س74 : لماذا لم يذكر كل إنجيل من الأناجيل الأربعة جميع المعجزات والتعاليم الخاصة بالسيد المسيح؟ وهل الوحي نسى بعض المعجزات عندما أوحى لكل واحد من الإنجيليين على حدة؟.. أليس هذا يؤكد أن هذه الكتب لم يوحى بها من الله؟
يقول "علاء أبو بكر": "س 56: ابحث وتدبَّر: هل محتويات الأناجيل والاختلافات التي تحتويها كل قصة وعدم اتفاقهم في تسلسل الأحداث لتدل على أنها من وحي الله، وكذلك اختلافهم في أول معجزة قام بها يسوع، وفي عدد المعجزات، وفي عدد الأمثال التي ضربها عيسى عليه السلام لملكوت الله، بل اختلفوا في تصويرهم لشخص عيسى عليه السلام؟"(543).
كما يقول "علاء أبو بكر": "س 233: تذكر دائرة المعارف الكتابية (مادة عجيبة) أن يسوع قام بعمل 35 معجزة، ولم يذكر إنجيل من الأناجيل هذه الـ35 معجزة:
فقد ذكر متى: 20 معجزة (لم يذكر 15 معجزة).
وذكر مرقس: 18 معجزة (لم يذكر 17 معجزة).
وذكر لوقا: 20 معجزة (لم يذكر 15 معجزة).
وذكر يوحنا: 9 معجزات (لم يذكر 26 معجزة).
فأين إذًا باقي المعجزات؟ مستحيل أن يكون هذا وحي إلهي وينسى أن يذكر كل المعجزات لأحد الأناجيل! وما هيَ الحكمة الإلهيَّة من ذكر أحد الأناجيل لعدة معجزات تختلف عن تلك التي ذكرها الآخر أو الآخرين؟..
وكما اختلفوا في المعجزات وعددها، اختلفوا أيضًا في أول معجزة قام بها إلههم، على الرغم من أن هذا الإله هو الذي أوحى بهذا الكتاب على حد قولهم:
يوحنا: تحويل الماء إلى خمر (يو 2: 1 - 11) وهيَ لم تُذكر عند باقي الإنجيليين الآخرين.
متى: شفاء حماة بطرس (مت 8 : 14-17) ولم يعرف وحي يوحنا عنها شيئًا.
لوقا: شفاء المسكون بروح نجس (لو 4 : 31-37) ولم يعرف عنها شيئًا وحي متى ولا يوحنا.
مرقس: شفاء المسكون بروح نجس (مر 1 : 21 - 28) ولم يعرف عنها شيئًا وحي متى ولا يوحنا.
الجدير بالذكر أن كل معجزات يوحنا لا يعرف عنها باقي الإنجيليين شيئًا إلاَّ إشباع الخمسة آلاف (يو 6 : 1 - 14) ومشي يسوع على الماء (يو6 : 15-21).
أما معجزات يوحنا التي لم يعلم بها وحي باقي الإنجيليين فهيَ سبع معجزات من مجموع تسع معجزات...
وكذلك تفرَّد متى بذكر ثلاث معجزات من مجموع 20 معجزة ذكرها...
وتفرَّد لوقا بذكر خمس معجزات من مجموع 20 معجزة ذكرها...
وتفرَّد مرقس بذكر معجزتين من مجموع 18 معجزة ذكرها...
وكما ترى لم يذكر أحدهم الـ 35 معجزة كلها... ولم يتفق وحي الإنجيليين الأربعة إلاَّ في سرد معجزة واحدة هيَ إشباع الخمسة آلاف... وإن دلَّ ذلك على شيء ليدل على عدم كون هذه الأناجيل موحاة أو بإلهام إلهي وإلاَّ لاتفقت الأناجيل في كل التفاصيل الدقيقة والكبيرة، وليدل أيضًا على أنها بكل تأكيد كتابات نابعة من ذاكرة من كتبها، تبعًا لما عرفه أو سمعه أو احتفظت به ذاكرته، كما أكد علماء اللاهوت ودائرة المعارف الكتابية.
فهل يمكن لإنسان منصف أن يقول بأن هذا الكتاب مُوحَى به من عند الله؟" (544).
ج: 1ـــ هذا السؤال لا يتمشى مع العقل ولا المنطق، إذ كيف يطلب الناقد أربعة أناجيل كل منهما يطابق الآخر تمامًا في ذكر المعجزات والأمثال والتعاليم والأقوال... ما دام هناك تطابق تام بالعبارة والكلمة والحرف... فما الداعي للتكرار..؟! لقد أراد الروح القدس أن يهبنا إنجيلًا واحدًا له أربعة جوانب، واختص كل كاتب بجانب من هذه الجوانب الأربعة التي تكمل بعضها البعض، أمَّا الناقد فيريد أربعة أناجيل متطابقة تمامًا..!! كانت هناك حكمة إلهيَّة أن يهبنا الله إنجيلًا ذو أربعة جوانب يشارك فيه أربعة كتَّاب عوضًا عن إنجيل واحد فقط، وقد سبق الحديث عن هذا الموضوع بالتفصيل، فيُرجــى الرجــوع إلــى إجابة (س 59).
2ـــ وضع كل كاتب هدفًا سعى إليه من خلال إنجيله، فمتى كتب لليهود عن المسيح ابن داود، هو المسيا المُنتظر، ومرقس كتب للرومان عن المسيح ابن الله، وكتب لوقا لليونانيين عن المسيح الفادي صديق الإنسان، وكتب يوحنا للعالم كله وهو يحلق في اللاهوتيات متحدثًا عن اللوغوس كلمة الله المتجسد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان أمام كل كاتِب بحر زاخِر ومحيط شاسع من أقوال وتعاليم وأعمال ومعجزات السيد المسيح، فتخيَّر منها بإرشاد الروح القدس ما يخدم هدفه، ودون التقيد بالتسلسل الزمني.
3ـــ أول معجزة أجراها السيد المسيح له المجد هيَ معجزة تحويل الماء إلى خمـر ممتازة، ولذلك قال يوحنا الحبيب: " هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُه" (يو 2 : 11)، بينما المعجزة الأولى التي ذكرها متى لم يذكر عنها أنها المعجزة الأولى التي صنعها الرب يسوع، وهكذا مرقس ولوقا أيضًا... فلماذا افترض الناقد التسلسل الزمني في ذكر المعجزات، في الوقت الذي يعيب فيه على الأناجيل لأنها أغفلت التتابع الزمني؟! ومنذ القدم لم يكن هناك إلزام لجميع المؤرخين والكتَّاب لإتباع الترتيب الزمني في كتاباتهم، بل كان هناك ترتيبات أخرى يتَّبعها الكاتب، مثل الترتيب الموضوعي وغيره، مما يتناسب مع الهدف الذي يسعى إليه، فمثلًا نلاحظ أن القديس لوقا اهتم بتدوين معجزات الشفاء، وهذا له ما يبرره إذ كان طبيبًا.
4ـــ صنع السيد المسيح معجزات هذه عددها، فمثلًا يقول الإنجيل: " وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ. فَأَخْرَجَ الأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ وَجَمِيعَ الْمَرْضَى شَفَاهُمْ" (مت 8 : 16).. " فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ" (مت 14 : 36).. " لأَنَّهُ كَانَ قَدْ شَفَى كَثِيرِينَ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ لِيَلْمِسَهُ كُلُّ مَنْ فِيهِ دَاءٌ" (مر 3 : 10).. " وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ سُقَمَاءُ بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفَاهُمْ" (لو 4 : 40).. " وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ" (لو 6 : 19)، حتى قال يوحنا الحبيب: " وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ" (يو 20 : 30).. " وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ" (يو 21 : 24، 25)، ومع هذا فإن الإنجيليين الأربعة لم يسجلوا سوى 35 معجزة، بعضها جاء ذكره في أكثر من إنجيل، وبعضها انفرد به إنجيل واحد، وتلاحظ أن هذه المعجزات اُختيرت بعناية شديدة فتشمل سلطان السيد المسيح على الأمراض مهما كانت شدتها وخطورتها، وسلطانه على الأرواح النجسة مهما كان عددها، وسلطانه على الموت، وعلى الطبيعة، وعلى النباتات، وعلى الأسماك، وبعضها معجزات خلق... إلخ، وهذا ما نلاحظه في الجدول الآتي:
م |
معجزة |
متى |
مرقس |
لوقا |
يوحنا |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 |
شفاء الأبرص شفاء غلام قائد المئة شفاء حماة بطرس شفاء رجل من كورة الجدريين شفاء الرجل المشلول شفاء نازفة الدم شفاء الأعمى شفاء المجنون الأخرس شفاء ذو اليد اليابسة شفاء مجنون أعمى وأخرس شفاء ابنة الكنعانية شفاء الصبي من الأرواح النجسة شفاء الأعميان شفاء أعمى أصم شفاء الرجل المجنون شفاء أعمى بيت صيدا شفاء المرأة المنحنية شفاء مريض الاستسقاء شفاء عشرة رجال برص شفاء عبد رئيس الكهنة شفاء ابن خادم الملك في كفرناحوم شفاء المفلوج خلق عينين للمولود أعمى تهدئة العاصفة المشي على الماء إشباع الخمسة آلاف إشباع الأربعة آلف السمكة التي بها أستار تيبس شجرة التين الصيد الكثير تحويل الماء إلى خمر ممتاز الصيد إقامة ابنة يايرس إقامة ابن أرملة نايين إقامة لعازر |
8 : 2 - 4 8 : 5 - 13 8 : 14 - 15 8 : 28 - 34 9 : 2 - 7 9 : 20 - 22 9 : 27 - 31 9 : 32 - 33 12 : 10 - 13 12 : 22 15 : 21 - 28 17 : 14 - 18 20 : 29 - 34
8 : 23 - 27 14 : 25 14 : 15 - 21 15 : 32 - 38 17 : 24 - 27 21 : 18 - 22
9 : 18 - 25
|
1 : 40 - 42
1 : 30 - 31 5 : 1 - 15 2 : 3 - 12 5 : 25 - 29
3 : 1 - 5
7 : 24 - 30 9 : 17 - 29 10: 46 - 52 7 : 31 - 37 1 : 23 - 26 8 : 22 - 26
4 : 37 - 41 6 : 48 - 51 6 : 35 - 44 8 : 1 - 9
11 : 12 - 14، 20 : 25
5 : 22 - 42 |
5 : 12 - 13 7 : 1 - 10 3 : 35 - 38 8 : 27 - 35 5 : 18 - 25 8 : 43 - 48
6 : 6 - 10 11 : 14
9 : 38 - 43 18 : 35 - 43
4 : 33 - 35
13 : 11 - 13 14 : 1 - 4 17 : 11 - 19 22 : 50 - 51
8 : 22 - 25
9 : 12 - 17
5 : 4 - 11
8 : 41 - 56 7 : 11 - 15
|
4 : 46 - 54 5 : 1 - 9 9 : 1 - 7
6 : 19 - 21 6 : 6 - 13
2 : 1 - 11 21 : 1 - 11
11 : 1 - 44 |
5ــــ نطق السيد المسيح بأمثال كثيرة، إذ كانت معظم تعاليمه للشعب بالأمثال، حتى قال الإنجيل: " وَبِأَمْثَال كَثِيرَةٍ مِثْلِ هذِهِ كَانَ يُكَلِّمُهُمْ حَسْبَمَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْمَعُوا. وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ. وَأَمَّا عَلَى انْفِرَادٍ فَكَانَ يُفَسِّرُ لِتَلاَمِيذِهِ كُلَّ شَيْءٍ" (مر 4 : 33، 34)، ومن هذه الأمثال العديدة سجلت لنا الأناجيل الإزائية فقط أربعين مثلًا، انفرد بعض الإنجيليين ببعض منها، كما جاء ذكر بعضها في أكثر من إنجيل، وهذا ما نلاحظه في الجدول الآتي:
م |
المثل |
متى |
مرقس |
لوقا |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 |
لا يضعون مصباحًا تحت المكيال من يبني بيته على الصخر ومن يبنيه على الرمال الرقعة الجديدة على الثوب العتيق الخمر الجديدة في الزقاق العتيق الزارع الحنطة والزوان حبة الخردل الخميرة الكنز المخفي اللؤلؤة الثمينة الشبكة رب البيت الخروف الضال العبد الشرير الكرم والكرامين الابنان الكرامون القتلة وليمة الملك شجرة التين العبد الأمين الحكيم العذارى الوزنات الخراف والجداء الزرع الذي ينمو العبيد الساهرون المدينان السامري الصَّالح الصديق المحتاج الغني الغبي التينة غير المثمرة المتكأ الأخير الوليمة العظيمة بناء البرج الدرهم المفقود الابن الضال الوكيل الحكيم الغني ولعازر السيد والعبد الأرملة اللحوحة الفريسي والعشار |
5 : 14 - 15 7 : 24 - 27 9 : 16 9 : 17 13 :3 - 8، 18 - 23 13 : 24 - 30، 36 - 43 13 : 31 - 32 13 : 33 13 : 44 13 : 45 - 46 13 : 47 - 50 13 : 52 18 : 12 - 14 18 : 23 - 34 20 : 1 - 16 21 : 28 - 32 21 : 33 - 44 22 : 2 - 14 24 : 32 - 35 24 : 45 - 51 25 : 1 - 13 25 : 14 - 30 25 : 31 - 46
|
4 : 21 - 22
2 : 21 2 : 22
4 : 30 - 32
12 : 1 - 11
13 : 28، 29
4 : 36 - 39 13 : 35 - 37 |
8 : 16، 11 : 33 6 : 47 - 49 5 : 36 5 : 37 - 38
13 : 18 - 19 13 : 20 - 21
15 : 4 - 7
20 : 9 - 18
21 : 29 - 31 12 : 42 - 48
19 : 12 - 27
12 : 35 - 40 7 : 41 - 43 10 : 30 - 37 11 : 5 - 8 12 : 16 - 21 13 : 6 - 9 14 : 7 - 14 14 : 16 - 24 14 : 28 - 33 15 : 8 - 10 15 : 11 - 32 16 : 1 - 8 16 : 19 - 31 17 : 7 - 10 18 : 2 - 8 18 : 10 - 14 |
_____
(543) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 3 ص 75.
(544) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص 198 - 203.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/74.html
تقصير الرابط:
tak.la/76p3nxg