يقول الأخوة الكاثوليك أن رأس الكنيسة الغير منظور هو الرب يسوع. أما رأس الكنيسة المنظور فهو بطرس الرسول ومن بعده خليفته على كرسي روما، فالمسيح الصخرة غير المنظورة وبطرس هو الصخرة المنظورة، " أية جماعة بدون رأس؟ فللأبناء أب واحد، وللمملكة ملك واحد، وللجمهورية رئيس واحد " (43)
"الكنيسة واحدة لها رأس غير منظور بمثابة النفس من الجسم مصدر كل الحياة أعنى المسيح، ولها رأس منظور للجسم المنظور الممتد من أقصى المسكونة إلى أقصاها أعنى بها سيدنا البابا الحبر الأعظم خليفة وسليل بطرس الرسول على كرسيه نائب السيد المسيح بأمره" (44)
"كل هيئة ومؤسَّسة ليس لها رئيس تخرب لا محالة... والكنيسة مؤسَّسة إلهيَّة وبشريَّة في ذات الوقت. فهي إلهيَّة من حيث مبادئها وأهدافها ومؤسّسها السيد المسيح، وهي بشريَّة من حيث أن أعضاءها جميعًا من البشر وليسوا من الملائكة أو الأرواح، فوجب أن يكون لها رئيس إلهي وهو السيد المسيح مؤسّس الكنيسة ورأسها، ولا بُد أن يكون لها رئيس بشرى منظور من البشر، وقد كان السيد المسيح حين أسَّس الكنيسة يجمع بين الصفتين فهو إله وهو إنسان وبذلك كانت رئاسته إلهيَّة بشريَّة، ولكن بعد صعوده إلى السماء أصبح غير منظور للبشر فوجب أن يترك له خليفة على الأرض " (45)
كما يقولون " أن الديانة المسيحية تستند على قاعدتين هما الأساس أن المسيح عمانوئيل والبابا نائبه " (46) ولذلك فإن كل من لا يؤمن بالبابا فهو أشر من غير المؤمن، وأن بطرس هو الأساس وكل من لا يستند عليه ليس من الكنيسة (47).
توضيح:
لا يمكن قبول فكرة تقسيم السلطة بين السيد المسيح وبطرس الرسول لأن معنى هذا التقسيم أن السيد المسيح يكون له سلطان على الكنيسة المنتصرة في السماء فقط والبابا يكون له سلطان على الكنيسة المجاهدة في الأرض، ولو قلنا أن بطرس الرسول ومن بعده خليفته بابا روما له السلطان المطلق والرئاسة العامة على الكنيسة المنظورة فهل معنى هذا أن السيد المسيح ليس له سلطان ورئاسة على هذه الكنيسة المنظورة..؟! إن كان سلطان الابن قبل التجسد كان في السماء وعلى الأرض، وأثناء التجسد كان له السلطة على الكنيسة الأولى (جماعة الرسل) فهل يُعقَل أنه بعد الفداء والقيامة والصعود قد تخلى عن سلطانه على الكنيسة المجاهدة؟!
وعندما نفترض جدلًا أن بابا روما هو رأس الكنيسة لأنه نائب المسيح، فعند موته ولحين إقامة بابا آخر هل تصبح الكنيسة بلا رأس؟
وهل السيد المسيح أناب بابا روما عنه؟
متى وأين وكيف؟
وهل يصح أن نضع الاعتراف برئاسة البابا على قدم المساواة مع الاعتراف بألوهية السيد المسيح؟
وهل بدون الاعتراف برئاسة البابا يفقد الإنسان مسيحيته حتى لو كان معترفًا بألوهية المسيح؟
وهل معنى هذا أن جميع الأرثوذكس والبروتستانت لا يُعدُّوا مع المسيحيين لأنهم لا يعترفون بإنابة السيد المسيح للبابا؟
وكيف يكون بطرس الإنسان هو أساس الكنيسة؟
هل بطرس هو الذي افتدى الكنيسة بدمه؟ وهل هو عريسها الكنيسة؟
هل بطرس هو الذي ذهب ليعد للكنيسة مكانًا؟ وهل هو الذي سيأتي ليأخذنا إلى ملكوته؟
أن الإنجيل يعلمنا بآيات كثيرة وصريحة وواضحة أن السيد المسيح هو رأس الكنيسة وليس بطرس الرسول:
" وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة" (اف1: 22).
" ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح" (اف4: 15).
" وهو رأس الجسد الكنيسة" (كو1: 18).
يقول كيرلس مقار البطريرك الأول للأقباط الكاثوليك بعد عودته للأرثوذكسية: "إن كتب العهد القديم تُميّز الكنيسة باسم (المملكة) والأناجيل تدعوها (مملكة السماء) وأنت (أيها الأخ الروماني أي الكاثوليكي) تنزلها دائمًا بقولك أن الكنيسة هي ملكة بطرس والبابا، أما بالنسبة لنا فهذه المملكة هي هي وتبقى دائمًا مملكة يسوع المسيح وحده الذي قيل عنه: أن الأب مسح مُلِكه على صهيون الجبل المقدس، والذي قال عنه الآب: أنت ابني أنا اليوم ولدتك اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض ملكًا لك (مز2: 6-8).. هذا ما أقوله لك أن الرب يسوع بصعوده إلى السماء لم يكف عن أن يكون ملكًا... وأول عمل أفتتح به ممارسة تملُّكه على الكنيسة (بعد الصعود) هو انسكاب روحه يوم عيد الخمسين على المجمع الرسولي...
ألم تقل (أيها الأخ الكاثوليكي) إذًا أبدًا أن المخلص بصعوده إلى السماء تبرأ من أن يمارس مُلِكه على الكنيسة ولهذا السبب وضع قضيب ملكه بين يدي بطرس؟ أن الرب يسوع بصعوده إلى السماء لم يجعل بطرس ولا شخصًا آخر وارثًا لمُلِكه على الكنيسة، وإنما جعل بطرس والآخرين سفراءه ووكلاء سرائره (1كو3: 5؛ 4: 1) إن سفير الملك ليس هو الملك، والمملكة ليست للسفير بل لمن جعله سفيرًا، ونفوذ السفير في المملكة ليس نفوذًا ملكيًا وإنما نفوذ سفيري محدود... ثم ماذا تريد أن تعنى (أيها الأخ الكاثوليكي) بقولك أن يسوع المسيح عيَّن بطرس خليفته على الأرض سوى أن الرب يسوع الذي أصبح بعد صعوده إلى السماء غير أهل أن يمارس سيادته الملكية على الكنيسة التي كانت على الأرض فنقل هذه السيادة إلى رأس بطرس" (48)
السيد المسيح هو رأس الكنيسة، والكنيسة بها رتب كنسيَّة للرئاسة المحلية من أجل النظام، وجميع الباباوات والبطاركة هم أخوة ليس فيهم رئيس ومرؤوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولا يوجد رئيس للمسيحية ولا خليفة ولا نائب للمسيح كما سنرى فيما بعد، والسيد المسيح هو رئيس الرعاة وليس بطرس الرسول حسب قوله "ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط5: 4).
يا ربي يسوع المسيح يا رأس الكنيسة الممجد في كنيستك اعطنا اليقظة الروحية وحياة التوبة النقية لننال إكليل المجد الذي لا يبلى... بطلبات بطرس الرسول يا رب أنعم لنا بمغفرة خطايانا.
_____
(43) الرئاسة البابوية الأب بولس نصير ص125.
(44) مرشد الأرثوذكس الكاثوليكي - الأنبا الكسندروس اسكندر سنة 1960م ص9.
(45) إيماننا القويم ج1 الأب مكسيموس كابس ص76، 77 .
(46) البوق الإنجيلي ص129.
(47) بطرس الرسول هل هو رئيس الكنيسة؟ للقس بولس عطية بسليوس راجع ص63.
(48) الوضع الإلهي في تأسيس الكنيسة ص 13-16.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/peter.html
تقصير الرابط:
tak.la/74zavx3