الفصل السابع عشر: الأهراميون
تعتبر معتقدات الأهراميون خليط من البوذيَّة والزرادشتية والكنفوشيوسية وفي سنة 1869م قال عبدَّة الأهرام أن الأهرام يقسم اليابسة على مستوى الأرض إلى أربعة مربعات متساوية، وينقسم الأهراميون إلى عدة طوائف فمنهم " الصليب القرمزي " الذين بلغ عددهم سنة 1992م إلى أكثر من مليون شخص في أوروبا والولايات المتحدة، و"الرمز الواحد" الذين بلغ عددهم إلى أكثر من اثنين مليون ونصف في أوروبا والولايات المتحدة، وطائفة " الأطهار " وفي سنة 1995م وصل عدد الأهراميون في العالم إلى أكثر من ثمانية مليون شخص.
واعتقد الأهراميون أن الذي بنى الهرم الأكبر ليس هو الملك خوفو. بل أن هناك وثيقة " مختصر تاريخ العجائب " تثبت أن الذي بنى الهرم الأكبر هو " سويد بن سلهوق " وهو من أبناء " مراكيل بن داويل بن عوباق بن آدم " فالذي بنى الهرم هو الحفيد الخامس لآدم وأن عملية البناء تمت في القرون الخمسة اللاحقة لنزول آدم إلى الأرض، حيث أحضر " سويد " أحجار الهرم من أسوان بعد أن انشقت عنها الأرض، وتقول الوثيقة أن أول من حكم مصر قبل الطوفان هو " مصراييم بن مراكيل بن داويل بن عرياق بن آدم " وقد أقبل مصراييم من شبه الجزيرة العربية، فبنى مصراييم عدة مدن أقام فيها أبناؤه، وحفر الترع وخزَّن المياه لأول مرة في التاريخ البشري، وعندما شاخ مصراييم بنى سورًا عاليًا كتب عليه " أسرار الحكمة ".
وقد أطلق طائفة " الصليب الوردي " روزي كرسيوتزم على أنفسهم هذا الاسم لأنهم يعتقدون أن الصليب يمثل جسم الإنسان والوردة تمثل روحه، فلا توجد أية علاقة بين الصليب الوردي والصليب في المسيحية، وادعى أصحاب هذه الطائفة أن " هنالك إمكانية حقيقية في إنماء قواك الطبيعية للجاذبية " (155) وادَّعوا أن الكثيرين من العلماء والمفكرين اعتنقوا هذا الأفكار مثل إسحق نيوتن، وفرانسز بيكون، ورينيه، وديكارت... إلخ.، وفي 21/4/1964م نشرت الجرائد المصرية الأهرام والأخبار والجمهورية " إن جماعة من الأمريكان وفدت إلى القاهرة لزيارة هرم خوفو حيث أنهم يعتبرونه مكان عبادتهم، وتكررت هذه الزيارة أكثر من مرة وأكثر من فوج " (156) كما ذكر الصحفي " يحيى الفلكي " في جريدة الأهرام في نفس اليوم أنه " في محفل خوفو بالقاهرة عثروا على نموذج للهرم الأكبر وتوابيت قديمة، ثم على محاضر يقول واحد منها أنه يجب نشر مقالات عن الماسونية في مجلة التوفيق بين وقت وآخر لنشر تعاليم الروزي كرسيونزم " (157).
وعندما تم القبض على المهندس " ولسن بولس " على أنه رئيس محفل خوفو الماسوني قال في التحقيق " أنا لست ماسونيًا، وليس محفل خوفو الذي أغلق أبوابه محفلًا ماسونيًا ولكنه جمعية دولية تحمل اسم روزي كرسيونزم، وهي إمتداد لتعاليم أمنحتب الثالث (أخناتون) ولهذه الجمعية 765 فرعًا في جميع أنحاء العالم، وأعضاؤها يحضرون إلى القاهرة كل سنة في فوجين بإعتبار أن هرم خوفو هو كعبة الرسالة مثل القدس عند المسيحيين، ومكة عند المسلمين " (158) وقال د. سامي فوزي وهو عضو بطائفة الصليب الوردي " إني أتلقى من المركز الرئيسي للجماعة في كاليفورنيا كل أسبوعين رسالة تحمل التعليمات والدروس التي تدعو للتعاون والروحانية والتضامن في السلام " (159) ويدعي أصحاب هذه الطائفة أنهم " مجرد هيئة شعبية، وديَّة، أخويَّة، تهدف إلى إجراء تسهيلات خاصة بالفرد حيثما يكون، لفائدة أفضل لقدرته الطبيعية، وتقوده إلى حياة نافعة للمجتمع والبشرية بجانب سعادته الشخصية " (160).
وعقائد طائفة الصليب الوردي هي مزيج من فكر الديانة المصرية القديمة، والخوارق غير العادية، ويحافظون على سرية عقائدهم، ويشجعون الأعضاء على إنشاء مذبح في منازلهم يدعونه تلسيتريون Telesterion مع حرق البخور وإيقاد الشموع، ويحتفظون بعلامة الحياة عند قدماء المصريين، ولا يعترفون بسفر التكوين، كما خلى العهد الجديد الذي بين أيديهم من أكثر أحاديث السيد المسيح الهامة، ويشجعون الأعضاء على قراءة كتبهم مثل العقائد السرية ليسوع The Secret Dactrines & Jesus بدلًا من الكتاب المقدَّس ويؤمنون بالقصص الأسطورية عن قارة أطلنتس Atlantis، ومناجاة الأرواح ولاسيما أرواح الزعماء الذين ماتوا " الاتصال النفسي بأرواح الشخصيات التي هي جزء من الوجود الشخصي للكون، أرواح الكون الأعظم " (161).
وإدَّعى أصحاب " الرمز الواحد " بأن هناك كائنات أذكى وأعمق قامت ببناء الهرم، ولاسيما أن " جمعية المعماريين الفرنسية " أكدت أنه من المستحيل على أي معماري حالي مهما سخر من الطاقات المتاحة أن يقوم ببناء هرم مماثل، وادعى آخرون أن الله هو مهندس الهرم. أما الذي قام بتنفيذ العمل فهو الإنسان، كما قالوا أنه عندما تنبأ الكتاب المقدَّس عن المذبح " في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر " (أش 19: 19) فإنه كان يقصد بهذا المذبح الهرم الأكبر.
كما إدَّعى أصحاب " الرمز الواحد " إن كل من بوذا وكريشنا وبعل يعتبر تجليًا من تجليات السيد المسيح على الأرض، فقالوا عن بوذا أنه وُلِد من عذراء بدون رجل، وإن الروح المقدسة قد حلَّ على أمه قبل ولادته، فنزل بوذا من مقعد الأرواح بالسماء إلى بطن أمه التي صار رحمها شفافًا مثل البلور النقي، ووُلِد بوذا يوم 25 ديسمبر، وعند مولده ظهر نجم عجيب في السماء يدل على مولده، فعرف الناس أنه إله الآلهة، وقدموا له هدايا من جواهر وماس وألماظ، وتكلم في المهد وهو بعد رضيعًا قائلًا أنه أعظم الناس جميعًا، وخشى الملك " جمارا " على ملكه من بوذا فأراد أن يقتله، فهربت به أمه بعيدًا، وإن ملكًا صينيًا قد تبناه وهو في العاشرة أو الخامسة عشر من عمره، وعندما بدأ بوذا دعوته حاول الشيطان "مارا" إغرائه بإمبراطورية العالم على أن يكف عن كرازته، ولكن بوذا رفض عرضه وزجره ورجمه بالحصى فهرب الشيطان "مارا" وأمطرت السماء زهرًا حتى انتشر عبيق الزهور في الهواء، وهكذا انتصر بوذا على الشيطان "مارا"، ثم عمَّد بوذا نفسه في نهر الأردن، وبدأ كرازته ونشرَ نوره في ظلمات هذا العالم، وبعد موته قام من بين الأموات وعاد إلى أحبائه، لذلك فهم يدعونه " المخلص " والابن الوحيد للإله، وحامل جميع سيئات البشر، وقد أوصى بوذا أتباعه بأن يخفوا أعمالهم الحسنة ويعلنوا السيئات التي ارتكبوها، وشجعهم على حياة البتولية باستثناء من يخشى على نفسه من الزنا، وأوصاهم بالحب والشفقة على الكل حتى الأعداء، مؤكدًا لهم أنه سيعود ثانية إلى الأرض ليملأها بالسعادة والنعيم ويحاسب كل واحد بحسب أعماله.
وقال الأهراميون أصحاب الرمز الواحد أيضًا أن " كريشنا " هو أحد تجليات السيد المسيح، فهو انبثق من الإله براهما رب الأرباب الذي خلق كل شيء، فكريشنا هو إبن الإله، ووُلِد من عذراء عفيفة نقية طاهرة تدعى " ديفاكي " في كهف مظلم وفي ليلة شتاء، وعند ميلاده ظهر نجم عجيب في السماء يعلن عن ميلاده، ورنمت الملائكة وأرواح الصديقين، وسبحت الأرض وأعطى القمر ضوءه، وغنى السحاب أجمل وأروع أغانيه، وعندما عرفت إحدى البقرات "كريشنا" Krishna سجدت له، فآمن الناس به واعترفوا بلاهوته، وقدموا هداياهم من صندل وطيب ومر ولبنان، وعندما علم الملك الهندي " نارد " بمولده وشأنه زاره في مدينة "كركول" وتأكد الكهنة من النجوم التي تحيط برأسه، فخاف " نارد " على ملكه وأراد أن يقتله، ولكنه نجا من الموت. ثم مات كريشنا صلبًا رغمًا عنه، ولذلك يُصوَّره " البراهمة " مثقوب اليدين والرجلين، وعلى قميصه قلب إنسان معلَّق، مما يعني أن كريشنا وهب حياته وقلبه من أجل سعادة الإنسان.
وأيضًا اعتقد أصحاب الرمز الواحد أن " بعل " هو مسيح بابل القديمة ومخلصها وفاديها، فقالوا أن " بعل " يرفض عبادة الأصنام والأوثان، فحكموا عليه بالإعدام، ولكن الجماهير الغاضبة هجمت عليه فضربوه وجرحوه ومزقوا ثيابه. وفي الصباح حكموا عليه بالإعدام على قمة الجبل، وعمَّ الظلام الكون، ودُفِن، وسجلت إحدى المخطوطات صورة أختان تجلسان حول مقبرة " بعل " تبكيانه قبل قيامته، وقالوا أن "بعل" قام في اليوم الثالث في عيد الربيع، وأوصى تلاميذه أنه سيلقاهم في مكان ما، وبعد أن لقاهم أعطاهم وصاياه، وأنه سيعود في آخر الزمان (راجع وليد طوغان – الكنائس الكاذبة ص 134 – 137).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وجاء عن الإهراميون في تحقيق صحفي لمجلة " صباح الخير " العدد 2106 بتاريخ 16/5/1996م ما يلي:
" في الأربعينيات أغلقت مصر المحفل الماسوني العام بعد رفض أعضاء الجماعة خضوعه للإشراف الحكومي، وبعد أعوام... أعتبر القانون المصري خروج الطائفة البهائية من روح دين الدولة... وفي نفس العام تقريبًا بدأت حملة اعتقالات واسعة لأعضاء شهود يهوه المتطرفة... إلاَّ أن هذا كله لم يمنع زيارة " جماعة القوة الروحية " أو " مقدسي الأهرام " المتكررة للقاهرة، وإقامة طقوسهم عند الهرم الأكبر وسط شموع مضاءة ليلًا. أنها طوائف غريبة وطقوس أغرب تجرى على الأرض المصرية... مهد... ولحد... الأساطير!!!
الساعة الواحدة بعد منتصف أحد ليالي الأسبوع قبل الماضي عقدت طائفة الأهراميين مؤتمرًا لها في غرفة دفن الملك خوفو بالهرم الأكبر تحت عنوان "الموت... الحياة... وما وراء الطبيعة".. قبل دخولهم الهرم تمتموا بلغة غير مفهومة مطالبين الطاقة الكامنة بالخروج..!! وهو ما يفعلونه سنويًا... ورغم ذلك ومنذ سنوات طويلة لم تخرج تلك الطاقة حتى الآن، لذا فيستمر هؤلاء في محاولة إخراجها مكررين المحاولة بطقوسها كل سنة في نفس المكان.
تؤمن هذه الجماعة كمعتقد فعلي بأن عليهم تشكيل أرواحهم بعد الموت، أو تقمُّص هذه الروح لأي أدوار يريدونها، معتمدين في الأساس على اتصالهم بالطاقة الكامنة داخل الأهرامات، والهرم الأكبر بالذات. ويرجع اختيار هؤلاء لأماكن الآثار المصرية... " الهرم ومعبد السرابيوم بالكرنك " إلى اعتقادهم في أنها أماكن تسكنها طاقة كامنة تُدخِلهم في إتحاد مع أرواح كانت حية منذ آلاف السنين.
يروي بسام الشماع مرشد سياحي أنه جاء إلى مصر في مركب شمس منذ أربعة آلاف سنة، وأخذ يتصور أنه عقد حلفًا مع أحد ملوك الفراعنة في طيبة في عهد الأسرة السادسة عشر.
وتنقسم طقوس الأهراميين أو "جماعة ما وراء الطبيعة" إلى نوعين أحدهما صامت والآخر يضم بعض الترانيم الحزينة ذات النبرات الحادة مستخدمين إيقاعات معينة، وبعض الآلات الموسيقية " المثلث " لإصدار نغمات رتيبة أثناء التراتيل، وعادة ما يشعلون الشموع عند الهرم الذي يزورونه ليلًا دون استخدام أي إضاءة كهربائية.
تتكرر هذه الطقوس كلها في معبد تحتمس الثالث بالكرنك، عند مذبح الآلهة "سخمت" (إلهة السحر والقوة) لدعوتها هي الأخرى بدخول الجسد واتصال الروح ".
_____
(155) رأفت زكي. المذاهب المنحرفة جـ 1 ص 213.
(156) المرجع السابق ص 215.
(157) المرجع السابق ص 214.
(158) المرجع السابق ص 214.
(159) المرجع السابق ص 214.
(160) رأفت زكي. المذاهب المنحرفة جـ 1 ص 216.
(161) المرجع السابق ص 220.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/pyramidism.html
تقصير الرابط:
tak.la/jx42ww2