St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

363- ثانيًا: الكنيسة الكاثوليكية توافق على الزواج بغير المؤمنين: التفسيح البولسي | الإنعام البولسي

 

تعريف:

الزواج بغير المؤمنين كما يقول نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية "الزواج بغير المؤمنين هو تشريع قانوني تقبله الكنيسة الكاثوليكية وتعتبره نوعًا من التساهل أو التفسيح، يصدر به تصريح من الأسقف المسئول، وتستند في ذلك إلى ما تسميه (بالتفسيح البولسي) نسبة إلى القديس بولس الرسول الذي لم يقصد أن يعطى تفسيحًا مثل هذا على الإطلاق.

ومن العجيب أن الكنيسة الكاثوليكية - في الوقت الذي ترفض فيه التصريح للشخص الذي خانته زوجته مع رجل آخر أن يطلقها ويتزوج بغيرها - فإنها تقبل أن يتزوج الطرف المسيحي بطرف غير مسيحي.. أيًّا كانت ديانته حتى ولو كان ملحدًا!! وأن يتم ذلك الزواج داخل الكنيسة وبحل منها، وأن تبارك هذه العلاقة أو أن يتم خارج الكنيسة أو أن يتم على مرحلتين بأن تصلى الكنيسة على الطرف المسيحي في الكنيسة وتصلى على الطرف غير المسيحي خارج الكنيسة أو أن تصلى على الطرف المسيحي وحده ويكون الطرف الآخر -الغير مسيحي- غائبًا إذ أنه لا يقبل أحيانًا- أي الطرف الغير مسيحي - أن يدخل الكنيسة. كما لا يقبل أحيانًا أن يضع الكاهن يده فوق رأسه، وبهذا يتم الزواج في غياب أحد الطرفين " (541)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

التقلب العجيب:

الأمر العجيب ذاك التقلب العجيب في تشريع الكنيسة الكاثوليكية وذاك الانفتاح المدمر للكيان الأسري، فالكنيسة الكاثوليكية تقسّم الزواج إلى زواج المعمَّدين وزواج غير المعمَّدين، فجاء في مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي تحت رقم 658 "الزواج أما زواج معمَّدين وأما زواج غير معمَّدين" (542) وكانت الكنيسة ترفض الاعتراف بالزواج بغير المؤمنين فجاء تحت رقم 66 " أما زواج غير المعمَّدين فهو من اختصاص السلطة المدنية.. أما الكنيسة فلا شأن لها في هذا الزواج، وبالتالي فإن شرائعها الزواجية لا تطبق على اليهود ولا المحمديّين (المسلمين) أو الوثنيّين أو غيرهم ممن لم يقبلوا سر العماد " (543)

وجاء في موانع الزواج تحت رقم 692 " في اختلاف المذهب.. يُحرم هذا المانع بحكم الشرع الكنسي تزاوج معمَّدين إحدهما كاثوليكي والآخر مُنتَم إلى بدعة هرطوقية أو منشقة.. يجب أن يكون عماد الطرفين أكيدًا.. فإذا تبين أن الهرطوقي غير معمد كان المانع بينهما مانع اختلاف دين مبطل للزواج " (544)

وجاء التأكيد على هذا مرارًا وتكرارًا فمثلًا تحت رقم 693".. فليس لابنة كاثوليكية بسبب مانع اختلاف المذهب أن تتزوج كاثوليكيًا جحد إيمانه أو أنتمي إلى مذهب ينكر وجود الله أو يعترف بهذا الوجود كالمذهب اليهودي أو المحمدي، وقال بعض العلماء بأن مانع اختلاف المذهب لا يمنع هذه الابنة أن تتزوج بروتستانتيًا {بدون مذهب} ولكنهم يوجبون معاملة هذا البروتستانتي معاملة الخاطئ المُشتهَر " (545)

St-Takla.org Image: A Catholic priest performing Holy Matrimony prayers (marriage) for a couple, 5 - People inside the Basilica of Santa Maria in Ara Coeli, Rome, Italy. Established in the 12th century. The Church beside the Military Museum. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 21, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: كاهن كاثوليكي يقوم بطقس صلاة سر الزيجة (الزواج) لعروسان جدد، 5 - صور أشخاص في كنيسة القديسة مريم سيدة هيكل السماء، روما، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية أنشئت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتقع بجانب المتحف الحربي - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 سبتمبر 2014.

St-Takla.org Image: A Catholic priest performing Holy Matrimony prayers (marriage) for a couple, 5 - People inside the Basilica of Santa Maria in Ara Coeli, Rome, Italy. Established in the 12th century. The Church beside the Military Museum. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 21, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كاهن كاثوليكي يقوم بطقس صلاة سر الزيجة (الزواج) لعروسان جدد، 5 - صور أشخاص في كنيسة القديسة مريم سيدة هيكل السماء، روما، إيطاليا. وهي كنيسة كاثوليكية أنشئت في القرن الثاني عشر الميلادي، وتقع بجانب المتحف الحربي - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 سبتمبر 2014.

وقد أورد الأرشمندريت حنانيا إلياس نصوص بعض القوانين التي تمنع الزواج بغير المؤمنين مثل القانون العاشر من قوانين مجمع اللاذقية " لا تتزوجن مبتدعًا " (546) والقانون31 لنفس المجمع " لا يجوز أن نعطى أولادنا بالزواج إلى المبتدعين يتخذون مصاهرة المؤمنين سبيلًا لإفساد أفكارهم ودفعهم إلى اعتناق تعاليمهم الفاسدة " (547)، والقانون 72 من قوانين مجمع ترولو (المجمع الخامس والسادس) "أنه لا يجوز لرجل أرثوذكسي أن يتزوج امرأة مبتدعة، ولا لامرأة أرثوذكسية أن تتزوج رجلًا مبتدعا فإذا اتفق حدوث شيء من هذا الطلب من المتزوجين اُعتبرت زيجاتهم باطلة ويجب فسخها إذ لا يحسن مخالطة من لا تجوز مخالطته، أو أن يعيش الخروف مع الذئب، أو أن يكون نصيب شعب المسيح مع الخطاة، وكل من خالف أوامِرنا فليقطع (وجاء في خلاصة القانون) "الزواج الذي يعقد بين مؤمن ومبتدع باطل " (548)

وبعد كل هذا التدقيق والتشديد والمنع تأتى الكنيسة الكاثوليكية دون غيرها من جميع الكنائس المسيحية وتخترع التفسيح البولسي فتحل ما قد منعته وتحلل ما قد حرمته بشدة، فجاء تحت رقم 701 في مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي " باطل هو زواج غير المُعَمد بالمُعَمد في الكنيسة الكاثوليكية.. يُفسح (يسمح) في مانع اختلاف الدين بنفس الشروط التي يُفسح فيها في مانع اختلاف المذهب (أي ينتفي كل خطر على إيمان الطرف الكاثوليكي وعلى نسله) " (549)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

التفسيح البولسي:

يقول الأخوة الكاثوليك أن بولس الرسول عندما قال "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضى أن يسكن معها فلا تتركه لأن الرجل غير المؤمن مُقَّدس في المرأة والمرأة غير المؤمنة مقَّدسة في الرجل. وإلاَّ فأولادكم نجسون. وأمَّا الآن فهم مقدَّسون" (1كو7: 12-14) فإنه كان يقصد أن يمنح المؤمنين سماحًا من عنده بالزواج بغير المؤمنين، فيقول الأب مكسيموس كابس تعليقًا على هذا النص " يقول القديس بولس أن هذا التفسيح هو من عنده وليس من عند الرب. أي أن هذه الشريعة لا تنقض كلام الرب. وبالتالي يوصي القديس بولس بالبقاء معه إذا لم يكن هناك خوف على إيمان المؤمن أي خلاصه كما يظهر من تتابع الآيات. وأما إذا كان هناك خوف بإغراء الطرف الغير المؤمن للطرف الآخر المؤمن فليترك أحدهما الآخر لأن الزواج ليس استعباد طرف لآخر ولكنه مشاركة ورغم هذا الأنعام البولسي لم يصرح القديس بولس لأحد الطرفين أن يتزوج لأنه لا يمكن أن يناقض نفسه إذ يقول في مكان آخر ما سبق أن ذكرته أن الرجل مرتبط بناموس امرأته مادامت امرأته حيَّة والمرأة مرتبطة بناموس رجلها ما دام رجلها حيَّا، فإذا تزوجت بآخر في حياة زوجها أو تزوج الرجل أخرى في حياة امرأته يصبح كلا منهما زانيًا " (550)

 

توضيح:

لتوضيح ما يدَّعيه البعض بالتفسيح البولسي نقول:

1- أن أهل كورنثوس سألوا بولس الرسول عن بعض الأمور الخاصة بالبتولية وزواج الأرامل وزواج المؤمنين والطلاق، وإيمان أحد الطرفين في زيجة قائمة بين طرفين غير مؤمنين فأجابهم بولس الرسول بأمانة قائلًا أن الطلاق سبق أن أعطى الرب يسوع فيه رأيًا صريحًا عندما قال "وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلاَّ لعلة الزنا يجعلها تزني ومن تزوج مطلقة فإنه يزنى" (مت 5: 32) لهذا قال لهم بولس الرسول "وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها" (1كو7: 10) وعن الزيجة القائمة بين طرفين غير مؤمنين ثم آمن أحدهما فقد أجاب الرسول بأمانة بالغة إذ قال لهم "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب.." أي أن الرب يسوع لم يذكر وصية صريحة في هذا، وليس معنى هذا أن هذا الكلام هو كلام بولس الرسول نطق به بدون وحي من الروح القدس لأن "كل الكتاب هو مُوحَى به من الله ونافع للتعليم.." (2تي3: 16)، وليس معنى هذا أن هذا سماح من بولس الرسول وليس من الروح القدس أو ليس من الكنيسة أو ليس حكمًا عامًا يلتزم به جميع المسيحيين في كل آن ومكان.

2- لو عدنا إلى الفقرة من أولها (1كو7: 8-12) نجد بولس الرسول يحدثنا عن عدة فئات من المؤمنين أولهم غير المتزوجين وهؤلاء دعاهم الرسول إلى البتولية (ع8) ثم الأرامل ودعاهم أن يظلوا كما هنُّ، وبعد هذا اتجه بالحديث إلى المتزوجين زواجًا مسيحيا وهؤلاء أوصاهم بعدم الطلاق، وأخيرًا تحدث عن فئة كانت قائمة في القرن الأول الميلادي وهي حالة أسرة غير مسيحية آمن أحد طرفيها دون الآخر وهؤلاء قال عنهم " وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب .." (1كو7: 12) فهو يتحدث عن زواج قائم بالفعل بدليل الآتي:

أ- قال بولس الرسول "إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة" أي متزوجا بالفعل، وليس أخا يبحث عن زوجة لكي يرتبط بها.

ب- " وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها " فقول بولس الرسول "لا يتركها" تعنى أنها مرتبطة به وتعيش معه.

ح- " وإلاَّ فأولادكم نجسون " أي أن هذا الارتباط مرَّ عليه وقتًا طويلًا حتى أنجبوا أولادًا.

د- " إن فارق غير المؤمن فليفارق " فهنا يسمح الإنجيل بالفراق لأن هذه الزيجة لم تتم في ظل الشريعة المسيحية بينما المسيحية لا تسمح بالطلاق إلاَّ لعلة الزنا.

3- أوصى معلمنا بولس في نفس الأصحاح أن الزواج لا بُد أن يتم بين طرفين مسيحيين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. "المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حيًّا ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط" (1كو7: 39) وفي الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس يقول "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أيَّة خلطة للبر والإثم.. وأيَّة شركة للنور مع الظلمة. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال. وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. وأيَّة موافقة لهيكل الله مع الأوثان. فإنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله أنى سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء فإذ لنا المواعيد أيها الأحباء لنُطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (2كو 6: 14-7: 1).

فالإنسان المسيحي الذي تبرَّر بدم المسيح كيف يختلط بالإثم؟ والإنسان المسيحي الذي هو نور للعالم كيف يجتمع مع الظلمة؟! والمسيح الساكن فينا كيف يتفق مع بليعال الساكن في أبناء الظلمة؟! وكيف يلتقي الإنسان المسيحي الذي هو هيكل مقدس لله مع الإنسان غير المسيحي الذي هو هيكل لسكنى الشيطان؟!

وهل بعد كل هذه التعبيرات القوية الصريحة والقاطعة يعود البعض ويتجنَّى على معلمنا بولس الرسول ويقول أنه منحنا تصريحًا وسماحًا وتفسيحًا لنلقى بأنفسنا في أحضان العالم فنكتوي بناره ونهلك بهلاكه؟!!

4- أليس الزواج سرًّا مقدسًا من الأسرار السبعة؟! ألا يقر الأخوة الكاثوليك بهذا ويعترفون أن الروح القدس يحلُّ على العروسين فيوحّدهما في جسد واحد؟! فكيف يحلُّ روح الله في الإكليل على طرف غير مؤمن لا يؤمن أصلًا بالثالوث القدوس ولم يعتمد ولم يدهن بالدهن المقدس وليس له علاقة بروح الله القدوس؟! وهل إلى هذه الدرجة تهاونت كنيسة روما بهذا السر المقدس حتى أنها تصلى على الطرف المسيحي داخل الكنيسة بمفرده وأما الطرف الآخر المتمسك بأباطيله تصلى عليه خارج الكنيسة أولا تصلى على الإطلاق، بل وتسمح لرجل الدين الغير مسيحي أن يشارك في الشعائر الدينية، وأكثر من هذا أنه وصل بهم الأمر إلى قولهم بأن حضور القس أو الشماس الإنجيلي الإكليل دون أن يقيم أي شعائر أو صلوات فهو كافٍ لإتمام سر الزيجة. ثم بعد هذا ترسل الكنيسة الطرف المسيحي وغالبًا ما يكون هذا الطرف هو ابنة المسيح لكيما تعيش مع ابن بليعال..؟! يا للأسف.. أليست هذه علاقة غير مقدسة تحللها كنيسة روما وتُسكّن ضمير الفتاة بما يدعونه التفسيح البولسي..؟! ويا لحسرتك أيها الكاروز العظيم إذ ترتكب روما الإثم باسمك!!

ثم قولوا لي يا إخوتي الكاثوليك الذين تؤمنون باللامعقول.. كيف يكون حال أسرة كهذه قد بنيت على الرمال وبعيدة كل البعد عن صخر الدهور؟ كيف يعيشان معًا؟ كيف يصليان معًا؟ كيف يقرآن الكتاب المقدس معًا؟ كيف يصومان معًا؟ وإلى أي بيت عبادة يذهبان معًا؟ وكيف يُعيِدان معًا؟ وعندما ينجبان أطفالًا يتبعون من منهما؟ عندما يرى الأولاد تضاربًا في المبادئ وتعدُّدا في العقيدة فلا يعرفان أيهما الحق وأيهما الباطل ألا يفقدون الثقة بكل عقيدة؟

5- توافق الكنيسة الكاثوليكية على الزواج المختلط بشرط أن لا يكون هناك خطرًا على إيمان الطرف الكاثوليكي ولا على إيمان الأولاد، وبلا شك أن الخطر موجود موجود ومن ضحت بالمسيح من أجل شاب أحبته حتى لو الكنيسة الكاثوليكية باركت ما لم يباركه الله فإنها لن تلبث طويلًا متمسكة بصليبها الذي يرى فيه الطرف الآخر أنه كفر وعثرة وجهالة، فعندما يصير الخطر مكشوفًا وينتهي الطُعم اللذيذ المذاق الذي وضعه الشيطان في سنارته، وتفوق ابنة المسيح من غفوتها وتريد ان تتحرَّر من أسر الشيطان فتطلب من زوجها الانفصال فيجيبها: لا انفصال ولا طلاق لأن الطلاق بإرادتي أنا المنفردة وأنت ما عليك إلى الطاعة سواء برضاكِ أو رغمًا عن أنفك بحكم ديني وحكم قانون بلدي.. تُرى من يكون مسئولا عن هذه المأساة..؟! وماذا يكون تصرف هذه السيدة المسكينة عندما ترى زوجها قد تزوج بثانية عليها وثالثة ورابعة؟! وماذا تفعل عندما ترى انحرافات زوجها الأخلاقية وزناه ولا تملك الانفصال عنه بل هي مُجبَرة على معاشرة هذا الزاني.. تُرى من هو المسئول عن هذه الكارثة..؟! وأين الكنيسة الكاثوليكية التي أدخلتها في هذه المصيدة الفولاذية وذاك الفخ الذي لا نجاة منه؟!!

6- وإن كان شر البليَّة ما يضحك، فإن ما يضحك في الزواج المختلط أمرين:

أ- تشترط الكنيسة الكاثوليكية حرصًا منها على استقرار الزواج وقدسيته إتمام الصيغة القانونية في حالة ارتباط طرف كاثوليكي بطرف أرثوذكسي لئلا يحدث في الأمر شيئًا، وكان الطرف الأرثوذكسي يُعدُّ خطرًا أو شرًّا أكثر من الوثني، فجاء في قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني " تحاشيا لبطلان الزيجات المعقودة بين كاثوليك شرقيين من جهة، ومُعمَدين شرقيّين غير كاثوليك من جهة أخرى (طرف أرثوذكسي) ورغبة في تأمين استقرار الزواج وقدسيته وتأمين السلام في الأسرة. فقد قرَّر هذا المجمع أن الصيغة القانونية لمثل هذه الزيجات إجبارية من باب الشرعية الطقسية فقط. أما لأجل صحة الزواج فيكفى حضور أي رجل دين مع مراعاة سائر أصول الشرع الأخرى" (551)

ب- أما الأمر الثاني المضحك فهو ما صوَّره المجمع الفاتيكاني الثاني من قدسية الزواج، وأنه التقاء الطرفين بالمسيح، وهذا الزواج على مثال إتحاد المسيح بالكنيسة، وعلى الزوجين أن يكونا شاهدان للإيمان المسيحي وعليهما أن يربيَّا أولادهما في الإيمان المسيحي.. إلخ. وقلت في نفسي وهل يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تحل معضلة كهذه وهي كيف تحقق كل هذه الأمور في أسرة صنعتها ورب الأسرة لا يعترف بكل هذا؟!! ونذكر هنا بعض ما أورده المجمع الفاتيكاني الثاني:

* " 48- قداسة الزواج والأسرة: (ب).. وكما قطع الله فيما مضي عهد محبة ووفاء لشعبه هكذا يلتقي اليوم مخلص البشرية بالزوجين المسيحيّين في سر الزواج. وهو يبقى معهما حتى يستطيعا بهبة ذاتيهما أن يتحابا في أمانة دائمة تمامًا كما أحب هو نفسه الكنيسة وبذل ذاته لأجلها. أن الحب الزوجي الأصيل ينبثق من الحب الإلهي، وتوجهه وتثريه قدرة الفادي الخلاصيَّة في الكنيسة بحيث يتجه الزوجان بحبهما الفعَّال للرب.. " (552)

* " المتزوجون المسيحيون يعبرون بقوة سر الزواج عما بين المسيح والكنيسة في وحدة سرية وحب خصب ويشتركون فيه (أف5: 32) ويتعاونون ليصلوا إلى القداسة في الحياة الزوجية وفي ولادة البنين وتربيتهم " (553)

* " ففي الأسرة يجد الزوجان دعوتهما الخاصة أن يكونا شاهدين للإيمان ومحبة المسيح، الواحد أمام الآخر وكلاهما أمام أبنائهما. أن الأسرة المسيحية تعلن بأعلى صوتها عن فضائل ملكوت الله" (554)

* " وعلى المتزوجين والوالدين المسيحيين.. أن يلقنوا بمحبة أبناءهم الذين رزقهم إياهم الله التعاليم المسيحية والفضائل الإنجيلية " (555)

* " فالزوجان المسيحيان.. أول من يهتم بنقل الإيمان لأبنائهما وتربيتهم عليه " (556)

ج- والأمر الثالث المضحك أن الكنيسة الكاثوليكية لا توافق على إلحاق أبناءها بمدارس غير كاثوليكية، ففي سؤال من أرملة كاثوليكية لها ثلاثة أولاد ترسلهم ليتثقفوا في مدرسة غير كاثوليكية جاء بالإجابة " على الوالدين أن يحبوا أبناءهم محبة قوامها أن يريدوا لهم الخير، ويبعدوا عنهم كل ضرر روحي وجسدي.. وعليه فإنه محظور على الوالدين تحت طائلة الإثم الثقيل، أن يرسلوا أولادهم إلى مدارس غير كاثوليكية.. إرسالها الأولاد إلى مدرسة غير كاثوليكية فهو محظور عليها أيضًا تحت طائلة الإثم الثقيل، إذا كان ثم خطر قريب يلحق ضررًا بإيمان الأولاد وآدابهم، ولا يعذرها إلاَّ سبب قاهر " (557) ولا أدرى أيهما أخطر على الإيمان الكاثوليكي مدرسة غير كاثوليكية أو زوج غير مسيحي؟!!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(541) حوارات مسكونية الطبعة الثالثة عشر ص91.

(542) مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي ص57.

(543) المرجع السابق ص572.

(544) المرجع السابق ص602، 603.

(545) المرجع السابق ص603.

(546) مجموعة الشرع الكنسي ص200، 201.

(547) المرجع السابق ص225.

(548) المرجع السابق ص593.

(549) مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي ص 610، 611.

(550) إيماننا القويم ح1 ص104، 105.

(551) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - مرسوم في الكنائس الشرقية (18) ص460.

(552) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - الكنيسة في العالم المعاصر (48) ص84.

(553) المرجع السابق - دستور عقائدي (11) ص332.

(554) المرجع السابق - دستور عقائدي (35) ص356.

(555) المرجع السابق - دستور عقائدي (41) ص363.

(556) المرجع السابق - قرار مجمعي رسالة العلمانيين (11) ص255.

(557) فتاوى لاهوتية - الأب نعمة الله مطر ص126-128.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/non-believers-marriage.html

تقصير الرابط:
tak.la/nrv2zc3