن تنزف، فدعوا إلى تقديس الشيطان، وكان مع مارتن شخصان آخران يقومان بالبحث، تم اغتيالهما، واعتزل هو العمل وقدم استقالته من منصبه من وكالة الاستخبارات الأمريكية FBI.
وأكد "مارتن" في كتابه أن هناك علاقة بين جماعة الشيطان وبين قتل المراهقين، وتقطيع جثث الحيوانات، ونبش القبور، وأكد " مارتن " أن هناك صعوبات جمة اعترضتهم في البحث لأن أعضاء الجماعة لا يسجلون أي شيء على الأوراق، ولا يتكلمون، ولم يكن " ليفي " قد أعلن بعد عن قيام الجماعة، وبعد أن كان من المفروض الانتهاء من البحث خلال شهرين ظلوا لمدة ستة أشهر، ومع استعانتهم بعملاء المخابرات المركزية، فإنهم لم يحصلوا إلاَّ على معلومات قليلة جدًا، وكان بعض ضباط البوليس يتلقون بعض المعلومات فيتحركون على ضوئها فتكون نهايتهم، ويُعثر على جثثهم مقطوعي الأيدي والأرجل، مما دفع وكالة FBI إلى اتخاذ قرارها لتصفية أعضاء هذه الجماعة الشيطانية قبل محاكمتهم، ولكن الرئيس كارتر عدَّل القرار إلى القبض عليهم ومحاكمتهم، ثم إعدام من تثبت التهمة عليه (راجع وليد طوغان – الكنائس الكاذبة).
وفي فرنسا بلغ عدد الذين يمارسون الأعمال الشيطانية 200,000 نفس، ولهم مكتبة متخصصة في باريس لعرض كتبهم، كما أن لهم مجلة يصدرونها باسم " الجحيم "، وهناك برنامج إذاعي أسبوعي تقدمه مدام " سوليل " عن السحر الأسود وعبادة الشيطان.
وفي ألمانيا يوجد أكثر من نصف مليون شخص يعبدون الشيطان، وأكثر من 700 ألف لهم صلة بالعلوم الشيطانية... جاء في مجلة أخبار الحوادث الصادرة في 27 فبراير 1997م تحت عنوان عبادة الشيطان بالألماني:
" لم يسلم بلد أوربي واحد تقريبًا من ممارسات طائفة عَبَدَة الشيطان الغامضة، فقد انتشر أتباع هذه الطائفة في إنجلترا وأيرلندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحتى شمال أوروبا في السويد والدنمارك والنرويج، وبالنسبة لألمانيا بالتحديد، هناك علاقة خاصة بينها وبين عبادة الشيطان ترجع بلا شك إلي واحدة من أشهر الشخصيات في التراث الألماني وهى شخصية الدكتور " يوهان فاوست " الذي باع روحه ونفسه للشيطان وعقد صفقة ملعونة مع إبليس يحصل بمقتضاها على الحكمة والنفوذ مقابل أن يسلم نفسه كتابع للشيطان... وهناك منطقة شهيرة في ألمانيا تشهد كل عام احتفالات علنية يحضرها عبدة الشيطان من كل مكان، وهى منطقة " برواكن بايك " في جبال " هيرتس " التي تعد بمثابة منطقة مقدَّسة لعبادة الشيطان، ويقال أنها هي المكان الذي التقى فيه الدكتور فاوست مع الشيطان لتوقيع الاتفاقية الشريرة بينهما، وفي أول يوم من شهري مايو وأغسطس يجتمع عَبَدَة الشيطان الألمان في براوكن بايك لأداء الطقوس الشيطانية المختلفة بدءًا من تلاوة صلوات خاصة وحتى الرقص المجنون مع الموسيقى المتيال وشرب الدماء وممارسة الجنس الجماعي الذي يعد أحد الطقوس التي يتم بعدها ضم أعضاء جدد إلي الجماعة، وقد شنت السلطات الألمانية حملة كبرى مؤخرًا على معاقل عَبَدَة الشيطان في ألمانيا واعتقلت العشرات منهم بعد أن بدأت ممارستهم الشيطانية تشكل جرائم يعاقب عليها القانون... كما شملت الحملة أيضًا الخرائب والأطلال التي يعيش فيها أفراد هذه الطائفة خارجين عن المجتمع ورافضين للحياة الطبيعية منتظرين ما يسمونه الخلاص على أيدي معبودهم الملعون... ويُقدَّر عدد أفراد هذه الطائفة الدينية الغامضة بأكثر من مليون شخص من الشباب والشابات... وقد تزايد نفوذ عَبَدَة الشيطان وغيرهم من الطوائف الغريبة في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة لدرجة أنهم يقومون بالمسيرات العلنية في الشوارع للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم... معظمهم يدينون بالولاء لكنيسة الشيطان في مدينة سان فرانسيسكوا الأمريكية، وهى الكنيسة التي أسَّسها اليهودي الأمريكي "أنطون سيزاندور ليفي" سنة 1966 م.، وقد قام ليفي بنفسه بعدة زيارات لألمانيا بهدف توثيق علاقاته بالشيطانين الألمان ".
وفي كندا نشرت الصحف صورة لأحد المنازل التي تسكنها جماعة " أكسيا هاوس " التي تعبد الشيطان، وقد عرضت صحيفة " شارلتان " بحثًا عن عبادة الشيطان في كندا وذكرت من الجماعات التي تعبد الشيطان:
1- منظمة روزيكر وستيفان (أحفاد الفراعنة).
2- منظمة مت ذا نيوجريك (أحفاد الإغريق).
3- جماعة اكسيا هاوس.
4- منظمة دلتا.
وفي جنوب أفريقيا قُتِل أكثر من اثني عشر شخصًا عام 1990م حيث قُدموا كقربان للشيطان، وفي عام 1992 م. صدر كتاب " كشف عبادة الشيطان " لرئيس وحدة أجرام ما وراء الطبيعة بشرطة جنوب أفريقيا جاء فيه إن جنوب أفريقيا تعانى من مشاكل المخدرات والإيدز والعودة الثورية للشيطان.
وفي لوس أنجلوس أذاعت القناة السابعة في شهر فبراير 1986م برامج عن عَبَدَة الشيطان وطقوسهم وأعدادهم وشعاراتهم مثل "مرحبًا بالشيطان " و" الموت لكل المسيحيين "، كما تم إجراء أحاديث معهم، فقال أحدهم وكان على ذراعه وشم يمثل رقم " 666 " أن هذا الرقم يمثل أنني مؤمن بالشيطان، وأنني أعبده، وأنني مؤمن بأنه هو السيد وهو الرب ".
وفي حضانة الأطفال في " مانهاتن " بلوس أنجلوس تعرض 41 طفلًا للعنف الجنسي البشع، وحتى الجيش الأمريكي لم يسلم من عبادة الشيطان فسقط كثير من جنوده وضباطه في هذه العبادة المرذولة، وللأسف فإن الحكومة قد قامت بطبع كتيب عن كنائس الشيطان في القوات المسلحة.
وأيضا مصرنا الحبيبة أراد الشيطان أن يرى فيها من يعبدونه ويرفعون رايته، ولكن إرادة الله لم تسمح لهذه الجماعة بالنجاح والانتشار... شكرًا لإلهنا المبارك الذي قال " مبارك شعبي مصر ".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يتساءل الكثيرون: لماذا لا نحب الشيطان ونصادقه حتى نأمَن شره؟
وهذا ما يردده كثيرون من عَبَدَة الشيطان، وهو يُعبّر عن منطق خاطئ وخطر... لماذا؟
أ - لأن العداوة أساسًا بين الشيطان والله، والشيطان لم ولن يقوَ على مقاومة الله، وله خبرته السابقة التي تؤكد له ذلك، فهو لن ينسَ يوم أن تكبَّر على العليّ، فُطرح من مجده وطُرد من السماء وجُرّد من جماله وأظلمَّت حياته... وأيضًا لن ينسَ معركة الصليب الرهيبة عندما ظن أن السيد المسيح مجرد نبيًا بارًا أو إنسانًا عظيمًا، فهجم عليه يريد قبض روحه ليودعها في سجن الجحيم، ففوجئ أن الذي أمامه هو الله الذي جبله من العدم... لقد سقط في التعدي على العزة الإلهية فنال جزاء شره، حيث قيَّده السيد المسيح، ونزل السيد المسيح إلى الجحيم وسبى مملكة الشيطان وأنقذ جميع نفوس الأبرار الذين ماتوا على رجاء الخلاص الإلهي، ونقلهم إلى فردوس النعيم.
ب - إن كان من الثابت أن الشيطان لم ولن يقوَ على الله شخصيًّا، فلهذا لا يمل أبدًا عن مقاومته في شخص أولاده... أنه لا يقاتل من أجل مكسب مادي لكنه يقاتل من أجل أرواحنا نحن البشر المخلوقين على صورة الله ومثاله. فحقيقة إن أرواحنا هي أرض المعركة التي يصارع الشيطان من أجلها سواء شِئنا أو لم نشاء، ولن يتخلَ الشيطان عن هذا الصراع مهما كان المقابل، ولن يدع نفسًا تجتاز إلى الملكوت برضاه بل يبذل كل جهده لاقتناص الجميع له.
جـ - هب أنك صرت صديقًا للشيطان خلال فترة وجودك على هذه الأرض، وهى فترة ضئيلة جدًا فلا تمثل نقطة في بحر عظيم بالنسبة للأبدية... تُرى هل يتركك الشيطان تعيش في الفضيلة على هذه الأرض؟ كلا... وهل يعفيك الشيطان من العذاب الأبدي؟ كلاَّ... لأنه لا يملك هذا السلطان. إنما سيُقاد هو وملائكته قسرًا إلى البحيرة الملتهبة نارًا وكبريتًا حيث الدود الذي لا يموت والنار التي لا تُطفئ، حيث البكاء وصرير الأسنان، حيث الظلمة الخارجية... فإن كان هو لن يقوَ على إنقاذ نفسه فكيف سينقذك أيها الشقي؟
يا مَنْ تنادي بهذا المبدأ... تأمل قليلًا فيما يريده لنا عدو الخير من خراب ودمار وظلمة وموت أبدي وهلاك، وتأمل في محبة الله لنا الذي جبلنا من العدم لكي نتمتع بالوجود في حضرته، وعندما سقطنا بغواية العدو، كم من الآلام جاز فيها إبن الله حتى الموت موت العار لكيما ينقذنا من فم الأسد... لذلك فالحل الصحيح هو الالتجاء إلى أبينا السماوي وهو قادر بسهولة أن يحمى كل نفس تلتجئ إليه، ويحفظها في ملكوته السماوي حيث السعادة الأبدية.
كما ينادي عَبَدَة الشيطان بأن الله ظلم الشيطان، ويعتبرون أن الله غير عادل، لأنه خلَّص الإنسان الذي سقط في المخالفة، بينما تخلى عن لوسيفر، ولم يهب له فرصة للتوبة والعودة إلى الملكوت...
والحقيقة هي أن الله بسابق علمه يعلم أن الشيطان ليس أهلًا لهذه التوبة، وفعلًا قد أثبتت الأيام هذا، فالشيطان مازال يعاند ويكابر متحديًا الله... مازال يضل الناس ويغويهم ويسقطهم ويطلق الشائعات محاولا تشويه صورة الله، فينطق على لسان أتباعه بأن الله سيد طاغية مستبد يتلذذ بعبودية الإنسان، ويحرمه من اللذة التي وضعها في كيانه... إلخ. لقد كان الشيطان روحًا طاهرًا قويًا مملوءًا من كل حكمة وكمال وجمال، قريب جدا من العرش الإلهي، له معرفة عظيمة بالأمور السماوية، فتكبَّر وسقط بإرادته، وبدون غواية من أحد. أما الإنسان المسكين فقد سقط بحسد إبليس وغوايته، وقد ندم على سقوطه... تُرى كم كان حزن آدم، وكم ذرف دموعًا من أجل سقوطه؟!.. كم اشتاق آدم وبنيه العودة إلى الفردوس المفقود والحضن المفتوح؟! ولذلك في ملء الزمان تجسد الله وتأنس وسفك دمه من أجل خلاصنا... ونحن كيف ننجو إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟!
العقد مع الشيطان حقيقة، وقد حدث أكثر من مرة أن تم تحرير عقد كتابةً بين الشيطان والإنسان، ففي عام 1619 م أظهرت الساحرة الكبيرة " إستيفانون دي أودربت " عقدًا أبرمته مع الشيطان على قطعة من جلد القط ملوثة ومحرَّرة بدماء الحيض، وقد حُكم عليها بالإعدام.
وفي عام 1934 م قدم الساحر الكبير" أوبان شواندي " عقدًا شيطانيًا وقد حفظت صورته في المكتبة العمومية في باريس، وأما هو فقد حُكم عليه بالإعدام، كما يوجد عقد شيطاني في كاتدرائية " جرجنتي " بين أحد القسوس الذي باع نفسه للشيطان وبين كبير الشياطين، وقد كتب العقد بلغة معقدة جدًا.
وفي عام 1935 م كان هناك شابًا ألمانيًا قد خطب فتاة ولم يجد المال للسكن والزواج، فأشار عليه أحد أصدقاء السوء بإبرام عقدًا مع الشيطان، وفعلًا جرح هذا الشاب إصبعه وكتب بدمه تعهدًا يبيع فيه نفسه للشيطان مقابل 500 مارك، ثم أطفأ الأنوار ونادى ثلاث مرات " يا لوسيفر تعال ".. ذهب للنوم ولكن لم يغمض له جفن، وفجأة شعر بقشعريرة ورأى عينين حمراويتين تنظران إليه، فهب فزعًا من فراشه... أضاء النور فوجد المبلغ الذي طلبه، واختفى العقد الذي وقع عليه بدمه، ووجد ورقة جديدة مكتوب عليها " انتظرني غدًا في منتصف الليل في مدخل القرية " وعندما اقترب الميعاد وجد الشاب نفسه مُساقًا إلى هذا اللقاء، فأبصر شبحًا نصفه حيوان ونصفه الآخر إنسان، فارتعب وأطلق الرصاص وعاد يركض، ولكن حياته امتلأت بالقلق والرعب والاضطراب حتى أنه عندما بلغ الثالثة والأربعين علت التجاعيد وجهه مثل إنسان عجوز له من العمر خمسة وسبعون عامًا...
وفي اليوم الثالث عشر من شهر توت تذكر الكنيسة الأعجوبة العظيمة التي صنعها القديس باسيليوس، فجاء في السنكسار " الأعجوبة العظيمة التي صنعها القديس باسيليوس أسقف قيسارية الكبادوكية مع غلام كان قد تعلق قلبه بابنة سيده، فزيَّن له الشيطان عدوه وعدو الجنس البشرى أن يلتجئ إلي أحد السحرة الذي استكتبه تعهدًا بِجَحْد الأيمان والخضوع الكامل للشيطان الذي سيبلغه أمنيته، واتفق بعد ذلك أن تعلق قلب الفتاة (ابنة سيده) بمحبة الغلام فطلبت إلى أبيها بإلحاح ألاَّ يعترض على زواجها بهذا الغلام، وحرصًا على عرضه وخوفًا على حياتها زوجها منه، ولما قضت معه زمنًا طويلًا ورأت أنه لم يدخل الكنيسة ولم يتناول من الأسرار المقدسة ولا رشم ذاته بعلامة الصليب المقدَّس صارحته بارتيابها في إيمانه ومحبته لله، فأخبرها بما حدث له وكيف أنه كتب تعهدًا للشيطان بالطاعة إلى الموت... فبكت كثيرًا ووبخته على صنيعه، ثم صحبته إلى القديس باسيليوس أسقف قيصرية الكبادوكية الذي لما سمع اعتراف الشاب ورأى حزنه واشتياقه إلي الرجوع إلي حياة التعبد والشركة والبر، طمأنه وطلب إليه أن يبقى عنده زمانا للإنفراد للصلاة والصوم، وبعد انقضاء ثلاث أيام افتقده، وعلم منه أن الأرواح الشريرة لم تكف لحظة عن إزعاجه ومحاربته بشتى الطرق، فسكَّن روعه وأطعمه وصلى لأجله، وطلب إليه أن يستمر في عزلته للصلاة والصوم، وعاد وأفتقده بعد أيام أخرى... فأخبره الشاب أنه لم يعد يرى الشياطين وإن كان لا يزال يسمع صراخهم وتهديدهم فأطعمه أيضا وصلى معه ولأجله وتركه ليعاود حياة العزلة والجهاد والصلاة، ومضى الأسقف ليصلى لأجله أيضًا، وهكذا إلي كمال أربعين يومًا... وإذا جاء إليه القديس وسأله عن حاله أعلمه أنه قد رآه (أي القديس) وهو يقاتل عنه الشيطان وإنه قد انتصر عليه وتمت له الغلبة، فدعا الأسقف جميع الكهنة والرهبان وصلوا عليه تلك الليلة، وفي الصباح أدخله إلى الكنيسة، وبينما كان الجميع يصرخون " يا رب ارحم " سقط في وسط الجمع الكتاب الذي كان الشاب قد تعهد فيه بجحد الإيمان والخضوع للشيطان ففرح الأسقف والشاب وزوجته وكل الشعب، وبارك الأسقف الشاب وناوله من الأسرار المقدسة، وهكذا مضى الشاب مع زوجته وهما في بهجة الخلاص وغبطة الغفران والسلام " (365)
أسَّس هذه الكنيسة " أنطون سيزاندور ليفي " الذي وُلِد في 11 أبريل سنة 1930م بمدينة " ولبرجستجت " بولاية أوكلاند الأمريكية، فهو أمريكي الجنسية يهودي الديانة، وقد أعدَّ الشيطان هذه الشخصية وتبناها لتكون خادمة له، وقد أكسبه خبرات كبيرة في عالم الشر والجريمة، ففي سن السادسة عشر عمل " ليفي " كمروض للأسود، ثم عمل بملهى ليلى، ثم مارس السحر والشعوذة في أحد محلات العرافين، ودرس علم الجريمة بإحدى الكليات، وعمل مُصوّرًا في إدارة الشرطة بمدينة سان فرانسيسكو. ثم عمل مستشارًا فنيًا لدى "رومان بولانسكي" Roman Polanski واشترك معه في تصوير الفيلم الشهير "طفل روز ماري" Rosemary's Baby الذي يحكي قصة امرأة تلد إبن الشيطان، كما قام أنطون بتمثيل دور الشيطان في هذا الفيلم. وانفصل " أنطون ليفي " عن زوجته الأولى " كارول "، وتزوج من " ديانا " وأنجب منها " زينا " التي صارت المتحدث الرسمي لكنيسة الشيطان، وأنجب من رفيقته " بلانش بارتون " ابنًا سماه " ستان زيروكس كارينكي لافي " واستقبل " ليفي " في بيته مع زوجته الأولى " كارول " آلاف المنشقين عن الكنيسة، ومحبي الفنون، والإنسانيون، وكان يلقي عليهم محاضراته السحرية في ديانات الأسرار والقداس الأسود الذي دعاه " السيكو دراما " وبعد نهاية المحاضرة كان يمارس الشعائر الغريبة، وتبلورت فلسفة " أنطون ليفي " حول ضرورة إشباع الإنسان لاحتياجاته الروحية والبيولوجية الجسدية والعقلية. الأمر الذي فشلت فيه المسيحية وبقية الأديان الأخرى، ثم أنشأ " ليفي " كنيسة باسم الشيطان وجذب إليه الكثيرين من الشباب والشابات الأثرياء حتى إن أتباعه زاد عددهم عن خمسين ألف نفس، ومن أشهر أتباعه " شارلز مانسون " الذي قام باغتيال الممثلة " شارون تيت " زوجة رومان بولانسكي وادَّعى أنه هو يسوع المسيح (راجع الظلمة الآتية على العالم).
والحقيقة ما أكثر الذين ادَّعوا أنهم تكلموا مع المسيح، وكثيرون ادَّعى كل منهم أنه هو المسيح، فيقول وليد طوغان " في الولايات المتحدة... ظهر 890 شخصًا كلهم ادَّعوا أن المسيح قابلهم، وأمرهم بتنفيذ مخططات " عنيفة " ضد شعوبهم، وظهر 127 شخصًا ادَّعى كل منهم أنه المسيح... ووصف 7 منهم كيف إنهم بعد الصلب... صعدوا للسماء وعاشوا هناك، ونزلوا بعدما تلقوا أوامر من الرب بضرورة " تعديل مسار " سكان كوكب الأرض. وكانت المهزلة عندما استطاع أحد البرامج التليفزيونية أن يسجل مع هؤلاء... كل واحد على حدة، وأذاعوا الحوارات بعد تسجيلها... وضحك الناس، واستغرب أباء الكنيسة، وتساءل الأطفال. أما السبب، فلأن هؤلاء كانوا يقولون " كلامًا مخبولًا " وثبت أنهم لا يعرفون عن دينهم سوى آيات من الكتاب المقدَّس، وإنهم أخطأوا سبعًا وثلاثين مرة في تلاوة تسع من هذه الآيات أثناء حديثهم... وتزيد المهزلة... لأنه في نفس الفترة (1970 – 1994م) ظهر 97 شخصًا ادَّعى كل منهم أنه " الله " وأنه اضطر أن ينزل للأرض لبحث موضوع " الجماعات الغريبة " على أرض الواقع... فالتقارير التي كانت تصله كانت مشوشة " (366)
وقد تم الإعلان الرسمي لإنشاء " كنيسة الشيطان " في شهر يوليو 1966 م بمدينة سان فرانسيسكو، على يد الكاهن الأعظم (فيما بعد) أنطون ليفي، وفي نهاية 1966م خرج أول ميثاق شيطاني من نوعه لهيئة " كبار كهنة ما فوق الأرض " حيث نادوا بأن الدين خدعه تشتت القدرات الإنسانية... ولأعضاء كنيسة الشيطان درجات ومراتب تبدأ من " عضو أمير " ثم " أمير " ثم " أمير جماعة " ثم " أمير كهف " ثم " شر " ثم " شر أعظم " ثم " كاهن فوق الأرض " مرسل من قبل القوة السفلية راعى كنيسة... يحصل العضو على الدرجة الأولى " عضو أمير " من الدرجات الشيطانية بعد اجتياز اختبار مُنفّر، وعندئذ يلبسونه معطف بنى اللون مع قلنسوة وحزام أسود على وسطه ويسمى " NEOPHYTE ".. وبعد اجتياز اختبار أشد قسوة من الاختبار الأول يحصل على الدرجة الثانية " أمير " وعندئذ يستبدل المعطف البني بمعطف أسود، ويُؤخذ منه بعض الدماء حيث يوضع نقطتان منه على الجانب الأيسر لمعطفه، ويمكن لهذا الشخص أن يساعد الكاهن في عمله ولهذا يدعى أيضا " مساعد كاهن " ACOLYTE... أما الدرجة الثالثة " أمير جماعة " فيحصل عليها الأمير بعد إلقاء ثلاث محاضرات عن عبادة الشيطان، ويحصل أمير الجماعة على الدرجة الرابعة " أمير الكهف " عندما يجتاز اختبار عملي في السحر وممارسة التعذيب الجنسي والجسدي، ويحصل على الدرجة الخامسة " شر " من يبتكر أمورًا أحدث في التعذيب والإيذاء، ويحصل على الدرجة السادسة " شر أعظم " من يستطيع أن يرى الشيطان، ولم يصل إلى هذه الدرجة خلال المائتين سنة الماضية إلا تسعة أشخاص فقط أشهرهم " راسبوتين " الخائن، أما السابعة والأخيرة فلم يصل إليها منذ عام 1745م إلا ثلاثة أشخاص فقط.
وفي شهور يناير 1967م أجرى " أنطون ليفي " أول زواج شيطاني، وبعد بضعة أشهر قاد أول جنازة شيطانية بصحبة حرس شرف كامل من البحرية الأمريكية، مما لفت أنظار العالم كله لهذا المذهب الشيطاني، ولا سيما أن قيادة الجيش الأمريكية قد اعترفت بكنيسة الشيطان.
وكان العضو الذي يسمح له بالدفاع عن العقيدة لابد أن يكون قد وصل إلى درجة " أمير كهف "، ثم حدث تعديل في الميثاق سنة 1975م عندما صرح " أنطون ليفي " بأن على جميع الأعضاء الدفاع عن العقيدة بدون التقيد برتبة معينة فقال في كتابه " العالم يضحك على نفسه ".. " من أجل كل الكذب بخصوصنا أخذ كل عضو بجماعتنا على عاتقه محاولة إصلاح المفاهيم الخاطئة عن ديانتنا... فإن عقيدتنا جميلة... وشريرة في الوقت نفسه، إلاَّ أن الأديان الربانية مسيطرة على العالم كله... ومتغلغلة داخل كل نفس مما يجعل الكل يرفض تصديقنا... والذين لن ينقشع بسرعة فالكل يخدع نفسه... ويخدع المحيطين به، لهذا يصبح دورنا صعبًا إلاَّ أنه مادامت لنا أصوات فلابد لضوء الدين أن يخفت... ويختفي ويندثر، وستزيد نقاطنا السوداء بسرعة، وينتشر ديننا بمساعدة صديقنا "الشيطان" الذي نعمل من أجله... ومن أجلنا يعمل " (367) ومن العبارات المشهورة لأنطون ليفي " وهج من ضوء جدير قد انبعث، وولد من خلال الليل وقام لوسيفر مرة أخرى ليعلن أن هذا هو زمن الشيطان حيث يحكم الأرض " (الإنجيل الشيطان ص 23) (368).
وعندما انتشرت هذه العبادة في أماكن أخرى بطرق مختلفة اعتبر عَبَدَة الشيطان من سان فرانسيسكو أنهم أصل العبادة الحقيقة للشيطان، ولم يعترفوا بالمجموعات الأخرى بل اعتبروهم مجرد ذيول لذيول الذيول، ولازال أتباع شيطان سان فرانسيسكوا يرفضون الاعتراف بهؤلاء، ويحتجون بأن الشيطان لا ينزل إلاَّ عند الكهف المظلم أقصى غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وتحت دعوة " لا تكن مغفلا " و" لا تصدق من هؤلاء " ينصحك عَبَدَة الشيطان الآن بألاَّ تصدق هؤلاء... ولا آخرين.
لقد انشق بعض الأشخاص من مجموعة سان فرانسيسكوا وأنشأوا مجموعات أخرى، فظهرت جماعة صغيرة في الفلبين، وأرادت سحب السجادة من تحت أقدام جماعة سان فرانسيسكو، وتولت الشركات التجارية الدعاية لهذه الجماعة، وجاء رد الفعل في كنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو إذ أصدرت لأعضائها بطاقات هوية (كارنيهات)، وكان عددهم حينذاك 768 عضوًا، وادَّعوا أن من لا يحمل هذه البطاقة فلا يُعتبر عضوًا أساسيًا، ولا يعتبر شيطانيًا أصيلًا إنما هو مزيف. ثم اكتشف " أنطون ليفي " بأن بعض من أصحاب هذه البطاقات، قد كوَّنوا جماعات أخرى، وحصلوا على مبالغ كبيرة، فجن جنونه، وقصر عضوية كنيسة الشيطان على المواطنين الأمريكيين فقط.
وظهر " مايكل أكينو " الحاصل على درجة " أمير كهف " من كنيسة سان فرانسيسكو سنة 1973م، وقد غادر الولايات المتحدة، إلاَّ أنه كان هناك تعاونًا كبيرًا بينه وبين " ليفي " الذي اعتقد أن أكينو قادر على تفهم إستراتيجية العمل الجديد بكنيسة الشيطان، وفي سنة 1978م أعلن " أكينو " أن الشيطان قد بعثه " شيطانيًا " فوق العادة، وأقرَّ بأن ليفي هو الرئيس العام للكنيسة الأم بسان فرانسيسكوا، وأكد ليفي أن أكينو صار شيطانيًا فوق العادة لأن أوراق اعتماده جاءت من تحت الأرض.
ثم دب الخلاف بين " ليفي " و" أكينو " وأعلن أكينو أن الشيطان قد قرَّر أن الأعضاء الشيطانيين قليلون لأن ليفي يقصر العضوية على الأمريكيين فقط، وإلتقى أكينو مع ليفي على ضفاف نهر " الراين " بألمانيا، ولكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق واحد، فقد أصر " أكينو " على زيادة عدد الأعضاء، واحتج " ليفي " بأن عدد الأعضاء لو زاد فإنهم سينهبون الكنيسة... وأراد أكينو أن يمارس الكهانة في بلاده ليصبح ملكًا بين أتباعه، ورأى ليفي أن هذا الأمر ليس ضروريًا، وأخيرًا طلب ليفي من أكينو فرصة لإعادة التفكير وترتيب الأمور.
وعندما عاد " ليفي " إلى بلاده، أعلن أن الشيطان جاءه في المنام، وأعلن له أن أكينوا ليس " جنيًا " ولا " شيطانيًا " وإن الشيطان لم يره ولم يعرفه من قبل، وأول مرة سمع الشيطان عنه كان من ليفي نفسه، واتهم ليفي أكينوا " بأنه اختلس مبالغ كبيرة ممن يريدون الانضمام إلى كنيسة الشيطان، وعُقد اجتماع مُغلق بين كبار كهنة سان فرانسيسكو، واختار " مجلس الكهنة الأعلى " " فلاديميير جودريو " بدلًا من أكينو، واتفقوا على أن تقتصر العضوية على الأمريكيين فقط، فكل من ليس هو أمريكيًا فلن يكون شيطانيًا، أما " أكينو " فقد وزع منشورات في الفلبين وأستراليا والولايات المتحدة يتهم ليفي بالترويج عن مركزه الكنسي، وإن حركة ليفي لا قيمة لها لأن الشيطان حوَّل السلطة الكنسيَّة إلى أكينو نفسه، وطالب جماعة سان فرانسيسكو بعقد شبه جمعية عمومية لسحب الثقة من ليفي، وكتب إلى أحد أصدقائه في الولايات المتحدة والأرجنتين والإتحاد السوفيتي لتكوين جماعة جديدة بعيدة عن جماعة سان فرانسيسكو، وكان " أكينو " متحمسًا جدًا، إلاَّ أنه على ما يبدو قد تلقى تهديدات بالقتل، فتوقف عن هجومه على ليفي وأتباعه، وقال ليفي بأن أكينو قد عاد إلى صوابه، وترك عداء " الصديق الأعظم " تحت الأرض.
وفجأة مات " أكينو " عريانًا في الغرفة 412 بفندق " أوركانوا " بمدينة سيدني بأستراليا، في الساعة الثامنة من مساء يوم 3 يناير 1985م، وفشل البوليس الأسترالي في العثور على الجناة، وقُيدت القضية ضد مجهولين، وأكدت تقارير تشريح الجثة بأن أكينوا قد مات إثر انهيار عصبي حاد أدى إلى هبوط الدورة التنفسية، فقد يكون سمع صوتا أو شاهد منظرًا لم يكن يتوقعه، ونعى " ليفي " أكينو قائلًا أن الشيطان قد عفا عنه، وإنه مات شيطانيًا (راجع وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 173 – 176).
وأراد " أنطون ليفي " أن يكسب تعاطف الشعب الأمريكي باللعب على وتر الاضطهاد الذي يتعرضون له، ولكن عندما وجد رفضًا من المجتمع الأمريكي هاجم الكل، فيقول في خطبة طبعها على شبكة الإنترنت: " لستم وحدكم من فعل هذا (يقصد المسلمين) إنما فعله المسيحيين من قبلكم... نصف أعيادكم (أيها المسيحيون) ذات طبيعة وثنية صرفه... شجرة عيد ميلادكم تمتد إلى ديانة "ماني".. حتى ميلاد مسيحكم اختلفتم فيه، فمنكم من يحتفل به في نهاية العام والآخرون ببعده، ومع أن التاريخ يثبت أنه لم يُولَد لا هنا ولا هناك. لقد وُلِد المسيح صيفًا، وهذه هي أحد مفاجأتي لكم... كيف تهز مريم نخل الشام لينزل البلح مع أنه لا بلح شتاء!!؟.. أنتم تسعون للخير الذي يعتقدون في صلاحه، أما نحن فنفتخر أننا نرتدي علامة الشر، فالشر هو الحياة (الحياة Live، والشر نفس الحروف معكوسة Evil).
وأراد " أنطون ليفي " أن يزرع الفرقة بين المسيحيين والمسلمين، فتكلم عن الحملات الصليبية وما فعلته من قتل واغتصاب وتشريد للمسلمين، وبعد أن انتصر المسلمون أرغموا أسراهم من المسيحيين على اعتناق الإسلام، وأن الأعياد المسيحية التي اقتبس المسلمون بعضها هي في أصل أعياد وثنية، فقال " إنه لكي يعرف الكل أنه لا دين ولا ديانة صحيحة، فإن الأعياد التي اقتبسها المسلمون لأنفسهم من المسيحيين أعياد وثنية، مارستها ديانات قديمة مع المسيحية والإسلام، فشجرة عيد الميلاد مأخوذة من ديانة ماني " الفارسية القديمة " والاحتفال المسيحي بعيد الربيع ليس إلاَّ صورة من احتفالات وثنية قديمة بابتعاد الشمس عن خط الاستواء " (369).
وادعى " ليفي " أنه وجماعته أفضل من المسلمين واليهود، ودعى لعبادة الشيطان وحض على الكراهية، منكرًا الحياة الأخروية فقال " إننا لا نقدم الحيوانات كقرابين كما يفعل المسلمون، ولا نؤذي الأطفال أو نعطي الأوامر بقتل النساء كما يفعل إله اليهود. لأننا ببساطة ليس لنا إله، فقط لنا صديق... أكثر سماحة مما يعتقدون فيه. إنه ودون حرج... رمز الشر في العالم.
عبادة الشيطان ديانة الجسد والسعادة... السعادة التي يطلبها الناس في كل وقت، وكل مكان بأي ثمن يطلبونها أيضًا... بأي طريقة... لأنه لا حساب ولا آخرة ولا قيامة ولا نار تنتظر العاصي الذي خرج عن الطريق السليم.
وهم (عَبَدَة الشيطان) لا يصدقون أنه يمكنك أن تحب الجميع... أو أن تسعى لهذا... فتعامل الطيب كما تعامل القبيح، أو على الأقل تطلب من الله أن يسامح الكل... لا يمكن، فلا بُد أن يجد الإنسان شيئًا يكرهه أو قل يكره كل شيء، ثم يجد شيئًا يحبه، فبدون الكراهية لا يُعرف معنى الحب. ثم أنه بالكراهية يخافك الناس... وكما إن المثل يقول... " البحر الهادئ لا يصنع بحارًا ماهرًا " فإن الحب الدائم والخير الأبدي يصنع إنسانًا " مائعًا " " متخاذلًا " لو ضربه أحد على خده الأيمن أدار له الأيسر... يخلق إنسانًا ماركة " أحبوا أعداءكم وأحسنوا للمسيئين إليكم " فالفلسفات الدينية الأخرى كلها غارقة حتى الآذان – على حد زعم معتقديها – في الكمال، كل تلك الديانات توصي بالنوايا الحسنة والأفعال الطيبة وتتوعد من يخالفها بالنار تارة وبالعقاب في الدنيا تارة أخرى إلاَّ أن أحدًا لم يشاهد أو يتأكد من هذا العقاب حتى كتابة هذه السطور فلا الميت قام ليحكي، ولا الحي مات ليرى. ولن يحدث هذا ولا ذاك، لأن العقاب الديني أسطوري " (370).
وحاول " أنطون ليفي " جذب أكبر عدد من الشباب عن طريق اللذة فيقول: يقولون إن الشر لذة في حد ذاتها حتى إن كل ملذات الدنيا تظهرها الديانات الأخرى شرًا لابد أن يجتنبها الإنسان، فمثلًا حرمت المسيحية الزنا، في حين إن الإنسان فطر على اللذة... إن 70% من علاقات الذكر والأنثى لذة في حد ذاتها... فأيهما أقرب لطبيعة بنى البشر؟؟!! النشوة المفطور عليها الإنسان... أم الابتعاد عنها؟.. بالتأكيد يرى أولي الألباب منهم أن الأول أجدر بالإتباع، وطالما إن الأمر كذلك فإن صاحبها هو الأجدر بالتحالف، وليس هذا الصاحب سوى الشيطان... فهو القوة الوحيدة الضامنة والمحركة للبشر لمكان اللذة... لذلك فالاتجاه إلى نبذ الشيطان ظلم... قال " ساتان " أبنائي هم أبناء اللذة، ودماء الأعداء... والشر بين البشر.
وفعلا لقد نجح أنطون في جذب آلاف من الشباب الثري والمثقف حتى أنهم يرقصون في الشوارع والميادين وهم شبه عرايا، ويشيدون بشجاعة الشيطان الذي تحدى الله.
أما مبنى كنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو فهو يتكون من قاعة الهيكل التي يتفرع منها عدة ممرات سرية لا يعرف خباياها إلاَّ بعض كهنة الشيطان، وأحد هذه الممرات يصل إلى غرفة " ليفي " حيث يمارس الطقوس الخاصة بعيدًا عن الأعين. أما في طقس القداس الأسود " يرتدي لافي أثناء القداس عباءة سوداء ذات بطانة حمراء بلون النار أو الدم، وشارب ينزلق على لحية مدببة وقبعة ذات قرنين " (371).
ويشمل المبنى مكتبة تضم الكتب الشيطانية. أما قاعة الهيكل ذات الأثاث القديم فتحوى تابوت حجري يُشبه تابوت قدماء المصرين، وكرسي هزاز كان يملكه الراهب الروسي الشهير " راسبوتين " الذي اشتهر بفسقه وفجوره وغرامياته التي وصلت إلى زوجة القيصر " نيقولا الثاني ".. وقد تم اغتياله على يد بعض النبلاء بزعامة الأمير " يوسوبوف " وفي جانب القاعة يوجد مذبح على شكل شبة منحرف، وسرير على بعد نحو متر أو أكثر من قاعة المذبح أمام الحائط الغربي، وهو مخصص للضحية المقدَّسة التي تكون دائمًا فتاة شابة ذات جمال أخَّاذ رمزًا لعقيدة الجسد التي تقوم عليها طقوس الكنيسة.
" تستلقي الفتاة على السرير ورقبتها متجهة نحو الجنوب، وعلى يمينها تُوضع شمعة بيضاء رمزًا لعُبَّاد الشيطان الصالحين، وعلى يسارها شمعة سوداء تمثل قوة الشيطان القاهرة، وغرب منصة المذبح يوضع ناقوسًا ومطرقة، وكأس قربان مصنوع من الفضة أو الذهب وحربة وسيف وبعض التماثيل...
والزي الرمزي لحضور القداس فهو روب أسود وقناع لوجه قبيح بالنسبة للذكور، أما الإناث فتكون ملابسهن ملابس من تتهيأ لممارسة الجنس، مع بعض أدوات العنف كالجنازير والسلاسل والشرائط الجلدية والكرابيج " (372).
كتاب " إنجيل الشيطان " أو " الإنجيل الأسود " ألفه " أنطون ليفي " رئيس كهنة عبادة الشيطان، وقام بنشره سنة 1969م... لقد قام بطباعته عدة مرات بأكثر من لغة حتى تم توزيع أكثر من ربع مليون نسخة منه، وهذا الكتاب يحظر حضور أي شخص غريب عن عبادة الشيطان طقوس العبادة.
وقد دعى " ليفي " الجميع لقراء الإنجيل الأسود، فيقول:
" إن عقيدتنا جميلة وشريرة في الوقت نفسه... إن كنت غير مقتنع بأي مما سبق ما عليك إلاَّ شراء إنجيلنا... ذاكره، لا تتصفحه فقط. إنه كتاب " الشيطان " أساس عقيدتنا، ومثبت فلسفته التي هي سمه تفكيرنا. مع وضعك في الاعتبار إن تلك الديانة ليست لأي شخص. فلو كنت ممن يرى أنه يصلح لها فسيبقى لنا القرار الأخير قبل أن نرحب بك، ولا تخف... فالشيطان له نظرة في تابعيه ونواياهم الحقيقية. إنك تلعب مع ملاك " (373)
ومنذ أن توالت الطبعات من هذا الكتاب انتشرت هذه العبادة المرذولة بطريقه مأساوية، وفي عام 1970م كتب " أنطون " كتابه الثاني عن " أسرار ممارسة الشعوذة والسحر "، وفي عام 1972م كتب كتابه الثالث عن " التعذيب من أجل الشيطان ".
ومن تعاليم الإنجيل الأسود:
· الصلاة غير نافعة... معطلة للناس عن العمل المفيد. مارس المتعة بارتكاب الموبقات السبع في المسيحية. التكبر والغيرة والغضب والمتعة الجسدية والشهوة والكسل والجشع. افعل مع الآخرين كما يفعلون معك... الانتحار عبث (إصحاح 6) (راجع عَبَدَة الشيطان في مصر ص 48).
لهذا يظل غروب الديانات الأخرى قريبًا، وفجر الشيطان لا بُد أن يلوح...
عبادة الشيطان هي ديانة الجسد والسعادة... فليس لدى هذا الدين (عبادة الشيطان) جنة بعد الموت ولا نار مولعة بالعقاب تنتظر المذنب... صديقهم عدو البشر الذي تسميه الديانات الأخرى " شيطان " أما عندهم فهو " ساتان " صديق المتحدين على شرور الدنيا.
إن على العضو أن يسمو بنفسه وبقدراته إلي قمة العاطفة والتلذذ والتأثر والانفعال، بل الاستمتاع كله، والوصول بمشاعره إلي قمة الكراهية حتى يشعر بعمق المحبة الكاملة... أما عن قول المسيحيين بأن الحب هو القوة الوحيدة في العالم، فإن القوى الأخرى المضادة بنفس الحجم هي قوة الكراهية، لهذا لا ينبغي أن تدير خدك الأيسر للعدو إذا ضربك على خدك بل حطم خده الأيسر والأيمن إذا استطعت، وليكن حبك لأولئك الذين يستحقون الحب لا الأعداء.
الحياة هي الملذات والشهوات، والموت هو الذي سيحرمنا منها، اغتنم الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة فلا حياة بعد الحياة، ولا جنة ولا نار... العذاب والنعيم هنا (إصحاح 1) (راجع عَبَدَة الشيطان في مصر ص 47).
إني أغمس السبابة في الدم المختلط بالماء الذي لمخلصك الواهن المجنون... وأكتب على إكليل الشوك الذي فوق جبينه رئيس الشر الحقيقي، ملك العبيد (1:6) (راجع القمص تادرس يعقوب – عبادة الشيطان في العصر الحديث ص 64).
ارتبط مع من تحب جنسيًا، خذ شهوتك ممن تحب، ليكن تركيزك قويًا في استمتاعك. لتكن شهوتك مع نفسك أو مع آخر أو مع آخرين... وعابد الشيطان لا يتقيد في رغباته الجنسية بأحكام للبشر أو قوانين.
نحن لم نعد أولئك الضعفاء المتوسلين إلى الله الخائفين منه، أنه لا يهتم بنا كبشر سواء عشنا أو متنا، ليس عنده شيء من الرحمة إن كان يوجد إله كما يدعون.
الخير هو الانتقام بلا اعتدال، فالإنسان كالحيوان والكل فاسد وليختار كل واحد الإله الذي يناسبه.
اقتل واسحر ما رغبت في ذلك، امنع البقر من إدرار اللبن (بالسحر) اجعل الآخرين غير قادرين على الإنجاب، اقتلوا الأطفال أجنَّة في البطون، واشربوا دم الصغار أو اصنعوا منها حساء، اخبزوا في الأفران لحومهم، واصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب (إصحاح 8) (راجع عَبَدَة الشيطان في مصر ص 49).
أما عن الوصايا العشر التي وردت في الإنجيل الأسود فهي:
1- الشيطان يمثل السهولة والتساهل ويحث على الانغماس في اللذات والأهواء بدلًا من التقشف والتزمت وإذلال النفس.
2- الشيطان يمثل الحياة الواقعية، بدلًا من التحليق في الآمال الروحية الوهمية.
3- الشيطان يمثل الحكمة النقية، فهو يمنحك الحكمة الصادقة بدلًا من الخداع النفسي الزائف.
4- الشيطان يمثل الرحمة والشفقة لمن يستحقها بدلًا من الحب الضائع على العاق والجاحد للجميل.
5- الشيطان يمثل الانتقام ويحث على الأخذ بالثأر بدلًا من ضعف إدارة الخد للآخر.
6- الشيطان يتحمل المسئولية كاملة عن الذين هم أهل لها.
7- الشيطان يمثل الإنسان مثل أي حيوان آخر، فالحيوان في بعض الأحيان يكون أكثر فائدة وصلاحًا من الإنسان، فالبشر قد صاروا أردأ وأفسد من كل أنواع الحيوانات بسبب سماويتهم وروحانيتهم ونمو فكرهم العقلاني النامي.
8- الشيطان يمثل جميع الخطايا والآثام التي تقود لإشباع الجسد والعقل.
9- الشيطان هو الذي سيحرز النصر على الله في آخر الزمان.
10- الشيطان هو أفضل صديق للكنيسة لأنه جعلها في عمل دائم، وتجارة مستمرة طوال العام
(Lavey، Anton، 1969، the satanic bible. New Yourk; Aven) (374).
هناك طقوسًا للعبادة العادية، وهناك أيضًا طقس القداس الأسود، وطقس القداس الأكبر، فبالنسبة لطقوس العبادة العادية فهي تتم كالتالي:
1- تبدأ الترانيم عندما يرخى الليل سدوله، فالشيطان لا يقبل الترانيم التي تقال في ضوء النهار... ولكن الصديق الأعظم (الشيطان) يقبل ذبح القطط وتلطيخ أجساد القادة بدمائها قبيل اختفاء الضوء، أما تلطيخ جدران أماكن العبادة بهذه الدماء فلا يتم إلا بعد حلول الظلام، وهذه الدماء تعتبر إعلان عن بدء الاحتفال والمثول أمام يدي الشيطان.
2- يوجد على الأرض دائرة مرسومة يحيط بها من الأربعة أركان أربعة دوائر، مرسوم داخل كل دائرة نجمة خماسية... وكل دائرة من الأربعة يقف فيها ثلاث أشخاص ملتفين.
3- يشعل خادم الصلاة عددًا من الشموع يمثل مضاعفات الرقم " 6 ".
4- يخلع الواقفين شبابًا وشابات الجزء الأعلى من ثيابهم.
5- يرتل كاهن الشيطان جزءًا من ترتيلة " المفاتيح السبعة " حيث يستحضر روح الشيطان أو روح أحد معاونيه، فالمفاتيح السبعة هي مجموعة أغاني تستخدم في العبادة الشيطانية... جاء في إحدى هذه الأغنيات التي تتحدث عن الحرب مع الشيطان:
المحاربون يتجمعون بهدوء حول المدينة المقدَّسة...
شيطان الجحيم يصرخ... وملائكته تُسقط الانتقام على الأرض...
الطغاة يحقّون الخراب... على أرض الحب...
الشياطين تتآمر لتقلب الجنة إلى رماد... ترتعد الجنة من الخوف...
هرمجدون ينشد أغنية المعركة قريبًا جدًا، فلنبدأ احتفالات يهوه بالجحيم...
من الذي يحمل مفتاح البوابات السبع (ضحكة شيطانية)..
من الذي يخدم السيد يتحرَّر من الجحيم، يقول الكاهن يوم السبت الهجوم!!
توّجوا أرواح الشيطان، أظهروا أنفسكم متولين الحكم.
خوف الملائكة يقاوم، لا شيء يوقف العاصفة، اخبروا رئيس الجحيم، افتحوا البوابات حرروهم من قوة الجحيم، من الجبل ينبثق العبيد، سوف نحطم النعيم الملعون...
تتقدم الجيوش القوية، تحطم البوابات وتدخل حرة، أن ملكنا ملك الجحيم يجب أن يأخذ عرش الآلهة... سماوي جهنمي...
الشياطين المسعورة، الملائكة تبكى، الشيطان يأمر باللهو المعربد... الجميع يجب أن يرَ جهنم السماء، الله قد سقط (يقرع الناقوس!!!) بدون الكأس المقدَّسة فقط الشر هو الذي يمكنه أن ينتصر. كنائس الله لا يمكن أن تحجب الحقيقة أكثر من ذلك. لا يمكن أن ترى النور مرة أخرى... يقرع الشيطان أجراس يوم السبت، الساحرات يغنين فرحات، يستعدون للتضحية بالنار، يجرى الدم أسود اللون خلال هيكل النعيم يعلن عن رقص الساحرات، لا شيء سوف يكفيهم، روح المسيح تقوده بين العاهرات... نجم ساطع وليد، الأطفال يصرخون بألم، دمروا الكهنة، دمروا ملكهم... ستار من دموع الملائكة...
العذراء النقية خائفة من الاعتداء... الآن الخلاص آت... القوة والملك لجلالة الشيطان... هل أنت ملعون في جهنم... ملعون في جهنم...
جبرائيل ورؤساء الملائكة يتساقطون نحو الجحيم، إلي الظلام، إلي العمق المهجور، أجنحتهم المكسورة الملطخة بالدماء محروقة بالجحيم الملتهب... يغسلون جراحهم في دماء ملايين الشهداء في حين احتفالاتهم قائمة بانتهاك الفردوس... كراهية وغضب غائران في قلوب الملائكة.
مرة أخرى الخليقة تستدعى لإعلان الحرب، الحرب مع الشيطان، الحرب، يتجمع الملائكة بهدوء حول المدينة المقدَّسة الجحيم، جبرائيل يصرخ... انتقام على الأرض، ملائكة يسقطون... الموتى يطلبون الدمار للأرض...
6- تناول المخدرات، ثم يتشابك الأعضاء ويبدأون في أداء الرقصة الحمراء.
7- يرقصون حتى يصابون بالإعياء ويتساقط الواحد منهم تلو الآخر والذي يسقط يستسلم للنوم، ويدعون هذا النوم” نومه الصلاة " فيأتي الشيطان ويتحدث إليهم، لذلك يحرص كل منهم على الاستسلام لهذه النومة حتى لو اضطر لاستخدام الحبوب المنومة.
8- يبقى الدليل الذي يدعى " المركز الحي " مستيقظا يتلو التراتيل والتعاويذ، ومقاطع من كتاب الشيطان.
9- حينما يبزغ نور الفجر يبدأ المركز الحّي في إيقاظ النائمين بالتتابع بادئا بمن سقطوا أولًا... ويتم استبدال المركز الحّي كل ثلاثة أيام حتى يشارك هو أيضًا في الاتصال بالشيطان.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
دُعي القداس الأسود هكذا دلاله على خدمه الظلمة، والقداس الأسود له جذوره التاريخية، ولكن ليس له طقس ثابت، فالهدف منه تقديم العبادة للشيطان بالطريقة التي يرتضيها ويفرضها على أتباعه من خلال طقوس مملوءة بالعنف والإباحة والشذوذ الجنسي، حيث يقدمون البخور المتصاعد من النباتات السامة المحروقة، ويوقدون الشموع السوداء التي لها رائحة القار، وغالبا ما يجتمعون في أماكن مظلمة كريهة الرائحة مثل الأدوار التي تحت مستوى الأرض، وأحيانًا يقدمون هذه العبادة الشيطانية في كنائس قديمة مهجورة، وأحيانًا في شقق فاخرة... ويحاول الشيطان أن يحاكي الله وكنيسته لذلك يوجد في مكان العبادة الشيطانية مذبح، وكأس، ومجامر، وشموع... الخ.
وطقس القداس الأسود يختلف من مجموعه إلي أخرى، ونذكر هنا مثالين لمجموعتين:
المجموعة الأولى: يجتمع عَبَدَة الشيطان في قاعه مظلمة ماعدا نور الشموع السوداء الخافتة، ويرتدى الكاهن معطف اسود وقلنسوة على رأسه بها قرنان صغيران، ويغطى المذبح بالقماش الأسود، ثم تنام عليه فتاة عذراء عارية تمامًا يعلوها صليب معكوف... تبدأ الترانيم مع الموسيقى الصاخبة، ويتجرد الواقفون من الجزء الأعلى من ملابسهم ويرقصون " رقصه الخلاص " بينما يستمر ترتيل المفاتيح السبعة لاستحضار الشيطان... ثم يخلعون ما تبقى من ملابسهم ويمارسون الجنس مع أنواع التعذيب، مثل تعليق النساء عاريات من أرجلهن، ووضع الكمامات على أوجه الرجال والنساء، والضرب بالسياط، وأكل الأثداء حتى ينزف الدم منها، ولعق الأوساخ من على الأجساد... وفي بعض الأحيان يحمل الكاهن مقشة طويلة حيث يعبث بيدها بالأعضاء الجنسية للرجال والسيدات، أما الفتاة التي في الوسط " Dan Fatan " فإنهم يتناوبون ممارسه الجنس معها. ثم تتعالى صيحات المجموعة حتى لا يطلب الشيطان هذه الفتاة لمضاجعتها، والقائد هو الذي يُحدّد رغبه الشيطان، فإذا طلب الشيطان هذه الفتاة أعلن القائد ذلك، فعلى المجموعة التضحية بها ودفنها حتى تذهب إلي صديقهم الأعظم الشيطان.
المجموعة الثانية: سجلها شخص يدعى" دورتال " Durtal حيث حضر طقوس القداس الأسود الذي قام به " الكانون دوكر " Canon Docre في باريس (ذكرها القمص تادرس يعقوب بشيء من التفصيل في كتابه عبادة الشيطان في العصر الحديث ص 120 - 132) فقد وجد دروتال نفسه في مكان أشبه بمستشفى المجانين، رأى إنسانا طلى وجنتيه وشفتيه باللون الأحمر فشعر أنه سقط في جب اللوطيين (مضاجعي الذكور) وشاهد صبي المذبح الشاذ جنسيًا يضع المساحيق على وجهه ويغني بميوعة، ويوقد الشموع السوداء التي لها رائحة القار، فشعر بالغثيان، ولاحظ أن الحاضرين تظهر عليهم الكآبة ولا يوجد بينهم من يبتسم أو يبدو أنه سعيد... وقام " الكانون دوكر " باغتصاب إحدى السيدات، وكان حاضرًا أستاذًا في كلية الطب يتعبد للشيطان، ثم قام بعمل القداس الأسود الذي امتلأ بالتجاديف على أسم السيد المسيح مع تمجيد الشيطان... فمن المقاطع التي تفوه بها:
"يا سيد كل افتراء... يا مانح كل مكافآت الجرائم العظيمة والرذائل القديرة.
يا رب كل الخطايا العظيمة والرذائل القديرة.
يا إبليس... إننا نعبدك... أنت لك الإدراك السليم. اقبل دموعنا المزيفة.
إنك تنقذ شرف الأسرة بإجهاض من هو في الرحم، إذ يكون هذا الرحم مثمرًا في لحظات الطياشة، أنت تُجرّب بارتكاب آثام مبكرة.
إن القابلة التي لك (إذ تحثها على ممارسة الإجهاض) تنقذ الأجنَّاء من آلام النمو، ومن بؤس الفشل.
أنت سند الإنسان المسكين المضغوط فوق احتماله.
أنت هو دواء المغلوبين... تهب عطايا الرياء والجحود والكبرياء، بها يدافعون عن أنفسهم ضد هجمات أولاد الله الأغبياء. يا إبليس المزدرى بالمتواضعين، يا سيد الكراهية المستمرة.
أنت وحدك تستطيع أن تدفع ذهن الإنسان المطحون بالظلم... أنت تهمس له بخطط صالحة للانتقام وبجرائم مؤكدة النجاح.
أنت تدفعه نحو القتل، وتملأه بنشوة الانتقام، وتسكره فيرتفع فوق الآلام التي سببها لنفسه والدموع التي تتدفق من عينيه.
أنت تقود المرأة لكي تبيع إبنتها، وأن تفترق عن إبنها... أنت تسند الحب المحرَّم، أنت تقود الناس إلى حالات هستيرية صارخة... أنت ثقل على رقبة الهستيريا... أنت المُحرّك للاغتصاب الدموي.
يا سيد يتوسل إليك خدامك وهم ينحنون على ركبهم... يترجون منك أن تحفظ لهم البهجة بارتكاب جرائمهم التي لا يكتشفها القانون.
وأن تعينهم في الأعمال الشريرة بطرقها السريَّة المحيرة لعقل الإنسان... إنهم يتوسلون إليك أن تسمع رغباتهم من أجل أن يتألم من يحبونهم ويهدمونهم... "
(عندئذ وقف الكانون دوكر على قدميه وبسط ذراعيه وصرخ بصوت قوي مملوء بالكراهية موجهًا حديثه للسيد المسيح في تجديف خطير، وبجسارة مرَّة التي يستحيل عليَّ نشرها بالكامل، إنما أكتفي ببعض المقتطفات).
وأنت أيها المسيح يا مبتدع المكر...
يا سارق التعبُّد لك وهو ليس من حقك...
إني ككاهن أستطيع أن ألزمك بإرادتك أو بغير أرادتك أن تنزل إلى هذا الجمع وتأخذ جسدًا في هذا الخبز.
يا سارق الحب استمع لي...
من اليوم الذي آتيت فيه من رحم عذراء، كسرت كل عربون وكذبت في كل وعد...
نريد أن نغرس مساميرك إلي الأعماق، ونضغط على الأشواك التي على جبينك، ونجلب الآلام النابعة من الدم لينسكب من جديد من جروحك التي جفت...
هذا كله يمكننا أن نفعله، وسنفعله لننتهك جسدك أيها الناصري... رئيس الرذائل العظمى ملك الجبناء الجبان " (375)
ثم صار صمت تام وملأ دخان المجامر الموضع، وتقدم الكانون دوكر يبارك النساء بيده اليسرى، وعندما ضرب خدام المذبح الأجراس " ألقت النسوة أنفسهن على الأرض، وصرن يتدحرجن على السجادة... واحدة منهن صارت تتحرك بوثبات، وألقت نفسها على بطنها، وكانت تضرب بقدميها في الهواء، وأخرى صنعت صوتًا رهيبًا مقلقًا ثم صمتت، وكان فكاها مفتوحين ولسانها ملتصق بسطح فمها... وثالثه صارت حلقتا عينيها تبرزان وتركت رأسها يتدلى على كتفيها، فجأة صارت تمزق حنجرتها بأظافرها... ورابعة تمددت على ظهرها، ونزعت ملابسها، حتى ظهرت بطنها عارية متضخمة، وكان وجهها يتلوى، وفمها مملوءًا دمًا، أخرجت لسانها الذي عضته متدليًا لا تستطيع أن ترده...
وقف الكانون دوكر وفتح ذراعيه وصار ينطق في صرخات بأعلى صوته يلعن ويسب كمن هو مخمور... ركع أحد خدام الهيكل الصبيان أمامه معطيًا ظهره للمذبح... ساد الجو كله نوعًا من الجنون، وكانت النساء يصرخن بأصوات هستيرية، والصبيان يبخرون للكاهن العاري، ثم ألقوا بأنفسهم أسفل المذبح، وصاروا يقطعون الخبز ويكسرون بقايا متعفنة ويأكلونها... صارت إحدى السيدات المسنات تنتف شعرها، قفزت على قدم واحدة ألقت بنفسها على فتاة جاثية بجانب أحد الحوائط تهتز متشنجة وهى أيضًا تصرخ بتجديف... " (376)
يتكون القداس الأكبر من قسمين:
القسم الأول: يجتمع عَبَدَة الشيطان في الغرفة المظلمة ماعدا ضوء الشموع السوداء الخافت، وتعزف الموسيقى، ويدور المشاركون حول المذبح عكس عقارب الساعة، والكاهن أيضًا يدور في نفس الاتجاه ومعه ناقوسًا يقرعه تسع مرات، ثم أربع مرات تجاه الجهات الأصلية... يتجه إلي المذبح حيث يكشف غطاء من جلد النمر فتظهر تحته فتاة عذراء عارية... يرش الكاهن المصلين بماء مخلوط بالبول علامة التطهير، وتقترب زوجته التي تحمل سيفًا في غمده، فيستله زوجها الكاهن ويقرأ بعض التعاويذ الشيطانية حتى يظهر الشيطان... يتقدم الكاهن ويأخذ كأسًا موضوعًا بين نهدى الفتاة العارية ويشرب ما به من شراب.
القسم الثاني: يختلف من مجموعه إلي أخرى، ويختلف على حسب نوع العبادة المقدمة والغرض منها، فلو كانت بقصد تحقيق أمنيات فأن الكاهن يسأل كل عضو عن رغبته، ويضع السيف برفق فوق رأسه طالبًا من الشيطان تحقيق رغبته... في النهاية يقرع الكاهن بجرس تسع مرات علامة انتهاء القداس فيشرب الجميع ما يشاءون من الخمور والمخدرات.
ومن الترانيم التي تُقدم للشيطان " صلاة بنت الصبح " حيث يرنمون:
"يا زهرة بنت الصبح.
يا مَن سقط مركزه الرفيع.
الذي يميل البشر إلى تسميته بالشرّ المجسم.
ها نحن نرفع إليك أصواتنا.
فمن أعماق دناءتك وإسفافك تنبع أنهار الحق الإلهي.
نقف معك يدًا بيد، وكما كنت كوكب الصبح... ستصير أيضًا ملاكًا من نور " (377).
وفي جماعة أخرى يُقدَم للذي يطلب العضوية ضفدعة كبيرة فيقوم بتقبيل مؤخرتها، ثم يقدم له شخص ذو عينان شديدان السواد، ووجه باهت، وفم ضامر، ويدان شديدا البرودة وهذا يمثل الشيطان، فيقوم طالب العضوية بتقبيل يده... ثم ينتقلون إلي قاعه أخرى فيظهر أمامهم قطة سوداء كبيرة يتقدم إليها كل من يريد أن ينال البركة منها ويقبل ظهرها، ثم تطفأ أنوار الشموع وتعزف الموسيقى الصاخبة، وتبدأ الممارسات الجنسية الشاذة والقذرة. ثم توقد الشموع ثانيه ويظهر رجل من غرب المذبح نصفه الأعلى له بريق فسفوري، ونصفه الأسفل أسود داكن، فيقبل إليه الجميع بابتهال ورهبة واحدًا بعد الأخر يقبلون مؤخرته وبطنه (حول السًّرَّة) ويعلنون له الولاء... ثم يتم توقيع صك بيع النفس للشيطان (راجع د. عبد الرحمن نور الدين. دار الهلال – السحر والعلم ص 112).
وفي أحد الجماعات يختار العضو الجديد لنفسه اسمًا جديدًا من الأسماء الثلاث لوسيفر، وبلبال، ولافيثان (من إصحاح 5 الإنجيل الأسود).
أما في طقس المعمودية فإنهم لا يعمدون بالماء بل بالدم.
وفي 3 يناير 1997م جاء في صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية יְדִיעוֹת אַחֲרוֹנוֹת:
"جماعة عَبَدَة الشيطان تنتهك قبر جندي إسرائيلي... طائفة عبادة الشيطان التي يبلغ عدد أعضائها طبقًا لإحصائية الكمبيوتر 4500 شخصًا... قام أعضاء الطائفة بانتهاك حرمه قبر الجندي اليهودي " نيف أموينيل " لإخراج عظام جثته من القبر... إن طائفة عبادة الشيطان حاولت بواسطة إقامة طقوس شيطانية خاصة بهم إعادة الحياة للجندي في يوم ذكرى وفاته، على أساس اعتقادهم بأن الروح ترتد لجسد الإنسان... لمدة دقائق قبل منتصف ليله ذكرى الوفاة".
" ومازالت ذاكرة الصحافة والأعلام في فرنسا تشير بين الحين والآخر إلي الفتاة الجميلة " إميلي " التي انتحرت متأثرة بأفكارها حول عبادة الشيطان، وماتت وهى في مثل عمر عدد من شباب مصر، الذين يهوون السماع والرقص على موسيقي " الديث والستيناك ميتال " موسيقى الموت والشيطان " (379).
نشأت إميلي في عائله كريمة وطيبه، وكانت تدرس الموسيقى مع شقيقتها... كانت لإميلي تصرفات شاذة قليلة منذ طفولتها، فقد رسمت نفسها مرة على صورة امرأة شيطان تحمل درعًا وسيفًا وترتدي ملابس ممزقه... التحقت بمدرسه بونابرت وكانت فتاة ممتازة إلى أن انزلقت إلي عبادة الشيطان عن طريق الموسيقى، انضمت إلي مجموعه منهم، فبدأ مظهرها يتغير هي وصديقتها التي سقطت في نفس العبادة... امتلاء وجهيهما بالمساحيق، وطلتا أظافرهما بالطلاء الأسود وصبغتا شعريهما باللون الأحمر والأخضر، ووضعتا حول عنقيهما الصليب المقلوب، وكانت ترسمان على زجاج نافذة الأتوبيس الرقم " 666 ".. ومارستا الجنس بلا حدود، واقتنتا كتب وشرائط فيديو عن السحر، ولطختا تماثيل السيدة العذراء مريم بالدماء... وفي حجرة أحدهن وجدت لافتة مدون عليها: " مطلوب القبض على يسوع الذي يطلقون عليه المسيح للجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية، فهو متهم بالتسبب في قتل ملايين البشر، ولأنه من مؤسسي المسيحية ديانة المتطرفين التي تعد بالحياة الأبدية لكنها تؤدى إلي العبودية " (380).
وقد اشتركت إميلي مع مجموعتها في نبش قبر سيدة ماتت منذ عشرين عامًا في "تولون"، وأخرجوا جثتها، وغرسوا فيها صليبًا مقلوبًا، وجلسوا يمارسون الجنس حولها، أخذت لها مع صديقتها صور وهما ترقدان على القبر بملابسهما الداخلية... وعقب هذه الحادثة انتحرت إميلي، وبعد انتحارها باثني عشر يومًا راحت جماعتها تنبش اثني عشر قبرًا في منطقه "مونيلييه".
ويعلّلون هذا الانحراف بأن الجنس يطلق القوة ويفجر الطاقة العظمى التي تستدعى الأرواح الشريرة... لذلك لم يكتفوا بالإباحية، بل سلكوا في الشذوذ الجنسي فاعلين الفحشاء بعضهم من بعض، النساء مع النساء والرجال مع الرجال...
وارتبط الجنس عندهم بالسادية sadism التي تتلذذ بتعذيب الآخر أثناء الممارسة الجنسية، وحضوا على إقامة العلاقات الجنسية مع المحارم داخل الأسرة وانتهاك حرمه الأخوَّة والأمومة والأبوَّة والبنوَّة، وارتباط الجنس بالعبادة الشيطانية أمر معروف على مدار التاريخ... " ففي الحضارة الإغريقية كانت الممارسات الجنسية تجرى في المعابد وخاصة معبد أفروديت بوصفها وسيله لتجسيد الإلهة افروديت إلهة الخصب والأنوثة. ولقد نشأت عبادة أفروديت في مدينه بافوس في قبرص ومنها انتشرت في بلاد الإغريق وأصبحت أفردويت واحدة من الآلهة المفضلة التي يعبدها الجميع. لذلك كان الجنس جزءًا أساسي في الطقوس الدينية وكان للمعبد عاهرات متفرغات لهذه الممارسات.
ورغم ما يبدو من عُهر في هذه الممارسات إلا أن الهدف الأصلي منها كان هدفًا دينيًا ساميًا (أو هكذا كانوا يظنون) وهو الإحساس بالسمو الروحي أثناء النشوة الجنسية، والعجيب أن الممارسات الجنسية في المعابد الدينية انتشرت في كل بلاد الشرق القديم في معابد عشتروت في بلاد بابل وما بين النهرين وفي معابد اللات ومناف في الجزيرة العربية، ويقال أن الكعبة قبل الإسلام كانت تمارس فيها هذه العلاقات وكان للكعبة عاهرات متفرغات لهذا الهدف ولما جاء الإسلام قضى على هذه العبادة تمامًا أما في الهند فإن الممارسات الجنسية كانت ولا تزال لها موضع خاص في الطقوس الدينية " (382).
وفي اعتراف وشهادة الساحرة الكبيرة " دورين ايرفين " تُصوّر مدى الإباحية والشذوذ الجنسي الذي يمارسه عبدة الشيطان والسحرة والساحرات فتقول:
" عليَّ أن أقدر وأحترم لوسيفر في كل المواقف سواء أثناء عملي كساحرة أو في حياتي الخاصة... إن رئيس عَبَدَة الشيطان لا يهتم بكوني أمارس الجنس مع كل إنسان، فقد كان يُعتقد أنه كلما زاد شر الإنسان كلما ازدادت مكافأة الشيطان له، لقد شاهدت الطقوس الشريرة والعربيدة التي تقام في معابد الشيطان، ولكن شاهدت ما هو أفظع من هذا في الأماكن التي يجتمع فيها السحرة والساحرات.
فكانت اجتماعاتهم تتضمن مناظر فظيعة من الممارسات الجنسية المنحرفة، إذ أن الجنس يلعب دورًا هامًا في السحر، فكثير من السحرة الذين يمارسون السحر الأسود كانوا يمارسون الجنس بطريقه شاذة، امرأة مع امرأة أو رجل مع رجل، وكانت السادية تمارس دائمًا حتى إن البعض كانوا يجرحون أنفسهم بآلات حادة ولا يشعرون بأي آلم... تخيلوا أن أكثر من مائه من السحرة والساحرات الذين يمارسون السحر الأسود كانوا يشتركون في مثل هذه الممارسات الجنسية الشاذة في نفس الوقت. لقد كنت أضيف كل يوم إلي معلوماتي المزيد من المعلومات عن الشر، وكنت أمارس في أسبوع واحد شرور أكثر مما يفعله الإنسان في حياته كلها " (383).
ومع كل هذا فإن " زينا ليفي " ابنه رئيس كهنة الشيطان " أنطون ليفي " تريد أن تُحسّن الصورة فتقول: " إن الذين يعبدون الشيطان هم أناس يتمسكون بالأخلاق " ولأن كلامها هذا غير صادق لذلك عادت تقول " ولكن من الضروري أن يشترك الإنسان في الخطايا السبع المميتة لكي يكون صحيحًا من الناحية العقلية " (384).
ومن الانحرافات الجنسية لعبَّدة الشيطان أيضًا ممارسه الجنس مع الأرواح الشريرة، ففي جنوب كاليفورنيا يوجد مركز للمؤتمرات الروحية يدعى "شانتي نيله" ترأسه الدكتورة " اليزابيث كويلر "، ويقولون أن هناك اتصالات جنسيه مع كائنات روحيه تسمى " Incubi " تجامع النساء ليلًا، وكائنات أخرى تدعى "Subccubae " تجامع الرجال أثناء نومهم، ويُعلّق على هذه الممارسات الشيطانية " د. كوخ " فيقول: " هناك بعض الناس الذين يعانون من اضطرابات شديدة نتيجة الممارسات الجنسية مع الأرواح التي تعذبهم وهم في حالة يقظة، وفي تاريخ الديانة أو العقيدة تعرف هذه بـ"Incubi" و"Subccubae" فهناك شياطين... تحرص على الممارسات الجنسية... ويذكر صديق لي وقد كان مُرسلًا في الصين أمور مشابهة تحدث بين الصينيين، وهى أن الفتيات يكن في النهار طبيعيات من الناحية النفسية ويذهبن لعملهن بانتظام، وبالليل كانت الأشباح تزعجهن وتضايقهن جنسيًا... وكانت تظهر لهن أشباح لها رأس ذئب، وعندما تقترب هذه الأشباح منهن تتغير هيئتها إلي رجال لهم وجوه وسيمة... كانت الفتيات يعانين من هذه الزيارات الليلية... ومن الجدير بالذكر أن الفتيات اللاتي يتحولن للمسيح ويؤمنَّ به يتخلصن من هذه المضايقات " (385).
" الشاهد: هل تقدمون ذبائح آدمية؟
رئيس كهنة عَبَدَة الشيطان: نعم... بعضها من الأطفال.
الشاهد: أين تُقدَم هذه الذبائح؟
رئيس كهنة عَبَدَة الشيطان: في البيوت والغابات... وهناك ثلاث مجموعات من الحراس يقفون، المجموعة الأولى من هؤلاء الحراس تُوقِف الذين يقتربون من هذه البيوت ويقولون لهم أنهم في ممتلكات خاصة لا يحق لهم السير فيها، والمجموعة الثانية تُطلِق النار على الذين يقتربون من هذه البيوت لترويعهم وتجعلهم يهربون من المكان، والمجموعة الثالثة تقتلهم إذا اقتربوا من هذه البيوت بالرغم من كل ما سبق " (386).
وجاء في كتاب " دراسة التركيب البنيوي للسحر " لكاتبه " ليبتر هاينج " أنه في عام 1974م اخْتُطِفت "أرليس بيري" بجامعه ستانفورد في كاليفورنيا، وقامت جماعة عَبَدَة الشيطان بتعذيبها بفظاعة ثم قتلها، وهى تشهد للسيد المسيح أمام هذه الجماعة الشيطانية... كما يقول الكاتب:
" من سنوات عديدة مضت في مدينه بورت لويس فإن شخصًا اسمه " بيكوت " عمل عهدًا مع الشيطان بأن ذبح طفلًا ثم أكل قلبه، وفي العام الماضي في نفس المدينة كان ساحرًا يدعى "ديان" أراد أن يحصل على خدمات من الشيطان بأن ذبح له طفلًا عمره 7 سنوات وامتص دمه من الجرح المباشر " (387).
و" ماليا ماردينا " التي تحمل رتبة " الشر الأعظم " بكنيسة سان فرانسيسكو في كتابها "نور الظلام" تقول "هؤلاء الذين أسلموا أنفسهم للشيطان نزع من قلوبهم كل رحمة ورأفة ومحبة وشفقة وعطف وكل ما هو حسن، وزرع فيهم كل قساوة وتجبر وخداع ومكر وكذب وسرقة وقتل وزنا وفسق وعهارة ونجاسة وكل ما هو شيطاني. فراحوا يبيحون كل شيء حتى قتل الأطفال الأبرياء، واغتصاب الفتيات، وقتل الآباء والأمهات، وممارسة الجنس مع الشياطين والموتَى" (388).
أما " تشارلز مانسون " أحد أتباع أنطون ليفي، وكان قد ادَّعى أنه هو يسوع المسيح، فيقول " إن كان الله والشيطان والخير والشر، الحياة والموت... إذًا الانحراف الجنسي الذي يتلذذ فيه المرء بإنزال العذاب بالطرف الآخر (السادية) والإسراف الجنسي ليسا كافيين، فعليك أن تسمو فوق الحياة والموت إما بأن تقتل أو تُقتَل " (389) كما قال أيضًا " بما إننا سنكون واحدًا (بعد الموت) فإن قتل أي شخص يكون مثل قطع قطعة من الكعك " (390).
وجاء في جريدة " أخبار الحوادث " بتاريخ 5/3/1998م قصة اغتيال السيدة الشابة الجميلة " شارون تيت " على يد " شارلز مانسون " أحد أتباع أنطون ليفي " وكانت في شهور حملها الأخيرة ومعها أربعة من الأصدقاء. واقتحمت فرقة الإعدام منزل الفنانة المشهورة وقتلت جميع الموجودين بداخله بطريقة بشعة استخدمت فيها المسدسات والسكاكين وأمواس الحلاقة والفئوس حيث تم التمثيل بجثث الضحايا، ومزقت أطرافها وأعضاؤها التناسلية وبقرت بطنها فيما وصفته وسائل الإعلام بأنه حمام دم.
وقالت مصادر الشرطة أن إحدى الضحايا وتدعى فوتيك فريكوفسكي تلقت خمسين طعنة في مختلف أنحاء جسدها ثم أطلق عليها المعتدون الرصاص وذبحوها في النهاية بسكين!! كما بقر المعتدون بطن الممثلة شارون تيت الحامل وقطعوا ثديها ثم كتبوا بدمائها كلمة الخنازير على باب المنزل قبل أن يفروا هاربين.
وعندما علمت الشرطة بالحادث ظلت في حيرة تحاول الوصول إلى الجناة، وكانت هذه مهمة صعبة لعدم وجود أي دافع أو مبرر للجريمة، ولأن الجناة اختاروا ضحاياهم بشكل عشوائي.
وعندما عاد المجرمون الأربعة إلى زعيمهم مانسون في مقره بمزرعة مهجورة اسمها " سباهن " كان الزعيم قد شاهد آثار المذبحة على شاشة التليفزيون وأخذ يعنف " فرقة الإعدام " التي نفذتها لأن المذبحة لم تتم بالشكل الذي يريده!!
وأكد مانسون لأتباعه أنه سيقوم بنفسه بتنفيذ عملية أخرى ليريهم كيف تكون المذابح الحقيقية... وبالفعل قام تشارلز مانسون يوم 11 أغسطس 1969م، أي بعد يومين من قتل شارون تيت وضيوفها الأربعة، بقيادة "فرقة إعدام" أخرى تضم تكس واطسون وسوزان أتكنز وكاتي كرينوينكلل وليندا كاسبيان وكليم جروجان وليسلي فان هوثن.
وتوجهت الفرقة في الساعة الواحدة صباحًا إلى منزل رجل الأعمال الأمريكي لينو لابيانكا وزوجته روزماري وكان الاختيار هذه المرة عشوائيًا أيضًا. وبدأ مانسون ليلة القتل بإطلاق النار على رجل الأعمال وزوجته ثم أصدر أوامره لأتباعه ببدء عملية التمثيل البشعة بالجثث وكتبوا بالدماء على الجدران عبارة " الموت للخنازير " ثم حفروا بسكين كلمة " الحرب " على بطن صاحب المنزل لينولابيانكا.
وبعد هذه المذبحة الشنعاء، طلب تشارلز مانسون من أتباعه الاختفاء لفترة ولكن واحدة منهم وهي سوزان أتكنز أُلقى القبض عليها بتهمة ممارسة البغاء. وأثناء وجودها في السجن إعترفت لزميلاتها في نفس الزنزانة بأنها كانت عضوًا في المجموعة التي قتلت الممثلة شارون تيت وتسربت هذه المعلومات إلى المسئولين في السجن وفي يوم أول ديسمبر عام 1969م، تمكنت الشرطة من اعتقال أعضاء جماعة العائلة ومعهم زعيمهم تشارلز مانسون وتم توجيه تهمة القتل ضد كبار أعضاء الجماعة.
وفي يوم 19 أبريل 1971م، وبعد واحدة من أغرب المحاكمات في تاريخ ولاية كاليفورنيا صدر الحكم بإعدام مانسون وخمسة من أتباعه في مذبحتي شارون تيت ولينو لابيانكا.
وقد حوكم مانسون واثنان آخران من أتباعه هما بروس ديفيز وكليم جورجان في جريمة أخرى هي قتل ممثل يدعى جاري هينمان وصدر حكم آخر بالإعدام في هذه القضية ضد تشارلز مانسون. ونظرًا لتجميد عقوبة الإعدام بولاية كاليفورنيا في ذلك الحين، تم تخفيف العقوبة ضد مانسون إلى السجن مدى الحياة.
ورغم إن الادعاء لم يقدم أي اتهامات أخرى ضد مانسون إلاَّ أن هناك اعتقادًا بأن مانسون وجماعة " العائلة " التي يتزعمها قد ارتكبوا العديد من جرائم القتل الأخرى ومنها قتل عددًا من أفراد الجماعة بل إن مانسون نفسه ادَّعى أنه قتل 25 شخصًا في سلسلة جرائم متفرقة. وأكد فنسنت باجليوزي ممثل الإدعاء في قضية إغتيال شارون تيت إن هذا الرقم أقل بكثير من عدد ضحايا مانسون الذي يمكن أن يصل إلى مئات الأشخاص.
ومن أغرب الحقائق حول شخصية مانسون إنه يرفض أي محاولة للدفاع عن نفسه وهو ينتهز كل فرصة ممكنة لكي يعترف بأنه شرير بل هو الشر نفسه...
وبينما ترتكب جماعة عَبَدَة الشيطان الكثير من الجرائم، فإن نسبة الضبط في هذه الجرائم ضئيلة بسبب السريَّة الشديدة والتامة التي تُغلّف طقوس هذه الجماعة... تقول " ساندي جالانت " وهى من البوليس السري في سان فرانسيسكو " لأن الذين يعبدون الشيطان يكونون جماعات منظمة ويرتكبون جرائمهم بطريقه متأنية ومدروسة، فإننا لا نستطيع أن نعثر على أي دليل لهذه الجرائم إنهم يحرصون جدًا ويخفون آثار جريمتهم جيدا " (391)
ويُعلّلون تقديم الذبائح البشرية بأن اندفاع الدم الدافئ في الكأس المعدني يطلق قوة تستدعى الشيطان، ويقول " كافنديش " في كتابه " فنون السحر الأسود ".. " أن تقديم كائن بشرى كذبيحة يكون له تأثير أكبر بسبب المقاومة الكبيرة التي تحدث، ومع إن تقديم هذا النوع من الذبائح غير مرغوب فيه، إلاَّ أن هناك عُرف يقول إن أكثر الذبائح أثرًا على الشياطين هي الذبائح البشرية " (392)
ويقول " هاوكنز " أن استخدام الذبائح الآدمية يُطلِق الطاقة أو قوة الحياة من الذبيحة فيستخدمها مُقدّم الذبيحة، أما الدافع الثاني فإنه يتعلق بالشيطان الذي يطالب من يعبدونه تقديم ذبائح لكيما يهبهم ما يريدون، وكلما كان طلبهم أكبر كلما طلب ذبيحة أفضل، ولأن الطفل المسيحي هو أفضل هذه الذبائح الآدمية لذلك فهو الأفضل لدى الشيطان، وتعتقد بعض جماعات عَبَدَة الشيطان بأن الروح توجد في الرأس، والنفس توجد في القلب، لذلك فإن الذي ينام مع رأس الضحية عدة أسابيع يمتص قوة الروح، والذي يأكل قلب الذبيحة يحصل على قوة النفس، وإن أفضل شمعة لدى الشيطان هي التي تصنع من دهن طفل رضيع غير معمد.
وتقديم الذبائح البشرية له جذوره في التاريخ، فقد ارتبطت بالعبادات الوثنية حيث كانوا يقدمون هذه الذبائح للآلهة بقصد الحصول على النصر في الحروب أو لإنقاذ المجتمع من الأوبئة والكوارث، أو لاستمرار تدفق مياه الأنهار (عروس النيل)، ويقول لنا " نايجل دافيز " في كتاب أصدره عام 1981م عن " الذبائح الآدمية عبر التاريخ واليوم " بأن الطقوس التي كانت شائعة هي دفن أطفال أحياء تحت أساسات المباني الجديدة وأبواب المدن وتحت الكباري اعتقادًا بأن هذه ممتلكات خاصة بالشيطان لا يمكن التعدي عليها بدون استرضائه... الأمر المدهش أن الدكتور " نايجل دافيز " طالب بتقنين هذه الذبائح البشرية في العبادات الشيطانية فيقول " وعلى ضوء الولع الشديد في الوقت الحاضر بقتل الناس لمجرد أسباب دنيوية كالغضب والحقد والغيرة والمال، فإنه من الأفضل أن نعود إلي ذبح الإنسان بالطرق الطقسية... لقد جعلنا القمار والإجهاض أمرين مشروعين بحكم القانون فلماذا لا نجعل القتل الديني مشروعًا أيضا؟ لماذا نقترح ونطالب بالعودة إلى القيم المسيحية ولا نطالب بالعودة إلى القيم الوثنية؟!! لماذا لا نتعاطف ونبدي مشاركة وجدانية مع الوثنية؟!! " (393)
والعجيب أن أحد أفراد البوليس السري في لوس أنجلوس ويدعى " بات ميتوبر " لاحظ إرتباط زيادة عدد الذبائح البشرية بأسبوع الآلام فيقول:
" إننا نعتقد أننا اكتشفنا العلاقة المتبادلة بين أسبوع عيد القيامة وجرائم عبادات الشيطان... فمن يوم أحد السعف إلي يوم أحد القيامة يكون هذا الأسبوع هو أسبوع قتل الأطفال الصغار... فقد قالت لنا إحدى السيدات أنها رأت ست أطفال صغار مقتولين في هذه الفترة... بعض هذه الجماعات بها أطباء يولدون النساء ولا يكتبون شهادات ميلاد للأطفال المولودين، لذلك فإنهم عندما يقدمون هؤلاء الأطفال كذبائح فإنهم لا يقتلون طفلًا موجودًا أو مقيدًا بسجلات الحكومة... ولقد تحققنا من هذا عن طريق خمس أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض " (394)
وأحد الشباب الأمريكان ويدعى " ميشيل اسميث " أصدر كتابًا بعنوان " ميشيل يتذكر " ذكر فيه تعرضه للاغتصاب من سن التاسعة وحتى الرابعة عشر من عمره بواسطة جماعة عَبَدَة الشيطان... فثار بعض نواب الكونجرس مطالبين بإعدام الشيطانيين، وكلفت وكالات المخابرات الأمريكية أربعه أعضاء لبحث الموضوع وتقديم تقرير خلال شهرين، ولكن قبل مرور الشهرين كان قد قتل ثلاثة من هؤلاء الأربعة، واعتذر العضو الرابع عن هذه المسئولية وهو " جون فريد لينون " وقدم استقالته من وكالة F. B. L في شهر يونيو 1969م... وبعد عدَّة أعوام قدم هذا العضو كتابا باسم " دراسة في جرائم السحر... والطفل " قال فيه " إننا ببساطه أمام مبشرين بعقيدة غريبة لها سماتها وتفصيلها... ثم طقوسها الدموية الجنسية... بدورنا بدأنا صب مزيد من الاهتمام نهاية أواخر الستينات على الوفيات غير المسببة أو الغريبة، كذلك فتحنا ملفات لجثث الحيوانات المقطعة الأجزاء... لقد ثبت لنا قبل ذلك بفترة أن عَبَدَة الشيطان لهم باع طويل في هذه الجرائم... وصلنا إلي أن هؤلاء قد وصلوا إلي نوعيات من الإشارات وطريقة التخاطب بالرموز عند الكلام أو المراسلات تخطيطًا لجريمة... لم يكن لدينا إلاَّ فتح فيضان الاجتماعات والمناقشات أملًا في توصلنا إلي حقائق جرائم أتباع " SATAN " سواء المتعلق باغتصاب الأطفال أو ذبحهم وقطع أعضائهم البشرية... مؤتمراتنا تلك اتخذت عناوين مختلفة حسب نوع البحث، مثلًا كان المؤتمر الأول تحت عنوان " السحر والحرية " ثم " الطقوس الشيطانية والجريمة المدنية ".. و" طقوس الاعتداء على الأطفال جنسيا " ناقشنا خلال تلك الجلسات التي استمر الواحد منها ما بين شهرين وثلاثة في انعقاد سري ودائم مع عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية G. I. A، والبوليس الفيدرالي... مواضيع غريبة... ويتطرق الأمر بنا إلي دراسة الرموز ودلالتها، وتأثير موسيقى " الروك أندرول " و"هيفي ميتل "، و"بلاك ميتل ".. ثم انتحار المراهقين... أخرجنا ملفات الجرائم البشعة ذات الأسلوب الواحد تلك التي ضمت سرقات المقابر والكنائس... كل الأمور التي أوصلتنا أخيرًا إلي تكوين صورة مفصلة مُفادها أن طقوس الاعتداء على الأطفال جزء من معتقدات فظيعة وتضحيات بالآدميين تقوم بها مجموعات منظمة، ثم اكتشفنا أنهم عَبَدَة الشيطان... مع نهاية تلك المؤتمرات ظهرت أمام كلمه " ساتان " أو " ساتانيزم " علامات مميزة... استطعنا استخلاصها لتدريب الضباط الجدد لاكتشافها والاستدلال بها كان منها الرمز " 666 "، " الجن الأحمر "، ثم شكل " البينتجرام ".. وبهذا قاربنا على تفهم الأمر بصورته الحقيقية والوصول إلي معلومات دقيقة تتعلق بقتل الكثير من الأطفال بعد اغتصابهم (راجع وليد طوغان – عبادة الشيطان ص 67 – 72).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويدخل ضمن هذا الموضوع الانتحار والدعوة للقتل بتشجيع الموسيقى الشيطانية، ففي إحدى الأغنيات الشيطانية يقول المغني:
" أيها الشيطان خذ روحي...
ويا غضب الإله دنسها بالخطية وباركها بالنار...
لابد أن أموت.
الانتحار... الانتحار... لابد أن أموت ".
ويصحب هذه الأغنية موسيقى " الهيفي ميتال " و"الهاردروك" التي تتميز بالسرعة والإثارة والصخب التي تُخرِج الإنسان عن وعيه وقد ينفذ كلمات الأغنية، وقد حذرت مجلة " الشرع " اللبنانية في عددها رقم 691 سنه 1995م وتحت عنوان " عُبَّاد الشيطان مخدرات وجنس وانتحار " من موسيقى " الروك أندرول " و" هاردروك " لأنها تحمل نوعًا من الرسائل الخفية كتمجيد الشيطان والدعوة إلي عبادته، والثورة على التقاليد معتمدة على الذبذبات الموسيقية للوصول إلى منطقة اللاوعي عند الإنسان.ويقول " كلين بنتون " قائد فرقه " Deicide " أي قاتل الإله " لنصنع موسيقى تدعو إلي الشر بقدر المستطاع، لكي نفوز بالدخول إلي جهنم من البوابات السبع، وهذه إحدى الطرق للتعبير عن انتمائي لعبادة الشيطان " (395)
وفي حادثه قتل شاب في السابعة عشر من عمره لوالديه، وصدور حكم الإعدام عليه قال أثناء محاكمته أنه كان يستمع إلي موسيقى الـ"هارد روك" ليلًا، ولم يكن يوجد بالمنزل غيره، وفجأة تغيرت كلمات الأغنية وسمع صوت يغنى على لسان الفرقة قائلًا: " أنا الشيطان... أنا الشيطان... سأجعل تلك الفتاة تحبك غدًا بشرط أن تقتل والديك ".. وتكررت هذه الجملة ثلاث مرات، وفي الصباح وجد أن هذه الفتاة التي كانت لا تطيق رؤيته تتودد إليه، وعندئذ عاد وقتل والديه، والعجيب أن الشرطة عندما بحثت عن شريط الكاسيت هذا لم تجده لأنه قد اختفى.
أما عن الوشم فإنه يعتبر قاسم مشترك بين أفراد الجماعات المختلفة لعبادة الشيطان، وهذا الوشم يتدَّرج من رسمة واحدة لخفاش مثلًا على أعلى الذراع إلى مجموعة من الرسومات قد تشمل كتفي الإنسان بذراعيه مع ظهره... وقد يضعون هذا الوشم على منطقه البطن والصدر وأحيانًا في أماكن حساسة من الجسم، أما عن تكاليف الوشم فإنها مرتفعة جدًا حيث تتراوح بين ألف جنيه إلى خمسة آلاف أو أكثر، وبعض معاهد التجميل قد تخصصت في هذا النوع من الوشم الشيطاني، وبها كتالوجات للرسومات الشيطانية المختلفة... ومن العوامل التي أدت إلي انتشار الوشم هو التقليد الأعمى للفرق الموسيقية الأجنبية.
وكشفت صحيفة " شارلتان " الكندية عن تعرض المرتدين عن جماعة الشيطان للقتل، فقد وُجد " تشاك ستنسل " مقتولًا في الصندوق الخلفي للسيارة بعد أن أجبروه على تعاطي كمية ضخمة من الكحول، كما ألقت جماعة " دلتا " بشخص يدعى " اسكوت فيلبس " من أعلى عمارة شاهقة، وقد لقي الاثنان مصرعهما لأنهما ارتدا عن الجماعة.
وشخص آخر يدعى " مايك ورنك " أفشى سر تبرع البعض بأجزاء من أجسادهم للشيطان، وذكر ما حدث معه شخصيًا إذ عند ترقيته إلى درجه أعلى وقف قائلًا للأعضاء:
" إنكم قد تبرعتم بدمائكم، ولكن لنا طلب آخر، وهو أن يتبرع أحدكم بقطعة من جسده للشيطان، وما هي إلاَّ لحظات حتى تقدم شاب من بينهم، ووضع يده على خشبة فاصلًا إصبعه الصغير عن باقي الأصابع، ثم أغمض عينه، فتقدمت منه حاملًا قدومًا حادًا في يدي، ثم هويت به على الإصبع الصغير فقطعته، ثم تقدم أحد المساعدين وعمل للعضو رباطًا ضاغطًا فوق الجرح لمنع تدفق الدماء، وحسب القانون الكنسي لعبدَّة الشيطان أعطوا الشاب إصبعه المقطوع ليأكل منه شيئا ".
وكانت نتيجة إفشاء مايك لهذا السر أنه لقي مصرعه بأيدي الجماعة.
أما " ميكائيل كوشيران " الذي تجاسر وأخبر أصدقاءه عن كيفية ممارسة الطقوس الشيطانية وأوقاتها، فقد لقى مصرعه على أيدي الجماعة بصورة بشعة أثارت اشمئزاز رجال الشرطة الذين عاينوا الجثة حتى أنهم أصيبوا بالقئ، وكأن الجثة قد سُحقت تحت دواليب مجنزرة عملاقة.
عبادة الشيطان والموسيقى والأغاني - عبادة الشيطان والدم والنار والصليب المعقوف - عبادة الشيطان والمخدرات وإستدعاء الشيطان - عبادة الشيطان والجنس الجماعي ونبش القبور - عبادة الشيطان والعنف - قصة شهيد - قصر البارون - من تقرير نيابة أمن الدولة
أ - منطقة الحدود مع إسرائيل (طابا - دهب) حيث استدرج الشباب الإسرائيلي بعض الشباب المصري إلى هذه العبادة عن طريق الموسيقى والمخدرات والجنس.
ب - بواسطة شرائط الكاسيت المسجل عليها الأغاني التي تمجد الشيطان.
ج - شبكة الإنترنت التي تحوى بيانات ومعلومات غزيرة عن هذه العبادة... فقد وصل عدد الملفات التي تختص بعبادة الشيطان داخل الشبكة 37495 ملف (راجع عَبَدَة الشيطان – القدر المشئوم ص 71).
د - من خلال الفرق الموسيقية التي تقلد الفرق الأجنبية.
والذين قُبض عليهم يُبرّرون عبادتهم للشيطان في الأسباب الآتية:
السبب الأول: أن الشيطان يبيح المتعة واللذة وكل ما تحرمه الأديان، فإن كانت المتعة الإلهية أبدية ولا تتحقق إلاَّ في الآخرة فإن الشيطان يمنح المتعة السريعة في الدنيا.
السبب الثاني: الخروج عن المألوف، والتفرد، والظهور بمظهر مختلف عن الآخرين والتميز عليهم، مثل إطالة الشعر وضفره، فجاء في كتاب عَبَدَة الشيطان في مصر ص 32:
" شهد ميدان الحجاز بمصر الجديدة الأسبوع الماضي (يناير 1997م) مشاجرة حادة بين مجموعة من طلبة المعهد العالي للحاسب الآلي مع طالبين آخرين من أتباع عَبَدَة الشيطان. حاول الطلبة قص ضفائر شعر الطالبين، وإجبارهم على الاعتراف بالله، وسب الشيطان، وهو ما رفضه بشدة الطالبان اللذان يملك أحدهما سيارة مرسيدس " الشبح " Mercedes-Benz في حين يملك الثاني سيارة "هوندا" Honda... والطريف أن المارة الذين تجمهروا لفض الاشتباك، ما أن عرفوا سبب الشجار حتى اشتركوا بحماس في ضرب الطالبين اللذين كانا يصرخان " إن ربنا طيب والشيطان مؤذٍ لذا نعبده حتى لا يؤذينا ".
كما ارتبطت عبادة الشيطان بأنواع من الموسيقى، والأغاني الشيطانية، وإطالة الشعر، والوشم، والملابس والمخدرات، وطلاء الأظافر والشفايف باللون الأسود... وهناك اعترافات بعض الذين قُبض عليهم والتي وردت في كتاب " عبادة الشيطان في مصر " إصدار بيت الحكمة، فيقول حسام " أن بداية انضمامي لجماعة " ماكدونالدز " جاءت عبر هوايتي الموسيقية وشغفي لاستماع موسيقى " الديث ميتال " ثم " البلاك ميتال " وهى موسيقى إيقاعها سريع جدًا، وهذه الموسيقى السريعة الإيقاعات تؤديها فرق مثل: بانتيرا وسودوم وسبولتورا وأوزى اوزبورن.
لقد وجدت نفسي أبتعد عن أسرتي رويدًا رويدًا، وأقترب من معتقد عبادة الشيطان رويدًا رويدًا. كان يُسهِل علىَّ ذلك تلك العبارات التي تحملها الأغاني من موسيقى البلاك ميتال الهادرة، وأصبحت أتعاطى المخدرات، وعرفت أشخاصًا يعبدون الشيطان عبادة كاملة فعبدته مثلهم. لقد كان قادة هذه الجماعات الشيطانية يأمرون كل عضو جديد بأن يترك منزل أسرته ليعيش معهم، وأن يحمل معه خنجرًا بشكل دائم " (397)
ويقول ط. ح الطالب بكلية الهندسة " رتم الموسيقى بدأ يرتفع، وإحنا عاوزين نرفعه أكثر من ذلك... أنا صاحب فرقة موسيقية تقيم الحفلات الصاخبة التي يغنون بها أغاني تمجد الشيطان وتتحدى الأديان، والفرقة اسمها " بلاك روز " يعنى الوردة السوداء، واللون الأسود يُدعّم الخروج عن المألوف، فالفتيات مثلًا يستخدمن المانيكير الأسود لطلاء الأظافر، والروج الأسود للشفايف، ويتعمدون إطالة الأظافر بشكل ظاهر، أما الشباب فالمظهر يشمل الشعر الطويل، والأظافر الطويلة ورسم الوشم، وقد قمت بتنظيم عدة حفلات في أماكن متعددة، غنينا فيها أغاني تُمجّد الشيطان، وكل شيء يباح لأن أي شيء تُحرّمه الشريعة نمارسه نحن في حفلاتنا بعد رسم النجمة الخماسية المقدَّسة على الأرض لنرقص حولها " (398).
ويقول حسن رائف " أما عن نفسي فقد تركت شعري يطول كالفتيات، وكنت أستمع إلى شرائط التراتيل الشيطانية طوال اليوم في البيت، ولكن أهلي لم يهتموا، بل اعتبروا ذلك موضة جديدة وصيحة عالمية لشباب اليوم " (399).
ويقول جون " في الحفل الذي أقامته إحدى جماعات عَبَدَة الشيطان بحي الزمالك تعاطيت المخدرات مع كل من حضر هذا الحفل الموسيقى، بينما كان الصليب المقلوب يتدلى في وسط القاعة! وأعترف بأن عدد أفراد الجماعات الشيطانية في مصر قد أصبح كبيرًا، وأن هناك جماعات شيطانية تمارس أنشطة خطيرة جدًا في مصر " (400).
ويقول أحمد ع. ع. ص. " أنا أول الذين عبدوا الشيطان في أول منطقة ظهرت فيها هذه الدعوى وهى المعادي، أعضاء التنظيم كانوا يتبادلون الزيارات مع الأجانب... تعرفت على عنصر بارز في الجماعة عن طريق كريمة أحد الممثلات حضرت العديد من الحفلات الموسيقية معها، كنا نؤدي تراتيل الشيطان على أنغام الموسيقى ثم رقصة " الهدجن جنج " بقصر البارون حوالي 6 ساعات أو نخرج للصحراء " (401).
وفي تحقيقات محمود فوزي الصحفية سأل سيادته العميد حسن نصر الدين مدير إدارة مكافحة الجرائم بالآداب العامة لمباحث القاهرة:
- ما الذي أسفر عنه تصوير الفيديو؟ هل تم تصويرهم وهم يمارسون طقوسهم الخاصة أم تم تصوير رقصات ماجنة شبيهة بالجنس؟
· نحن كنا نصورهم في أماكن حفلات عامة... التي كان يحضرها عدد كبير من الشباب... جزء منهم كانوا يرسمون علامات عبدة الشيطان، وكان لهم رقصات غريبة وهى " الهيدباندنج " وهى رقصة غريبة أول مرة نراها... حيث يظل الشباب لمدة تصل إلى 6 ساعات يطوح في دماغه من فوق إلى تحت ويرفع يديه بعلامة الشيطان، أو أن أحد أعضاء الفرقة يقول لهم أن الأغنية القادمة من اختيار الشيطان لكم!! هذا من ناحية... ومن ناحية أخرى إنهم كانوا يتعاطون المخدرات " (402).
· " نوع الموسيقى التي يسمعونها أحيانًا ممكن أن تصيب الإنسان بالصمم فأنا سمعتها في بعض الحفلات وكنت موجودًا... وجدنا موسيقى صاخبة جدًا ولكن الإنسان لا يميز بين اللحن والآخر، ولا تمييز بين كلمات أغنية وأخرى " (403).
وجاء أيضًا في الاعترافات التي ذكرها محمود فوزي لطالبة عمرها 18 عام بإحدى معاهد اللغات عن الموسيقى الشيطانية تقول:
" نوع يسمى " ريسيس " أو " البلاك ميتال " ودا نوع من الموسيقى يتميز بسرعته الشديدة والإيقاعات السريعة وصوت المغنى يبقى مضاف له مؤثرات ولا يمكن تمييز ما يقوله غالبا وأنا عايزة أقول إن " البلاك ميتال " بتتكلم عن أساطير العصور الوسطى... أما " الديسميتال " فهو يتعلق بالشيطان ".
وفي مجلة روزاليوسف عدد 3574 بتاريخ 9 / 12 / 1996 يذكر أغنية بولس كمثال للأغاني الشيطانية:
" الأغاني التالية لفريق " موربيد انجل " وهذا الفريق أهدى أغانيه إلى كل من هم تحت الأرض، وكل من يعزفون البلاك والديث ميتال... فريق سبيلتورا أهدى ألبومة الأخير إلى الله... تقول الأغنية " بولس... أهجم على الكنيسة... كنيسة القديس المقدس... أقلب الصليب... ادخله جهنم... وأكتب شعائر الشيطان... ميت... ربك ميت... إلى الذين يصلون... اتجهوا للشيطان... إنهم يهاجمون الشياطين بالكراهية... والشيطان في جنهم ينتظر ".
وتقول أغنية أخرى " تعال إلى رب السقوط... اسمع بكائي يا أمير الكوابيس... المسنا بشفاه شهوانية... دعنا نتذوق طعم السقوط... الصلاة للشيطان طموح وحياة أبدية... املأ الهواء بعطر الموت... أنبِت فينا سحرك... املأ الليل بقوة الشيطان " كما إن هناك كلمات جنسية شاذة من أغاني فريق "سودوم" Sodom وهو فريق اكتسب اسمه من مكان تاريخي وهو " سدوم وعمورة "، وهذه الكلمات يصعُب النطق بها أو كتابتها.
ويقول ط. ح " الصليب المقلوب هو رمز للسير عكس إتجاه الأديان... لأن عبادة الشيطان عكس جميع الشرائع السماوية، لذلك لم يجد أتباعها إلاَّ الصليب المقلوب ليكون رمزًا لها، ورمزًا في الوقت نفسه للسير عكس الأديان " (405).
وجاء في اعتراف ع. ع. ص " في هذه الحفلة قام شخص يُدعى خالد المدني يحمل الصليب المعكوف وأشعل نارًا ووضعها في إناء وقمنا بالطواف من حولها، ثم نردد ترانيم تمجد الشيطان... وخالد المدني الذي يلقب بخادم الشيطان هو الذي كان يقيم هذه الحفلات ويدعو لها، وكان بيفرق دعوات في أماكن كثيرة، تتضمن برنامج الحفلة وميعادها، وفور الدخول إلى المكان كنا ندفع عشرة جنيهات، أما الشرب والطلبات الخاصة زي الخمرة والمخدرات فهي مدفوعة الثمن " (406).
تقول الأم ليلى عبد العزيز وهى في العقد الخامس من عمرها، وأم لإثنين من الذين قُبض عليهم هما حسام وإحسان وليد محمود عمران " في حفل " ستيل إيدج " أوقدوا نارًا وتنططوا، ثم فوجئنا بخالد المدني أحضر صليب وأمسكه بالمقلوب، وجرى والشباب من خلفه، وفي النهاية ألقوا بالصليب على الأرض وقاموا بكسره " (407).
ويقول ط. ع " عمري 19 سنة طالب في السنة الثالثة الثانوية بمدرسة حكومية، بدأت أطوّل شعري منذ 3 سنوات، وفي الغالب أنا أعقده وأخفيه تحت كاسكيت... على يدي " وشم "، عندما رآه مدرس في المدرسة له لحية... انتقدني في المدرسة، وأثار علىَّ زملائي لدرجة أنني كنت أخاف منهم وأمكث في المنزل... كنا في حفلة " فرساي" فوجدنا صليب يمسكه شخص مجهول ويدور به وسط المشتركين في الحفلة بأسلوب استفز أصدقائنا المسيحيين، وكان ذلك في ثالث يوم العيد الصغير في عام 1969م " (408).
وفي تحقيق لمجلة روز اليوسف بالعدد 3574 في 9/ 12/1996 م يقول الصحفي:
" حين وصل الحفل إلى الذروة وتناثرت " المضروبات " أي المخدرات والخمور... وصعدت بعض البنات إلى " البست " (خشبه المسرح) يرقصن في أوضاع فاضحة. خرج شاب يرتدى جاكت جلد أسود وفانلة الفريق " سباخوراء " السوداء، وبنطلون جينز أزرق غامق وله في نهاية رأسه ذيل حصان من الشعر الطويل خرج إلى سيارته الـ128 الحمراء وأخرج من حقيبتها صليبًا طويلًا أراد أن يدخل به إلى الحفل... ولكن إدارة الفندق منعته فانزعج واعتبر هذا تعكيرًا لمزاجه " ثم يذكر هذا الصحفي قائلًا:
" إنني تلقيت اتصالًا هاتفيًا من بطل حفل الزمالك الذي أراد أن يوضح لي أنه حين رفع الصليب المقلوب مع زملائه لم يكن يعبد الشيطان... وقال بالحرف الواحد بعد أن كشف اسمه: إنه تقليد أعمى... موضة... إحنا بس كنا بنروشن... وبصراحة كده أنا كنت سكران طينه ".
أما عن شرب الدماء فيذكر نفس الصحفي في نفس العدد من المجلة اعتراف أحد الشباب الذي سقط في هذه العبادة المرذولة عن طريق مجموعة العجمي حيث يقول في خطابه المؤرخ بتاريخ 18 نوفمبر 1996م:
" عمري 18 سنه... أحب مصر وأحب الإسكندرية... قرأت تحقيقاتكم عن عبادة الشيطان... ذهبت إلى محل في الإسكندرية، واشتريت تسجيلًا لاسطوانة من هذا النوع بـ15 جنيهًا، وفي البيت سمعت من هذا الشريط صوت إنسان يحتضر... وقرأت كلمات الأغاني فوجدتها كلمات قادمة من الجحيم... لم أنم... ذهبت إلى صديقاي... الأخوين عضوا الفرقة، أخذاني من محطة إسبورتنج إلى كافتيريا هناك... مكان تجمع مستمعي الديث ميتال... رفضا أن أدخل معهما في البداية لأنني غير معروف... ثم خرج شخص قال لي: هل تريد فعلًا أن تنضم إلينا... قلت بدون تردد: نعم... دخلت... استمعت إلى فرقة " داي سيد " بعدها ذهبنا لحفل خاص (فيلا بالعجمي بيطاش على البحر مباشرة) في هذه الفيلا أخذني أحد الأخوين إلى البدروم... صعقت مما رأيت... إنها مدهونة كلها باللون الأحمر القاتم... والسقف باللون الأسود... وعلى الأرض رسمت نجمة خماسية بدقة وعناية... وفي كل زاوية شمعة سوداء... ظل الأخ ذو الشعر الأحمر صامتًا، وقال لي بعد ذلك... نعم نحن من هؤلاء... نريدك معنا... شُلَّ لساني... ثم وافقت... وفرحوا بالعضو الجديد... وجعلوني أشرب كوب دم كاملًا وحدي... كنوع من الكرم... وظللت معهم... وأهملت دراستي... وأطلت شعري... وذقني... وارتديت الملابس السوداء... وحملت خنجرًا ذات نصل حاد لأن الأسلحة النارية محرمة عندنا ".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يقول خالد س. م. الذي يسكن بحي الزيتون، وحاصل على بكالوريوس مراقبة جوية من مواليد 1972م " كانت تبدأ الحفلات حول مائدة مستديرة مرسوم في وسطها دائرة وبداخلها النجمة الخماسية، ووسط أضواء الشموع السوداء تبدأ الصلاة من غير ما نفهمها، وبعدين نبدأ الرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة وسط البخور حتى نشعر بالتعب، ومع الرقص كان في ناس بتبيع وناس تتعاطى المواد المخدرة، ومرة نامت أمامنا إحدى الفتيات على الأرض وهى شبه مجردة من الملابس تماما، ثم قام واحد بذبح دجاجة على جسد الفتاة، وبأيديه لطخ جسدها بالدم، حتى يقبل الشيطان " الندر " ونتفادى بطشه وغضبه فهو رمز التمرد والغضب والرفض منذ بداية الدنيا، وكذلك عدم الاستحمام ولبس الملابس المقطعة، بهدف القرب من الشيطان، وبعض الأولاد كانوا يربون القطط والكلاب، لتقديمها كقرابين للشيطان بعد سحب دمائها " (409).
ويقول عماد الدين حمدي الشحات زعيم جماعة عَبَدَة الشيطان، وشهرته خادم الشيطان " تمكنت عدة مرات من استدعاء الشيطان، والتخاطب معه داخل مقر الجماعة في منطقة الناصرية والسيدة زينب حتى أصبح الشيطان صديقًا لي، وهناك ملحنًا معروفًا قام بتوزيع وتسجيل موسيقى " الهاردروك " التي استخدمناها في حفلاتنا الشيطانية. كما إن هناك مذيعة مشهورة أقامت حفلًا للجماعة في نادى " المقاولون العرب " وتولت هي رئاسة هيئة التحكيم في مسابقة الرقص التي أقمناها بين الحضور، على أنغام الموسيقى السوداء، أو موسيقى الموت " (410).
ويقول ن. " إن الشيطان قوى جدًا بدليل أنه قادر على أن يدفع جميع البشر في كل أنحاء العالم إلى ارتكاب الأخطاء والرذائل، وأؤكد بأنه سيظهر في يوم من الأيام (إبن الشيطان) وهو الذي سيقوم بتحريرهم والارتقاء بهم، والوصول معهم إلى بر الأمان " (411).
ويقول ط. ع. م " البعض حرصوا على طبع رسومات والكتابة على حوائط الحجرات الخاصة بهم بعبارات شاذة تدعو إلى عبادة الشيطان؟! أما المقولة التي يرددها البعض من أن الشيطان سوف يظهر حاملًا رقم 666 فأنا لم أقرأ ذلك لكن بعض أصدقائي قالوا هذا الكلام " (412).
وتقول الآنسة إنجي مع شقيقها أشرف " إن أتباع عَبَدَة الشيطان يتعاطون المخدرات ويشربون الخمر في حفلاتهم... إحدى الفرق الموسيقية اسمها الألم أو (كراك أوف دوم) نظمت حفلة في مكان اسمه كايرو لاند غنينا فيها أغاني تُمجّد الشيطان، وتتكلم عن مميزاته وحسناته، وتتحدث عن أرض الشيطان وابن الشيطان " (413).
ويقول م. ح " أنا لا دخل لي بعبادة الشيطان ولا أعرف شيئًا من هذه الأفكار، أنا انضممت لهم، لأن حفلاتهم كانت مثيرة وكنت أروح هناك علشان (أمسك في البنات) أثناء الرقص لأنهم يبقوا متخدرين... أما الشعارات التي تطبع على الفانلات السوداء هي نفسها التي كانت ترسم بالوشم على الأكتاف والأذرع، وهناك شابًا نصرانيًا أرمينيًا مصريًا كان كثيرون يتهافتون عليه، لكنه كان يرفض تمامًا أن يقوم بأعمال الوشم للشباب إلاَّ إذا طلبوا رسوم وأشكال عبادة الشيطان " (415).
ويقول الكاتب محمود فوزي " أما الطقوس الجنسية لعبدَّة الشيطان في مصر فهي طقوس منحلة وشهوانية وشبقية ومشاهد لا معقولة... إلخ." (416).
ويقول حسن رائف " ومن بين الطقوس أيضًا تقطيع المصاحف والكتب الدينية، وذبح القطط والفئران قربانًا وتكريمًا للشيطان، والذهاب إلى مقابر الكومنولث خلف كلية البنات عين شمس بمصر الجديدة، ونعمل حفلة لاستخراج الجثث الحديثة (شرط أساسي أن تكون حديثه) ونغرس فيها الصليب المقلوب في المنطقة ما بين الرأس والصرة، ثم نقوم بقطع جزء من الجثة وإقامة الطقوس عليه " (417).
وفي سؤال وجهه الكاتب محمود فوزي إلى العميد حسن نصر الدين مدير إدارة الجرائم بالآداب العامة لمباحث القاهرة: وما الذي اكتشفته من دلائل على أدانتهم؟ أجاب سيادته " نحن صوَّرنا أكثر من حفلة كانوا موجودين فيها بهدف التعرف على سلوكياتهم حين يتجمعون مع بعضهم البعض... كانوا ينزلون القبور وينبشونها وتأكدت منها من خلال مصدر لي ذهب وعاش معهم في القبر في أحد أماكن المقابر!! وكان أحد أساليب تفكيرهم هو ماذا يحدث بعد الموت؟.. وفعلًا نزل ثلاثة من هذه المجموعة وكان رابعهم مصدرنا، وقالوا له: تعال... عاوز تعرف طبيعة حياتنا تعال خش وانزل معنا باعتباره عضوًا جديدًا. كانوا يحاولون أن يستمتعوا بقدر الإمكان بنبش القبور " (418).
يقول أ. م " أن موسيقى الديث والبلاك ميتال خطيرة ومدمرة. لقد كان لي ستة زملاء في الكلية التي أدرس بها قد اعتادوا ارتداء الأزياء والملابس السوداء، وعُرفوا بأنهم من عَبَدَة الشيطان، واشتهروا بالعنف الذي يمارسونه بقسوة ضد زملائهم بالكلية، وواحد من هؤلاء الطلاب الستة من عَبَدَة الشيطان قد اقتحم ذات مرة أحد المدرجات وانهال ضربًا على طالب ثم وجه سيلًا من الإهانات للأستاذ الذي كان يُلقى المحاضرة " (420).
تحكى الأم أ. ص الدكتورة بجامعة القاهرة، وزوجها يعمل طبيبًا بالسعودية، قصة ابنها الوحيد الطالب بتجارة الإسماعيلية ويقيم بمفرده بالفيلا الخاصة بهم... لقد انشغلت هي والأب عن إبنها فسقط في عبادة الشيطان، وعندما ذهبت لزيارته تقول: " أصابني الذهول حين دخلت حديقة الفيلا... أين الحديقة التي تمتد لمساحة 200 م2 لم أجد سوى التراب، وبعض الدماء، ثم انتهيت إلي أن الدماء عبارة عن دائرة بها نجمة خماسية. لقد كانت الجدران مغطاة بشعارات من الداخل والخارج، وكانت هناك رسوم بصلبان مقلوبة، ونجوم ودائرة وأسماء فِرق أجنبية، ثم قرأت بالأحمر الداكن كلمة غريبة هي " Devil Cousines " أي أولاد عم الشيطان، دخلت مهرولة فوجدت ابني مستغرقًا في النوم مع خمسة من أصدقائه، كلهم يرتدون ملابس من الجلد، وحولهم زجاجات بيرة وخمور ".
لقد عاتبت إبنها وظنت أن هذا بعض من جنون الشباب، وأوصت البواب أن يراقبه، وسافرت خارج البلاد في مؤتمر علمي لمدة شهر وعادت إلى وطنها، وتكمل القصة قائلة: " عدت فوجدت على مسجل التليفون أكثر من عشرة رسائل من البواب قال لي: أنهم في كل يوم ثلاثاء يتجمعون أكثر من خمسين ويشعلون دائرة نارية بالشموع، ثم يجلسون ويحضرون أجهزة " الساوند " من الفيلا، ويرددون أغاني غريبة، ثم يحضرون قطة وكلبًا ويذبحونهما، ويشربون دماءهما... وقد حاول أحد أصدقاء (محمد) اغتصاب زوجة البواب، رغم دمامتها. فورًا طلبت زوجي في السعودية، قلت له: عد بأقصى سرعة، بعد أن أخبرته بما حدث، وسافرت أنا مباشرة إلى الإسماعيلية، ولسوء الحظ كان هذا يوم الثلاثاء، دخلت الفيلا فوجدت الدائرة مشتعلة، نظر إلىَّ الجميع بغضب وخفت، لم أرتعد يومًا في حياتي مثل هذا اليوم، فلو رأيتم الشباب الذين أطلقوا شعورهم والفتيات اللاتي ارتدين ملابس جلدية خليعة، ولو رأيتموهم وهم جميعًا ملطخون بالدماء وينظرون إلىَّ بغضب لأدركتم مشاعري لقد انفصل شاب منهم وعنهم، واتجه نحوي وفوجئت به ابني (محمد) لم أعرفه في البداية بسبب شعره، والدماء التي تلطخه وعينيه الغاضبتين.
قال بصوت هادر: اطلعي بره، رددت مذهولة: (محمد) فرد: ما تقوليش (محمد) وانهال عليَّ باللكمات والركلات، ونُقلت إلى المستشفى فاقدة الوعي، وعندما أفقت في مستشفى الجامعة بالإسماعيلية وجدت زوجي بجانبي وجلسنا نبكي في صمت... ثم سألته عن محمد، أجاب بأنه لم يجده في أي مكان، وقال أنه إستبدل سيارته " هوندا سيفيك " بدراجة بخارية "هارلي" وقبل أن يترك الإسماعيلية مع سبعة من أصدقائه باع عفش البيت كله " (421).
" إن الشيطان ذهب إلى أحد مشايخ الأزهر الشريف كي يتوب على يديه من أفعاله الشريرة فدار بينهما الحوار التالي:
شيخ الأزهر: إيمان الشيطان عمل طيب ولكن...
إبليس: ماذا؟ أليس من حق الناس أن يدخلوا في دين الله أفواجًا؟.. أريد أن أدخل في دينه خالصًا مخلصًا، وأن أسلم ويحسن إسلامي.
وتأمل شيخ الأزهر العواقب لو أسلم الشيطان، فكيف يُتلى القرآن؟ هل يمضى الناس في قولهم " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟ ولو تقرر إلغاء ذلك لأستتبع الأمر إلغاء أكثر آيات القرآن... فكيف يستطيع شيخ الأزهر أن يقبل إسلام الشيطان دون أن يمس بذلك كيان الإسلام كله.
رفع شيخ الأزهر رأسه ونظر إلى إبليس قائلًا:
إنك جئتني في أمر لا قبل ليّ به... هذا شيء فوق سلطتي، وأعلى من قدري ولست بالجهة التي تتجه إليها في هذا الشأن.
إبليس: إلى من أتجه إذن؟ ألستم رؤساء الدين؟ كيف أصل إلى الله إذن؟ أليس يفعل ذلك كل من أراد الدنو من الله؟
ولكن إبليس لم يستسلم لرفض شيخ الأزهر توبته، فصعد إلى السماء وطلب من جبريل عليه السلام التوسط عند ربه لقبول توبته فيقول له جبريل:
نعم. ولكن زوالك من الأرض يزيل الأركان ويزلزل الجدران، فلا معنى للفضيلة بغير وجود الرذيلة... ولا للطيب بغير الخبيث... ولا للنور بغير ظلام... بل إن الناس لا يرون نور الله إلا من خلال ظلامك. وجودك ضروري في الأرض ما بقيت الأرض مهبطًا لتلك الصفات العليا التي أسبغها الله على بنى الإنسان.
فقال إبليس: وجودي ضروري لوجود الخير ذاته، نفسي المعتمة يجب أن تظل كذلك لتعكس نور الله، سأرضى بنصيبي الممقوت من أجل بقاء الخير ومن أجل صفاء الله... ولكن هل النقمة لاحقة بيّ واللعنة لاصقة باسمي على الرغم مما يسكن قلبي من حسن النية ونبيل الطوية؟
جبريل: نعم يجب أن تظل ملعونًا إلى آخر الزمان... إذا زالت اللعنة عنك زال كل شيء، وبكى إبليس وترك السماء مذعنًا وهبط الأرض مستسلمًا، ولكن زفرة مكتومة انطلقت من صدره، وهو يخترق الفضاء رددت صداها النجوم والأجرام في عين الوقت، كأنها اجتمعت كلها لتلفظ تلك الصرخة الدامية. إني شهيد... إني شهيد " (422).
كتب محمود فوزي عن قصر البارون يقول:
" قصر البارون... الذي بناه البارون إمبان عام 1905م... ولو قادتك الظروف إلى مشاهدة القصر الآن فسوف تجد على جدرانه رسومات غريبة لجماجم ونجمة داود وطلاسم غريبة لا تفسير لها، وسوف يسترعي انتباهك أيضًا وجود عدد كبير من الوطاويط ميتة ومذبوحة.
البارون إدوار إمبان (1852 - 1929) ارتبط بمشروعات التطور الصناعي في أوروبا شارك في مشروعات عملاقة في أوروبا وخارجها وفي أسبانيا وروسيا والصين ومصر وغيرها... وقد تقدم البارون إمبان سنه 1905م إلى الحكومة المصرية للسماح بإنشاء ضاحية مصر الجديدة لإقامة مساكن كبيرة من الأراضي الصحراوية بسعر جنية واحد لفدان الأرض ... وبتشجيع من الحكومة المصرية وتسهيلات كبيرة أقام البارون العديد من الشركات كشركة المياه والكهرباء ومترو مصر الجديدة وشركات أخرى لتقسيم الأراضي وبناء مساكن، وقد بنى إمبان هذا القصر عام 1872م كقصر وسكن خاص له، وتم بناؤه في خمس سنوات ليخرج على هذه الصورة الرائعة.
ومساحة القصر ستة أفدنه ونصف أي حوالي 30 ألف متر مربع... وحديقته كانت كلها موالح ولكنهم منعوا الماء عن القصر فجفت الحديقة... والقصر يتكون من جزءين... القصر الرئيسي وملحق صغير بالقرب منه، وعلى جدرانه توجد تماثيل رائعة من المرمر لراقصات من الهند، وأفيال ترفع النوافذ... وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدران القصر ونموذج لبوذا وقطع فنية صيغت بأيدي فنانين عالميين. والقصر من تصميم الفنان الفرنسي العالمي " ألكسندر مارسيل " الذي جمع بين أسلوبين من المعمار... أحدهما ينتمي لعصر النهضة وخاصة التماثيل الخارجية... والأسلوب الأخر وهو بناء القصر نفسه الذي ينتمي إلى الطراز الهندي بقبته الطويلة المحلاة بتماثيل الإله بوذا والحجرات المزينة بتماثيل من القصص الهندية الخرافية... وقد صمم القصر بحيث لا تغيب عنه الشمس فهو يدور فوق عجلات متحركة على رولمان بلي ... فقد صب العمال المصريون ولأول مرة تحت إشراف مهندسين من بلجيكا وإيطاليا أكبر قاعدة خرسانية ترتكز على رولمان بلي... ولكن علا الصدأ الآن العجلات ووقف ساكنًا في مكانه لا يبارحه، ولا يوجد في العالم كله قصر يتحرك إلاَّ قصر البارون، وقصر السكاكين بحي السكاكين بالقاهرة وهو مُعطَّل أيضا بعد أن أصابه الشلل .
وقصر البارون له سراديب طويلة... أحدهما يؤدي إلى الكنيسة التي تحولت لكنيسة باسمه، والثاني يؤدي إلى الفندق الذي يحمل اسمه أيضًا وهو فندق البارون، أما السرداب الثالث فهو يؤدى إلى قصر الرئيس " (423).
عاش إمبان مع زوجته البارونه وابنتيه (في قصر البارون)، ولكن حدثت حادثة بشعة لزوجته حيث قيل أنها حشرت في المصعد الذي ينقل الطعام أو قد تكون سقطت من أعلى البرج وماتت، وفي كلتا الحالتين كانت الجريمة بفعل فاعل، وكانت إبنته الصغرى " آن " عمرها عندئذ ثمانية أعوام، وقد شاهدت هذه الحادثة البشعة فأثرت عليها كثيرًا.
اهتم البارون إمبان بتعمير ضاحية مصر الجديدة، وكان يساعده في هذا الدوق "ماريبي" الرجل الفرنسي الثري، ونشأت صداقة بين " آن " التي بلغت السابعة عشر من عمرها وبين " سيلفيا " إبنة الدوق ماريبي... كانت " سيلفيا " لها علاقات شيطانية واستطاعت أن تسيطر على " آن "، وقد أهدتها ورقة مفضضة رسم عليها الصليب المقلوب، فقامت " آن " بتثبيتها على جدران حجرتها الوردية الجميلة التي تقع غرب القصر... لم تعلم " آن " أن صديقتها " سيلفيا " تقودها إلى عبادة الشيطان دون أن تدري، فتغير حالها كثيرًا، وقد تعالت ضحكاتها ليلًا مع صديقتها سيلفيا، وانطلقت رائحة البخور من غرفتها... ودخلت مع سيلفيا وأصدقاء سيلفيا المقربين إلى السرداب حيث كانوا يطلقون البخور، وينشدون الترانيم الحزينة، عندئذ تسترجع " آن " موت أمها فتصاب بهياج بينما يقوم الأصدقاء بإستدعاء الشيطان بقصد تقديم العبادة له...
ساءت حالة " آن " ولاحظ أبيها وخادمات القصر هذا، وأشار طبيب القصر إلى ضرورة تغيير حجرتها حتى تشعر بالهدوء والاسترخاء ولكن دون جدوى... ومما زاد الأمور سوءًا مصرع ست خادمات الواحدة تلو الأخرى، ومنهم مدام " دى مورييه " رئيسة خدم القصر، حيث حشرت في المصعد الذي يبدأ من البدروم حيث المطبخ إلى الدور العلوي وكان يحمل رأسها منفصل عن جسدها... والعجيب أنه عقب كل حادثة كانت " آن " تحاول الانتحار مما كان يشير بوجود صلة بينها وبين هذه الحوادث البشعة... أيضًا لقي شقيق البارون مصرعه داخل السرداب... لم تدم هذه الأحداث طويلًا فبعد سنتين من التعرف على سيلفيا الشريرة لقيت " آن " مصرعها وهى في التاسعة عشر من عمرها... وعاد البارون إمبان إلى النمسا بعد هذه الكوارث وبعد أن أصيب بمرض نفسي.
وقيل أن الشيطان اختار قصر البارون لأن القصر كان سداسي الأسوار مما يتناسب مع الشرط الثاني لعقيدة الديمون في الاتجاهات الستة... والمخالفة لرباعية الاتجاهات (رمز الصليب المسيحي) حيث يأبى الشيطان إيفاد مبعوثه ضمن مساحة محاطة بهذا التكوين (راجع وليد طوغان – عبادة الشيطان ص91).
ويقال أن أصوات تراتيل حزينة تُسمَع ليلًا في غرفة الدماء بالقصر خلال شهر مارس من كل عام، وهو الشهر الذي لقيت فيه " آن " مصرعها، وكثرت الشائعات حول هذا القصر حتى إنه جاء بعض الأجانب لزيارته خلال عام 1982، 1986م... أما في السنين الأخيرة فقد تردد بعض الشباب والشابات على القصر حيث كانوا يقيمون طقوس العبادات الشيطانية.
"انتهى فريق رؤساء نيابة أمن الدولة: على الهواري وهاني برهام وعبد المنعم الحلواني وهشام بدوي وشريف عبد المنعم وعمرو فاروق، من مشاهدة شرائط الفيديو المضبوطة بحوزة المتهمين وتفريغ شرائط الكاسيت.
كشفت شرائط الفيديو التي سجلتها أجهزة الأمن للمتهمين أثناء حفلاتهم الموسيقية بعد استئذان النيابة، أن جميعهم كانوا يرتدون ملابس سوداء عبارة عن بنطلون جينس وتي شيرت وعليها رسومًا لجماجم وصلبان مقلوبة باللون الأحمر وفي أعناقهم سلاسل حديدية كبيرة الحجم مرسوم عليها صلبان مقلوبة، وإن المتهمين معظمهم شعرهم طويل حتى الأكتاف والبعض الآخر حُلق بالموس وأن المتهمين كانوا يرقصون بصورة هستيرية ويضعون المساحيق الزرقاء على وجوههم ويتعاطون المخدرات والكحوليات أثناء الرقص، وأن الفتيات ارتدين تي شيرتات t-shirts سوداء قصيرة ويرقصن مع الشباب بصورة هستيرية.
كما كانوا يشعلون الشموع السوداء في الحفل، ورسموا نجمة داود على الأرض وذبحوا قطة أو أرنب على المسرح، وجمعوا الدماء في كوب وضعوه فوق خشبه المسرح وقام أعضاء الجماعة بالدوران حوله عدة مرات، ثم قاموا بتلطيخ أجسامهم بالدماء وتلطيخ بعض الحوائط.
كما كانوا يرددون أغاني تُمجّد الشيطان وتدعو إلى معصية الله وإنكار الأديان السماوية، ومطالبة الشباب بممارسة الجنس الجماعي، وتقديس الشيطان، وإباحة المخدرات والكحوليات للتقرب للشيطان.
وكشفت ترجمة المطبوعات والأوراق المضبوطة بحوزة المتهمين وجود عبارات تدعو إلى عبادة الشيطان وممارسة الجنس الجماعي وبعض العناوين لأعضاء التنظيم بالخارج " (424).
والآن يا صديقي نأتي إلى نهاية البحث، وهو مجرد أمثلة وعينات لظلمة هذا العالم ورئيسه الشرير... ليضئ النور الحقيقي حياتنا نحن أبناء النور إلى أن نصل إلى المدينة المنيرة التي نورها وسراجها هو الله...
الإسكندرية في
14 كيهك سن 17120ش – 23 ديسمبر 2004م
شهادة مار بهنام وساره أخته
_____
(359) بيت الحكمة - عَبَدَة الشيطان في مصر ص 19.
(360) المرجع السابق ص 21.
(361) بيت الحكمة - عَبَدَة الشيطان في مصر ص 22.
(362) عبادة الشيطان في العصر الحديث ص 115.
(363) بيت الحكمة - عَبَدَة الشيطان في مصر ص 22، 23.
(364) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 181.
(365) مكتبة المحبة – السنكسار جـ 1 ص 31، 32.
(366) الكنائس الكاذبة ص 47، 48.
(367) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 166.
(368) دليل الشباب في مواجهة المذاهب المنحرفة ص 81.
(369) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 167.
(370) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 168، 169.
(371) رأفت زكي – دليل الشباب في مواجهة المذاهب المنحرفة ص 99.
(372) عَبَدَة الشيطان في مصر - اصدار بيت الحكمة ص 34، 35.
(373) وليد طوغان - عبادة الشيطان طقوس الجنس والدم ص 17.
(374) أورده عَبَدَة الشيطان في مصر ص 72، دليل الشباب في مواجهة المذاهب المنحرفة ص 96، 97.
(375) عبادة الشيطان في العصر الحديث ص 124 - 128.
(376) عبادة الشيطان في العصر الحديث ص 128 - 131.
(377) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 59.
(378) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 170، 171.
(379) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 27.
(380) المرجع السابق ص 28.
(381) الظلمة الأتية على العالم ص 181، 190.
(382) طبيبك الخاص عدد مارس 1997 م ص 11.
(383) الظلمة الأتية على العالم ص 190، 191.
(384) المرجع السابق ص 181.
(385) الظلمة الأتية على العالم ص 188، 189.
(386) المرجع السابق ص 81.
(387) الظلمة الآتية على العالم ص 83.
(388) المرجع السابق ص 109.
(389) المرجع السابق ص 105.
(390) المرجع السابق ص 107.
(391) الظلمة الآتية على العالم ص 93.
(392) المرجع السابق ص 87.
(393) الظلمة الأتية على العالم ص 111، 112.
(394) الظلمة الأتية على العالم ص 85، 86.
(395) عَبَدَة الشيطان في مصر... بيت الحكمة ص 52.
(396) وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 172.
(397) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 95.
(398) المرجع السابق ص 96 - 98.
(399) المرجع السابق ص 93.
(400) المرجع السابق ص 106.
(401) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 107.
(402) عَبَدَة الشيطان... القدر المشئوم ص 67.
(403) المرجع السابق ص 70.
(404) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 102.
(405) المرجع السابق ص 96.
(406) المرجع السابق ص 99.
(407) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 110.
(408) المرجع السابق ص 105.
(409) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 107، 108.
(410) المرجع السابق ص 99.
(411) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 100.
(412) المرجع السابق ص 96.
(413) المرجع السابق ص 98.
(414) المرجع السابق ص 108.
(415) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 100.
(416) عَبَدَة الشيطان... القدر المشئوم ص 21.
(417) عَبَدَة الشيطان في مصر ص 92.
(418) عَبَدَة الشيطان... القدر المشئوم ص 59، 60.
(419) عَبَدَة الشيطان في مصر - اصدار بيت الحكمة ص 102.
(420) المرجع السابق ص 104.
(421) عَبَدَة الشيطان في مصر - اصدار بيت الحكمة ص 112
(422) يوسف البنعلي - عبادة الشيطان - اخطر الفرق المعاصرة ص 71 - 73
(423) عَبَدَة الشيطان... القدر المشئوم ص 117 - 143
(424) عَبَدَة الشيطان في مصر - بيت الحكمة ص 111
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/satanism.html
تقصير الرابط:
tak.la/vxjghp2