الآباء اللعازيين:
أراد الرجال الاقتداء بالنساء في خدمة المرضى فنظَّم لهم الأب منصور أخويَّة " خدام الفقراء " لمساعدة الفقراء بإيجاد العمل المناسب لهم، وأيضًا للعناية بالأيتام والمسنين.
وفي سنة 1636م فتح الأب منصور أبواب مدرسة " بونزنفان " لاستقبال الفتيان الذين يرغبون في السلك الإكليريكي حسب توصيات المجمع التريدنتيني [1545-1563] الذي طالب بتنشئة الطلاب الإكليريكيين من سن الثانية عشر، ولكنه وجد الفتيان لا يأخذون الأمر بمأخذ الجد، فبعد أن يتلقين بعض الدروس يتركون المدرسة، ففتح الأب منصور فرعًا آخرًا للشباب سنة 1644م.
وكان هناك دير القديس لعازر في باريس تأسَّس سنة 1122م على مساحة 300 ألف متر مربع لإيواء المصابين بالبرص وكان هذا الدير موضع اهتمام وعناية ملوك فرنسا وباباوات روما، وفي سنة 1632م كان يسكنه أحد عشر راهبًا، فتنازل رئيس الدير عن هذا الدير للأب منصور ورفاقه الذي قَبِل هذا بعد إلحاح شديد، وعندما تسلَّم الأب منصور الدير عاش الرهبان منعزلين في جناح منه، وفتح الأب منصور الدير لرفاقه الذين يهتمون بالفقراء والمرضى والهاربين من ويلات الحروب فدُعوا باسم " الآباء اللعازييَّن " نسبه لدير القديس لعازر الذي يقيمون فيه.
وأخذ الأب منصور ورفاقه يتجولون من قرية إلى أخرى يُعلّمون الشعب الجاهل أمور دينه. كما أنشأ الأب منصور عدَّة أديرة في أماكن متفرقة بفرنسا لنشر الوعي الديني ومساعدة الفقراء وإعالة المرضي في أيام مظلمة يصفها الأب جميل السقلاوي اللعازري قائلًا:
" كانت الحياة الإكليريكية مهنة يمارسها من لا مهنة له، أو من يطمع بأموال الكنيسة فكان الإكليروس بلا آداب والمنابر بلا وعاظ والشعب بلا تقوى والسلطة الكنسيَّة بلا اعتبار، كان بعض الكهنة يذهبون إلى الخمارة بعد الكنيسة وهم لا يزالون في حُلة القداس! لا يطيعون الأساقفة. يجهلون صورة الحل في الاعتراف. يقدسون (يصلون القداس) كلٍ على هواه فيغيَرون ويبدّلون ويخترعون...هذا قليل من كثير" (151)
_____
(151) مارى منصور ص81.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/lazarus-order.html
تقصير الرابط:
tak.la/m7mhhqw