St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

69- هل الاضطهادات التي اقترنت بالمسيحية منذ نشأتها أدت إلى اضطرابات في تدوين الأناجيل، وهل جمعت الفلسفة بين المسيحية الناشئة واليهودية والوثنية، فأنتجت آراء مزيَّفة ومقاصد خاطئة؟

 

س 69 : هل الاضطهادات التي اقترنت بالمسيحية منذ نشأتها أدت إلى اضطرابات في تدوين الأناجيل، وهل جمعت الفلسفة بين المسيحية الناشئة واليهودية والوثنية، فأنتجت آراء مزيَّفة ومقاصد خاطئة؟

 يقول "الإمام محمد أبو زهرة": "هذه هيَ الاضطهادات التي قارنت المسيحية في نشأتها، وفي تكوينها وليدًا، وفي تدرجها، وفي عصر تدوينهـا، وروايـة كُتبها... جعلت (هذه الاضطهادات) بعض علماء المسيحيين يعتذرون عن بعض الاضطرابات في الأناجيل بأنها دُوّنت في عصور اضطهاد المسيحية الأولى"(503).

 ويقول "الدكتور أحمد شلبي": " ونختم كلامنا على الأناجيل الأربعة بعبارة مهمة ختم بها باحث غربي دراسته في الأناجيل، وهذه العبارة هيَ: أن فلسفة الإغريق، والقانون الروماني أثَّرا في تدوين الأناجيل، وجعلا الأناجيل لا تمثل حقيقة المسيحية، والباحث المنصف في تاريخ الكنيسة لا يستطيع ولو لحظة واحدة أن ينكر أن آراء مزيّفة، وأغراضًا غير كريمة، ومقاصد خاطئة، كانت أسبابًا رئيسية مسيطرة أحيانًا، دفعت إلى هذا التبديل الذي حدث في الأناجيل"(504).

 وأيضًا يقول "الإمام محمد أبو زهرة": " قال "فندلبند" في ذلك: "أن الفلسفة استخدمت نظريات علوم اليونان لتهذيب الآراء الدينية، وترتيبها والتقدم بالشعور الديني... فأوجدت نظمًا دينية من قبيل ما وراء المادة تتفق مع الأديان المتضادة اتفاقًا يختلف قلـة وكثرة".. إن التاريخ يقص علينا أن الأديان التي كانت في بلاد الرومان ثلاثة: الوثنية الرومانية، واليهودية، والمسيحية الناشئة، فهل عملت الفلسفة على إيجاد ديانة تجمع بين المسيحية واليهودية، وفيها وثنية؟ وهل الوثنية التي تؤمن بالتوراة... وتؤمن بالتثليث وألوهية المسيح وتقدس الصليب، هيَ النظام الديني الجامع بين الأديان الثلاثة..!! إن فلسفة الرومان ترمي إلى إيجاد ألفة بين الوثنية واليهودية ومسيحية المسيح عليه السلام. كما نرى أن فلسفة الإسكندرية تُرجِع العالم في تكوينه وتدبيره إلى ثلاثـة عناصر أو ثالوث مقدَّس: المنشئ الأول، والعقل الذي تولَّد منه كما يتولَّد الولد من أبيه، والروح الذي يتصل بكل حي ومنه الحياة. فإذا عبَّرنا عن المنشئ الأول بالأب، وعن العقل المتولَّد عنه بالابن وعن الروح بروح القدس... لما خرجنا في التسمية عن الصواب" (505).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : 1ــ ظلت الكنيسة تكرز وتبشر بالإنجيل الشفاهي لمدة خمسة وعشرين عامًا، فتسلَّم المسيحيون الإيمان، كل الإيمان، وكامل الإيمان من الآباء الرسل، وعندما كتب هؤلاء الآباء الأناجيل جاءت مطابقة تمامًا لما تسلموه شفاهةً وقد حفظوه في قلوبهم وعقولهم، والذين عاصروا المسيح وعايشوه وعاينوا معجزاته بأعينهم وسمعوا تعاليمه بأذانهم، عندما كُتبت الأناجيل، كان الكثيرون منهم ما زالوا على قيد الحياة، ولم يحتج أحد منهم قط بأن التدوين قد شابه أخطاء أو اضطراب أو لَبس أو عدم فهم، ولم يقل أحد أن ما كُتب في الأناجيل يخالف الحقيقة ولو واحد في الألف، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ومع نهاية القرن الأول كانت قد ظهرت بعض البدع والهرطقات مثل التهوُّد والغنوسية وغيرهما، ولكن ولا واحد من الهراطقة طعن فيما دُوّن في الأناجيل، ومع بداية القرن الثاني كانت الأناجيل قد انتشرت في بقاع العالم بانتشار المسيحية، حتى أن الشهيد الفيلسوف يوستين (100 - 165م) عندما كتب دفاعه للإمبراطور الروماني قال لا توجد سلالة واحدة من البشر، سواء من اليونانيين أو البربر، أي غير اليونانيين، لا يوجد بينهم مسيحيون يقدمون صلواتهم ليسوع المصلوب.

 وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": " أنه في نهاية القرن الثاني، كانت هذه الأناجيل الأربعة (منسوبة للكتَّاب الذين تحمل أسماءهم) متداولة في كل المسكونة، ومستخدمة بلا أي اعتراض في كل الكنيسة، كما كانت على رأس قوائم أسفار الكنيسة، في كل الترجمات وفي كل مكان كان يستخدمها الجميع، ليس آباء الكنيسة (إيرينيؤس، وترتليان، وأكليمندس، وأوريجانوس... إلخ) فحسب، بل استخدمها أيضًا الهراطقة والوثنيون الذين كانوا ينسبونها أيضًا إلى تلاميذ المسيح... كما يقول دكتور موفات: "لقد كانت كتابات متى ومرقس متداولة في نهاية القرن الأول".. وقد استخدم ماركيون الغنوسي إنجيلًا مشوَّهًا من إنجيل لوقا"(506).

St-Takla.org Image: Saint Matthew the Evangelist: Matthew writes his gospel with his attribute, the angel, nearby - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس متى الإنجيلي: وهو يكتب الإنجيل، مع رمزه: الملاك - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Saint Matthew the Evangelist: Matthew writes his gospel with his attribute, the angel, nearby - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس متى الإنجيلي: وهو يكتب الإنجيل، مع رمزه: الملاك - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

 حقًا لم يتفوَّه أحد في القرون الأولى ضد صدق الأناجيل، ولا حتى المبتدعين والهراطقة الذين استخدموا ذات الأناجيل للتدليل على صحة هرطقاتهم، وفي القرن الرابع ظهرت أقوى البدع وهيَ البدعة الأريوسية التي كادت تلف العالم كله، وتصدى لها أثناسيوس ضد العالم، ومع هذا لم يحدث يومًا أن أريوس أو غيره شكَّك في الأناجيل المقدَّسة، فالهراطقة أساءوا فهم النصوص وفسروها تفسيرًا خاطئًا، ولكن لم يطعن أحد منهم في صحة وصدق الأناجيل، فهل ننتظر مَن يأتي في القرن العشرين ليخبرنا بعبارات مبهمة أنه حدث اضطراب فـي تدوين الأناجيل، وأن بعض علماء المسيحيين قدموا اعتذارًا عن هذا!! ولم يصرح الناقد: مَن هم علماء المسيحيين هؤلاء الذين اعتذروا؟!، وهل مَن يعتقد أن هناك اضطرابات وتشويشات شابت تدوين الأناجيل يكون هذا عالمًا من علماء المسيحيين..؟! هل يصح أصلًا أن يُدعى مسيحيًا وهو إنسان يشك في الإنجيل دستور المسيحية؟!، ولم يصرح الناقد أيضًا: ما هيَ هذه الاضطرابات التي حدثت في تدوين الأناجيل..؟! ما مدى تأثيرها، وما هيَ نتائجها..؟! هل أدت إلى تسلل روح الكذب والخداع والزيف في تسجيل الأحداث الإنجيلية؟!

 

2ــ لم تؤثر الفلسفة اليونانية ولا القانون الروماني في تدوين الأناجيل، لأن ثلاثة من الإنجيليين كانوا من اليهود المنغلقين على أنفسهم، فهم لم يكونوا منفتحين تجاه الثقافات اليونانية وقبول العبارات الوثنية وعبادة الإمبراطور... إلخ، والإنجيلي الرابع وهو لوقا لم يخالف إنجيله بقية الأناجيل في شيء، بالرغم من أنه كان أمميًا. وأيضًا لم يكن هناك مساحة متاحة للكاتب ليطبع أفكاره على كتاباته إلى درجة تزيّيف الحقائق وتشويهها، فالأنجيليون لم يكتبوا كتبًا فلسفية، إنما في بساطة شديدة سجلوا ما رأوه وعاينوه وما سمعوه وعايشوه، أنها شهادة شهود عيان لا تحتاج إلى جهد أو تَكلُّف في تدوينها، فإن ما كتبوه سبق أن بشَّروا وكرزوا به وقصُّوه على المسيحيين مئات المرات.

 

3ــ ادعى الناقد أن الفلسفة اليونانية آلفت بين المسيحية الناشئة وبين اليهودية والوثنية، وهذا لم يحدث، لأن الفلسفة اليونانية لم تنتج لنا إنجيلًا، ولم يكن أحد من الإنجيليين من فلاسفة اليونان، إنما هم أُناس بسطاء مدققين آمنوا بالسيد المسيح مشتهى الأجيال ومحط النبوات، عاشوا معه ليل نهار وتتلمذوا على يديه، وسمعوه يقول ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمل... أدركوا أن المسيحية هيَ كمال اليهودية، واليهودية هيَ جذور المسيحية، وأن الناموس هو مؤدبنا للمسيح... في العهد القديم كلمنا الله من خلال الأنبياء، وفي العهد الجديد كلمنا من خلال ابنه (عب 1 : 1، 2). إذًا لا خلاف علـى الإطلاق بين اليهودية والمسيحية، فكليهما من الله الواحد الحقيقي، أمَّا الوثنية فهيَ نبتة شيطانية، فخلف كل وثنٍ شيطان، وجميع آلهة الأمم الوثنية شياطين، فأي شركة للنور مع الظلمة أو للمسيح مع بليعال؟! إذًا القول بأن الفلسفة اليونانية آلفت بين المسيحية واليهودية والوثنية هو قول ضد الحق.

والحقيقة أن الله دبر ترجمة أسفار العهد القديم من العبرية لليونانية في الإسكندرية فبدأ نور التوراة ينتشر بين الأمم، ثم جاء السيد المسيح ليُكمل، فأوصى تلاميذه بأن يكرزوا للخليقة كلها، وقدم الآباء الرسل الكرازة، وتوافقت كرازتهم مع العقل اليوناني الفلسفي، فتحدث يوحنا الحبيب عن "اللوغوس" وهو مصطلح معروف ومقبول لدى فلاسفة اليونان، وأيضًا كان مقبولًا لدى "فيلو" الفيلسوف اليهودي السكندري، كما استخدم يوحنا الإنجيلي مصطلحات أخرى كانت تجد قبولًا لدى الفلاسفة اليونانيين، فقدمها بمفهومها المسيحي، مثل "النور"، و "الحياة"، و "الحق"، وأوضح القديس أكليمنضس أنه لا توجد خصومة بين المسيحية والفلسفة الهيلينية، واستطاعت المسيحية بمهارة فائقة أن توظف الفلسفة اليونانية في نشر رسالتها السامية بين اليونانيين، وأعلن بولس الرسول أن "الإنجيل" هو: "قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ" (رو1 : 16)، وعندما كان في "أثينا" معقل الفلسفة اليونانية ووجد هيكلًا مكتوبًا عليه لإله مجهول، بشَّرهم بالإله الحق على أنه هو الإله الذي يجهلونه (أع 17 : 22 - 31)، وتحدث بولس الرسول عن ثنائية الجسد والروح، وبينما رأى الفكر اليوناني أن الجسد شر وهو سجن للروح، أوضح لهم أن السيد المسيح قدس المادة بتجسده الإلهي... إلخ...

 

4ــ يرى الناقد أن فلسفة مدرسة الإسكندرية رمت إلى إيجاد ألفة بين الوثنية واليهودية ومسيحية المسيح، وهذا بلا شك فكر خاطئ لاختلاف المصدر، فكل من اليهودية والمسيحية مصدرها الله، بينما الوثنية مصدرها الشيطان الذي يعمل دائمًا وأبدًا ضد الله. والذي حدث في مدرسة الإسكندرية هو محاولة المصالحة بين المسيحية والفلسفة على أساس تعاليـم الإنجيل، فأثيناغوراس كان فيلسوفًا أفلاطونيًا يرأس أحد كراسي الموزيم في الإسكندرية، وبدأ في دراسة المسيحية بهدف تدميرها من داخلها بكشف الأخطاء التي شابتها والكشف عن فسادها، فإذ بالمسيحية تُلقي بشباكها فتصطاده، والروح القدس يمسك به بقوة، فيرتد عن غوايته، بل يعلن إيمانه بالإله المتجسد من أجل خلاص البشرية، حدث هذا سنة 176م، وفيما بعد صار مديرًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية.

 كان للبعض مثل "ترتليان" رأي حاد جدًا، حيث أنه رفض أي تقارب بين الفلسفة اليونانية والمسيحية، إذ كيف يصير توافق بين الفيلسوف اليوناني حليف الباطل، وبين المسيحي حليف الحق؟! بينما لم تتخذ مدرسة الإسكندرية موقفًا عنيفًا ضد الفلسفة، إنما رأت فيها بصيص من الحق اختلط بالضلال، فعن طريق هذا البصيص يمكن اقتياد هؤلاء الفلاسفة للحق، والحق يحررهم، وكان هذا رأي القديس أكليمنضس السكندري (150 - 215م)، ويقول المؤرخ "شاف" Schaff : "هدف اللاهوت الإسكندري إلى مصالحة المسيحية مع الفلسفة... مقيمًا هذه الوحدة على أساس الكتاب المقدَّس وتعاليــم الكنيسة" (Schaff, Vol 2. P 779) (507).

 وأجاب "أكليمنضس السكندري" عن السؤال الذي شغل الكثيرين في عصره: هل الفلسفة اليونانية (الهيلينية) تمثل خطرًا على الإيمان المسيحي أم تعتبر مُعين له؟.. فأوضح أكليمنضس أنه لا توجد عداوة بين المسيحية والفلسفة، فالفلسفة بها شعاع من النور الإلهي وإن كان قد اختلط بالضلال، وهذا الشعاع الإلهي يمثل عطية الله لتلك الشعوب الأممية، ولكن الضلال الذي اختلط به زيَّفه وأفسده، وكما أن الله أعدَّ الشعب اليهودي من خلال الناموس ليقودهم للمسيح، هكذا أعدَّ تلك الشعوب الأخرى بالفلسفة لتقودهم للحق، فالفلسفة تمثل مرحلة الطفولة المتعثرة، ولكنها بالمسيحية ترتقي للرجولة في المسيح يسوع.

 ويقول "أحد رهبان برية القديس مقاريوس": " وهكذا صار اللاهوت الإسكندري يهدف إلى مصالحة المسيحية مع الفلسفة... كان يسعى إلى ذلك على أساس الإنجيل وتعاليم الكنيسة... لم يكونوا يرون أن الفلسفة اليونانية خطأ مُطلّق، بل كان تقييمهم من وجهة نظر معينة أن الفلسفة اليونانية كانت عطية الله للعقل البشري (في مرحلة معينة) والمؤدب العقلي إلى المسيح، تمامًا كما كان الناموس لدى اليهود (وفي مرحلة معينة أيضًا) مؤدبهم إلى المسيح.

 والفلسفة بهذه الصورة ليست بالضرورة عدوًا للحق، بل قد تكون – بل وينبغي أن تكون – خادمة للإيمان، وعناصر الحق في الفلسفة اليونانية ترجع في بعضها إلى العمل السري الخفي لكلمة الله في عالم العقل على مدى العصور قبل مجيء المسيح في الشعوب التي لم تتلقَّ الوحي مثل اليهود، وفي بعضها الآخر إلى إلمام الفلاسفة بكتابات موسـى والأنبياء (بفضل الترجمة السبعينية على الأخص)"(508).

 أمَّا عن ربط الثالوث المسيحي بالفلسفة اليونانية، فهو لا يدخل في نطاق بحثنا هذا الخاص بمقدمة عن النقد الكتابي في العهد الجديد، فالمجال لا يتسع هنا، فربما نتعرَّض لذلك مستقبلًا عندما نبدأ النقد الكتابي في الأناجيل إن شاءت نعمة الرب وعشنا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(503) محاضرات في النصرانية ص 38.

(504) مقارنة الأديان 2ـــ المسيحية ص 217.

(505) محاضرات في النصرانية ص 40 - 42.

(506) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 442.

(507) أورده القمص تادرس يعقوب - آباء مدرسة الإسكندرية الأولين ص 14.

 (508) دراسات في آباء الكنيسة ص 158، 159 .


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/69.html

تقصير الرابط:
tak.la/5shjnq9