الفصل التاسع: الهندوسيَّة
في هذا الفصل نتحدث عن النقاط الآتية:
أولًا: تاريخ الهندوسيَّة.
ثانيًا: الآلهة في الهندوسيَّة.
ثالثًا: النظام الطبقي في الهندوسيَّة.
رابعًا: بعض طقوس الهندوسيَّة.
خامسًا: المعتقدات الهندوسيَّة.
تعتبر الهندوسيَّة هي الديانة الأم للشعب الهندي، فهي ديانة الأغلبية الساحقة في هذه الأيام، وبلغ عدد أتباعها نحو 300 مليون نفس (راجع المجلد التاسع لمجلة المعرفة سنة 1973م ص 1538) وعندما أرادوا أن يعرفوا الهندوسي قالوا " الهندوسي هو كل من يسكن الهند ويُقدّس البقر، وليس في عداد من يدينون بالإسلام أو المسيحية أو اليهودية " (109) ولم يؤسّس الهندوسيَّة شخص معين، إنما نشأت نحو القرن الثاني عشر قبل الميلاد كامتداد للديانة الفيدية، وتعتبر الهندوسيَّة في معظم طقوسها وعقائدها مستوحاة من الديانة الفيدية، ودعيت الهندوسيَّة في بداية نشأتها بالبراهمية، حيث يدعون الإله الخالق الأعظم للكون " براهما " ويدعون الكهنة بالبراهمانا.
ومرت الهندوسيَّة بفترات قوة وفترات ضعف، فقد ازدهرت في القرن الثامن قبل الميلاد، وعندما انبثقت منها الديانة الجينيَّة والديانة البوذيَّة في القرن السادس قبل الميلاد تحول كثير من الهندوسيّين للجينية والبوذيَّة، ولاسيما من الطبقات الدنيا، ولكن لأن كل من الجينيَّة والبوذيَّة اهتمت بالسلوك دون التفكير في الإله، فلذلك إستطاعت الهندوسيَّة احتواء هاتين الديانتين الجديدتين في أحشائها، ونهضت من ضعفها. ثم أصيبت بفترة ضعف أخرى أشد من الأولى في القرن الثالث قبل الميلاد بسبب اعتناق الملك " زوكا " البوذيَّة، وتسخير إمكانياته في نشر البوذيَّة خارج الهند كما سنرى فيما بعد، ولكن بمرور السنين والأيام عادت للهندوسية قوتها بفضل شرائع " منُّو " التي وجهت اهتمامها بالطقوس وتقديم القرابين أكثر من الاهتمام بالآلهة، وذلك بعد أن كان الاهتمام الأكبر في الهندوسيَّة بالآلهة، فعاد للهندوسية مجدها، ولاسيما أنها لا تمثل دينًا غالبًا للشعب الهندي فقط، بل تشمل العادات والتقاليد، وتمثل التراث الوجداني والعقلي والاجتماعي، وقد تلاحمت مع الجينيَّة والبوذيَّة وغيرها وأخذت منهم " وقد مرت على الهندوسيَّة آلاف السنين، ولا تزال محتفظة بتعاليمها، ولم يستطع إصلاح داخلي أن يُغيّر من جوهرها، ولا سمحت بإصلاح من الخارج ليقتحم عليها رقعتها، فإذا هبت حركة إصلاحية داخلية كالبوذيَّة، كان تأثير الهندوسيَّة في حركة المقاومة أكثر من تأثرها بها " (110).
ومنذ القرن التاسع عشر خرج بعض المصلحين من الهندوسيين وحاولوا إجراء إصلاحات داخلية في الهندوسيَّة، ومن هؤلاء المصلحين ما يلي:
رام موهان روي - سوامي (ديانند سارا سواتي) - راما كريشنا باراماهنسا - فيفا كاندا - رابند رانات طاغورا - غاندي - شري شري رافي شنكر
كان من طبقة البراهما وتلقى التعليم الهندوكي والإسلامي، وتكلم باللغة السنسكريتية، وتعلم العربية، والفارسية، والإنجليزية، والعبرية، واليونانية، وانفصل عن بيت أبيه المتزمت وهو أمر نادر الحدوث حتى الآن، وفي سن الأربعين اعتزل في مدينة كلكتا، واهتم بوضع إصلاحات للهندوسية حسبما أوحى له النفوذ الأوربي، فنادى بمنع تعدُّد الزوجات، والسماح للأرامل بالزواج ثانية، وإليه يرجع الفضل في إدخال نظام التعليم البريطاني واللغة الإنجليزية سنة 1835م (راجع عبد الرحمن حمدي – الهند... عقائدها وأساطيرها ص 92، 93).
ومعنى سوامي أي قديس، وهو إبن كاهن للإله " شيفا " ولم يصدق أن الإله يتقمص التمثال، فترك منزله وانضم إلى النساك المتجولين، ووضع في قلبه إعادة الهندوسيَّة إلى الفيدا، ولذلك رفض كل ما جاء دونها مثل الأوبانيشاد، والباجافيدا، وانتقد سارا سواتي بعض العبادات الهندوسيَّة مثل عبادة الأصنام، وتقديم الذبائح الحيوانية لإطعام الآلهة، وزواج الأطفال، وكان سارا سواتي متعصبًا جدًا للهندوسية حتى إنه طالب بمحق الديانات الدخيلة على الهند مثل الإسلام، وطالب بعودة مئات الملايين من المسلمين إلى ديانتهم الهندوسيَّة، ولكن حلمه هذا راح أدراج الرياح، وفي سنة 1882م أسَّس " جمعية المحافظة على الأبقار ".
ظهر في القرن التاسع عشر، وكرَّس حياته لخدمة معبد الإلهة " كالي " المخيفة الذي يقع شمال مدينة كلكتا، وكان يقدم الذبائح الحيوانية لهذه الإلهة، وادعى أنه رأى كالي، وكريشنا، والمسيح، ونادى بأن الاتصال بالإله هو الغرض الأسمى في حياة الإنسان.
تلميذ راما كريشنا باراماهنسا، وأدخل الهندوسيَّة إلى الولايات المتحدة وإنجلترا.
وهو شاعر بنغالي اهتم بالتقارب مع الفكر الغربي، ولم يوافق على الزعم بأن الهند وحدها هي التي تمتلك الروحية بينما الغرب يعتنق المادية.
كان غاندي يميل للمسيحية، ولكنه ظل أمينًا للهندوسية، وقال إن كل الأديان تحوي الحقيقة بشكل أو بآخر، وكان غاندي شديد التدين يوقر الكتب المقدَّسة والبقر، ولم يعترض على عبادة الأصنام. إنما كان يرى إن هذه العبادة ما هي إلاَّ مظهرًا لعبادة الله، مثل صورة السيد المسيح في المسيحية، أو تمثال كريشنا. ورأى غاندي في تقديس البقر رمزًا للإتحاد بين عالم الإنسان وعالم الحيوان، وقد سعى غاندي لتحرير طبقة المنبوذين وأطلق عليهم لفظة " هاريجان " أي " أبناء الله " وآمن غاندي بالبحث عن الحقيقة، وبالنقاء، وعدم العنف، والحب، والعمل للمستقبل، ومن أعظم أعماله جهاده السلبي في العصيان المدني الذي قام به ضد المستعمر الإنجليزي، وحاول غاندي أن يغرس في الهندوس الشعور بالمسئولية (راجع عبد الرحمن حمدي – الهند... عقائدها وأساطيرها ص 96، 97).
وهو أحد الشيوخ الروحيّين الهندوسيّين، وقد أراد تصحيح نظرة الغرب للهندوسية، فقال إن الديانة الهندوسيَّة تعترف بإله واحد، وبرَّر تعدد الآلهة بأن هذا الإله الواحد يتجسد في أشكال ومراحل مختلفة، ويتخذ أسماء مختلفة وتعاليم مختلفة تبعًا لاحتياجات كل زمن. وقال إن الهندوسيَّة تعطي معتنقيها الحرية المطلقة في اختيار الطريق المناسب الذي يصل بهم إلى الله، ودعى شري إلى معرفة الجوانب الصالحة في كل ديانة، وفي سنة 1982م أنشأ حركة " فن الحياة " كمؤسسة خيرية تهدف إلى تحسين نوعية الحياة جسديًا ومعنويًا، وذلك بتطوير إمكانات الشخص الداخلية، والتسامي، وتجنب العنف (مجلة النهار في 4 أغسطس 2002م – من شبكة الإنترنت).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
تعترف الهندوسيَّة بتعدد الآلهة، فهناك آلهة للماء، والنار، والأنهار، والجبال، والفيل، والأفعى، وإن الآلهة تختلف درجاتهم فهناك آلهة رؤساء ينطبق عليهم لقب " رب الأرباب " أو " إله الآلهة " وهناك آلهة مرؤوسين، ويصنعون تماثيل على درجة عالية جدًا من الدقة، ويعاملون التمثال كأنه كائن حي يسمع ويعي فيدهنونه بالزيوت، والعطور، ويلبسونه، ويزينونه بالحلي والجواهر، ويضعون أمامه أشهى الأطعمة وألذ المشروبات، وفي الأعياد ويضعونها على المحفات ويطوفون بها في الشوارع، ويغنون أمامها، على أنغام الموسيقى وإطلاق البخور، ويبنون لهذه التماثيل معابد عظيمة تعتبر آية في المعمار، كما يحتفظ الهندوسيون ببعض الآلهة الصغيرة في ركن من أماكن سكناهم يطلقون عليه " بوجا " ويضعون أمامها مواقد البخور، وأحيانًا يضعون هذه الآلهة في أماكن العمل، ويقومون بتزويج هذه الآلهة لبعضها البعض.
ويرى البعض في هذا التمثال إنه الإله، أو إن الإله متجسد فيه، ويرى البعض الآخر أنه مجرد رمز للإله، ويرى آخرون أن جميع الآلهة الهندوسيَّة تشير وترمز إلى المعبود الأعلى المجهول أساس جميع الأشياء، ويمثل جميع المخلوقات الحيَّة من إنسان وحيوان ويدعونه " براهما ".
ومن أشهر الآلهة الهندوسيَّة الإله الخالق " براهما "، والإله الحافظ " فيشنو " وإله الشر والدمار " شيفا ":
وهو في نظر الهندوس هو الإله الخالق مانح الحياة وسيد الآلهة، وهو يمثل إله الخير، وينسبون إليه الشمس التي تبعث الدفء في الأجسام وتُجري الحياة في النبات والحيوان، ويصوّرونه على أنه له أربعة رؤوس ملتحية، ويجلس فوق طائر البشروش Greater flamingo ويرتدي ثوبًا أبيض.
ويعتقدون أن له شكل إنسان جاء ليقدم الحب والخير والرحمة والجمال والعطاء ويساعده آلهة أخرى مثل " راما " التجسيد الحي للخير، و" كريشنا " الذي يعتبر تجلي لفيشنو خاص بالحفاظ على الوجود، بالإضافة إلى عشر تجليات أخرى. ويقولون أنه كائن مرح يطير فوق أجنحة طائر مسحور.
هو إله الشر والدمار والفناء والموت، ورغم أن معنى اسمه " العطوف " لكنه ليس اسمًا على مسمى، فهو يحمل في راحة يده اليسرى لسانًا من لهيب يمثل القوى المدمرة، فهو سبب الشر في العالم وأيضًا سبب الحروب وجفاف المياه واصفرار أوراق الشجر، ويمثلونه وهو يحمل في شعره هلالًا قمريًا، وله ثلاث عيون، وأربع أذرع، ويتدلى من عنقه عقد مكوَّن من جماجم فوق صدره المدهون بالسم، ومن زوجات شيفا " كالي " Kali إلهة الموت المرعبة والملقَّبة بالسوداء، ومن أعوان شيفا " زمانا " أعظم أرواح الشر، وابن الإله شيفا " جانيشا " الذي كان له شكل إنسان، وأوصته أمه أن يحفظ الباب ولا يُدخل عليها أحدًا، وعندما أراد أبوه " شيفا " أن يدخل منعه جانيشا فحرق رأسه، فحزنت الأم وبكتَّت زوجها، فأرسل رسله إلى جهة المشرق ليأتوا بأي كائن حي، فوجدوا الفيل أندرا فأحضروه إلى شيفا الذي أخذ رأس الفيل أندرا ووضعها على جسد جانيشا فأصبح له رأس فيل وجسم إنسان، ويخرج من جنبيه عدة أذرع.
ومن الآلهة الهندوسيَّة أيضًا " ناج " Nagas وهي الأفعى القاتلة، فيقيمون لها الاحتفال، ويقدمون لها اللبن والموز عند مداخل جحورها، والأبساراس Apsaras وهي الجنيات ذات الجمال الرائع، والراكسا Raksas التي تميل للشر والخداع، والبيساكا Pisakas المتعطشة للدماء، والفيتالا Vetalas التي تعيش بين القبور... إلخ.
تقسم الديانة الهندوسيَّة أتباعها إلى أربعة طوائف، وتعتقد أن هذه الطوائف وُلدت من جسم الخالق الأعظم في نفس اليوم الذي بدأت فيه الخليقة، وهذه الطبقات هي:
البراهما - الشاتريجاس - الفالسياس - البارياس
ويعتقدون أنهم جاءوا من فم الإله، ويطلقون عليهم آلهة أدميون، وكانوا في البداية من الرجال الذين يمارسون السحر، ثم تعلموا القوانين المقدَّسة والممارسات الشعائرية، وحفظوا كتب الفيدية، ويهتم البراهمي بالتعلم والتعليم والإرشاد، فهو المعلم والكاهن والقاضي، فيقدم القرابين، وبدونه لا تقبل الآلهة الضحايا والقرابين، ويتلقى الهدايا عند تقديم القرابين، ويمتنع كلية عن أكل لحوم البقر، حتى لو أُجبر على الأكل، أو قتل بقرة عن عمد، فإنهم يطردونه من طبقة البراهمة ولا يقبلونه ثانية قط، ويمارس البراهمي الزهد والتقشف، وعندما يصبح جدًا فإنه يعتزل أسرته ومجتمعه ويعيش جوالًا في الغابات، والبراهمي له إمتيازات ينفرد بها، فهو يُميَّز عن الملوك والمحاربين، والملك يتحاشى قتل البراهمي حتى لو أخطأ، فله فقط أن يطرده من مملكته تاركًا له أمواله وممتلكاته.
وهم رجال الحرب وقد جاءوا من كتف الإله، فمنهم القادة والملوك والقضاة، والألوهية تتجسم في صورة الملك، لذلك لا يُستخف به حتى لو كان طفلًا فهو إله في صورة إنسان فوق الأرض، ويهتم الكشتريا بالدفاع عن الوطن.
وهم المزارعون والتجار، وجاءوا من ساقي الإله، فهم يعملون ويجمعون المال وينفقون على المعاهد الدينية، ومع ذلك فإن البراهمة يحتقرونهم، ولاسيما إن الفلاح وهو يحرث الأرض فإنه يزهق أرواح الحشرات والديدان، فهو يرتكب خطايا لا تغتفر. كما إنه يقوم بزراعة بعض المحاصيل التي تعتبر نجسة مثل الدخان والبنجر والخضروات. أما عمال الدباغة دباغة الجلود فإنهم مكروهين لدى البراهمة، حتى إن وجود واحدًا منهم في حجرة يفسد هواءها ويلوث الطعام الموجود فيها. أما التاجر في نظر بعض كتب الفيدا فإنه يساوم نهارًا ويسرق ليلًا ليكتنز الثروات الطائلة ولا يدفع للكهنة إلاَّ القليل، لذلك فهو مكروه ولا يجوز صحبته، بينما كتاب " الأثار فيدا " يرضى عن عمل التاجر، ويشمل صلاة لزيادة مال التاجر، وكتاب " الراجافيدا " يُمجّد جمع الثروة لكيما يبلغ بها الإنسان الجنة. وبينما تحتقر طبقة البراهمة هذه الطبقة، فإن هؤلاء العمال والتجار يقدمون الاحترام لهم ويوقرونهم ويمتثلون لأوامرهم. أما إذا مد مزارع أو تاجر يده على براهمي فإن يده تُقطع، وإذا رفس براهمي برجله فإن رجله تُقطع، وإذا احتقر البراهمي تعرض للعقوبة البدنية الشديدة.
أي طبقة العبيد أو المنبوذين، وقد جاءوا من أقدام الآلهة، وهؤلاء حرموا من حقوقهم حتى أنهم يشعرون أن الحيوانات أفضل منهم، ومازالوا يعانون حتى هذا اليوم، فيقومون بالحرف الحقيرة، ولا يجدون فرصتهم في التعليم وديانتهم أشبه بعبادة الأرواح الشريرة، وعندما هدَّد رؤساؤهم بالانضمام إلى الديانات الأخرى، وبفضل ما أصدرته الحكومة الهندية من قوانين المساواة، تحسنت أوضاعهم إلى حد ما.
وكل طبقة من الطبقات الأربع السابقة قائمة بذاتها، فلا يسمح الدين الهندوسي بالتزاوج بين الطبقات، بل أنهم لا يأكلون معًا، فكل طبقة هي في معزل عن الأخرى، وكل إنسان ينشأ في الطبقة التي يُولد فيها، ولا يقدر أن يرتقي لطبقة أعلى، وبذلك أغلق هذا النظام الطبقي الطريقة أمام الكفاءات والقدرات، ومنع تحقيق العدالة، والأمر العجيب أن أسماء الأطفال كانت تتمشى مع هذه الطبقات، فأطفال البراهمة تشير أسماؤهم للسرور والبهجة، وأطفال الكشتريا تشير أسماؤهم للقوة، وأطفال الفالسياس تشير أسماؤهم للغنى والثروة، وأطفال البارياس تشير أسماؤهم للذل والمهانة. وأكثر الطبقات التي حافظت على نقائها هي طبقة البراهمة، أما الطبقات الثلاث الأخرى فقد اختلطت أحيانًا وتفتَّتت أحيانًا.
عند ولادة الطفل يذيقونه مزيجًا من العسل والزبد، وهناك طقوسًا أخرى تُجرى بمناسبة أول خروج للطفل من منزله في سن 4 شهور، وطقوس أخرى تجرى بمناسبة تناوله أول وجبة صلبة في سن 6 شهور، وطقوس تجرى بمناسبة أول مرة يُقص فيها شعره في سن 3 سنين. وعندما يبلغ عمره ثمان سنوات يبدأ يتتلمذ على يد أحد الأساتذة الروحيين حتى سن 24 سنة فيتعلم أسرار الفيدا، وخلال فترة التلمذة يخدم معلمه، ويقطع الأخشاب، ويوقد النار المقدَّسة، وينام على الأرض الخشنة.
وعند الزواج يُجرى له طقس الزيجة الذي يقام بالقرب من النار المقدَّسة التي تظل مشتعلة، ويدور الزوج حولها ثلاث مرات وهو ينشد أشعار الفيدا، وفي انتهاء الحفل يخطو الزوجان معًا سبع خطوات، وفي الطقوس الهامة لابد من حضور الكاهن، وعندما يتعرض الإنسان لمرض الحمى يربطون تحت سريره ضفدعة بخيط أزرق أو أحمر، ويصبون الماء على المريض حتى يصل إلى الضفدعة معتقدين بهذا أنهم يطفئون نار الحمى، وعند الموت يجرون طقس إحراق جثة الميت باستثناء جثث الأطفال الأقل من سنتين، والنساك فيجرى دفن جثثهم (راجع مجلة المعرفة – المجلد التاسع سنة 1973م ص 1538).
وجميع الصلوات التي يقدمها الهندوسي هي صلوات فردية يصليها الكاهن مع نفسه، أو على أكثر تقدير مع الكاهن، ولا توجد صلوات جماعية كما في اليهودية والمسيحية، والهندي عندما ينوي الصلاة يستحم ويرتدي ملابس خاصة بالصلاة من اللون الأصفر أو الأبيض، والرجل في خلوته في الصلاة يجلس متربعًا أما المرأة فإنها تجثو على ركبها، ويصلي الهندوسي صباحًا حتى يتخلص من ذنوب الليل، ويصلي مساءًا حتى يتخلص من ذنوب النهار، والصلاة فرض لابد أن يؤديه الهندوسي وإلاَّ تعرض للطرد من طبقته إلى طبقة العبيد والمنبوذين.
ويقدم الهندوسي القرابين وهو يعتقد أنها تمثل غذاءًا للأجداد والآباء الذين ماتوا، ولذلك فمن لا يقدم قرابين فهو مثل من يترك والديه يموتان جوعًا، وبدون تقديم القرابين قد تتعرض أرواح الأموات إلى التلاشي وينطفئ مجد الأسرة. ويعتبر الهندوسي الرقص الديني من ضمن الشعائر الدينية، فهناك أربع مدارس للرقص الكلاسيكي وهي:
أ – بهارات تاتيام: رقصة يؤديها راقصات المعابد (ديفاداس) في جنوب الهند.
ب- كاتا كالي: تنقل هذه الرقصة بملابسها وحركاتها المشاهد إلى عالم الآلهة والشياطين، و"كالي" هي إلهة ذات أنياب طويلة مدببة وشعر منكوش، وترتدي عقدًا به جماجم بشرية فتبث الرعب في قلب من يراها، وهذه الإلهة يتعبد لها عدد كبير من الهندوس المثقفين.
ج- مانييوري: وهي رقصة ذات حركات رقيقة يؤديها سكان الشمال الشرقي.
د – كاتاك: وظهرت هذه الرقصة أيام المغول، وهي رقصة توقيعية منغمة.
(راجع عبد الرحمن حمدي – الهند... عقائدها وأساطيرها ص 61 – 64).
ويحتوي المعبد الهندوسي عدَّة حجرات، فيه حجرة صغيرة تعتبر أقدس مكان يدعونها "جاريا حربها" أي "حجرة الرحم" ويوضع فيها الإله الرئيس، ويعلو هذه الحجرة البرج الرئيسي للمعبد، وباب الحجرة يتجه دائمًا نحو الشرق، وتوجد حجرة متوسطة الحجم ذات أعمدة يطلقون عليها "ماندايا" تستخدم لأداء الصلوات، وكل الغرف تعلوها أبراج تتدرج في الارتفاع حتى تصل إلى الباب الرئيسي الذي يعلوه أقصر الأبراج، ويحتوي المعبد على عدد كبير من تماثيل الآلهة والآلهات، والفيلة والأزهار والجياد والعربات، ومناظر المعارك والشياطين، وكثير من المناظر الجنسية الفاضحة، ويوجد طريق حول المعبد يستخدمونه في الطواف، ويعتبر المعبد ليس مجرد مكانًا للعبادة فقط، إنما هو مركز اقتصادي يعمل فيه الكاهن والراقصة والموسيقي والبستاني والترزي والكاتب والمحاسب، وبعض المعابد بها ثروات ضخمة تكوَّنت من هدايا الأثرياء والتجار، وتقرض هذه المعابد الفلاحين (راجع عبد الرحمن حمدي – الهند... عقائدها وأساطيرها ص 85 – 90).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
من أهم المعتقدات الهندوسيَّة ما يلي:
الإنسان - تناسخ الأرواح - طهارة الإنسان - حياة النسك والتقشف - إكرام الوالدين والمعلمين وحسن السلوك - تقديس الأبقار - المرأة - البؤس والتشاؤم
يعتقد الهندوس أن لكل إنسان نفس يسمونها " آتما " Atma، ومنها جاءت كلمة المهاتما أي الروح العظيم، ويقولون " لقد أودع الإله في كل امرئ نفسًا تُسمى آتما Atma وهذه النفس في البدن بمنزلة السائق في العربة " (111) ولذلك فعلى البدن أن يستغل فرصة وجود النفس داخله ليعمل أعمالًا كثيرة قبل أن يأتي الموت الذي ينهي على الحياة نهائيًا، وكتعبير عن هذا المفهوم فإنهم يحرقون الجسد بعد الموت، ويلقون بالرماد في نهر الغانج الذي يقدسونه ويحجون إليه سنويًا بقصد التطهير بمائة من جميع الذنوب والآثام، ويدعون هذا النهر " جانجا ماتا " أي الغانج الأم، فهو بمثابة الأم، ويعتقدون أنه نابع من تحت أقدام الإله الحافظ فيشنو.
يعتقد الهندوسيون أن العالم عبارة عن عَجَلة تدور، وتدور معها حالات الموت وتناسخ الأرواح، فالروح عندما تنفصل عن الجسد تُحاسب عن كل ما قامت به في حياتها سواء بالأفعال أو بالأقوال أو بالأفكار، فإذا كانت حياتها مقبولة تدخل إلى حالة " النيرفانا " Nirvana. أما إن كانت حياتها غير مقبولة فتعود لتتجسد مرة أخرى سواء في شكل إنسان أو حيوان، ويدعون قانون الجزاء أن الثواب الذي يتحقق في حياة أخرى قانون " الكارما " فالإنسان الذي يخطئ إن لم يُعاقب في هذه الحياة يُعاقب في الحياة التالية عندما يعود للتجسد، والإنسان الذي يصنع الخير إن لم يأخذ مكافآته في هذه الحياة فإنه سينالها في الحياة التالية عندما يعود للتجسد، وتظل عملية تناسخ الأرواح (السمسارا) مستمرة، ولا سبيل لإيقاف هذه العجلة إلاَّ بعد استنفاذ قانون الكارما، ولكيما يوقف الإنسان عَجَلة الحياة هذه ويصل إلى رحلة النيرفانا عليه أن يتبع أحد الطرق الثلاث الآتية:
أ – طريق الحب الإلهي.
ب- طريق عمل الخير.
ج – طريق المعرفة والتأمل، وهذا الطريق قاصر على طبقة البراهمة، فالبراهمي الناسك يتبع طريق الصوم والزهد والتقشف مع التركيز العقلي الشديد أن اليوجا، ومعنى كلمة "يوجا" أي نير، فاليوجا هي التي تخلص النفس وتحررها من نير الجسد ومن نير الشهوات، وعن طريق اليوجا يستطيع الإنسان أن يهيمن على نفس، بل على الآلهة أيضًا.
يقولون " إن العلم والنار والطعام والتراب والقلب والماء والطلى بخثي البقر والهواء والطقوس الدينية والشمس والزمن، كل أولئك تُطهّر جسم الإنسان... إن البدن يُطهَّر بالماء، أما الجوف فيُطهّر بالصدق، ويُطهّر الروح بالعلوم المقدَّسة وبالعبادات، ويُطهّر القلب بالعلم الصحيح " (112).
يتصوَّر الهندوسيون أن متوسط حياة الإنسان مائة عام، فيقسمون هذه الحياة إلى أربعة مراحل متساوية، في المرحلة الأولى ينصب اهتمام الإنسان على الحصول على التربية المناسبة الجسدية والعقلية والروحية، وفي المرحلة الثانية ينصب اهتمام الإنسان على تكوين الحياة العائلية وإنجاب الأولاد، وفي المرحلة الثالثة ينصب اهتمام الإنسان على خدمة المجتمع بدون مقابل، أما المرحلة الرابعة والأخيرة فيتفرغ فيها الإنسان من كل الأمور الدنيوية ويهتم بالأمور الروحية، فيعيش كناسك متجول بين الغابات والوديان، منفصلًا عن المجتمع والأسرة وكل ارتباط آخر.
ويتلزم الهندوسيون بشرائع " منُّو سمرني " حيث يعتبرون أن منُّو هو أبو البشر، ويخضعون لشريعته التي تحض على الوصايا التالية:
1- لا تؤذي مخلوقًا حيًا.
2- أن تقول الصدق.
3- ألاَّ تسرق.
4- أن تعيش طاهرًا.
5- أن تضبط شهواتك.
وأيضًا شرائع " منُّو سمرني " التي يلتزم بها الهندوسي ولاسيما النساك منهم ما يلي:
" إن الذي أوتى كل شيء، والذي تخلى عن كل ما كان في يده، فهذا خير من ذاك "
" على طالب العلم أن يتجنب الحلوى واللحوم والروائح الطيبة والنساء، وكذلك يجب عليه ألاَّ يدلك جسده بماء له رائحة طيبة، ولا يكتحل، ولا يلبس حذاء، ولا يتظلل بالشمسية، وعليه ألاَّ يهتم برزقه بل يُحصّل رزقه بالتسول".
" وعندما تدخل في الشيخوخة عليك بالتخلي عن الحياة الأهلية وبالإقامة في الغابة، وإذا أقمت في الغابة فليس لك أن تقص شعرك ولحيتك وشواربك، ولا أن تقلم أظافرك".
" وليكن طعامك مما تنبته الأرض وتثمره الأشجار، ولا تقطف الثمر بنفسك، بل كل منه ما سقط من الشجرة بنفسه، وعليك بالصوم، تصوم يومًا وتفطر يومًا، وإياك واللحم والخمر".
" عوّد نفسك على تقلبات الموسم، فاجلس تحت الشمس المحرقة، وعش أيام المطر تحت السماء، وارْتَدِ الرداء المبلَّل في الشتاء".
" لا تفكر في الراحة البدنية، اجتنب سائر الملذات، لا تقترب من زوجتك، نَمْ على الأرض ولا تأنس بالمكان الذي أنت فيه".
" لا تفرح للزبد، ولا تحزن على الرديء".
(راجع موسوعة الأديان في العالم ص 13).
من التقاليد الهندوسيَّة إكرام الوالدين والمعلمين فيقولون " ليس بالمستطاع مكافأة الوالدين، حتى ولو بمائة سنة، على ما يقاسيانه من العذاب في نسل الأولاد... على التلميذ أن يقوم على خدمة الأبوين والأستاذ بما يرضيهم " (113) وقالوا أيضًا " لا تجلس على الحصير أو الفراش الجالس عليه من هو أكبر منك قدرًا، وإذا كنت جالسًا ودخل عليك من هو أكبر منك قدرًا فقم له واستقبله وسلم عليه " (114).
أما عن حسن السلوك، فالهندوسي إنسان يسعى للنعيم الأخروي، ولذلك فهو لا يرد الإساءة بمثلها، ويقولون " لا تؤذ غيرك ولو أُذيت " (115) وتحرم الهندوسيَّة شرب الخمر، وأخذ الرشوة، وعدم الإخلاص في العمل ولاسيما الأطباء. كما تُحرّم تقاضي أجرًا مقابل تعليم الطقوس الدينية، وتحض على معاقبة السارق بقطع إصبعيه أول مرة، ثم قطع يده وقدمه في المرة الثانية، ثم قتله وربما صلبه في المرة الثالثة، وأيضًا تُحرّم الهندوسيَّة القمار فيقولون " على الملك أن يمنع المقامرة والرهان في مملكته لأنهما يبيدان المُلك... على الملك أن يعمل جهد طاقته لإبادة المقامرين والمراهنين لأن القمار والرهان سرقة ظاهرة " (116).
يُقدّس الهندوس الأبقار، فيتركونها تتجول في الشوارع كما تشاء، ويحرِّمون ذبحها، ويطعمونها ويعاملونها برفق ويتباركون منها، وفي المدينة المقدسة " بناريس " تكاد تسد الشوارع وتعطل حركة المرور، ومع ذلك فإنهم يعاملونها باحترام شديد وحنان بالغ رغم تأثيرها السيئ على إقتصاديات البلاد. فقط يشربون ألبانها ولاسيما أن اللبن يعتبر طعام أساسي لدى الهنود، فالحكومة توفر لكل فرد مهما كان فقيرًا نصف كيلو لبن يأخذه في شكل لبن أو زبادي. كما يصنعون من روث البقر وقودًا، وقد يستخدمون البول للعلاج، ويحتفظ الكهنة ببول البقر في أوعية ويرشونه على الجمهور بعد الانتهاء من طقوسهم في المعبد.
وفي الهندوسيَّة لا يوجد فرق كبير بين الإنسان والحيوان، فكل منهما من وجهة نظر هندوسية له روح خالدة، حتى أنهم يقولون أن الأم الطبيعية تُرضع طفلها اللبن سنتين أما البقرة فإنها تعطيهم اللبن طوال العام، ولذلك ففي الفكر الهندوسي أن البقرة تمثل أم الإنسان، فيقول المهاتما غاندي " عندما أرى بقرة لا أعدُّني أرى حيوانًا، لأني أعبد البقرة وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع... وأمي البقرة تفضُل أمي الحقيقية في عدة وجوه، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتطلب منا خدمات طوال العمر نظير هذا، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائمًا، ولا تطلب منا شيئًا مقابل ذلك سوى الطعام العادي. وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة، ولكن أمنا البقرة تمرض فلا نخسر لها شيئًا ذا بال، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حيَّة، لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون " (117)
يتميز الفكر الهندوسي بظلم المرأة، فهي تحت الوصاية طوال حياتها، فقبل زواجها تكون خاضعة لأبيها، وفي فترة زواجها تخضع لزوجها وتحترمه كما تحترم الآلهة، مهما كان قاسيًا وعاريًا من كل فضيلة، أو كان غير مخلصًا لها، حتى أنها لو رأت زوجها يحب امرأة غيرها، عليها أن لا تقصر في خدمته، بل تظل على إخلاصها وحبها له، ولا تقوم بعمل بدون رأي زوجها حتى لو كان، ولا تنذر نذرًا بدون علمه، ولا تصوم بدون إذنه.
ولم يكن للمرأة حق في الميراث حتى عام 1956م عندما صدر قانونًا من الحكومة الهندية يقرّر لها الحق في الميراث، وكان بعض الهندوس يُجهضون الأجنة الإناث، وبعض الفقراء يقتلون الإناث عقب ولادتهن، ولهذا أصدر البرلمان الهندي سنة 1994م قانونًا يحظر عدم إجراء أية فحوص طبية لمعرفة نوع الجنين، حتى لا تكون لديهم مساحة من التفكير في إجهاض الإناث، وللرجل الهندوسي حق تطليق زوجته ولم يعطِ للمرأة الهندوسيَّة هذا الحق.
أما قمة المأساة بالنسبة للمرأة الهندوسيَّة فتتمثل في حرقها وهي حيَّة مع جثمان زوجها الذي مات، وكثيرًا ما يكون الرجل طاعن في السن بينما الزوجة في سن الشباب، فعليها أن تضحي بحياتها، وعلى الأبناء أن يتحملوا فقدان الأب والأم معًا، وعندما كانت بعضهن تحاول الإفلات من هذا المصير التعس كانوا يزجون بهنَّ في النار المتقدة، وأحيانًا كانوا يُخدّرون مثل هذه الزوجة العازفة عن الموت ويقودونها إلى الحرق، ولم تنتهِ هذه الجريمة إلاَّ عام 1829م على يد المصلح الهندوكي " رام موهان روي " (1772 – 1833م) وساعده في هذا صدور قانون من قبل الاستعمار البريطاني يمنع هذه الجريمة سنة 1830م.
يسود البؤس والتشاؤم في الهندوسيَّة، فجاء في كتاب " يوجا وأسستها " Yoga Wasistha الذي يعتبره " سوامي رام تيرنها " أنه أعظم كتاب أُلف تحت السماء عن استحالة حصول الإنسان على السعادة في هذه الحياة " السعادة لا سبيل لها في هذا العالم الذي خُلقت كل نفسه فيه لتموت، كل شيء في هذا العالم سائر إلى الزوال والفناء، مسرات هذه الحياة ليست إلاَّ خداعًا وأوهامًا، وقد سقطت الأفراح على الأحزان، أجل لم يشترنا أحد كما يُشترى العبيد، ولكننا نعمل كأننا عبيد مسخرون " (118) وقالوا إن النفس لا تجد شبعها أبدًا في هذه الحياة " الرغبة فينا متقلقلة دائمًا كالقرد، والنفس لا تشبع أبدًا، ولا تقنع بما في اليد، ولا تزال وثابة إلى مالا نهاية، ومهما أشبعتها ازدادت جوعًا وطموحًا " (119).
فالهندوسيَّة لا تهتم بالفرد بقدر اهتمامها بالجماعة أو الطبقة التي ينتمي إليها، ولا تشجع الهندوسيَّة أتباعها على الهجرة من مكان إلى آخر ولو بحثًا عن الرزق، لأن الهندوكية المتزمتة ترتاب في الإنسان الذي يُغيّر مسقط رأسه ويذهب إلى مجتمع جديد مثل المجتمع الأوربي أو الأمريكي ذات الشعائر المختلفة، ولذلك تجد نحو 90 % من الهندوس يعيشون ويموتون في مسقط رأسهم، وتميز الهندوسيَّة بين الناس، فبالإضافة إلى ما وضعته من طبقات أربعة في المجتمع وكل إنسان يلتزم بالطبقة التي وُلِد فيها لا يقدر بأي حال أن يتعداها، فإن الهندوسيَّة تفاضل بين الناس، فتفضل الإنسان النباتي عن الذي يتناول اللحوم، وتفضل الذي يتزوج مبكرًا عن الذي يتأخر في زواجه، وتفضل الموظف عن العامل الحرفي وهلم جرا...
_____
(109) موسوعة الأديان في العالم ص 90.
(110) موسوعة الأديان في العالم ص 152.
(111) موسوعة الأديان في العالم ص 94.
(112) موسوعة الأديان في العالم ص 103.
(113) موسوعة الأديان في العالم ص 111.
(114) المرجع السابق ص 111.
(115) المرجع السابق ص 112.
(116) المرجع السابق ص 112.
(117) موسوعة الأديان في العالم ص 80.
(118) موسوعة الأديان في العالم ص 131.
(119) المرجع السابق ص 131.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/crooked-denominations/hinduism.html
تقصير الرابط:
tak.la/zgd3gf3