St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

300- أولًا : الحبل بلا دنس: الرد على البدعة من وجهة النظر الأرثوذكسية

 

St-Takla.org Image: Statue of Saint Mary - Assisi Cathedral of St. Rufino, Assisi, Italy. Built nearly in the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 24-25, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال السيدة مريم العذراء - صور كاتدرائية القديس روفينو (كاتدرائية أسيزي)، أسيزي، إيطاليا. وقد بُنِيَت في القرن الثاني عشر تقريبًا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 24-25 سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: Statue of Saint Mary - Assisi Cathedral of St. Rufino, Assisi, Italy. Built nearly in the 12th century. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 24-25, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال السيدة مريم العذراء - صور كاتدرائية القديس روفينو (كاتدرائية أسيزي)، أسيزي، إيطاليا. وقد بُنِيَت في القرن الثاني عشر تقريبًا. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 24-25 سبتمبر 2014

بادئ ذي بدء نقول أن هناك فارق بين الحبل بلا دنس والميلاد البتولي، فالمقصود بالحبل بلا دنس بحسب رأى الإخوة الكاثوليك هو ولادة مريم العذراء دون أن ترث الخطية الأصلية الجدَّية التي سقط فيها آدم وتوارثتها الأجيال. أما الحبل البتولي فالمقصود به ولادة يسوع المسيح بدون زرع بشر وبدون الخطية الجدَّية وهذا أمر لا خلاف فيه حتى مع غير المسيحيين.

بين الرفض والقبول : حكى الأب مكسيموس كابس قصة غريبة فقال "حدث أن الدنماركيين بدأوا يُعيِدون هذا العيد في الثامن من شهر ديسمبر وكان ذلك في الجيل (القرن) الثاني عشر، فاغتاظ "Guillaume " ملك إنجلترا.. أرسل لهم أحد الكهنة لكي يرد عليهم (كي يوضح لهم خطأ عقيدة الحبل بلا دنس، سافر الكاهن ذاهبًا إلى الدنمارك فكاد القارب الذي كان يركبه أن يغرق فصرخ وقال "يا عذراء" فظهر له شيخ مهيب فقال أنى مُرسل من قبل التي أنت طلبت شفاعتها.. فهل تَعدْ بأنك تعيد (عيد الحبل بلا دنس) الذي أنت ذاهب لتلاشيه؟! فقال الكاهن في أي يوم تريده؟! فقال في الثامن من ديسمبر.. فوعدَّ بذلك وعندئذ هدأت العاصفة ورأى نفسه أنه بالقرب من الشاطئ الذي ركب منه أي شاطئ إنجلترا الذي تركه فنزل وحكى للملك ما حدث.. " [219] وهنا السؤال : هل يمكن أن ننشئ عقيدة بناء على رواية شخص حتى ولو كانت هذه الرواية تتعارض مع الكتاب المقدس؟!

وظلت هذه العقيدة لقرون طويلة تتذبذب بين الرفض والقبول، فقد رفض القديس أغسطينوس هذا الرأي مما عطل قبول الآخرين له، فيقول الأب أوغسطين دوبره لاتور " هكذا لم يُسلم (القديس) أوغسطينوس أن مريم كانت بلا خطيئة منذ الحبل بها لأنها حُبل بها بعلاقة جسدية. لقد كانت عقيدة أوغسطينوس مدة طويلة عقبة في وجه علماء اللاهوت في الغرب (ومنهم القديس توما الإكويني) دون أن يسلّموا بالحبل بمريم بلا دنس " [220] إذًا هذه العقيدة رفضها كثير من علماء اللاهوت في الغرب مثل بيرنرد كليروفوس الذي مات سنة 1153، وتوما الإكويني الذي مات سنة 1274 وغيرهما.

ويقول القمص باسيلي فانوس ".. أصدر البابا الكسندروس السابع بيانًا بشأن [عيد الحبل بالعذراء مريم منزهة عن الخطيئة الأصلية] في 8 ديسمبر سنة 1660 [ راجع دنزنجر رقم 2015،2016،2017] وفي سنة 1663م أوفد قداسته الأب بسّون اليسوعي لاستطلاع رأى البطاركة الكاثوليك في الشرق فيما يختص بهذه العقيدة، فقام بجولة زار فيها البطاركة الشرقيين، وكتب كل بطريرك معبرًا عن رأيه في كتاب بخط يده ومذيل بتوقيعه. وهذه الوثائق محفوظة في مكتبة الفاتيكان " [221]

وفي بداية القرن الرابع عشر أخترع يوحنا دون سكوب فكرة الفداء بالوقاية أي أن الله افتدى العذراء مريم من الخطية الأصلية بالوقاية أي لم يترك الخطيئة الأصلية تسكن فيها، فيقول القمص باسيلي فانوس {جاء اللاهوتي الفرنسيسكاني- العلامة الدقيق يوحنا دون سكوت (+1308) مشيرًا إلى طريق الحل النهائي والصحيح، مدافعًا عن براءة مريم العذراء من الخطيئة الأصلية منذ لحظة الحبل بها، بأدلة قاطعة وحاسمة لا تقبل الجدل. فعلم أن بث الحياة لا يجب أن يَسبق فعل التبرير فكلاهما متلازمان في الزمن، وهكذا أدخل دون سكوت فكرة الفداء بالوقاية، ونجح في التوفيق بين تنزيه مريم عن الخطيئة الأصلية وضرورة الخلاص للبشر أجمعين (أي أن العذراء مريم تحتاج للخلاص) فالوقاية من المنبع من حالة الخطيئة الأصلية هي أكمل أنواع الفداء، وكان المسيح جديرًا أن يفتدي أمه بهذه الصورة. وقد تبنَّت الرهبنة الفرنسيسكانية هذا التعليم ووقعت بحرمٍ معلّمة ومدافعة عن العقيدة والعيد (عيد حبل حنة) ضد الرهبنة الدومنيكانية " [222] والأمر الغريب الذي يورده القمص باسيلي فانوس قول القديس اندراوس فيقول " وتُنشِد الكنيسة البيزنطية في اليوم التاسع من شهر كانون الأول (ديسمبر) ما ترنم به القديس أندراوس أسقف مدينة كريت : أيتُها القديسة حنَّة، إننا نعيد اليوم لحبلك، لأنكِ قد أُطلقتِ من القيود العقرية، حبلتِ.. وسِعتِ الذي لا يَسعه مكان " [223] والذي لا يسعه مكان هو ابن الله الذي حلَّ في الحشاء البتولي فمن الذي حبل بابن الله هل حنة أم العذراء مريم أم الاثنتان؟!

ويستكمل القمص باسيلي فانوس عرض هذه العقيدة فيقول:

" وفي الشهر سبتمر سنة 1439م قرَّر مجمع بال في دورته السادسة والثلاثين أن مضمون فكرة الحبل بمريم منزهة من دنس الخطيئة الأصلية تطابق المعتقد الكاثوليكي، وأنه يجب الاحتفال بهذا العيد في الكنيسة بأسرها.. وكلما تقدمت الأيام زاد هذا الاعتقاد رسوخًا حتى أن البابا سكستوس الرابع سنة 1476م أصدر منشورًا خاصًا يُناشد فيه المؤمنين على أهمية الاحتفال بعيد الحبل بمريم، كما أذاع منشورًا آخر في سنة 1482م منع فيه الفريقين المتجادلين (الدومنيكان والفرنسيسكان) من التراشق بالأحكام والتأديبات (دنزنجر 734،735).. جاء في كتاب الفرض الذي وضعه البابا بيوس الخامس سنة 1567 عبارات صريحة واضحة تدل على مفهوم الحبل بمريم برئية من حالة الخطيئة الأصلية " [224]

وفي سنة 1562م حرم المجمع التريدنتيني في جلسته الخامسة وقانونه الثاني كل من يقول بأن البشرية لم ترث الخطية الجدَّية من آدم ولم يستثنى من هذا مريم العذراء فقال: "من قال أن تعدي آدم أضرهُ وحدهُ ولم يؤذِ ذريته، وأن القداسة والبر اللذان تلقاهما من الله وفقدهما إنما فقدهما (آدم) وحده ولم نفقدهما نحن أيضًا فيه. أو أن ما جناه بمعصيته من الإثم إنما أثَّر في جميع النوع البشرى موتًا وقصاصًا جسديًا

فقط ولم يورثهم الخطية التي هي موت النفس فليكن محرومًا " [225]

وفي سنة 1825م قالت إحدى الراهبات في باريس بأن العذراء مريم ظهرت لها واقفة على كرة الأرض وتحت أقدامها رأس الحية مسحوقه، وحولها اثنتا عشر نجمة مضيئة، وحولها كتابة بأحرف من نور " يا مريم الحبلى بها بلا دنس صلى لأجلنا نحن الملتجئين إليك "، وقالت الراهبة أن العذراء طلبت منها أن تصنع أيقونة بهذا المنظر، فصنعتها وأسموها الأيقونة العجائبية، وصدق الكثيرون هذه الرواية مع أنه من المعروف أن الذي سحق رأس الحية هو السيد المسيح وليست العذراء مريم، ولو كان هناك أي رجل أو امرأة قادرة على سحق رأس الحية ما كان هناك داعي للتجسد والفداء

وفي سنة 1849م عُلِق على جدران كنائس "دبلين" Dublin إعلان يناشد المؤمنين بالصلاة لكيما يتوصل بابا روما إلى نتيجة حسنة في الفحص اللاهوتي الذي سيتم لموضوع الحبل بلا دنس.

وبينما قبِل الرهبان الفرنسيسكان هذا الرأي فقد رفضه الرهبان الدومينيكان، فيقول الأب أوغسطين دوبره لاتور " فالمدرسة الفرنسيسيَّة هي التي عن يد القديس بونافانتورا (ولا سيما دون سكوت) سلّمت بالحبل بلا دنس إذ عدَّت افتداء مريم لا على أنه تحرير من حالة خطيئة سابقة بل حفظ من كل خطية " [226]، وأرسل البابا بيوس التاسع (1846-1878) ثلاث كرادلة لتسوية هذا النزاع، وهم الكاردينال دمونتي وستناكروشي وبول، فأستحسن دمونتي رأى الفرنسيسكان واستحسن ستناكروشي رأى الدومينيكان ورفض بول الإدلاء برأيه، ولكن الفرنسيسكان بشعبيتهم الكبيرة هيأوا الشعب لقبول رأيهم في الحبل بلا دنس (راجع الحبل بلا دنس القس يؤانس كمال).

وهكذا قَبِل البعض هذه العقيدة لرأى خاص لا يعبر عن الكنيسة، فالبابا بيوس لم يوافق على عبارة " ما مِنْ أحد منزَّه عن الخطية الأصلية إلًا المسيح" وقال "أن هذا الكلام غير صحيح لأن العذراء والمسيح هما الاثنان في مستوى واحد من هذه الجهة " (محاضرات قداسة البابا شنوده الثالث بإكليريكية الإسكندرية في 2/3/1996م).

وفي سنة 1854م أغرى حزب الأولترا مونتان البابا بيوس التاسع بإعلان هذه العقيدة، وحزب الاولترا مونتانيست عبارة عن مجموعة منتشرة في كل البلدان الكاثوليكية يمثلون الاتجاه الكاثوليكي الصارم، ويعتبرون أن السلطة البابوية هي السلطة الوحيدة على الأرض وعلى كل المسيحيين الخضوع له، فهو الحافظ الوحيد والمفسر المعصوم من الخطأ، وكل الموجودين خارج الكنيسة الكاثوليكية أو يقاومونها أو يقاومون رأسها البابا لا يمكنهم أن يأملوا بالخلاص، ويُعرف الاولترانتانيون بالتعصب ليس ضد المذاهب الأخرى فقط بل ضد كل من يخالفهم في الرأي.. سمع البابا بيوس التاسع لهم ووزع رسالة عامة على جميع الأساقفة وضح فيها رأيه في التعليم عن الحبل بلا دنس وفوضهم في معرفة رأى الشعب، وعندما طمأنه الأساقفة جميعهم حدَّد يوم 8 ديسمبر سنة 1854م للاحتفال بإعلان هذه العقيدة (راجع تاريخ الكنيسة المسيحية للمطران الكسندروس جحا مطران حمص وتوابعها ص674، 675).

وجاء نص بيان بيوس التاسع كالآتي:

"أننا بسلطان سيدنا يسوع المسيح والرسولين الطوباويين بطرس وبولس وبسلطاننا نُعلن ونُحدد أن الطوباويَّة مريم العذراء قد حُفِظت مصونة من الخطية الأصلية وعُصمت منها منذ اللحظة الأولي من الحبل بها، وذلك بنعمة وإنعام فريدين من الله القدير بالنظر إلى استحقاقات يسوع المسيح فادي الجنس البشرى، وهذا التعليم عقيدة إيمانية مُوحى بها من الله، ومن ثمَّ يجب على المؤمنين جميعًا أن يؤمنوا بها إيمانًا راسخًا دائمًا، وإذا تجاسر أحد لا سمح الله وأفتكر خلاف ما حددناه فليعلم مُحَققًا أنه يكون كافرًا ومحرومًا ومقطوعًا من شركة الكنيسة، وتحل به عقابات القصاص إذ تجرأ وأظهر فكره لفظًا أو خطًا أو بطريقة أخرى خارجية أية كانت " [227]

وفي سنة 1858م قالت فتاة راعية ماشية تدعى "برندات" أن العذراء ظهرت لها في مغارة لورد، وعندما سألتها الفتاة عن اسمها أجابتها العذراء "الحبل بلا دنس".. ولكن هل يمكن بناء عقائدنا على مجرد رواية لإحدى الفتيات؟!.. ولماذا لا يكون قصد العذراء أنها حَبَلت بيسوع المسيح بلا دنس أي الحبل البتولي وليس الحبل بلا دنس الخاص بولادتها هي؟!

ولكي يُثبّت الكاثوليك هذه العقيدة صنعوا لها عيدًا كما رأينا هو عيد " الحبل بلا دنس " في اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر، وقال البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939) سنة 1937م في ختام رسالته العامة عن الشيوعية " بشفاعة العذراء المنزهة عن دنس الخطيئة الأصلية التي سحقت رأس الحية القديمة، ولازالت للمسيحيين ملجأ أمينًا وحصنًا منيعًا " [228]

وقال البابا بيوس الثاني عشر (1939-1958) عن العذراء مريم أنها " كانت في عصمة من كل خطية سواء خطية شخصية أو أصلية.. إن انتصار مريم على الشيطان ما كان ليتم كاملًا لو أن مريم كانت يومًا تحت سلطانه، وبالتالي كان عليها أن تدخل إلى هذا العالم منزهة عن الخطيئة الأصلية " [229]

وذكر المجمع الفاتيكاني الثاني في وثائقه :

"وأخيرًا في نهاية حياتها على الأرض، انتقلت العذراء النقية التي عصمها الله من وصمة الخطيئة الأصلية " [230]

والبابا بولس السادس في التوجيه الرسولي المؤرخ 2/2/1974م يقول : " أن قداسة العذراء كانت كاملة منذ لحظة الحَبَل بها منزَّهة عن الخطيئة الأصلية (توجيه رسولي مؤرخ 2 فبراير سنة 1974م صفحة 54،55) " [231]

وقال البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته " أم الفادي " : " أن مجد النعمة هذا قد تجلّى في والدة الإله لكونها أُفتديت بشكل فائق واستثنائي. فبقوة غنى نعمة الابن الحبيب واعتبارًا لثمار الفداء الذي جاء به من سيكون أبنًا لها، حُفظت مريم من أرث الخطيئة الأصلية " [232]

ويقول الأب شكرالله مراد : " أن مريم البتول لم توجد ولا برهة واحدة من الزمن مُلطَخة بسقطة آدم. بل من أول برهة حُبِل بها وُجدت بريئة من دنس الخطية الأصلية.. أن كل البشر حُبِل بهم بالخطية الأصلية ما خلا يسوع وأمه " [233]

وقد أورد القمص باسيلي فانوس قول ايدلفونسيوس " وترنَّم القديس ايدلفونسيوس

بعظمة العذراء قائلًا : أن الطوباوية مريم قد وجُدت بريئة من وصمة الخطيئة الأصلية، فقد نبتت كفرع مقدس، ونجت من جرثومة الطبيعة البشرية الفاسدة، لأن إبن الله سبق فأختارها من بين سائر الأجيال لتكون أمًا له " [234]

وقال البعض أن ولادة مريم العذراء بدون الخطية الجديَّة يعتبر الشكل الأشد أصالة للفداء فيقول الأب أوغسطين دوبره لاتور " ولذلك أفتُديت العذراء مريم من خلال الحبل بلا دنس لأنها من حلقة الفداء. لا بل أنها المثال التام والنموذجي للفداء. قال الأب راهْيز {أن حِفظِها من الخطيئة الأصلية هو الشكل الأشد أصالة للعذراء وأسمى بركة} " [235]

 

الأدلة الكاثوليكية على الحبل بلا دنس : يسوق الإخوة الكاثوليك عدَّة أدلة لإثبات هذه العقيدة وهي:

1- النبوة التي وردت في سفر التكوين "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تك3: 15) فالمقصود بالمرأة هي مريم العذراء، فكيف تنتصر مريم على الشيطان لو دخلت في ملكيته لحظة واحدة؟.. يقول القمص باسيلي فانوس:

"أن هناك معركة بين حزبين أو معسكرين لكل منهما قائد : فقائد الحزب الأول الذي يسحق رأس الحية القديمة هي العذراء مريم (المرأة) باعتبارها أم المسيح الفادي، وقائد الحزب الآخر الذي يخاصم حزب المرأة هو إبليس.. ها أني أجعل عداوة بينك وبين المرأة لأن المرأة (مريم) ستشترك مع نسلها (ابنها يسوع) في سحق رأس الحيَّة.. والشيطان قاتل الناس منذ البدء (يو8: 44)، فهو يضل المسكونة ويخدعها (رؤ12: 9)، ومريم هي التي شنَّت عليه الحرب الضروس وسحقت رأسه بقدمها الطاهر البريء (مختصر اللاهوت العقائدي لودفيح أوت ج2ص 113).. ولما كان العداء مع إبليس مستحكم وجب أن تكون المرأة، قائد الجيش الذي يقاوم إبليس، منزهة عن كل شر، لأنه إذا كانت الصداقة على إبليس قوامها الخطيئة، فبعكس ذلك تنشأ وتقوم العداوة معه، بالعصمة من الخطيئة " [236] ويقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي "حتى أنها إذا استمرَّت ناجية من تبعية المعصية وسالمة من دنس كل خطيئة استطاعت أن تحارب الحية الجهنمية المتكبرة وتغلبها منتصرة عليها " [237]

 

توضيح :

مَنْ الذي يسحق رأس الحية؟ هل المرأة أي العذراء مريم أم نسل المرأة الذي هو المسيح؟ هل العذراء المخلوقة أم المسيح الخالق؟ وأيهما تتصور أن يكون قائد الكنيسة ورأسها والذي سحق رأس الحية بصليبه هل السيد المسيح أم العذراء مريم؟

دعنا يا صديقي نأخذ بعض العبارات التي ذكرها القمص باسيلي فانوس لإثبات أن الوحيد الذي يسحق رأس الحية هو المسيح فقط حيث يقول :

" وعليه يكون المسيح وحده هو نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية بواسطة الصليب.. [ ونشكره لأنه أورد بعض أقوال الآباء التي تثبت هذه الحقيقة ] فيقول القديس يوستينوس (163+) {منْ تلك العذراء سيولد ذاك الذي أعده الله لهلاك الثعبان وأتباعه} (موسوعة الآباء اليونانيين M G مجلد 6 عمود711) ويقول القديس ايريناؤس (203+) {ذاك الثعبان الناهش القتَّال، الذي أبعد الإنسان عن درب إلهه، كان له الظفر إلى أن جاء ابن مريم فسحق رأسه} (موسوعة الآباء اليونانيين M G مجلد 6 عمود 958،964،1175) " [238]

لقد كان من المستحيل أن تنتصر السيدة العذراء على إبليس الحية القديمة بدون عمل المسيح الخلاصي على الصليب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. كما أن المقصود من النبوة هو انتصار السيد المسيح نسل المرأة على الشيطان. أما تصوير مريم بأنها مع أبنها في حالة عداوة شديدة مع الشيطان وهى منتصرة عليه فهذا تحميل للآية أكثر من معناها، لأنه لو كان هذا قصد الكتاب لقال " المرأة مع نسلها (أو المرأة ونسلها) يسحقان الحية ". أما القول بأنه ليس من المعقول أن تنتصر مريم العذراء على الشيطان لو دخلت في ملكيته لحظة واحدة فنقول أن الحرب بين الإنسان والشيطان سجال والعبرة بالنهاية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- يسوق الأخوة الكاثوليك بعض آيات سفر النشيد للتدليل على عقيدة الحبل بلا دنس، فيقول القمص باسيلي فانوس :

"{كالسَوسَنة بين الأشواك كذلك خليلتي بين البنات} هذه الآية يفسرها القديس ألفونس دي ليجوري بقوله {أنت ابنتي بين البنات كزهرة الزئبق بين الأشواك، لأن البنات كلهنَّ مدنسات بالخطيئة، أما أنتِ يا مريم فبريئة منها وخالية من كل عيب} وما الشوك إلاَّ تعبير عن الخطايا التي تمزق النفس وتجرحها، وإن دلًّ على شيء فهو يَدُل على الخطيئة الأصلية باعتبارها سبب ومصدر كل الخطايا.. وفي نش6: 8 لكن حمامتي كاملة.. ويقول القديس الفونس دي ليجوري {إن مريم هي من بين تلك الأنفس الحمامة الطاهرة الخالية من الخطيئة، هي الكاملة البريئة من دنس المعصية الأصلية، وأنها الوحيدة التي حُبِل بها في حالة النعمة} وفي نش6: 9 {من هذه المشرقة كالصبح، الجميلة كالقمر، المختارة كالشمس، المرهوبة كصفوف تحت رايات}.. وكيف تكون مريم قد أحرزت هذا الانتصار والجمال والبهاء منذ صبح وجودها، لو كانت نفسها قد تلطَّخت لحظة واحدة بالخطيئة؟ وكيف تكون مرهوبة كصفوفٍ تحت راياتٍ من الأبالسة والشياطين لو كانوا انتصروا عليها وأصبحت تحت سيطرتهم ولو للحظةٍ واحدة من الزمن؟ " [239]

ويقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي "{كالسوسنة بين الشوك كذلك خليلتي بين البنات} (نش2:2) فماذا يراد يا ترى بالشوك إلاَّ الخطايا التي تجرح وتمزّق النفس ولا سيما الخطيئة الأصلية بما أنها منبع سائر الخطايا. وماذا يراد بالسوسنة سوى بهجة وعَرِف الطهارة. فإذا خليلة الروح القدس والسوسنة بين الشوك هي مريم الطاهرة وحدهما بين النفوس الخاطئة" [240]

 

توضيح :

 سفر النشيد سفر رمزي يعبر عن العلاقة بين السيد المسيح العريس والكنيسة عروسه المطهرة بدمه، وأيضًا يعبر عن العلاقة بين النفس البشرية المُطهَّرة بدم الفادي وبين الفادي عريس هذه النفس، وإذا أخذنا الآيات السابقة على أنها تشير لأمنا العذراء القديسة الطاهرة مريم فهي تشير إليها كوالدة الإله بعد أن حلَّ عليها الروح القدس وطهرها وقدسها ونقاها من الخطيئة الأصلية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- الآية التي ذكرها معلمنا لوقا الإنجيلي " قال لها الملاك السلام لك يا ممتلئة نعمة " (لو1: 28)، وقالوا لماذا دعاها الملاك بأنها ممتلئة نعمة إلاَّ لأنها خالية من الخطية كلية؟ يقول القمص باسيلي فانوس " فإن الملاك قبل أن يبشرها بالحبل الإلهي بادر بتوجيه التحية إليها قائلًا {السلام يا ممتلئة نعمة} والامتلاء من النعمة يتعارض مع أي خطيئة من أي نوع كانت، لذلك فإن العذراء ممتلئة نعمة قبل البشارة وقبل نزول كلمة الله إليها، وكيف تكون العذراء ملوَّثة النفس بالخطيئة الأصلية وفي الوقت نفسه يدعوها الملاك {يا ممتلئة نعمة} " [241] ويقول الأب الفونس جبرائيل " ولما كانت الخطيئة الأصلية حُكْم عَمَ على كل جنس البشر، فإننا نتساءل هل من استثناء لهذا الحكم؟ لقد خصَّ الله بعض أصفيائه القديسين بالتطهير من الخطيئة الأصلية بينما كانوا في أحشاء أمهاتهم مثل ارميا ويوحنا المعمدان، فماذا عن العذراء مريم؟ هل وُلِدت فاقدة النعمة أسيرة لإبليس؟ إذا كان الجواب بنعم فكيف يتفق هذا وقول الملاك [ يا ممتلئة نعمة ]؟ " [242]

 

توضيح :

الملاك دعاها ممتلئة نعمة ليس لأنها خالية من الخطية الأصلية بل " لأنك قد وجدت نعمة عند الله " (لو1: 30) وما هي هذه النعمة؟ " ها أنت ستحبلين وتلدين أبنًا وتسمينه يسوع.. الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك.. " (لو1: 31-35).. لقد امتلأت أليصابات من الروح القدس وكذلك يوحنا المعمدان في بطنها (لو1: 41-45) ومع ذلك فإن أي منهما لم يخلُ من الخطية الجدَّية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- قول أليصابات للعذراء "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك" (لو1: 42) دليل على أن العذراء حُبل بها بلا دنس. فيقول القمص باسيلي فانوس " فصاحت (أليصابات) بصوت عظيم وقالت {مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك} (لو1: 41) فالبركة التي تشترك فيها العذراء هي نفسها البركة التي تُسنَد إلى الابن الإلهي، فمريم مباركة كما أن ابنها مبارك، ولما كانت بركة يسوع كاملة، كذلك كانت بركة أمه فكلاهما على صعيد بركة واحدة " [243]

وجاء في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني:

"كما أن امرأة كانت سببًا لجلب الموت كذلك امرأة ستكون سببًا لرد الحياة. وينطبق هذا القول بطريقة رائعة على أم يسوع التي أفاضت على العالم الحياة عينها المجددة للكل، وقد زينها الله بمواهب تلائم وظيفتها السامية. فلا عجب إذن أن يجرى على لسان الآباء القديسين وصف أم الله بأنها كلية القداسة ومنزهة عن كل وصمة خطيئة، إذ كوَّنها الروح القدس وصاغها خليقة جديدة. وهذه عذراء الناصرة، إذ تزينت منذ أول لحظة من الحبل بها بضياء قداسة فريدة، قد حياها الملاك المرسل من قبل الله بأنها [ ممتلئة نعمة ] (لو1: 28)" [244]

 

توضيح :

لا ترتبط البركة بالخلو من الخطية الجدَّية بدليل: أن نوح بعد خروجه من الفلك باركه الله "وبارك الله نوحًا وبنيه وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" (تك9: 1) مع أن نوحًا وبنيه كانوا يحملون خطية آدم. كما قال الله لإبراهيم " فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك العنة وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " (تك12: 2،3) ومع هذا فإن إبراهيم وُلِد بالخطية الجدَّية، والواقفون على جبل جرزيم باركوا بنى إسرائيل في العهد القديم " إن سمعت لصوت الرب إلهك.. مباركًا تكون في المدينة ومباركًا تكون في الحقل. ومباركة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك وثمرة بهائمك.. " (تث28: 1-6) ومن الطبيعي أن كل الذين سمعوا لصوت الرب نالوا البركة مع أنهم ورثوا الخطية الأصلية ومع أن أليصابات طوَّبت العذراء مريم قائلة " مباركة أنت في النساء ومبارك هو ثمر بطنك " ولكن ليس معنى هذا أن مستوى البركة واحد ومتساوي، فإن البركة بالنسبة للسيد المسيح أمر طبيعي بحكم طبيعته الإلهية فهو الله مصدر كل بركة، أما العذراء مريم فهي تستمد البركة من ابنها، والبركة بالنسبة للسيد المسيح كاملة وأما البركة بالنسبة للعذراء مريم مهما عظمت فهي نسبية، وقد أود القمص باسيلي فانوس نفسه مثالًا يؤكد هذه الحقيقة فقال " فالمسيح وحده هو {مملوء نعمة} واشتركت والدته في هذا الامتلاء، مع الفارق أن امتلاء يسوع بالنعمة أمر تتطلبه طبيعته الإلهية، فهو ممتلئ بالنعمة من ذاته، أما امتلاء العذراء بالنعمة أمر لا تتطلبه طبيعتها البشرية، وعليه فإن امتلاءها من النعمة مِنحة خاصة أُعطيت لها منه تعالي} " [245]

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- الكتاب المقدس لم يذكر خطية واحدة للسيدة العذراء.

 

توضيح :

وهل ذكر الكتاب قصة حياة السيدة العذراء بالتفصيل؟! كلا.. بل ذكر القليل جدًا عنها، هذا بالإضافة إلى أن الكتاب المقدس لم يشر صراحة إلى ولادة العذراء مريم بدون أن ترث خطية أبينا آدم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- أن مريم العذراء وُلِدت بدون أن ترث الخطية الجدَّية لتأكيد عدم وراثة أبنها يسوع للخطية. ويقول القمص باسيلي فانوس "ولما كانت مريم أول من استفاد من سر الفداء، لذا وُلدت منزهة عن كل خطيئة فإنها بكر الخليقة المفتداة وذلك حتى يتسنى للمسيح الفادي أن يتَّخذ جسده من جسدها، تسري فيه دماء من دمائها، في طبيعة بشرية كاملة وطاهرة عتيدة أن تتحد بالكلمة في وحدة لا تنفصم" [246]

ويقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي "الله عصمها من غضبه ومن أن تلحق بها خطيئة آدم. فخُلقت مزَّينة بالنعمة المبرَّرة وذلك إجلالًا لابن الله آدم الجديد المزمع أن يتجسّد في أحشاء الطاهرة مريم العذراء التي هي حواء الجديدة.. لتكون مسكنًا لائقًا بابن الله وأمًّا لائقة بهِ لئلا يكون تجسده من أم معيبة بجريرة الآثم والمعصية ولئلا يستطيع لوسيفورس أن يعيره بأنه وُلِد من أم كانت في وقت من الأوقات أسيرةً له وخاضعة لسلطتهِ الجهنمية وعدوة لله. حاشا لأم الله من هذا العيب " [247]

 

توضيح :

عدم وراثة يسوع المسيح له المجد للخطية الجدَّية أمر أوضحه الإنجيل تمامًا في قصة ميلاده من عذراء بطريقة فريدة لم ولن تحدث، بالإضافة إلى أن الملاك أوضح للسيدة العذراء عمل الروح القدس في التجسد إذ ظلَّل عليها وطهَّرها ونقَّاها وقدَّس مستودعها من أي خطية، لذلك اتخذ منها ربنا يسوع جسدًا مقدسًا لم تشوبه أي شائبة من الخطية. أما ولادة العذراء بدون أن ترث الخطية الجدَّية حتى لا تورّثها لابنها فمجرد تفكير بشري يفتقر إلى الدليل الكتابي. بل كما سنرى أنه لا يتفق مع سر الفداء.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- من الطبيعي أن المرأة تلد بالمشقة " تكثيرًا أكثّر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادًا " (تك3: 16). أما السيدة العذراء فإنها ولدت بدون ألم لأنها لم ترث خطية آدم (راجع اللاهوت المريمي ص72).

 

توضيح :

من الواضح أن العذراء مريم ولدت ربنا يسوع المسيح بدون ألم، وأيضًا بكارتها ظلت مختومة بطريقة فائقة للطبيعة، والسرُّ في هذا أنها ولدت إبن الله متجسدًا بدون زرع بشر، وليس السبب في هذا أنها لم ترث الخطية الجدَّية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8- احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشهر كيهك وما يتلى فيه من مدائح وما يمارس فيه من طقوس يؤيد الحبل بلا دنس.

 

توضيح :

لا يوجد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أي عيد على مدار السنة باسم عيد الحبل بلا دنس، ولا يوجد في طقس الكنيسة ما يؤيد هذا، والمدائح والترانيم وإن كانت تحمل شيئا من المغالاة فهذا يعكس شدَّة محبتنا لأمنا العذراء، وعموما فإن كنيستنا القبطية لا تعتمد في عقائدها على مديحة أو ترنيمة إنما تعتمد على الأسفار المقدسة الموحى بها من الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9- يقولون أن الكتب الطقسية الأرثوذكسية مملوءة بالنصوص التي تشير إلى عقيدة الحبل بلا دنس، ويورد القمص باسيلي فانوس عشرات من هذه الأدلة التي يتصوَّر أنها تشير إلى ولادة العذراء بدون الخطية الجدَّية، ولكنه لم يذكر نصًا واحدًا يذكر صراحة هذه العقيدة، ومن أمثلة الأدلة التي ذكرها الآتي:

أ- " يا مريم حلوّ اسمك في كل الأفواه، بطهارة جسمك فزنا من كل خطاة، وأنت من بطن أمك أختارك الإله، وأنا أقبّل قدميكِ يا جوهر مكنون " (الابصلمودية الكيهكية طبعة إقلاديوس لبيب سنة 1911 ص915) [248] ذكر النص أن الله أختار مريم العذراء من بطن أمها، لكن هل ذكر أنه طهرها من الخطيئة الأصلية؟!

ب- "مختارة من بطن أمك بحلول روح الله الجبار، المولود منك قدوس، تسجد له الرؤساء والأجناد " (المرجع السابق ص394) [249] من المعروف أن هذا المقطع مكون من أربعة أجزاء مثل السابق واللاحق له، وهنا نجد المؤلف قد أغفل وضع فصلة بين الجزء الأول " مختارة من بطن أمك " والجزء الثاني "بحلول روح الله الجبار" وبوضع الفصلة الساقطة (بين أمك، بحلول) نجد أربعة أجزاء والجزء الثاني بحلول روح الله الجبار يعود على الجزء الثالث وليس الأول أي أنه بحلول روح الله الجبار ولدت الله القدوس، ولا يعود على الجزء الأول فليس بحلول الله الجبار أختارك الرب من بطن أمك لأن الروح القدس لم يحل على حنة أمها ولم يحل على العذراء وهى في بطن أمها.

ج- "طوباك يا مريم العذراء لأنك اشتملتٍ بالطُهر منذ كنتِ في الأحشاء " (كتاب دورة عيدي الصليب وطروحات الصوم الكبير والخمسين، طبعة القمص أرسانيوس عطاالله المحرقي سنة 1959م طرح واطس في 21من كل شهر)[250]

والنص لم يصرح بأن العذراء مريم قد تطهرت من الخطيئة الأصلية ولو كان قصد الكاتب هذه العقيدة لأفصح عنها، ولكنه يقصد أن يعبر عن طهارة العذراء مريم الكاملة.

د- "السلام للتي طمست الموت إلى أسفل منذ كانت في أحشاء والدتها المؤمنة " [ وأشار المؤلف أن هذه العبارة وردت في الدفنار طبعة 1922م الذي اهتم بطبعة القس دوماديوس البراموسي، وفي طبعة سنة 1985 بمعرفة لجنة النشر بمطرانية بني سويف وباهتمام وإشراف الأنبا متاؤس أسقف دير السريان لم يورد نيافته هذا الجزء، وأشار إليه في الحاشية (1) ص41 فذكره وقال {هذا لم نورده في المتنْ لعدم اتفاقه مع العقيدة الأرثوذكسية التي تؤمن أن

 العذراء مريم كانت نقية بعمل الله وطاعتها، ليس لأنها وُلِدت هكذا؟؟؟} [251]

ونحن نقول أن هناك بعض النصوص التي ذكرت في الكتب الطقسية أما أنها ذكرت بحسن نية وكاتبها ليس في ذهنه أي فكرة عن عقيدة مخالفة لعقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مثل عقيدة الحبل بلا دنس أو غيرها، وإما أن هذه النصوص قد دُسَّت في كتبنا الطقسية.

ه- "ونحن أيضًا نمجد ميلادك غير المدرك يا والدة الإله، يا أم الرحمة والخلاص تشفعي من أجل خلاص نفوسنا " (من الخدمة الثانية من صلاة نصف الليل) " لكي نمجد ميلادكِ الطاهر في كل شيء " (من الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل) [252]

والمقصود من ميلادكِ غير المدرك، وميلادكِ الطاهر هو ولادتها للسيد المسيح، ولذلك يوجد في الحاشية إشارة للجملة الأولى والثانية " أي ولادتك للمسيح " وفي طبعة بنى سويف يوجد في الحاشية إشارة للجملة الأولى " أي ولادتك للمسيح ميلادًا عذراويًا يفوق العقول "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي3: 16) وأيضًا في الحاشية إشارة للجملة الثانية "أي ولادتك للمسيح ولادة طاهرة من الروح القدس بدون زرع بشر "

و- "هذه جميعها معًا تدلنا على ميلادك العجيب يا مريم العذراء " (الابصلمودية السنوية ثيؤطوكية الأحد قطعة 13) " [253]

وميلادك العجيب الواردة هنا في الأصل القبطي أم بيجينميسي ان اشفيري وتفسيرها الصحيح ولادتك العجيبة، والولادة تعود على ولادتها للسيد المسيح، وليس ميلادها هي من أمها حنة، ولذلك قال، ولو كان يقصد ميلادها هي من أمها لقال امبيمسي وحذف..

 ثم إذا تأملنا القطعة ككل فإنها تربط بين العذراء والمسيح وليس بين العذراء وحنة فتقول " التابوت الغير الدنس المصفح بالذهب من كل ناحية والغطاء الكاروبي " ومن المعروف أن بالتابوت لوحي الشريعة كلمة الله ثم يستكمل " القسط الذهبي المُخْفَى فيه المن هوذا كلمة الآب آتي وتجسد منك - المنارة الذهبية الحاملة النور الحقيقي الذي هو نور العالم الذي لا يُدْنَى منه المجمرة الذهبية الحاملة جمر النار والبخور المختار العنبري عصا هرون التي أزهرت والزهرة المقدسة التي للبخور ".

10- يقولون أن بعض الآباء أشاروا لعقيدة الحبل بلا دنس، وقد أورد الأب أنطون صالحاني اليسوعي والقمص باسيلي فانوس عشرات من هذه الأقوال مثل :

أ- " افرحي يا من طردتِ الموت إلى العمق منذ كانت في أحشاء أمها.. القريبة من اللاهوت الأزلي والثالوث العنصري، الفائقة العلو على المواكب الشاروبيمية، العالية السمو على الصفوف الساروفيمية (للقديس يوحنا الذهبي الفم - البوق الإنجيلي ج2ص334) [254]

تُرى لو كان قصد فم الذهب أن العذراء مريم وُلِدت بدون الخطيئة الأصلية هل كان يغلب في الإفصاح عن هذه العقيدة وشرحها وتفسيرها وذكر الأدلة الكثيرة عليها؟!!.. ما ذكره فم الذهب ليس إلاَّ نوع من التأملات.

ب- " تجسد الكلمة من أطهر بنات آدم جسدًا، وأكرمهم حسبًا، وأشرفهم نسبًا، مريم البتول التي أصطفاها وأنتخبها ونظفها من الأوساخ الدنياوية، ولم يخطر على قلبها بارتكاب معصية أو خطيئة ثم طهّرها بحلول روح القدس عليها، وخلق منها جسمًا أتحد به.. " (ساويرس بن المقفع) [255]

ونحن نقول له أن هذا النص يثبت أن العذراء مريم قد تطهرت من الخطية الجدَّية عند حلول الروح القدس عليها وقت البشارة، فالنص يذكر صراحة " ثم طهّرها بحلول روح القدس عليها " وهنا يأتي السؤال الأول : متى تم التطهير؟ والإجابة : عند حلول الروح القدس عليها، والسؤال الثاني: ومتى حلَّ الروح القدس عليها؟ والإجابة : عند بشارة الملاك لها.

ج- " مريم قد عُصمت من الموت، والعصمة من الموت تقتضي حتمًا العصمة من سبب الموت أي الخطيئة الأصلية " (للقديس ابيفانيوس في القرن الخامس أسقف مدينة كونستانسيا في جزيرة قبرص موسوعة الآباء اليونانيين M G مجلد 42 عمود 729) [256].

ونحن لا نعترف بعصمة إنسان من الخطأ، فلو صح نسبة هذا القول للقديس أبيفانيوس فهو ليس معصومًا من الخطأ، وماذا تأتى معرفة ابيفانيوس في معرفة أوريجانوس ومع ذلك فإن لأوريجانوس أخطاء تدينها الكنيسة.

د- " أننا جميعًا نُولد بالخطيئة الأصلية، ونأتي إلى العالم حاملين هذا العار الذي ورثناه عن أبينا آدم، ما عدا العذراء القديسة التي جاءت لنا بالإله المتجسد " ثم يتساءل قائلًا " هل يُعقل أو هل سُمع قط أن مهندسًا يشيد منزلًا لنفسه، ثم يسلمه لعدوه ليكون أول من يمتلكه أو يسكن فيه " (للقديس كيرلس الإسكندري (+444) العدد السادس من أعمال المجمع الأفسسي) [257].

وهنا نلاحظ أن القديس كيرلس ذكر أننا جميعًا نولد بالخطيئة الأصلية ما عدا العذراء القديسة، ونحن نعترف بأن الروح القدس حلَّ على العذراء مريم وطهرها من هذه الخطيئة الأصلية ولم يذكر القديس كيرلس أن عملية التطهير هذه تمت في أحشاء حنة وقبل ولادة العذراء من بطن أمها، وإن كانت الترجمة العربي تُوحي بهذا فنحن في حاجة للرجوع إلى النص اليوناني ومعرفة معناه وقصد البابا كيرلس عمود الدين.

ه- ويقول الأب انطون صالحاني اليسوعي (الذي اقتبس القمص باسيلي فانوس الكثير منه) :

" فالقديس باسيليوس الكبير يهتف نحوها قائلًا {السلام عليك يا وسيطة الصلح فيما بين الله والبشر}.. والقديس يوحنا الدمشقي في ميمره الأول على ميلادها يهتف نحوها قائلًا {أنك قد وُلِدت أيتها البتول المباركة لتكوني خلاصًا لسكان الأرض كلها} والقديس ثاوفانوس أسقف نيقية يُسلم على العذراء قائلًا {السلام عليك يا مُصِلحة حزن حواء. المنقذة إياها من الغموم} والقديس افرام السرياني يبتهل إليها قائلًا {السلام عليك يا مُصالحة العالم بأسرها مع خالقه} " [258] ومن المعروف أن الوسيط والمخلص والمنقذ هو ربنا يسوع المسيح، فقصد هؤلاء الآباء وغيرهم أن العذراء مريم بابنها كانت وسيطة الصلح، وبابنها خلصت العالم وبابنها أنقذت حواء.. إلخ، ومن المعروف في قواعد اللغة أن حذف المعلوم جائز وصحيح.

وأخيرًا نقول للأخوة الكاثوليك :

هل يوجد مجمع مكاني واحد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يصرح بعقيدة الحبل بلا دنس؟

هل يوجد أي مجمع مسكوني صرح بعقيدة الحبل بلا دنس؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

والآن نطرح بعض الأسئلة التي توضح لنا الأمر على حقيقته :

س1: هل يمكن الإفلات من الخطية الجدَّية؟

ج : لا يمكن الإفلات من الخطية الجدَّية إلاَّ بدم المسيح " لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع " (1كو15: 22) والموت جاز من آدم إلى جميع الناس " من أجل ذلك كإنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع " (رو5: 12)، " فإنه كما بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة " (رو5: 18) فلماذا لم يستثنى الكتاب المقدس مريم العذراء من هذا الموت؟!.. يقول القديس أثناسيوس الرسولي "إذا لم يُمت الإنسان لا يكون الله عادلًا ولا صادقًا".

 

س2 : إن كانت مريم العذراء وُلدت من أب وأم ولادة طبيعية وليس ولادة معجزية من الروح القدس فكيف خَلُصت من الخطية المتوارثة؟

ج : عندما نقول أن مريم وُلِدت بدون الخطية الجدَّية فمعنى هذا أن أبويها لم يكونا من نسل آدم أو أن آدم وحواء لم يخطئا، وكلا الفرضين غير صحيح.. لقد وُلِدت مريم العذراء ولادة طبيعية لذلك يَصدُق عليها قول داود النبي " هانذا بالآثام صُوّرت وبالخطية حبلت بي أمي" (مز51: 5)، فداود النبي وُلِد بالخطية الجدَّية رغم أن الكتاب شهد له قائلًا " وجدت داود ابن يسي رجلًا حسب قلبي الذي يصنع كل مشيئتي " (اع13: 22).. لم يفلت إنسان قط من خطية آدم لذلك قال الكتاب " من هو الإنسان حتى يزكو أو مولود المرأة حتى يتبرَّر" (أي15: 14).

 

س3 : هل مريم العذراء كانت تحتاج إلى الفداء؟

ج : يقرُّ الكاثوليك بهذا فقد ورد في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني " وقد نالت (مريم العذراء) الفداء بطريقة سامية نظرًا لاستحقاقات ابنها، واتحدَّت به اتحادًا وثيقًا لا ينفصم.. ولكنها ظلت في الوقت عينه مرتبطة بجميع البشر المفتقرين إلى الخلاص لأنها من ذرية آدم " [259]

وكما يقول الأب أوغسطين دوبره لاتور: " فإذًا لم تعرف مريم الخطيئة وإذا كانت قديسة بجملتها فمع ذلك قد نالت هي نفسها الخلاص من الخطيئة والقداسة بموت ابنها وقيامته، فهي إذًا من الجنس البشرى الذي أُفتدِى وخَلُص. لا بل هي أول من أُفتدِى وخَلصُ " [260]

ويقول القمص باسيلي فانوس " فالعذراء وإن كان محكومًا عليها -أسوة بباقي البشر -أن يُحبل بها بالخطيئة الأصلية أي أن تسري عليها حالة الطبيعة البشرية الخاطئة، وبالتالي كانت أيضًا بحاجة إلى فداء، فإن الله القدير قد بادر بفدائها فعلًا ولكن بطريقة أسمي وفاعلية أقوى، فقد عصمها منها.. وعلى ذلك نقول أن الفداء الذي عمَّ البشرية كلها، قد شمل مريم أيضًا، ولكن بنوع أشرف وأكمل، إذ بينما تبرر الناس أجمعين بعد السقوط في الخطيئة والإثم، بُرِرَّت مريم العذراء قبل السقوط فيها، ومعنى ذلك أن سر الفداء كان لنا علاجًا ودواء، في حين أنه كان بالنسبة لمريم مناعة ووقاية وحماية وعصمة تحتميها من التلوث بجريرة أبوينا الأولين " [261]

" وإن كانت مريم قد خضعت لناموس الخطيئة الأصلية لانحدارها من أبوين بشريين، فإن الله قد تدخل بوجه خاص بنعمته حتى لا تتسرب هذه الخطيئة إلى من أعدَّها وإصطفاها لتكون أمًا لابنه الحبيب الكلمة المتجسد " [262]

فلو كانت مريم العذراء بلا خطية فما حاجتها للفداء؟! ولو تدخل الله في خلاصها من الخطيئة الأصلية بطريقة خاصة فلماذا لم يفعل ذلك في كل القديسين عوضًا عن التجسد والصلب والموت والقبر والقيامة؟!!

 

س4 : ما معنى " الفداء "؟

ج : معنى الفداء أن نفس تموت نيابة عن نفس، فعندما يفدى إنسان آخر من الموت فهو يموت عوضًا عنه، فلو كانت العذراء حُبِل بها بلا خطية فما حاجتها للفداء؟!

 

س5 : لو كانت العذراء فلتَّت من الخطية الجدَّية بدون الصليب فلماذا لم يستخدم الله هذه الطريقة مع الآخرين عوضًا عن رحلة التجسد والآلام والعذاب والموت والقبر والقيامة؟ ولماذا لم يُعمَم الله هذا الأمر مع جميع البشر؟!!

 

س6 : إن كانت العذراء مريم بلا خطية متوارثة فكيف أعلنت حاجتها للخلاص أمام أليصابات "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 47) وما الداعي لابتهاج مريم العذراء إذا كانت خالية من الخطية الأصلية والفعلية؟ ولماذا دعت الله مخلصها وهو لم يخلصها على عود الصليب؟

 

س7 : إن كان القانون الإلهي " بدون سفك دم لا تحدث مغفرة "؟ فكيف نالت مريم العذراء الخلاص من الخطية الجدَّية بدون سفك دم؟!

 

ويجدر الإشارة إلى أن الأخوة الكاثوليك يُدخِلون يوحنا المعمدان وارميا في الولادة بلا خطية جدَّية، فيقولون أنهما تكونا بالخطية الجدَّية وتطهرا منها قبل ولادتهما من البطن، وفي هذا يقول الأب أنطون صالحاني اليسوعي {بما أنه (الله) كلي النقاوة لم يُرد سوى أم نقية.. وبما أنه كلي القدرة كان في إمكانه أن يحقق ما يريد.. فإذا قد خلقها على التأكيد والتحقيق بلا عيب ولا دنس لا أنه طهرها فقط بعد أن تدنَّست كما طهّر ارميا ويوحنا المعمدان} " [263] ويقول القمص باسيلي فانوس {ولا يخفى على أحد أن الله تعالى قد خصَّ بعض أصفيائه القديسين بالتطهير من الخطيئة الأصلية بينما كانوا في أحشاء أمهاتم، مثل يوحنا المعمدان الذي تبرَّر وهو في بطن أمه، فارتكض مُتهللًا في لحظة تطهيره، وكان ذلك بمناسبة زيارة العذراء مريم لنسيبتها القديسة أليصابات، وقيل بحق وصواب أن ارميا النبي قد تطهَّر في جوف أمه، استنادًا إلى قول الرب له : {قبل أن أصوّرك في البطن عرفتُك، وقبل أن تخرج من الرحم قدَّستُك، وجعلتك نبيًا للأمم}، ويُستفاد من ذلك أن هؤلاء القديسين قد ظلوا في أحشاء أمهاتهم في حالة الطبيعة البشرية الخاطئة، وهى حالة الخطيئة الأصلية، ثم تطهرَّوا منها قبل ولادتهم} "[264]

مع العلم بأن يوحنا المعمدان الذي قال عنه الإنجيلي " ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس " (لو1: 15) فإن شاول الملك قال عنه أيضًا الكتاب "فحلَّ عليه روح الله" (1صم10: 10،11: 6)، وحزقيال النبي قال " وحلَّ على روح الرب " (حز11: 5) فهل تطهَّر شاول الملك وحزقيال النبي من الخطية الجدَّية؟! قطعا لا، وكما قال الله لأرميا النبي " وقبلما خرجت من الرحم قدستك " (ار1: 4) فإن الله أيضًا أفرز شاول الطرسوسي من بطن أمه " ولما سرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته " (غل1: 15) وبنفس المنطق فإننا نقول أنه ليس من المعقول أن يفرز الله شاول ويختاره دون أن يطهره من الخطية الجدَّية، فهل يضم الأخوة الكاثوليك شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة إلى قائمة المولودين بلا خطية؟!!

وأخيرًا نحن لا ننسي محبتنا لأمنا العذراء ولكنها محبة حقيقية إنجيلية بدون تطرُّف وبدون إقلال، ويجب أن نذكر أن أبينا البابا كيرلس عمود الدين هو الذي ثبَّت لقب العذراء "ثيؤطوكوس والدة الإلة" في مجمع أفسس المسكوني، وسمَّىَ جميع كنائس مصر باسمها بالإضافة إلى اسم صاحب البيعة، فلو كانت الكنيسة مثلا باسم مارجرجس سابقًا يصبح اسمها العذراء ومارجرجس، وهكذا أصبح اسم العذراء يسبق أي اسم آخر في جميع كنائس مصر، وهو الذي وضع لها الثيؤطوكيات تمجيد والدة الله - السبعة للسبعة أيام، وكنيستنا تمجّد العذراء طوال شهر كيهك وفي صومها، وتطلب شفاعتها، وما أكثر الألحان الخاصة بها في الليتورجيا؟! وما أكثر وأعذب الترانيم الخاصة بها؟!

ويكفينا أن نطمئن إلى صحة عقيدتنا الأرثوذكسية بظهورات أم النور وتجليها على قباب كنيستها في الزيتون لأيام طويلة سنة 1968م، وأيضًا على قباب كنيسة الست دميانة في شبرا سنة 1986م.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[219] مجلة الصلاح السنة السابعة والعشرين عدد 12 سنة 1956م ص468.

[220] خلاصة اللاهوت المريمي ص77.

[221] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص108.

[222] المرجع السابق ص39.

[223] المرجع السابق ص37.

[224] المرجع السابق ص40،41.

[225] بيرون اليسوعي مجلد (2) ص425.

[226] خلاصة اللاهوت المريمى ص84.

[227] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص110، وكلك جميلة للأب شكر الله مراد بتصديق الجليل يوحنا مراد مطران بعلبك ص18، خلاصة اللاهوت المريمي ص82.

[228] رسالة عامة " الشيوعية الإلحادية " ترجمة عربية المطبعة الكاثوليكية بيروت سنة 1937م ص42.

[229] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص111،112.

[230] وثائق المجمع الفاتيكاني - دستور عقائدي في الكنيسة - الفصل الثامن (59)ص378.

[231] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص113.

[232] أم الفادي رسالة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني العامة ص19،20.

[233] كلك جميلة ص14، 16.

[234] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص37.

[235] خلاصة اللاهوت المريمي ص86.

[236] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص55،56،57.

[237] الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة سنة 1926م ص23.

[238] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص55،56.

[239] المرجع السابق ص60-62.

[240] الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة سنة 1926م ص25.

[241] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص183،184.

[242] مجلة الصلاح ديسمبر سنة 1991م ص309.

[243] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص66.

[244] وثائق المجمع الفاتيكاني دستور عقائدي في الكنيسة (56) ص377.

[245] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص67.

[246] المرجع السابق ص29.

[247] الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة سنة 1926م ص10،‍13.

[248] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص166.

[249] المرجع السابق ص166.

[250] المرجع السابق ص166.

[251] المرجع السابق ص187.

[252] المرجع السابق ص188.

[253] المرجع السابق ص189.

[254] الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ص17.

[255] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص165.

[256] المرجع السابق ص86.

[257] المرجع السابق ص83، الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ص12،13.

[258] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص11،‍12.

[259] وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي في الكنيسة الفصل الثامن (53) ص375.

[260] خلاصة اللاهوت المريمي ص83.

[261] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص29.

[262] المرجع السابق ص101.

[263] الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ص26.

[264] مريم العذراء المنزهة عن الخطيئة الأصلية ص26.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/mary-birth.html

تقصير الرابط:
tak.la/a4ks9gd