س2: هل سيحاكم الوثنيون المؤمنين؟ أو يصبحون وسطاء رحمة وخلاص لهم؟
يقول الأب لاسلو صابو اليسوعي "ففي يوم الدينونة سيحكم النينويون الذين تابوا بإنذار يونان على شعب الداخل... (مت12: 41).. أكان يمكن اليهود أن يتخيَّلوا أن الوثنييّن سيحاكمونهم؟ ولكن نرى هنا أن مَنْ هم في الخارج يحكمون على مَنْ في الداخل. وقد يجوز أن نبلغ باستنتاجنا حدّ القول أنه يمكن الذين هم في الخارج أن يصبحوا وسطاء رحمة الله، وسطاء خلاص للذين هم في الداخل!.. أن الدينونة ليست فصلًا بين يهودي وغير يهودي، أو بين مسيحي وغير مسيحي، فسبيل الأبرار (السراط المستقيم) لا يقوم على صعيدٍ ديني، بل على صعيدٍ الهي وأخلاقي إلى حد كبير " (568)
ويقول الأب فاضل سيداروس اليسوعي: "فالذين كانوا يظنون أنهم من أهل الخلاص أي المؤمنون بيسوع المسيح والمعمَّدون والمنتمون إلى الكنيسة -سوف يفاجأون أنهم ليسوا أهلًا للملكوت وأما الذين كان المؤمنون يستبعدونهم عن الملكوت- أي غير المؤمنين غير المعمَّدين وغير المنتمين إلى الكنيسة- فأولئك سوف يتنعمون بالملكوت سوف يأتي الناس من المشرق والمغرب ومن الشمال والجنوب فيجلسون على المائدة في ملكوت الله".. "أن العشارين والبغايا يتقدمونكم إلى ملكوت الله" (مت21: 31) فعكَس يسوع معايير الخلاص والدخول في الملكوت ليبيّن فائق رحمة الله وشديد رغبته في خلاص البشر بأجمعهم، على نقيض الذين يحصرونه على فئة معينة ويعتبرون أنفسهم مخلّصين بمنطق هو بالفعل منطق الفريسيين.
وتطبيقًا لذلك كله صرَّح آباء المجمع الفاتيكاني الثاني فهم الكنيسة لخلاص غير المعمدين بعبارات تستحق العودة إليها".. أما الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فإنهم متجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة.." (الدستور العقائدي في الكنيسة رقم 16) " (569)
توضيح:
النص السابق الذي يعبر عن حال لسان الأخوة الكاثوليك يشمل عدَّة مغالطات، فأولًا: القول بأن الوثنييّن سيحاكمون شعب الله قول خاطئ لأنه يعنى أن الشيطان سيحكم بواسطة اتباعه على أبناء الله، والحقيقية أن أهل نينوى كانوا فيما قبل وثنيون فتابوا عن عبادتهم المرذولة واكتشفوا خداع الشياطين لهم وآمنوا بإله يونان فرفضوا أوثانهم ولم يعودوا إلى شياطينهم ولو عادوا إليها وتركوا الإله الحقيقي لهلكوا وما كان الرب يسوع يذكر اسمهم في العهد الجديد.
وثانيًا: القول بأن من هم في الخارج سيحكمون على من هم في الداخل قول غير صحيح، لأن الذين في الخارج سيظلون في الخارج، ولا يمكننا أن نتصور أن إنسانًا يحمل خطيته الجديَّة والفعلية ويسرى عليه حكم العدل الإلهي بالموت يتبدل فجأة في الدينونة فيصبح مبرَّرًا بل حاكمًا وديانًا للقديسين، ولكن الحقيقة أن الذين كانوا فيما قبل في الخارج بلا إله، ولكن بعد أن عرفوا المسيح صاروا آل بيت الله...
وثالثًا: هذا النص نص "لا ديني" لا يصدر من إنسان له دين إنما يصدر من إنسان لا يعترف بالدين ولا يقيم له وزنًا... إنما يقيم الوزن بناء على الأعمال وينظر إليها كوسيلة للخلاص، وهذه مغالطة لاهوتية في منتهى الخطورة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأنها تعنى ببساطة شديدة أن تجسد الله وصلبه وموته وقيامته أعمال لا لزوم لها إنما هي عبث في عبث، لأنه ما دامت الأعمال تخلص الإنسان بغض النظر عن إيمانه بالمصلوب فما هو المبرر للصلب ورحلة آلام الموت..؟! صدقوني يا أحبائي لو أن الأب لاسلو نظر نظرة واحدة فقط بفهم وتمعن لإكليل الشوك أو الجنب المطعون أو عرى ابن الله أو المسامير ما كان يجرؤ أبدًا أبدًا أن ينطق بمثل هذه الأقوال ويدوس دم العهد الجديد.
_____
(568) هل من خلاص لغير المسيحيين - مؤتمر حول " لاهوت الأديان " وساطات الخلاص في ضوء الكتاب المقدس ص289، 290.
(569) سرّا المعمودية والتثبيت ص81، 82.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/non-believers-salvation-judgement.html
تقصير الرابط:
tak.la/v9rhz4f