St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

83- هل السيد المسيح كان رجل حكيم تعلم فنون السحر من قدماء المصريين فتصوّر اليهود أنها معجزات، ونسبوا له نبوات العهد القديم واعتبروه تجسيدًا لأمنياتهم وآمالهم؟ وهل الجماعة اليسوعية لم تؤلّه يسوع ولم تعبده كإله ولم تعترف بموته الفدائي ولم تتخيل قيامته؟ وهل الأناجيل التي كُتبت بعد أربعين سنة والتي تعتبر مصدر الأساطير يجب مراجعتها؟

 

س83 : هل السيد المسيح كان رجل حكيم تعلم فنون السحر من قدماء المصريين فتصوّر اليهود أنها معجزات، ونسبوا له نبوات العهد القديم واعتبروه تجسيدًا لأمنياتهم وآمالهم؟ وهل الجماعة اليسوعية لم تؤلّه يسوع ولم تعبده كإله ولم تعترف بموته الفدائي ولم تتخيل قيامته؟ وهل الأناجيل التي كُتبت بعد أربعين سنة والتي تعتبر مصدر الأساطير يجب مراجعتها؟

 ويقول "بيرتون ل. ماك" عن إيمان ما أسماه الجماعة اليسوعية التي آمنت بالإنجيل المفقود Q : " فبدأ البعض يفكر به باعتباره حكيمًا، بينما اعتبره آخرون نبيًا، أو ساحرًا.. هذا التحوُّل من الاهتمام بتعاليم يسوع إلى أسئلة تدور حول شخص يسوع، وسلطته، ودوره الاجتماعي أنتجت في نهاية المطاف أساطير متباينة" (614).

 ويرى "بيرتون ل. ماك" أن يسوع كان مجرد معلم وليس مسيحًا منقذًا فيقول: " كان يسوع أكثر شبهًا بمعلم من المدرسة الكلبية، أكثر مما كان مسيحًا منقذًا، أو مسيا.." (راجع المرجع السابق ص 271-273).

 وادعى "بيرتون ل. ماك" أن الجماعة اليسوعية التي آمنت بالإنجيل المفقود (Q) لم يعبدوا يسوع كإله، إنما اعتبروه إنسانًا معلمًا حكيمًا فيقول: " الأمــر المهم حول أناس "Q " هو أنهم لم يكونوا مسيحيين، أنهم لم يعتبروا يسوع "مسيا" أو "المسيح".. أنهم لم يعدُّوا موته مقدَّسًا أو حدثًا مأسويًا، ولم يتخيلوا حتى أنه قام من بين الأموات.. لم يجتمعوا كي يتعبدوا بِاسمه، ويمجدوه كإله، أو ليحتفلوا بذكراه في تراتيل وصلوات وطقوس.. كيف لنا أن نفسر ظهور عبادة المسيح، والأساطير الخيالية للأناجيل السردية..؟ أن "Q " يجبرنا على إعادة النظر في مسألة الأصول المسيحية" (615).

 ويرى "بيرتون ل. ماك" أن القصص الإنجيلية هي أساطير فيقول: " أن "Q " يتحدى عرض العهد الجديد حول الأصول المسيحية من خلال تقديمه عرضًا آخر أكثر قبولًا للسنوات الأربعين الأولى، فالحركة اليسوعية هي جماعة من الناس أكثر قبولًا للتصديق من التلاميذ والمسيحيين الأوائل الذين تصوّرهم الأناجيل السردية.. وهذا عمل خطير لأن القصة الإنجيلية هي حجر الزاوية في العالم الأسطوري المسيحي" (616).

 ويدعو "بيرتون ل. ماك" المسيحيين للاعتراف بأن الأناجيل مجرد أساطير فيقول: " ما الذي لدى الدين المسيحي ليقدمه، بينما نعيد التفكير بكيفية العيش في عالم متعدد الثقافات. من يدري؟ فإذا ما أقرَّ المسيحيون أن إنجيلهم أسطورة فقد يجد آخرون أنه من الممكن أن يتحدثوا معنا حواله"(617).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus appears to his disciples after the resurrection - from "Illustrations of the Life of Christ", "From Christ in Art"; & "The Gospel Life of Jesus", artwork by Alexandre Bida, publisher: Edward Eggleston, New York: Fords, Howard, & Hulbert, 1874. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يظهر لتلاميذه بعد القيامة - من كتب "حياة المسيح المصورة"، "من المسيح في الفن"، و"الحياة الإنجيلية ليسوع"، للفنان أليكساندر بيدا، إصدار إدوارد إجيلستون، نيويورك: فوردز، هاورد وهيلبيرت، 1874.

St-Takla.org Image: Jesus appears to his disciples after the resurrection - from "Illustrations of the Life of Christ", "From Christ in Art"; & "The Gospel Life of Jesus", artwork by Alexandre Bida, publisher: Edward Eggleston, New York: Fords, Howard, & Hulbert, 1874.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يظهر لتلاميذه بعد القيامة - من كتب "حياة المسيح المصورة"، "من المسيح في الفن"، و"الحياة الإنجيلية ليسوع"، للفنان أليكساندر بيدا، إصدار إدوارد إجيلستون، نيويورك: فوردز، هاورد وهيلبيرت، 1874.

ج : 1ـــ ما أكثر آراء الناس في السيد المسيح، وقد سأل له المجد تلاميذه: " مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ فَقَالُوا قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ" (مت 16 : 13، 14)، وفريق آخر قال عنهم الإنجيل: "وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ" (لو 11 : 15).. "فَأَجَاب الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَنًا إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ" (يو 8 : 48). أما رئيس الكهنة فقد رآه مجدفًا يستحق الموت: " فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلًا قَدْ جَدَّفَ. مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ.. قَالوُا إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ" (مت 26 : 65، 66).. هذا كان خلال وجوده بالجسد على الأرض، وبعد موته وقيامته وصعوده، كثيرون أيضًا قالوا عنه أمور عجيبة، فأريوس أنكر ألوهيته وقال أنه مخلوق، وغير مساوٍ للآب، والبعض قال أنه فيلسوف أو حكيم أو مجرد سياسي، والبعض قال أنه مجرد نبي لا أكثر، والبعض قال أنه معلم مرموق حياته خالية تمامًا من الإعجاز ولم يصنع معجزة واحدة ومات ولم يقم، وقال عنه الأدفنتست أنه الملاك ميخائيل، فكون أحد يقول عنه أنه نبي أو ساحر أو معلم في المدرسة الكلبية، فهذا لا يهمنا ولا يشغلنا، لأننا دائمًا نشهد له مع معلمنا بطرس الرسول قائلين: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (مت 16 : 16).. " يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ. كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ. وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ" (يو 6 : 68، 69)، ونسجد له مع الذين كانوا في السفينة وأنقذهم من الموت قائلين: " بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ" (مت 14 : 33)، وكل منا يصرخ مع الخصي الحبشي: " أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ" (أع 8 : 37) (راجع أيضًا يو 9 : 35، 38، 11 : 27، أع 9 : 20، 1يو 4 : 15، 5 : 5، 13).

 

2ــ قلنا ليس لدينا أي مانع من قبول المصدر "Q" الذي حوى أقوال يسوع المسيح، واستقى منه كلٍ من متى ولوقا، على فرض أن مصدر "Q" هو إنجيل متى الأرامي، وقد سبق مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل، فيُرجى الرجوع إلى إجابة س 76.

 

3ـــ الذين يتصوَّرون أنه كان هناك جماعة مستقلة من الكنيسة الأولى أو داخلها، تُدعى الجماعة اليسوعية، وهيَ جماعة غير مسيحية لأنها لا تقر بألوهية المسيح وموته الفدائي وقيامته من الأموات ولا تتعبد له.. ما هو سندهم الكتابي في هذا..؟! ليس لهم أي سند كتابي أو أي إشارة لهم لا في الأناجيل ولا أسفار العهد الجديد ولا أقوال الآباء الرسوليين ولا أقوال الآباء الأولين، وهل يُعقل أن تكون قد قامت جماعة بهذه المفاهيم وصمت التاريخ إزائها فلم يشر إليها من قريب ولا من بعيد؟! ولماذا لم يشر إليها أريوس الهرطوقي ويتخذ رأيها سندًا له؟! وكيف أشارت الأسفار المقدَّسة في العهد الجديد إلى البدع التي ظهرت مبكرًا في الكنيسة مثل بدعة التهود، وبدعة الغنوسية، ولم تشر للجماعة اليسوعية هذه..؟! ولو تصوَّرنا جماعة يسوعية لها هذه المفاهيم، فلا هيَ تؤمن بألوهية المسيح، تلك الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة (مت 16 : 18)، ولا تؤمن بأن الآب بذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك كل مَن يؤمن به (يو 3 : 16)، ولا يؤمنون بقيامته من الأموات ولا ينصاعون لقول بولس الرسول: " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ" (1كو 15 : 14).. فماذا يتبقى لهم من الإيمان..؟! هل يتبقى لهم أقوال يسوع، وما رأيك عن أقوال يسوع عن ألوهيته وموته الفدائي وقيامته؟!!، هل يرفضون هذه أيضًا؟!!

 

4ــ يدّعي الناقد أن الحركة اليسوعية استمرت الأربعين سنة الأولى من المسيحية حتى كُتِبت الأناجيل، وهذه مغالطة لأن الأناجيل بدأت كتابتها بعد نحو 25 سنة من الكرازة بالمسيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقد كلّف السيد المسيح تلاميذه الأطهار بالكرازة بِاسمه: " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ" (مت 28 : 19، 20)، (مر 16 : 15)، وأول من دعى للإيمان بالمسيح وموته المحيي وقيامته كان بطرس الرسول (أع 2 : 23 - 40) فآمن واعتمد ثلاثة آلاف (أع 2 : 41) وانتشر الإنجيل الشفاهي شرقًا وغربًا، وعندما كُتِبت الأناجيل قُبِلت على الفور لأنها جاءت مطابقة للإنجيل الشفاهي وإيمان الكنيسة تمامًا.

 

5ـــ يدعونا "بيرتون" للإقرار بأن إنجيلنا أسطورة حتى نعطي الآخَرين فرصة للتحدث معنا حوله، بعد أنه لم يعد للدين المسيحي ما يقدمه، فلو كان الإنجيل حوى أساطير فكيف لاقى قبولًا وانتشر في العالم كله بمثل هذه السرعة وقوَّض أركان الوثنية..؟! وكيف أيدت السماء الكارزين بصنع القوات والمعجزات والعجائب والآيات..؟! وكيف ارتضى الملايين على مدار تاريخ البشرية أن يضحوا بدمائهم..؟! إن هؤلاء الشهداء ضحوا بحياتهم لإيقانهم بإيمانهم القويــم " لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ" (2تي 1 : 12)، ونحن نعيش في ذات الإيمان: " أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ.. يُنْكِـرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ" (يه 3، 4).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(614) ترجمة محمد الجورا - الإنجيل المفقود - كتاب " ك" والأصول المسيحية ص 6.

(615) المرجع السابق ص 9، 10.

(616) ترجمة محمد الجورا - الإنجيل المفقود - كتاب "ك" والأصول المسيحية ص 264.

(617) المرجع السابق ص 286.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/83.html

تقصير الرابط:
tak.la/8cyy82h