الفصل السادس عشر: معبد الشعب
THE PEOPLES TEMPLE
أسَّس هذه الجماعة " جيم جيميس وارين جونز " JIM: James Warren Jones الذي وُلِد عام 1931م من أسرة فقيرة في ولاية أنديانا، وفي سن 12 عام ألقى أول عظة له على بعض الأطفال، وفي سن الرابعة عشر حدث نزاع بين والديه أدى إلى الانفصال وعاش جيم مع أمه، وفي سن الثامنة عشر تزوج بممرضة تُدعى " مارسلين بالدوين " ودرس في جامعة أنديانا لكنه لم يُكمِل دراسته حيث أنه أراد أن يتفرغ للوعظ، ثم أصبح راعيًا لكنيسة تابعة للميثودست، وبعد هذا أختلف مع القائمين على الكنيسة وتركهما حيث أسَّس جماعته الجديدة باسم " معبد الشعب " وفي دهاء بالغ ضم كنيسته الصغيرة إلى كنيسة " تلاميذ المسيح " Disciples Christ حتى يستطيع أن يدعي أنه يرعى 1,4 مليون عضو مسيحي، وحاول أن يجذب الانتباه إليه عن طريق لقاءاته مع الشخصيات البارزة، فتناول مرة طعام الغذاء مع سيدة أمريكا الأولى " مسز روزالين كارتر " وفي سنة 1976م زار مسز كارتر مع ستمائة عضو من أتباعه، وطار مرة مع نائب الرئيس الأمريكي " والترمونديل " Walter Mondel وعُينَّ مديرًا للجنة حقوق الإنسان. كما أنه شوَّه صورة الكنيسة والإنجيل بأن أظهر الكثير من الأمور التي تبدو لأول وهلة أنها متناقضة وهي ليست كذلك. كان يقول أنه يؤمن بالمسيحية العملية، فأفتتح مطبخًا لتقديم الشوربة لعابري السبيل، كما أقام مبنيين لرعاية المسنين والمرضى، وبالإضافة إلى أبنائه تبنى سبعة أطفال منهم طفلًا كوريًا واثنان من الملونين (وهذه البدايات المريحة الجذابة الخادعة).
قام القس جيم برحلة إلى فيلدلفيا للقاء " الأب السماوي " Father Divine وهو واعظ أسود كان يعلن نفسه على أنه الله. وبدأ القس جيم ينحرف نحو جلسات تحضير الأرواح وأعتقد في تناسخ الأرواح، وكان الشيطان يجري على يديه بعض معجزات الشفاء الزائفة مما جذب الكثيرين إليه وكانوا ينادونه " يا أبانا " و"يا نبي الله ".. قالت مجلة " المسيحية اليوم ": " بأن جيم كان واقعًا تحت تأثير روح شرير إذ كان عضوًا في جماعة تحضير الأرواح في أمريكا الجنوبية، ووصل الغرور للقس جيم إلى أنه أعتبر نفسه وريث الله على الأرض، وأدعى أنه أقام أربعين شخصًا من الموت.
وفي عام 1964م تنبأ بأن العالم سوف يشتعل بحرب نووية في 15 يوليو 1967م، وهذا جعل الكثيرون يتركون كل شيء ويرحلون معه إلى أنديانا " المدينة الفاضلة " مستخدمين العربات التي تجرها الثيران Trek إلى شمال كاليفورنيا لكي مايكونوا في أمان. وأنشأ القس جيم معبد الشعب الشهير في فرانسيسكوا، وأشترى 30 دقيقة من إذاعة كافكس KFAX الدينية ليذيع مبادئه، وانخرط في السياسة، ففي أكتوبر 1976م رشح نفسه في المجلس المحلي، وركز عظاته على الأمور الجنسية التي أباحها بين جماعته.
وبعد هذا أقنع أتباعه بأن هناك اضطهادًا سيقع عليهم فهربوا معه في سنة 1977م إلى وسط غابات الأمازون في غيانا حيث أقاموا في معسكر اشتروه بمليون دولار، ووصل عددهم لأكثر من تسعمائة شخص منهم حوالي 260 طفلًا، وقد شجع جونز أتباعه على الانحراف الجنسي فطلب منهم إنهاء العلاقة بين الأزواج وإقامة علاقات جنسية مع من يريدون، بالإضافة إلى الشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات... كانوا يقومون بعملية غسل مخ للأعضاء الجدد، ولا يجرؤ أحد من الأعضاء أن يرتد عنهم وإلاَّ تعرض للموت المحقَّق، ومن طقوسهم الشيطانية الصعبة في العبادة أنهم يضربون الأطفال، وفرض جيم جونز سطوته على الجماعة، وأحاط نفسه بعدد من الحراس المسلحين الذين لا يفارقونه ولا في لحظات العبادة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كان الأعضاء يوقعون على تعهد بقتل أو تدمير أو فعل أي شيء يطلبه جونز منهم، فتعودوا على الطاعة العمياء حتى أنه كان يأمرهم بشرب سائل غير معروف ويخبرهم أنهم سيموتون خلال 45 دقيقة، وعندما لا يموتون يقول لهم: أنه كان اختبار ولاء للجماعة، وعندما بدأت تنتشر أخبارهم السيئة عن ممارستهم الشاذة قام عضو الكونجرس الأمريكي " ليور يان " Leo Ryan عن كاليفورنيا مع بعض الصحفيين والمحامين وأقارب الأعضاء بزيارة لهذه الجماعة في 17 نوفمبر 1978م لمعاينة الأوضاع على الطبيعة، واستقبلتهم الجماعة بالرقص والابتسامات، وهي تضمر لهم الشر، ولم تسترح جدة ريان وطلبت منه مغادرة المكان، ولكن سريعًا ما حاول أحد معاوني جونز أن يطعن " ليوريان " ولكنه هرب ومن معه إلى الطائرة التي أتوا بها، وقبل أن تقلع الطائرة تمكنت الجماعة من قتل ريان مع ستة أشخاص آخرين... هنا أقنع جونز أتباعه بأن المخابرات الأمريكية سوف تنتقم منهم وقال لهم: " إن كنا لا نستطيع أن نعيش في سلام فلنموت في سلام " (153) فهتفت له كل الجماعة، وأحضر لهم الوعاء الكبير وأمرهم بشرب السائل جميعًا وكان هذا السائل يحتوي على السيانيد، وبعد خمسة دقائق كان عدد المنتحرين 913 شخصًا منهم 260 طفلًا وقد أطلق جونز الرصاص على رأسه وكذلك مديرة بيته " ماريا كاتسيرس " أما زوجته " مارسلين " فقد ماتت بالسم مثل بقية الجماعة، وقد حدثت هذه الحادثة الشنيعة في مدينة جونز Jons Town في غيانا بأمريكا الجنوبية.
ويقول الأستاذ رأفت زكي " سيطر جيم على جماهيره وجذبهم إليه بوعود الطعام والكساء والمأوى والعلاج الطبيعي. أستخدم الهبات ونماذج الحياة اللاأخلاقية، وفي النهاية فضل الانسحاب من الساحة بالموت بدلًا من التوبة والرجوع إلى الله، كانت له طريقته الخاصة للطاعة دون تردد، معتقدين أنه نبي الله، وإن قتل أنفسهم تم بناء على موافقة السماء نفسها، واليوم فإن الفردوس الجديد (المعسكر) الذي حلم جيم بإنشائه أصبح مغطى بالأحراش الكثيفة، والمدينة الفاضلة التي نادى بها وحلم بتكوينها معه 1000 شخص تقريبًا بعد أن أصبحت أرضًا مخضبة بالدماء وذهبت إلى المجهول " (154) (راجع جوش مكدويل ودون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 89 – 94، رأفت ذكي – دليل الشباب في مواجهة المذاهب المنحرف ص 319 - 325).
_____
(153) جوش مكدويل وجون ستيوارت – ضلالات الأزمنة الأخيرة ص 93.
(154) دليل الشباب في مواجهة المذاهب المنحرفة ص 325.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/peoples-temple.html
تقصير الرابط:
tak.la/4daxb9k