ج: 1- يُعد كتاب أعمال يوحنا من كتب أبو كريفا التي ادَّعت أنها جاءت مكملة لسفر أعمال الرسل مثل كتب أعمال بطرس، وأعمال أندراوس، وأعمال متى، وأعمال لوقا، وأعمال فيلبس، وأعمال برثلماوس، وأعمال توما، وأعمال تداوس، وأعمال برنابا، وأعمال بيلاطس (راجع مدارس النقد - عهد جديد - مقدمة (2) س134). ويبدو أن كتاب "أعمال يوحنا" كان باكورة كتب الأعمال أبو كريفيه، وأخذت منه كتب الأعمال الأخرى. كتب "أعمال يوحنا" خلال الفترة من 140 - 160م، وجمع بين بعض الأحداث التي وردت في سفر الأعمال القانوني، وبين الأساطير والخرافات والمبالغات، ويوجد تشابه كبير بين "أعمال يوحنا" و"أعمال بطرس" مما يشير إلى أن كاتبهما واحد. وتوجد نسخة من "أعمال يوحنا" باللغة اليونانية فُقد منها الثلث وتبقى الثلثين، كما وجدت نسخة باللاتينية تُعد اختصارًا للنسخة اليونانية المنقحة.
2- ذكر كتاب "أعمال يوحنا" اسم مؤلفه "لاوسيوس" الذي قال أنه تلميذ يوحنا الرسول، وواضح من الكتاب أن "لاوسيوس" مؤلفه مسيحي من أصل مصري وثني، وكان مثقفًا. وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "ويشير أوغسطينوس مرارًا إلى الأعمال الأبوكريفية بأنها كانت تستخدم عند المانيين ووصمها بأنها من تأليف ملفقي الخرافات. لقد قبلها المانيون واعتبروها صحيحة، وفي هذا يقول أوغسطينوس: "لو أن الناس الأتقياء المتعلمين الذين عاشوا في زمن مؤلفيها، وكانوا يستطيعون الحكم عليها، قد أقروا بصحتها، لقبلتها سلطات الكنيسة المقدَّسة". ويذكر أوغسطينوس أعمال يوحنا وأعمال توما بالاسم، كما أنه يشير إلى ليوسيوس هو مؤلف الأعمال الأبوكريفية" (69). كما أن "فوتيوس" بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع في مؤلفه "بيليوتيكا" قدم تقريرًا عن 280 كتابًا قرأها، ومن بينها كتاب عن تجولات الآباء الرسل يشمل على أعمال بطرس ويوحنا وأندراوس وتوما وبولس، ومؤلفها "ليوسيوس كارنيوس" لغتها خالية من النعمة التي تتميز بها الأناجيل وكتابات الرسل، تفيض بالحماقات والمتناقضات والهرطقات، فتُنكر التجسد وصلب المسيح، وأن الذي صُلِب إنسان آخر غير يسوع، ثم يقول "فوتيوس": "بالاختصار يحوي هذا الكتاب عشرات الآلاف من الأشياء الصبيانية التي لا تُصدق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء، المتضاربة، الخالية من التقوى والورع، ولا يجافي الحقيقة كل من ينعتها بأنها نبع وأم كل الهرطقات".
 |
3 - كتاب "أعمال يوحنا" في حجم إنجيل متى، يشمل على 115 فصل فُقد منها الفصول (1 - 17)، ويمكن تقسيم الفصول الباقية كالتالي:
أ - الفصول (18 - 25): تحكي عن زيارة يوحنا الرسول لمدينة أفسس للمرة الأولى، فعندما اقترب من المدينة لاقاه "ليكوميدس" القائد الأول في أفسس وتوسل إليه ليأتي ويشفي زوجته الجميلة "كليوباترا" التي أُصيبت بالفالج، فذهب يوحنا معه، ولكن بسبب حزن ليكوميدس الشديد على زوجته سقط ميتًا، وبصلاة يوحنا شُفيت كليوباترا، كما أن يوحنا أقام زوجها ليكوميدس من الموت، وتحت إلحاحهم أقام يوحنا معهم.
ب - الفصول (26 - 29): عرفانًا بالجميل رسم ليكوميدس صورة ليوحنا الرسول، وضعها في حجرة نومه، وأقام أمامها مذبحًا وأحاطها بالشموع، وعندما علم يوحنا بهذا أعتبر هذا عبادة وثنية وقال له لا تهتم بصورة ميتة لإنسان ميت، بل اهتم بالإيمان والوداعة والمحبة والعفة.
جـ - الفصول (30 - 36): تحكي قصة شفاء امرأة عجوز كما شملت خطاب ليوحنا في ساحة المدينة عن زوال الأمور الأرضية، والمخاطر المدمرة للعواطف البشرية.
د - الفصول (37 - 55): خطاب ليوحنا في معبد أرطاميس، واحتجاج أحد كهنة أرطاميس، فصلى يوحنا فسقط المعبد وقُتل الكاهن المحتج، فآمن كثيرون، ثم أقام يوحنا كاهن أرطاميس المحتج من الموت فآمن وأعتمد، ومن المعجزات التي أجراها يوحنا طرد البق من أحد البيوت، وقد أنهى يوحنا إقامته في أفسس وذهب إلى سميرنا (أزمير حاليًا).
هـ - الفصول (56 - 57): وصول يوحنا إلى سميرنا وشفاء ابن أنتيبتروس.
و - الفصول (58 - 86): انطلق يوحنا من لاودكية إلى أفسس، ثم قصة منفردة من دروسيانا تشمل أمور جنسية فاضحة.
ز - الفصول (87 - 105): حديث ليوحنا عن حياة وموت وصعود يسوع شملت ترنيمة ادعى الكاتب أن يسوع رنمها في العلية في العشاء الأخير، وكان التلاميذ يرقصون حوله، ويرددون القول "آمين".
ح - الفصول (106 - 115): تتحدث عن نهاية يوحنا الرسول، فبعد أن خاطب الإخوة وأتم العشاء الرباني بالخبز فقط، أمر يوحنا بحفر قبره، وصلى للَّه الذي أنقذه من الجنون القذر للجسد، وطلب أن يمر بسلام من ظلمة الموت وأخطاره، واضطجع في القبر وأسلم الروح في هدوء.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- ازدحم كتاب "أعمال يوحنا" بالأفكار الغنوسية والدوسيتية والمانوية، ومن أمثلة ذلك:
أ - ظهور السيد المسيح بأشكال مختلفة (ف 88 - 90) مع تغيّر طبيعة جسده عند اللمس، فتارة تجده جامدًا، وتارة لينًا، وتارة خياليًا فتجوز يدك فيه (ف 89، 93).
ب - السيد المسيح لا ينام: "فلم أرَ عينيه مغمضتين قط ولكنهما على الدوام مفتوحتان" (ف 89)، وعندما كان يمشي على الأرض لم يكن يترك أثرًا لقدميه (ف 93)، وأنه كان قادرًا على أن يظل بلا طعام (ف 93).
جـ - صلب يسوع مجرد مظهر وهمي (ف 97، 99)، وصعوده للسماء حدث مباشرة عقب حادثة الصلب الوهمية، وبالتالي فلا مجال لقيامته لأنه لم يمت أصلًا.
د - سلَّم السيد المسيح تلاميذه تعليمًا سريًا (ف 96)، والسيد المسيح قدم العشاء الأخير بخبز فقط بدون خمر.
هـ - لا مكان لغير المستنيرين بل هم محتقرين "لا تهتموا بالكثيرين واحتقروا الذين خارج السر" (ف 100).
و - حمل السفر في قصة دروسيانا أمور جنسية فاضحة (ف 62 - 86).
هذا من جانب الهرطقات، أما من جهة أخرى فقد حمل السفر صلوات حارة ومشاعر دينية دافئة (ف 112)، والسفر به شيء من الحيوية فتدور الأحداث وكأنها واقعية، مما جعل الكثيرون يتمسكون به. أما الكنيسة فقد رفضت هذا السفر، وأكد على هذا الرفض لهذا السفر المزيَّف مجمع نيقية الثاني سنة 787م، فما أن قرأوا ثلاثة مقاطع منه، حتى حكموا بحرقه، ولذلك لم يصل إلينا هذا الكتاب كاملًا.
_____
(69) دائرة المعارف الكتابية جـ 1، ص43.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/640.html
تقصير الرابط:
tak.la/wkn3qa2
