عُقِد هذا المجمع سنة 1311-1312 م. في عهد البابا اكليمنس الخامس رقم (194) [1305-1314] لإلغاء طغمة الهيكليّين. أما قصة ذلك فنذكرها باختصار شديد، فبعد وفاة بنيديكتوس الحادي عشر رقم (193) [1303-1304] سعى فيليب ملك فرنسا إلى تنصيب بابا من أصل فرنسي ليحقق له مطالبه، فوجد ضالته المنشودة في اكليمنس الخامس الذي بعد تنصيبه نقل كرسي البابوية من روما إلى مدينة أفينون في فرنسا سنة 1308م وكان قد سبق أن نقل بعض الباباوات كرسي البابوية إلى هذه المدينة لمدة سبعين سنة سماها البعض بفترة السبي البابوي.
روح الطمع:
اشتهر فيليب بروح الطمع وحب المال حتى أنه طرد اليهود من مملكته بعد أن سلب ممتلكاتهم، وبعد ثماني سنوات سمح لهم بالرجوع ليتاجروا ويكونوا ثروة أخرى ليعود ويسلبها، وإذ اُشتهرت طغمة الهيكليّين بالغنى فكر الملك فيليب في إبادة هذه الطغمة ليسلبها غناها وممتلكاتها.
طغمات الفرسان:
كان هناك ثلاث طغمات من الفرسان لخدمة الزائرين للأراضي المقدسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهم طغمة القديس يوحنا وطغمة الهيكليّين وطغمة الفرسان الجرمانيّين، وهذه الطغمات بدأت بداية حسنة ولكنها انحرفت، فطغمة القديس يوحنا نشأت سنة 1048 م. في أورشليم وسُمِيت هكذا على اسم القديس يوحنا الرحوم بطريرك الإسكندرية ثم غيرت اسمها على أسم القديس يوحنا المعمدان، وكان ديرهم عبارة عن مستشفى للمرضى وملجأ للمحتاجين من زوار أورشليم، وفي سنة 1118م عرض رئيسهم "ريموند دوبري" على ملك أورشليم أن يُشرك رهبانه في الدفاع عن الزوار المسيحيّين والأماكن المقدسة بحد السيف، فوافق ملك أورشليم وأيضًا البابا كاليستس الثاني سنة 1120 م.، وبذلك أصبح من واجبات هذه الطغمة القيام بفضائل الرهبان وفي نفس الوقت إشهار السيف دفاعًا عن الأراضي المقدسة والزوار، وتحوًّلت الطغمة من خدمة المرضى والفقراء إلى جنود حربيّين، وأصبح في الطغمة ثلاث رتب هم الفرسان والكهنة والخدام، ومع الأيام صارت هذه الطغمة غنية جدًا وانحرفت عن الهدف الذي نشأت من أجله... كان أعضاؤها يخرجون اثنين اثنين يلبسون وشاح وصليب أبيض على الصدر، وفسدوا بالغنى والبذخ والإسراف، وبعد ما امتلك صلاح الدين بلاد فلسطين هاجروا سنة 1310م إلى جزيرة رودس وتسموا بالرودسيَّين.
أما طغمة الهيكليّين فقد تأسَّست في أورشليم بالغرب من هيكل سليمان لذلك دُعيت بهذا الاسم، ووافق عليها البابا اونوريوس الثاني سنة 1128 م.، وكان كل رجالها من الجنود المشهورين بالطاعة والعفة والفقر الاختياري وكثرة الصلوات، ولكن بعد أن اغتنت هذه الطغمة تكبرت وصارت قاسية وشريرة تضايق الزوار وتؤذيهم عوضًا عن خدمتهم وتأمينهم والدفاع عنهم.
إحراق الفرسان:
قُدِمت بعض الشكاوى للبابا ضد هذه الطغمة على أنهم يجحدون الإيمان ويعبدون الأوثان وينكرون المسيح ويتفلون على الصليب ويتمرغون في النجاسة، فصرَّح البابا اكليمنس الخامس بأن هذه طغمة ضالة يجب أن تباد، فقام الملك فيليب لوقته بهذه المهمة إذ أحرق منهم 54 فارسًا سنة 1309م، وكرَّر هذا الإحراق حتى وصلت الحرائق التي أشعلها في هذه الطغمة 59 حريقًا، ولكي يبرّر البابا اكليمنس تصرف الملك عقد مجمع فيينا سنة 1311 حيث أمر بإلغاء هذه الطغمة فسرَّ الملك فيليب وأسرع إلى الاستيلاء على ثرواتها وأموالها. أما ممتلكاتها فقد سلمها لفرسان القديس يوحنا واقترض مقابل ذلك مبالغ طائلة منهم، وأخيرًا أحرق الملك فيليب " يعقوب مولابس " رئيس طائفة الهيكليّين في باريس سنة 1314 م.
أما الطغمة الثالثة فهي طغمة الفرسان الجرمانيّين التي نشأت سنة 1190م لمساعدة الزوار الألمان للأماكن المقدسة، وانتقلت سنة 1237 إلى بروسيا حيث اتحدت مع طغمة أخرى تدعى طغمة السيافين، وكان أفرادها يعيشون في فقر وحزم، ولكنهم لما اغتنوا مالوا للرفاهية والكبرياء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/council-vienne-1311.html
تقصير الرابط:
tak.la/grz4a39