يقول الأخوة الكاثوليك وردَّ بالكتب الطقسية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما يثبت رئاسة بطرس ولكن "يلاحظ أن سوء المأرب قضى على كلام ومعتقد الآباء بالحذف من الكتب المطبوعة حاليًا"(88) ومن أمثلة هذه الأدلة:
ورد في قطمارس شهر توت بالمطبعة القبطية الأهلية طبعة سنة 1588ش " أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي" (ص49، ص91) وفي شهر أبيب " الأول سمعان الذي يدعى الصخرة " ص12، ص111).
وورد في السنكسار المدَّون بخط اليد قبل سنة 1914 تحت يوم 5 أبيب " أن المسيح أقام بطرس رئيس الكنيسة وجعله لها ركنًا وأساسًا ثم صيَّره رأس الرسل والصخرة التي تبنى عليها بيعته، وحيث أنه كان شديد الإيمان والحدة والغيرة استحق أن يصير رأس التلاميذ " وتحت 7 مسرى " فمن هذا اليوم صار (بطرس) رئيسًا للتلاميذ وصار خليفة هذا الرسول برومية له الرئاسة على سائر بطاركة الدنيا في الأقاليم كلها... " (89)
وجاء في كتاب اللقان والسجدة للقمص باخوم البراموسي طبعة سنة 1921 "الأول في الرسل يدعى سمعان بطرس وهو أيضًا الذي أُئتمن على مفاتيح ملكوت السموات" (90)
وفي صلاة القسمة لصوم الرسل "أما بطرس وبولس هامتا الرسل"، وفي تحليل الأب بالقداس الإلهي " أنت الذي قلت لأبينا بطرس من فم ابنك الوحيد أنت هو الصفاة وعلى هذه الصخرة أبنى بيعتي".. " هذا التحليل يرتكز على السلطان المُعطى لبطرس وسُمي تحليل الأب لأن بطرس أب الكنيسة "أنت الذي وقلت لأبينا بطرس... " (91)
وفي ذوكصولوجية 5 أبيب " الأول في الرسل يدعى سمعان بطرس وهو أيضًا الذي أُئتمن على مفاتيح ملكوت السموات، والآخر أيضًا يوحنا المحبوب جدًا اتكأ على صدر مخلصنا، وبقية التلاميذ لهم الكرامة من أجل رسوليتهم لأنهم تبعوا مخلصنا " (92)
" السلام لأبينا بطرس رئيس الرسل وخليفة يسوع المسيح. السلام لأبينا بطرس الذي جعله يسوع المسيح هامة الرسل " (93)
وفي مديحة صوم الرسل بكتاب مدائح الخدمة الكنسية جمع وتنقيح المعلم فرج عبد المسيح والأرشيذياكون جميل توفيق إبراهيم طبعة 1959م ورد في ص468، 469 بعض الأبيات التي تؤكد رئاسة بطرس الرسول وهي:
توضيح:
إن كان هناك بعض الأفكار الغير الأرثوذكسية قد تسرَّبت إلى كتبنا الطقسية فلا مانع أن نصحح هذه الأفكار. هذا ليس بعيب ولا سوء قصد ومأرب ولا تغيير لمعتقد الآباء كما يقولون، ومع هذا فإن هناك عشرات الأدلة من داخل الكتب الطقسية واللاهوتية وأقوال الآباء تثبت بشكل قاطع أن كل الرسل أخوة ليس بينهم رئيس ومرؤوس.
وما جاء في بعض الكتب من القول بأن "الأول سمعان وهو الذي أُئتمن على مفاتيح الملكوت" مثلما وردَّ في قطمارس شهر أبيب وكتاب اللقان والسجدة فهذا يتفق مع ما ورد في الإنجيل، ولكن المهم كيف نفهم لفظ الأول..؟! وكما أُئتمن سمعان على مفاتيح الملكوت هكذا كل إخوته الرسل... أليس كذلك؟!
وإن كان الأب الكاهن يصلى في صلاة القسمة "أما بطرس وبولس هامتا الرسل فقد كان ظل أحدهما يشفى الأمراض وعصائب ومناديل الآخر تُذهِب الأمراض وتُخرِج الأرواح الشريرة " فهل معنى هذا أن هناك رئيسان في المسيحية هما بطرس الذي يمثل الكارزين لأهل الختان وبولس الذي يمثل الكارزين للأمم؟! لا أظن أن الأخوة الكاثوليك يوافقون على هذا، وعلى كلٍ لكيما لا يسئ أحد فهم هذه العبارة فقد قرَّر المجمع المقدس لكنيستنا القبطية في جلسة 17/6/1989م " في قسمة صوم الرسل بالخولاجي قرَّر المجمع تصحيح عبارة بولس وبطرس " هامتا الرسل " لتصير بطرس وبولس الرسولان". " (94)
أما ما وردَّ في صلاة تحليل الأب "أنت هو الصفاة" فقد تم تصحيحه في الطبعات اللاحقة "أنت هو بطرس" (95)، وهذا هو النص الصحيح حسب الأصل اليوناني، وهذا ما أورده الأب مكسيموس كابس وهو يذكر نفس التحليل فيقول:
"وفي القداس الإلهي يقول الأب الكاهن تحليل الأب: أيها السيد الرب الإله ضابط الكل شافي نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا. أنت الذي قلت لأبينا بطرس من فم ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أنت هو بطرس وعلى هذه الصخرة أبنى بيعتي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها... "(96)
كما تلاحظ يا صديقي في تحليل الخدام مثلًا يصلى الأب الكاهن".. كل الشعب وحقارتي يكونوا محاللين من فم الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس ومن فم الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية ومن أفواه الاثني عشر رسولًا ومن فم ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول... " ولم يذكر اسم بطرس الرسول... فلو كان مستقرًا في الكنيسة أن بطرس هو رئيس الكنيسة ورئيس الرسل وخليفة ونائب المسيح أما كانت تذكر الكنيسة اسمه في تحليل الخدام والمجمع وخلافه على رأس قائمة القديسين؟!
وورد في ابصالية آدام صوم الرسل "هؤلاء هم أسس الأرثوذكسية الذين وضعوا الإيمان في الكنيسة... أولئك الاثني عشر الأحجار الجوهرية والاثنان والسبعون تلميذًا المختارين"، وجاء في إبصالية واطس صوم الرسل "كراسي مقدسة حقيقية تجلسون عليها وتدينون رجال الأجيال" فيظهر من النصين مساواة الرسل معًا بدون تمييز لأحد منهم على الآخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... هذه مجرد أمثلة قليلة جدًا. أما ما يرد في بعض الترانيم والمدائح فهذا مرجعه أن الإنسان الذي له موهبة نظم الشعر قد يكون علمه اللاهوتي بسيطًا واضحًا مما يؤدى إلى توارد أفكار غير أرثوذكسية بدون قصد، ولذلك تقوم الكنيسة الواعية بين الحين والآخر بالتنقيح والتصحيح.
_____
(88) مرشد الأرثوذكسي الكاثوليكي للأنبا ألكسندروس اسكندر ص20.
(89) المرجع السابق ص21.
(90) المرجع السابق ص24.
(91) المرجع السابق ص25.
(92) المرجع السابق ص24، 25 .
(93) المرجع السابق ص25 .
(94) القرارات المجمعية في عهد صاحب القداسة والغبطة البابا شنودة الثالث ص64.
(95) الخولاجي المقدس طبعة مكتبة المحبة ص138.
(96) إيماننا القويم ج1 ص92، 93.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/peter-coptic.html
تقصير الرابط:
tak.la/yn8mbg3